الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَن أكون من أهل الْجنَّة. ثمَّ ولينا أَشْيَاء مَا أَدْرِي مَا حَالي فِيهَا، فَإِذا أَنا مت فَلَا تصحبني نائحة وَلَا نارٌ، فَإِذا دفنتموني فسنوا عَليّ التُّرَاب سنا، ثمَّ أقِيمُوا حول قَبْرِي قدر مَا تنحر جزور وَيقسم لَحمهَا حَتَّى أستأنس بكم، وَأنْظر مَاذَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي.
(113)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ [رضي الله عنه]
2925 -
الحَدِيث الأول: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أربعٌ من كن فِيهِ كَانَ منافقاً خَالِصا، وَمن كَانَت فِيهِ خصلةٌ مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خصْلَة من النِّفَاق حَتَّى يَدعهَا: إِذا أؤتمن خَان، وَإِذا حدث كذب، وَإِذا عَاهَدَ غدر، وَإِذا خَاصم فجر ".
وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة:
إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا عَاهَدَ غدر، وَإِذا خَاصم فجر ".
2926 -
الثَّانِي: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لم يكن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَاحِشا وَلَا متفحشاً، وَكَانَ يَقُول:" إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا ".
وَفِي حَدِيث حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة وَفِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش:
أَن مسروقاً قَالَ: دخلت على عبد الله بن عَمْرو حِين قدم مُعَاوِيَة إِلَى الْكُوفَة فَذكر
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لم يكن فَاحِشا وَلَا متفحشاً " وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا ".
2927 -
الثَّالِث: عَن مَسْرُوق قَالَ: ذكر عبد الله بن عَمْرو عبد الله بن مَسْعُود فَقَالَ: لَا أَزَال أحبه: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من عبد الله وَسَالم ومعاذٍ وَأبي بن كَعْب ".
وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة:
استقرءوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من ابْن مَسْعُود وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَأبي ومعاذ بن جبل ".
وَفِي حَدِيث أبي الْوَلِيد عَن شُعْبَة:
خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من عبد الله بن مَسْعُود
…
" فَبَدَأَ بِهِ، كَذَا فِي الحَدِيث، ثمَّ ذكرهم.
2928 -
الرَّابِع: عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: أخبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أُتِي أَقُول: وَالله لأصومن النَّهَار ولأقومن اللَّيْل مَا عِشْت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " أَنْت الَّذِي تَقول ذَلِك؟ " فَقلت لَهُ: قد قلته بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك، فَصم وَأفْطر، ونم وقم، وصم من الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا، وَذَلِكَ مثل صِيَام الدَّهْر ". قَالَ: قلت: إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. قَالَ: " فَصم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمَيْنِ ". قَالَ: قلت: فَإِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. قَالَ: " فَصم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا،، فَذَلِك صِيَام دَاوُد عليه السلام، وَهُوَ أعدل الصّيام " وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " فَهُوَ أفضل الصّيام " قَالَ: فَإِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا أفضل من ذَلِك ".
وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ:
عبد الله بن عَمْرو: لِأَن أكون قبلت الثَّلَاثَة الْأَيَّام الَّتِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحب إِلَيّ من أَهلِي وَمَالِي.
وَفِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة وَحده:
قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ألم أخبر أَنَّك تَصُوم النَّهَار. وَتقوم اللَّيْل؟ " قَالَ: قلت: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَلَا تفعل، صم وَأفْطر، ونم وقم، فَإِن لجسدك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لعينيك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لزوجك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لزورك عَلَيْك حَقًا، وَإِن بحسبك أَن تَصُوم من كل شهرٍ ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن لَك بِكُل حَسَنَة عشر أَمْثَالهَا، فَإِن ذَلِك صِيَام الدَّهْر " فشددت فَشدد عَليّ، قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجد قُوَّة، قَالَ:" فَصم صِيَام نَبِي الله دَاوُد عليه السلام، لَا تزد عَلَيْهِ " قلت يَا رَسُول الله، وَمَا كَانَ صِيَام دَاوُد؟ قَالَ:" نصف الدَّهْر " فَكَانَ عبد الله يَقُول بعد مَا كبر: يَا لَيْتَني قبلت رخصَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَفِي رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار عَن يحيى بن أبي كثير:
ألم أخبر أَنَّك تَصُوم الدَّهْر وتقرأ الْقُرْآن كل لَيْلَة؟ " فَقلت: بلَى يَا نَبِي الله، وَلم أرد بذلك إِلَّا الْخَيْر. وَفِيه: قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد، فَإِنَّهُ كَانَ أعبد النَّاس. " وَفِيه قَالَ:" واقرأ الْقُرْآن فِي كل شهر " قَالَ: قلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ:" فاقرأه فِي كل عشْرين " قَالَ قلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ:" أقرأه فِي عشر " قَالَ: قلت: يَا بني الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ:" فاقرأه فِي سبع، لَا تزد على ذَلِك " قَالَ: فشددت فَشدد عَليّ، وَقَالَ لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" إِنَّك لَا تَدْرِي لَعَلَّك يطول بك عمرٌ " قَالَ: فصرت إِلَى الَّذِي قَالَ لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا كَبرت وددت أَنِّي كنت قبلت رخصَة نَبِي الله صلى الله عليه وسلم. وَزَاد عِنْد مُسلم من رِوَايَة حُسَيْن الْمعلم عَن يحيى: " وَإِن لولدك عَلَيْك حَقًا ".
