الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن نَافِع:
إِذا رأى أحدكُم الْجِنَازَة، فَإِن لم يكن مَاشِيا مَعهَا فَليقمْ حَتَّى يخلفها أَو تخلفه، أَو تُوضَع من قبل أَن تخلفه ".
وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب وَغَيره عَن سُفْيَان:
إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا لَهَا تخلفكم أَو تُوضَع ".
وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن نَافِع:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِذا رأى أحدكُم الْجِنَازَة فَليقمْ حِين يَرَاهَا حَتَّى تخلفه، إِذا كَانَ غير متبعها ".
2820 -
الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الله بن عَامر بن ربيعَة - وَهُوَ صَحَابِيّ أَيْضا - عَن أَبِيه عَامر بن ربيعَة قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ.
وَفِي رِوَايَة عقيل عَن الزُّهْرِيّ:
رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ على الرَّاحِلَة، يسبح يُومِئ بِرَأْسِهِ، قبل أَي وجهٍ، وَلم يكن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذَلِك فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة.
(90)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي معبد الْمِقْدَاد بن الْأسود
نسب إِلَى الْأسود، لِأَنَّهُ كَانَ فِي حجره، وَقيل:
لِأَن كَانَ حليفه. وَهُوَ ابْن عَمْرو بن ثَعْلَبَة الْكِنْدِيّ رضي الله عنه.
حَدِيث وَاحِد:
2821 -
من رِوَايَة عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار: أَن الْمِقْدَاد بن عَمْرو الْكِنْدِيّ - وَكَانَ حليفاً لبني زهرَة، وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهُ أَنه قَالَ
لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَرَأَيْت إِن لقِيت رجلا من الْكفَّار فاقتتلنا، فَضرب إِحْدَى يَدي بِالسَّيْفِ فقطعها، ثمَّ لَاذَ مني بشجرة فَقَالَ: أسلمت لله، أأقتله يَا رَسُول الله بعد أَن قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَا تقتله ". فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قطع إِحْدَى يَدي ثمَّ قَالَ ذَلِك بعد مَا قطعهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. " لَا تقتله، فَإِن قتلته فَإِنَّهُ بمنزلتك قبل أَن تقتله، وَإنَّك بِمَنْزِلَتِهِ قبل أَن يَقُول كَلمته الَّتِي قَالَ ".
وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: فَلَمَّا أهويت لأقتله قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله.
وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث:
2822 -
أَحدهَا: من رِوَايَة همام بن الْحَارِث عَن الْمِقْدَاد: أَن رجلا جعل يمدح عُثْمَان رضي الله عنه، فَعمد الْمِقْدَاد فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ - وَكَانَ رجلا ضخماً، فَجعل يحثو فِي وَجهه الْحَصْبَاء، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: مَا شَأْنك؟ فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ المداحين فاحثوا فِي وُجُوههم التُّرَاب ".
وَفِي حَدِيث أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن الْمِقْدَاد نَحوه، وَقَالَ:
أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن نحثو فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب. وَلم يسم من قَالَ ذَلِك عِنْده.
2823 -
الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْمِقْدَاد قَالَ: أَقبلت أَنا وصاحبان لي وَقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الْجهد، فَجعلنَا نعرض أَنْفُسنَا على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَيْسَ أحد مِنْهُم يقبلنا، فأتينا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَانْطَلق بِنَا إِلَى أَهله، فَإِذا ثَلَاثَة أعنزٍ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" احتلبوا هَذَا اللَّبن بَيْننَا ". قَالَ: فَكُنَّا
نحتلب فيشرب كل إِنْسَان منا نصِيبه، ونرفع للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَيَجِيء من اللَّيْل، فَيسلم تَسْلِيمًا لَا يوقظ نَائِما، وَيسمع الْيَقظَان، قَالَ: ثمَّ يَأْتِي الْمَسْجِد فَيصَلي، ثمَّ يَأْتِي شرابه فيشرب.
فَأَتَانِي الشَّيْطَان ذَات لَيْلَة، وَقد شربت نَصِيبي فَقَالَ:
مُحَمَّد يَأْتِي الْأَنْصَار فيتحفونه ويصيب عِنْدهم، مَا بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه الجرعة، فأتيتها فشربتها، فَلَمَّا أَن وغلت فِي بَطْني، وَعلمت أَنه لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيل قَالَ: ندمني الشَّيْطَان فَقَالَ: وَيحك، مَا صنعت؟ أشربت شراب مُحَمَّد فَيَجِيء فَلَا يجده، فيدعو عَلَيْك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك؟ وَعلي شملةٌ، إِذا وَضَعتهَا على قدمي ظهر رَأْسِي، وَإِذا وَضَعتهَا على رَأْسِي خرج قَدَمَايَ، وَجعل لَا يجيئني النّوم، وَأما صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلم يصنعا مَا صنعت.
قَالَ:
فجَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَسلم كَمَا كَانَ يسلم، ثمَّ أَتَى الْمَسْجِد فصلى، ثمَّ أَتَى شرابه فكشف عَنهُ فَلم يجد فِيهِ شَيْئا، فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، فَقلت: الْآن يَدْعُو عَليّ فَأهْلك. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أطْعم من أَطْعمنِي، واسق من سقاني " قَالَ: فعمدت إِلَى الشملة فشددتها عَليّ، وَأخذت الشَّفْرَة فَانْطَلَقت إِلَى الأعنز، ايها أسمن فأذبحها لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَإِذا هِيَ حافل، وَإِذا هن حفل كُلهنَّ، فعمدت إِلَى إِنَاء لآل مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم مَا كَانُوا يطمعون أَن يحتلبوا فِيهِ، قَالَ: فحلبت فِيهِ حَتَّى علته رغوةٌ، فَجئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أشربتم شرابكم اللَّيْلَة؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، اشرب، فَشرب ثمَّ ناولني، فَلَمَّا عرفت أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد رُوِيَ وأصبت دَعوته ضحِكت حَتَّى ألقيت إِلَى الأَرْض. قَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِحْدَى سوآتك يَا مقداد " فَقلت: يَا رَسُول الله، كَانَ من أَمْرِي كَذَا وَكَذَا، وَفعلت كَذَا