الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْخِتَان قد ظهر، فَمن يختتن من هَذِه الْأمة؟ قَالُوا: لَيْسَ يختتن إِلَّا الْيَهُود، فَلَا يهمنك شَأْنهمْ، فَاكْتُبْ إِلَى مَدَائِن ملكك فليقتلوا من فِيهَا من الْيَهُود، فَبينا هم على أَمرهم، أُتِي هِرقل برجلٍ أرسل بِهِ ملك غَسَّان يخبر عَن خبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا استخبره هِرقل قَالَ: اذْهَبُوا فانظروا: أمختتنٌ هُوَ؟ . فنظروا إِلَيْهِ، فحدثوه أَنه مختتن، وَسَأَلَهُ عَن الْعَرَب فَقَالَ: هم مختتنون. فَقَالَ هِرقل: هَذَا ملك هَذِه الْأمة قد ظهر، ثمَّ كتب هِرقل إِلَى صاحبٍ لَهُ بروما - وَكَانَ نَظِيره فِي الْعلم، وَسَار هِرقل إِلَى حمص، فَلم يرم حمص حَتَّى أَتَاهُ كتابٌ من صَاحبه يُوَافق رَأْي هِرقل على خُرُوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَأَنه نبيٌّ. فَأذن هِرقل لعظماء الرّوم فِي دسكرة لَهُ بحمص، ثمَّ أَمر بأبوابها فأغلقت، ثمَّ قَالَ: يَا معشر الرّوم، هَل لكم فِي الصّلاح والرشد - وَإِن كنت ملككم فتتابعوا هَذَا النَّبِي؟ فحاصوا حَيْصَة حمر الْوَحْش إِلَى الْأَبْوَاب، فوجدوها قد غلقت، ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي حَدِيث معمر إِلَى آخر هَذَا الْفَصْل، ثمَّ قَالَ: فَكَانَ ذَلِك آخر شَأْن هِرقل. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ صَالح وَيُونُس وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ.
(110)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الرَّحْمَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان [رضي الله عنه]
2895 -
الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن مُعَاوِيَة قَالَ: قصرت عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص.
وَأوردهُ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي كِتَابه. وَأخرجه أَيْضا عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني فِي كِتَابه، من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى عَن يحيى الْقطَّان عَن ابْن جريج وَفِيه:
أَنه قصر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص. أَو: رَأَيْته يقصر عِنْد الْمَرْوَة.
2896 -
الثَّانِي: عَن أبي مُحَمَّد سعيد بن الْمسيب قَالَ: قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة، فَخَطَبنَا، وَأخرج كبةً من شعر فَقَالَ: مَا كنت أرى أَن أحدا يَفْعَله إِلَّا الْيَهُود، إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فَسَماهُ الزُّور. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: يَعْنِي: الْوِصَال.
وَفِي حَدِيث قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب أَن مُعَاوِيَة قَالَ ذَات يَوْم:
إِنَّكُم قد أحدثتم زِيّ سوء، وَإِن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن الزُّور. قَالَ: وَجَاء رجلٌ بعصاً على رَأسهَا خرقَة، قَالَ مُعَاوِيَة: أَلا وَهَذَا الزُّور. قَالَ قَتَادَة: يَعْنِي مَا يكثر بِهِ النِّسَاء أشعارهن من الْخرق.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف:
أَنه سمع مُعَاوِيَة - عَام حج - على الْمِنْبَر -، وَتَنَاول قصَّة من شعرٍ كَانَت فِي يَد حرسيٍّ، فَقَالَ: يَا أهل الْمَدِينَة، أَيْن عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم ينْهَى عَن مثل هَذِه وَيَقُول:" إِنَّمَا هَلَكت بَنو إِسْرَائِيل حِين اتخذها نِسَاؤُهُم ".
وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ:
إِنَّمَا عذب بَنو إِسْرَائِيل
…
"
2897 -
الثَّالِث: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة خَطِيبًا يَقُول: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين، وَإِنَّمَا
أَنا قاسمٌ، وَالله يُعْطي، وَلَا تزَال هَذِه الْأمة قَائِمَة على أَمر الله، لَا يضرهم من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله ".
وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن ابْن وهب نَحوه، وَقَالَ:" وَلَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة مُسْتَقِيمًا حَتَّى تقوم السَّاعَة، أَو حَتَّى يَأْتِي أَمر الله ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن يُونُس بن يزِيد نَحوه، وَقَالَ:" وَالله الْمُعْطِي، وَأَنا الْقَاسِم، وَلَا تزَال هَذِه الْأمة ظَاهِرين على من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون ".
هَذِه أَلْفَاظ أَحَادِيث البُخَارِيّ فِي الرِّوَايَة عَن حميد. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم من حَدِيث حميد إِلَّا قَوْله:
وَمن يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين، وَإِنَّمَا أَنا قاسمٌ وَيُعْطِي الله ".
والفصل الثَّالِث هُوَ عِنْد مُسلم وَعند البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عُمَيْر بن هَانِئ أَنه سمع مُعَاوِيَة على الْمِنْبَر يَقُول:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي قَائِمَة بِأَمْر الله، لَا يضرهم من خذلهم أَو خالفهم، حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون على النَّاس " لفظ حَدِيث مُسلم.
وَلَفظ حَدِيث البُخَارِيّ نَحوه، وَفِيه:
لَا تزَال من أمتِي أمةٌ قائمةٌ بِأَمْر الله " وَزَاد: فَقَالَ مَالك بن يخَامر: سَمِعت معَاذًا يَقُول: وهم بِالشَّام، فَقَالَ مُعَاوِيَة: هَذَا مَالك يزْعم أَنه سمع معَاذًا يَقُول: وهم بِالشَّام.
وَأخرج مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم قَالَ:
سَمِعت مُعَاوِيَة ذكر حَدِيثا رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَلم أسمعهُ روى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم على منبره حَدِيثا غَيره، قَالَ: قَالَ