الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(81)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي الْفضل، الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رضي الله عنه
2775 -
حَدِيث وَاحِد: من رِوَايَة عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي عَنهُ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا طَالب كَانَ يحوطك وينصرك، فَهَل يَنْفَعهُ ذَلِك؟ قَالَ:" نعم، وجدته فِي غمراتٍ من النَّار فَأَخْرَجته إِلَى ضحضاح ".
وَفِي حَدِيث مُسَدّد وَغَيره أَنه قَالَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم:
مَا أغنيت عَن عمك، فَإِنَّهُ كَانَ يحوطك ويغضب لَك. قَالَ:" هُوَ فِي ضحضاحٍ من نارٍ، وَلَوْلَا أَنا لَكَانَ فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار ".
2776 -
وللبخاري حَدِيث وَاحِد: من رِوَايَة نَافِع بن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول للزبير: هَا هُنَا أَمرك النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن تركز الرَّايَة؟ .
وَهُوَ طرفٌ من حَدِيث طَوِيل أخرجه من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ:
لما سَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام الْفَتْح فَبلغ ذَلِك قُريْشًا، خرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزامٍ وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان، فَإِذا هم بنيرانٍ كَأَنَّهَا نيران عَرَفَة، فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: مَا هَذِه؟ لكأنها نيران عَرَفَة. فَقَالَ بديل بن وَرْقَاء: نيران بني عَمْرو،
فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: عَمْرو أقل من ذَلِك. فَرَآهُمْ ناسٌ من حرس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركوهم فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأسلم أَبُو سُفْيَان، فَلَمَّا سَار قَالَ الْعَبَّاس:" احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد خطم الْجَبَل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين "، فحبسه الْعَبَّاس، فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَتِيبَة كَتِيبَة على أبي سُفْيَان، فمرت كتيبةٌ فَقَالَ: يَا عَبَّاس، من هَذِه؟ قَالَ: هَذِه غفار، قَالَ: مَا لي وَمَا لغفار. ثمَّ مرت جُهَيْنَة، فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ مرت سعد بن هذيم فَقَالَ مثل ذَلِك، وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ مرت كتيبةٌ لم ير مثلهَا، قَالَ: من هَذِه؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة، فَقَالَ سعد بن عبَادَة: يَا أَبَا سُفْيَان، الْيَوْم يَوْم الملحمة، الْيَوْم تستحل الْكَعْبَة. فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: حبذا يَوْم الذمار. ثمَّ جَاءَت كتيبةٌ وَهِي أجل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه، وَرَايَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَعَ الزبير. فَلَمَّا مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِأبي سُفْيَان قَالَ: ألم تعلم مَا قَالَ سعد بن عبَادَة؟ قَالَ: " مَا قَالَ "؟ قَالَ: كَذَا كَذَا. فَقَالَ: " كذب سعدٌ، وَلَكِن هَذَا يَوْم يعظم الله فِيهِ الْكَعْبَة " قَالَ: وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن تركز رايته بالحجون. قَالَ عُرْوَة: فَأَخْبرنِي نَافِع بن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول للزبير بن الْعَوام: يَا أَبَا عبد الله، هَا هُنَا أَمرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن تركز الرَّايَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خَالِد بن الْوَلِيد أَن يدْخل من أَعلَى مَكَّة، من كداء. وَدخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم من كدى، فَقتل من خيل خَالِد بن الْوَلِيد رجلَانِ، حُبَيْش بن الْأَشْعر وكرز ابْن جَابر الفِهري.
أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند الْعَبَّاس، وَلَا وَجه لذَلِك، وَالْأولَى أَن يكون فِي مُسْند الزبير الَّذِي أخبر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَا أمره بِهِ.
وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث:
2777 -
أَحدهَا: من رِوَايَة كثير بن الْعَبَّاس عَن أَبِيه قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم حنين، فلزمت أَنا وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلم نفارقه، وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم على بغلةٍ لَهُ بَيْضَاء أهداها لَهُ فَرْوَة ابْن نفاثة الجذامي، فَلَمَّا التقى الْمُسلمُونَ وَالْكفَّار ولى الْمُسلمُونَ مُدبرين، فَطَفِقَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يرْكض بغلته قبل الْكفَّار، قَالَ عَبَّاس: وَأَنا آخذٌ بلجام بغلة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إِرَادَة إِلَّا تسرع، وَأَبُو سُفْيَان آخذ بركاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أَي عَبَّاس، نَاد أَصْحَاب السمرَة ". فَقَالَ عَبَّاس - وَكَانَ رجلا صيتًا: فَقلت بِأَعْلَى صوتي: أَيْن أَصْحَاب السمرَة؟ قَالَ: فوَاللَّه لكأن عطفتهم حِين سمعُوا صوتي عطفة الْبَقر على أَوْلَادهَا، فَقَالُوا: يَا لبيْك، يَا لبيْك، قَالَ: فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار والدعوة فِي الْأَنْصَار، يَقُولُونَ: يَا معشر الْأَنْصَار، يَا معشر الْأَنْصَار، ثمَّ قصرت الدعْوَة على بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، فَنظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ على بغلته كالمتطاول عَلَيْهَا إِلَى قِتَالهمْ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" هَذَا حِين حمي الْوَطِيس " قَالَ ثمَّ أَخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَصَيَات فَرمى بِهن وُجُوه الْكفَّار، ثمَّ قَالَ:" انْهَزمُوا وَرب مُحَمَّد " قَالَ: فَذَهَبت أنظر فَإِذا الْقِتَال على هَيئته فِيمَا أرى. قَالَ: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا أَن رماهم بحصيات، فَمَا زلت أرى حَدهمْ كليلاً وَأمرهمْ مُدبرا.