وللبخاري من حَدِيث حُسَيْن قَالَ:
فَصم من كل جُمُعَة ثَلَاثَة أَيَّام ".
وَفِي حَدِيث أبي الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ الْمَكِّيّ عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ فِي
رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ لَا يتهم فِي حَدِيثه: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّك لتصوم الدَّهْر وَتقوم اللَّيْل؟ " قلت: نعم. قَالَ: إِنَّك إِذا فعلت ذَلِك هجمت لَك الْعين، ونفهت النَّفس، لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد. صم ثَلَاثَة أَيَّام، صَوْم الدَّهْر كُله " قلت: فَإِنِّي أُطِيق اكثر من ذَلِك قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد، كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا، وَلَا يفر إِذا لَاقَى ".
وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن جريج: فِيهِ بعد قَوْله:
وَلَا يفر إِذا لَاقَى ": من لي بِهَذِهِ يَا نَبِي الله؟ لَا أَدْرِي كَيفَ ذكر صِيَام الْأَبَد. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد " مرَّتَيْنِ.
وَفِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج:
ألم أخبر أَنَّك تَصُوم وَلَا تفطر، وَتصلي اللَّيْل؟ فَلَا تفعل، فَإِن لعينيك عَلَيْك حظاً، وَلِنَفْسِك حظاً، ولأهلك حظاً. فَصم وَأفْطر، وصل ونم، وصم من كل عشرَة أَيَّام يَوْمًا وَلَك أجرٍ تِسْعَة " وَفِيه: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد، لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد " ثَلَاثًا.
قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: أَبُو الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ من أهل مَكَّة، ثِقَة عدل.
وَفِي حَدِيث معَاذ عَن شُعْبَة:
هجت لَهُ الْعين ونهكت ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي الْمليح - عَامر، وَيُقَال زيد بن أُسَامَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لَهُ صومي، فَدخل عَليّ فألقيت لَهُ وسَادَة من أَدَم حشوها ليفٌ، فَجَلَسَ على الأَرْض، وَصَارَت الوسادة بيني وَبَينه، فَقَالَ: " أما
يَكْفِيك من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " خمْسا " قلت: يَا رَسُول الله، قَالَ: " سبعا " قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " تسعا ". قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " أحد عشر ". ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا صَوْم فَوق صَوْم دَاوُد، شطر الدَّهْر، صم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْحجَّاج مُجَاهِد بن جبر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ:
أنكحني أبي امْرَأَة ذَات حسب، فَكَانَ يتَعَاهَد كنته فيسألها عَن بَعْلهَا فَتَقول لَهُ: نعم الرجل من رجل، لم يطَأ لنا فراشا، وَلم يفتش لنا كنفاً مُنْذُ أتيناه، فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ ذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" القني بِهِ " فَلَقِيته بعد، فَقَالَ:" كَيفَ تَصُوم؟ " قلت: كل يَوْم. قَالَ: " وَكَيف تختم؟ " قلت: كل لَيْلَة. فَقَالَ: " صم فِي كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام، واقرأ الْقُرْآن فِي كل شهر ". قَالَ: قلت: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْجُمُعَة ". قلت: اطيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " أفطر يَوْمَيْنِ وصم يَوْمًا ". قَالَ: قلت: أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أفضل الصَّوْم، صَوْم دَاوُد، صِيَام يومٍ وإفطار يومٍ، واقرأ فِي كل سبع لَيَال مرّة ". قَالَ: فليتني قبلت رخصَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ أَنِّي كَبرت وضعفت، وَكَانَ يقْرَأ على بعض أَهله السَّبع من الْقُرْآن بِالنَّهَارِ، وَالَّذِي يقرأه يعرضه من النَّهَار ليَكُون أخف عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَإِذا أَرَادَ أَن يتقوى أفطر أَيَّامًا وأحصى، وَصَامَ مِثْلهنَّ، كَرَاهِيَة أَن يتْرك شَيْئا فَارق عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم. لفظ حَدِيث أبي عوَانَة عَن مُغيرَة.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عِيَاض عَمْرو بن الْأسود عَن عبد الله بن عَمْرو
