الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَهُوَ أَبُو بردة بن نيار.
(156)
سراقَة بن مَالك بن جعْشم [رضي الله عنه]
حَدِيث وَاحِد مَذْكُور فِي جملَة حَدِيث لعَائِشَة.
3053 -
من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَنْهَا - وَفِيه مُتَّصِلا بِهِ:
قَالَ الزُّهْرِيّ:
فَأَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن مَالك المدلجي - وَهُوَ ابْن أخي سراقَة: أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه سمع سراقَة يَقُول: جَاءَنَا رسل كفار قُرَيْش يجْعَلُونَ فِي رَسُول صلى الله عليه وسلم وَأبي بكر دِيَة كل رجلٍ مِنْهُمَا لمن قَتله أَو أسره. فَبَيْنَمَا أَنا جالسٌ فِي مجلسٍ من مجَالِس قومِي بني مُدْلِج، أقبل رجلٌ مِنْهُم حَتَّى قَامَ علينا وَنحن جلوسٌ فَقَالَ: يَا سراقَة، إِنِّي قد رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل، أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ سراقَة: فَعرفت أَنهم هم. فَقلت لَهُ: إِنَّهُم لَيْسُوا بهم، وَلَكِنَّك رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا، انْطَلقُوا بأعيننا. ثمَّ لَبِثت فِي الْمجْلس سَاعَة، ثمَّ دخلت فَأمرت جاريتي أَن تخرج فرسي وَهِي من وَرَاء أكمة فتحبسها عَليّ، وَأخذت رُمْحِي، فَخرجت من ظهر الْبَيْت، فخططت بزجه الأَرْض، وخفضت عاليه، ثمَّ أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بِي حَتَّى دَنَوْت مِنْهُم، فَعَثَرَتْ بِي فرسي، فَخَرَرْت عَنْهَا، فَقُمْت فَأَهْوَيْت يَدي إِلَى كِنَانَتِي، فاستخرجت مِنْهَا الأزلام، فاستقسمت بهَا: أضرهم أم لَا؟ فَخرج الَّذِي أكره، فركبت وعصيت الأزلام، تقرب بِي، حَتَّى إِذا سَمِعت قِرَاءَة رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يلْتَفت، وَأَبُو بكر يكثر الِالْتِفَات، ساخت يدا فرسي فِي الأَرْض حَتَّى بلغتا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْت عَنْهَا، ثمَّ زجرتها فَنَهَضت، فَلم تكد تخرج يَديهَا، فَلَمَّا اسْتَوَت قَائِمَة إِذا لأثر يَديهَا عثانٌ سَاطِع فِي السَّمَاء مثل الدُّخان، فاستقسمت بالأزلام، فَخرج الَّذِي أكره، فناديتهم: الْأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حَتَّى جئتهم، وَوَقع فِي نَفسِي حِين لقِيت مَا لقِيت من الْحَبْس عَنْهُم أَن سَيظْهر أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقلت لَهُ: إِن قَوْمك قد جعلُوا فِيك الدِّيَة، وأخبرتهما أَخْبَار مَا يُرِيد النَّاس بهم، وَعرضت عَلَيْهِم الزَّاد وَالْمَتَاع، فَلم يرزآني وَلم يسألاني إِلَّا أَن قَالَ:" أخف عَنَّا " فَسَأَلته أَن يكْتب لي كتاب أَمن، فَأمر عَامر بن فهَيْرَة فَكتب فِي رقْعَة من أَدَم، ثمَّ مضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.