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " صم يَوْمًا وَلَك أجر مَا بَقِي " قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم يَوْمَيْنِ وَلَك أجر مَا بَقِي ". قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم ثَلَاثَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي " قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أَرْبَعَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي ". قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أفضل
الصّيام عِنْد الله:
صَوْم دَاوُد عليه السلام، كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا. "
وَمن حَدِيث أبي الْوَلِيد سعيد بن مينا عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ:
قَالَ لي رَسُول الله: " يَا عبد الله بن عَمْرو، بَلغنِي أَنَّك تَصُوم النَّهَار وَتقوم اللَّيْل. فَلَا تفعل، فَإِن لجسدك عَلَيْك حظاً، ولعينيك عَلَيْك حظاً، وَإِن لزوجك عَلَيْك حظاً، صم وَأفْطر، صم من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام، فَذَلِك صَوْم الدَّهْر " قلت: يَا رَسُول الله، إِن بِي قُوَّة.
قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد عليه السلام، صم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا " وَكَانَ يَقُول: يَا لَيْتَني أخذت بِالرُّخْصَةِ.
وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا جَامعا من رِوَايَة عَمْرو بن أَوْس الثَّقَفِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أحب الصّيام إِلَى الله صِيَام دَاوُد، وَأحب الصَّلَاة إِلَى الله صَلَاة دَاوُد، كَانَ ينَام نصف اللَّيْل، وَيقوم ثلثه، وينام سدسه. وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا ".
2929 -
الْخَامِس: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا عبد الله، لَا تكن مثل فلانٍ، كَانَ يقوم اللَّيْل، فَترك قيام اللَّيْل ".
2930 -
السَّادِس: عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لما كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نُودي بِالصَّلَاةِ جَامِعَة. لم يزدْ فِي رِوَايَة يحيى بن صَالح عَن مُعَاوِيَة بن سَلام.
وَزَاد فِي رِوَايَة ابي نعيم وَأبي النَّضر عَن شَيبَان، وَهُوَ أَبُو مُعَاوِيَة النَّحْوِيّ، وَفِي رِوَايَة يحيى بن حسان عَن مُعَاوِيَة بن سَلام قَالَ:
لما كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نُودي: إِن الصَّلَاة جَامِعَة، فَرَكَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ جلس، ثمَّ جلي عَن الشَّمْس. فَقَالَت عَائِشَة: مَا
ركعت رُكُوعًا قطّ، وَلَا سجدت سجوداً قطّ كَانَ أطول مِنْهُ.
2931 -
السَّابِع: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من الْكَبَائِر شتم الرجل وَالِديهِ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَهل يشْتم الرجل وَالِديهِ؟ قَالَ:" نعم، يسب أَبَا الرجل فيسب الرجل إباه، ويسب أم الرجل فيسب أمه ".
وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد مُسْندًا:
إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يلعن الرجل وَالِديهِ ". قيل: يَا رَسُول الله، كَيفَ يلعن الرجل وَالِديهِ؟ قَالَ: " يسب أَبَا الرجل فيسب أَبَاهُ، ويسب أمه فيسب أمه ".
2932 -
الثَّامِن: عَن عُرْوَة بن الزبير من رِوَايَة ابْنه هِشَام عَنهُ عَن عبد الله عَمْرو وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعاً ينتزعه من النَّاس ". وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن إِدْرِيس: " من الْعباد، وَلكنه يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء، حَتَّى إِذا لم يبْق عالمٌ اتخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا، فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم، فضلوا فأضلوا ".
زَاد فِي رِوَايَة عمر بن عَليّ الْمقدمِي عَن هِشَام:
ثمَّ لقِيت عبد الله بن عَمْرو على رَأس الْحول فَسَأَلته، فَرد عَليّ الحَدِيث كَمَا حدث وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول
…
وللبخاري من رِوَايَة أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة قَالَ:
حج علينا عبد الله بن عَمْرو، فَسَمعته يَقُول:" إِن الله لَا ينْزع الْعلم بعد أَن أعطاهموه، وَلَكِن ينتزعه مِنْهُم مَعَ قبض الْعلمَاء بعلمهم، فَيبقى ناسٌ جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيضلون ويضلون ".
فَحدثت عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ إِن عبد الله بن عَمْرو حج بعد، فَقَالَت:
يَا ابْن أُخْتِي، انْطلق إِلَى عبد الله بن عَمْرو، فاستثبت لي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثتنِي عَنهُ، فَجِئْته فَسَأَلته، فَحَدثني بِهِ بِنَحْوِ مَا حَدثنِي، فَأتيت عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فعجبت وَقَالَت: وَالله، لقد حفظ عبد الله بن عَمْرو.
وَلمُسلم من رِوَايَة أبي الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ:
قَالَت لي عَائِشَة: يَا ابْن أُخْتِي، بَلغنِي ان عبد الله بن عَمْرو مارٌّ بِنَا إِلَى الْحَج، فالقه فسائله؛ فَإِنَّهُ قد حمل عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا. قَالَ: فَلَقِيته فساءلته عَن أَشْيَاء يذكرهَا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُرْوَة: فَكَانَ فِيمَا ذكر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الله لَا ينتزع الْعلم من النَّاس انتزاعاً، وَلَكِن يقبض الْعلمَاء فيرفع الْعلم مَعَهم، ويبقي فِي النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا ".
وَفِي رِوَايَة:
وَيبقى فِي النَّاس رُؤَسَاء جهال، يفتونهم بِغَيْر علم، فيضلون ويضلون ".
قَالَ عُرْوَة:
فَلَمَّا حدثت عَائِشَة بذلك أعظمت ذَلِك وأنكرته، وَقَالَت: أحَدثك أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول هَذَا؟ قَالَ عُرْوَة: حَتَّى إِذا كَانَ قابلٌ قَالَت لَهُ: إِن ابْن عَمْرو قد قدم فالقه ثمَّ فاتحه حَتَّى تسأله عَن الحَدِيث الَّذِي ذكره لَك فِي الْعلم، قَالَ: فَلَقِيته فساءلته، فَذكره لي نَحْو مَا حَدثنِي بِهِ فِي مرته الأولى. قَالَ عُرْوَة: فَلَمَّا أخْبرتهَا بذلك قَالَت: مَا أَحْسبهُ إِلَّا قد صدق، أرَاهُ لم يزدْ فِيهِ شَيْئا وَلم ينقص.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن الحكم عَن عبد الله بن عَمْرو بِنَحْوِ حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه.
وَلَيْسَ لعمر بن الحكم عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
2933 -
التَّاسِع: عَن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وقف فِي حجَّة الْوَدَاع بمنى للنَّاس يسألونه، فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ: لم أشعر، فحلقت قبل أَن أذبح. قَالَ:" اذْبَحْ، وَلَا حرج " فجَاء آخر " فَقَالَ: لم أشعر، فنحرت قبل أَن أرمي. قَالَ: ارْمِ، وَلَا حرج " فَمَا سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ عَن شيءٍ قدم أَو أخر إِلَّا قَالَ: " افْعَل، وَلَا حرج ".
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن ابْن جريج:
أَن عبد الله بن عَمْرو شهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم يخْطب يَوْم النَّحْر، فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ: كنت أَحسب أَن كَذَا قبل كَذَا، ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ: كنت أَحسب أَن كَذَا قبل كَذَا، حلقت قبل أَن أنحر، نحرت قبل أَن أرمي. . وأشبه ذَلِك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" افْعَل وَلَا حرج " لَهُنَّ كُلهنَّ، فَمَا سُئِلَ يَوْمئِذٍ عَن شيءٍ إِلَّا قَالَ:" افْعَل وَلَا حرج "
وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ قَالَ:
وقف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على نَاقَته. . ثمَّ ذكر نَحوه.
وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ قَالَ:
فَمَا سمعته سُئِلَ يومئذٍ عَن أَمر مَا ينسى الْمَرْء أَو يجهل من تَقْدِيم بعض الْأُمُور على بعض وأشباهها، إِلَّا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" افعلوا ذَلِك، وَلَا حرج ".
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة أَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ رجلٌ يَوْم النَّحْر وَهُوَ وَاقِف عِنْد الْجَمْرَة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله: إِنِّي حلقت قبل أَن أرمي، قَالَ:" ارْمِ وَلَا حرج " وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: " إِنِّي أفضت إِلَى الْبَيْت قبل أَن أرمي. قَالَ: ارْمِ وَلَا حرج ".
2934 -
الْعَاشِر: عَن أبي الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ عَن عبد الله بن
عَمْرو قَالَ: جَاءَ رجلٌ فاستأذنه فِي الْجِهَاد. فَقَالَ: " أحيٌّ والداك؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " ففيهما فَجَاهد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ناعمٍ مولى أم سَلمَة أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ:
أقبل رجلٌ إِلَى نَبِي الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أُبَايِعك على الْهِجْرَة وَالْجهَاد أَبْتَغِي الْأجر من الله. قَالَ: " فَهَل من والديك أحدٌ حيٌّ؟ " قَالَ: نعم، بل كِلَاهُمَا. قَالَ:" فتبتغي الْأجر من الله؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: فَارْجِع إِلَى والديك فَأحْسن صبحتهما.
2935 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن ابْن عَمْرو قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " حَوْضِي مسيرَة شهر، مَاؤُهُ أَبيض من اللَّبن، وريحه أطيب من الْمسك، وكيزانه كنجوم السَّمَاء، من شرب مِنْهُ فَلَا يظمأ أبدا ".
وَفِي حَدِيث دَاوُد بن عَمْرو الضَّبِّيّ عَن نَافِع بن عمر:
حَوْضِي مسيرَة شهر، وزواياه سَوَاء، وماؤه أَبيض من الْوَرق " وَذكر نَحوه إِلَى قَوْله:" فَلَا يظمأ بعده أبدا ".
2936 -
الثَّانِي عشر: عَن يُوسُف بن مَاهك عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: تخلف عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سفرةٍ سافرها، فَأَدْرَكنَا وَقد أرهقتنا الصَّلَاة وَنحن نَتَوَضَّأ، فَجعلنَا نمسح على أَرْجُلنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته:" ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار " مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن مُوسَى: وَقد أرهقتنا الْعَصْر.
وَفِي حَدِيث شَيبَان بن فروخ وَأبي كَامِل: وَقد حضرت الصَّلَاة الْعَصْر.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِلَال بن يسَاف عَن مصدع أبي يحيى الْأَعْرَج عَن ابْن عَمْرو قَالَ:
رَجعْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة، حَتَّى إِذا كُنَّا بِمَاء بِالطَّرِيقِ تعجل قومٌ عِنْد الْعَصْر، فَتَوضئُوا وهم عجالٌ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِم وَأَعْقَابهمْ تلوح لم يَمَسهَا المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار، أَسْبغُوا الْوضُوء ".
2937 -
الثَّالِث عشر: عَن أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي عَن عبد الله ابْن عَمْرو: أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَي الْإِسْلَام خير؟ قَالَ: " تطعم الطَّعَام، وتقرأ السَّلَام على من عرفت وَمن لم تعرف ".
2938 -
الرَّابِع عشر: عَن أبي الْخَيْر: أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، يَا رَسُول الله، عَلمنِي دُعَاء ادعو بِهِ فِي صَلَاتي. قَالَ:" قل: اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كَبِيرا، وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، فَاغْفِر لي من عنْدك مغْفرَة، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم ".
وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح عَن ابْن وهب:
أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
عَلمنِي يَا رَسُول الله دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي، وَفِي بَيْتِي
…
وَذكر الحَدِيث، غير أَنه قَالَ:" ظلما كَبِيرا " وَفِيه: " فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم ".
وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ:
عَن عبد الله بن عَمْرو عَن أبي بكر: أَنه قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلمنِي دُعَاء
…
جعله فِي مُسْند أبي بكر رضي الله عنه، وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك.
2939 -
الْخَامِس عشر: عَن أبي عِيَاض عَمْرو بن الْأسود عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لما نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الأسقية، قيل للنَّبِي صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء، فَرخص لَهُم فِي الْجَرّ غير المزفت. كَذَا فِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان. وَلَعَلَّه نقص:" عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي الأسقية ".
وَفِي رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد وَأبي بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن أبي عمر الْعَدنِي عَن سُفْيَان:
لما نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن النَّبِيذ فِي الأوعية قَالُوا: لَيْسَ كل النَّاس يجد - يَعْنِي سقاء. فأرخص لَهُم فِي الْجَرّ غير المزفت.
2940 -
السَّادِس عشر: أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده، وَالْمُهَاجِر من هجر مَا نَهَاهُ الله عَنهُ ".
وَأخرج مُسلم طرفا من حَدِيث أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي عَن عبد الله بن عَمْرو:
أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَي الْمُسلمين خيرٌ؟ قَالَ: " من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ".
2941 -
السَّابِع عشر: من ترجمتين أَيْضا:
أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من قتل دون مَاله فَهُوَ شهيدٌ ".
وَلَيْسَ لأبي عبد الله عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا.