الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(85)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي زيد أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة بن شرَاحِيل بن عبد الْعُزَّى الْكَلْبِيّ
مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَقيل: كنيته أَبُو مُحَمَّد [رضي الله عنه] .
2793 -
الحَدِيث الأول: عَن ابْن عَبَّاس عَن أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " الرِّبَا فِي النَّسِيئَة ".
وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبيد الله بن أبي يزِيد:
إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَة ".
وَفِي رِوَايَة طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس أُسَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا رَبًّا فِيمَا كَانَ يدا بيد ".
2794 -
الثَّانِي: عَن ابْن جريج قَالَ: قلت لعطاء: أسمعت ابْن عَبَّاس يَقُول: إِنَّمَا أمرْتُم بِالطّوافِ وَلم تؤمروا بِدُخُولِهِ؟ قَالَ: لم يكن ينْهَى عَن دُخُوله، وَلَكِن سمعته يَقُول: أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه كلهَا، وَلم يصل فِيهِ حَتَّى خرج، فَلَمَّا خرج ركع فِي قبل الْبَيْت رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ:" هَذِه الْقبْلَة ". قلت لَهُ: مَا نَوَاحِيهَا؟ أَي زواياها قَالَ: بل فِي كل قبْلَة من هَذَا الْبَيْت. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم.
قَالَ أَبُو مَسْعُود: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس:
لما دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْبَيْت
…
وَذكر الحَدِيث، وَلم يقل: عَن أُسَامَة. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَقد رَوَاهُ أَيْضا عبد الرَّزَّاق، وَقَالَ فِيهِ: عَن أُسَامَة.
وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره من حَدِيث عبد الرَّزَّاق.
هَكَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود، فَقَالَ فِيهِ: عَن أُسَامَة.
2795 -
الثَّالِث: عَن عَمْرو بن عُثْمَان عَن أُسَامَة أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا، فِي دَارك بِمَكَّة؟ فَقَالَ:" وَهل ترك لنا عقيلٌ من رباع أَو دور؟ " وَكَانَ عقيلٌ ورث أَبَا طَالب، وَلم يَرِثهُ جعفرٌ وَلَا عليٌّ شَيْئا، لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسلمين. وَكَانَ عقيل وطالب كَافِرين. فَكَانَ عمر بن الْخطاب يَقُول: لَا يَرث الْمُؤمن الْكَافِر. قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانُوا يتأولون قَول الله {إِن الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم فِي سَبِيل الله} إِلَى. {أُولَئِكَ بَعضهم أَوْلِيَاء بعض} الْآيَة [الْأَنْفَال] .
فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق أَن أُسَامَة قَالَ: قلت:
يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا؟ وَذَلِكَ فِي حجَّته حِين دنونا من مَكَّة. فَقَالَ:
وَهل ترك لنا عقيلٌ منزلا ".
زَاد فِي رِوَايَة مَحْمُود بن غيلَان: ثمَّ قَالَ:
نَحن نازلون غَدا بخيف بني كنَانَة المحصب، حَيْثُ قاسمت قُرَيْش على الْكفْر " وَذَلِكَ أَن بني كنَانَة حالفت قُريْشًا على بني هَاشم: أَلا يبايعوهم، وَلَا يؤوهم. قَالَ الزُّهْرِيّ: والخيف: الْوَادي.
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة وَزَمعَة بن صَالح عَن الزُّهْرِيّ: أَن أُسَامَة قَالَ: يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا؟ وَذَلِكَ زمن الْفَتْح. قَالَ:" وَهل ترك لنا عقيل من منزل؟ ".
2796 -
الرَّابِع: عَن عَمْرو بن عُثْمَان عَن أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَرث الْمُسلم الْكَافِر، وَلَا الْكَافِر الْمُسلم ".
2797 -
الْخَامِس: عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: سَمِعت أُسَامَة يحدث سَعْدا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ بالطاعون بأرضٍ فَلَا تدخلوها، وَإِذا وَقع بأرضٍ وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ".
وَفِي حَدِيث ابْن أبي عدي عَن شُعْبَة عَن حبيب بن أبي ثَابت قَالَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فبلغني أَن الطَّاعُون قد وَقع بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ عَطاء بن يسَار وَغَيره: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا كنت بأرضٍ فَوَقع بهَا فَلَا تخرج مِنْهَا، وَإِذا بلغك أَنه بِأَرْض فَلَا تدْخلهَا ". قَالَ: قلت: عَمَّن؟ قَالَ: عَن عَامر بن سعد يحدث بِهِ. قَالَ فَأَتَيْته فَقَالُوا: غائبٌ. قَالَ: فَلَقِيت أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن سعد فَسَأَلته، فَقَالَ: شهِدت أُسَامَة يحدث سَعْدا فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن هَذَا الوجع رجزٌ اَوْ عذابٌ أَو بَقِيَّة عذابٍ عذب بِهِ أناسٌ من قبلكُمْ، فَإِذا كَانَ بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا بَلغَكُمْ أَنه بأرضٍ فَلَا تدخلوها ". قَالَ حبيبٌ: فَقلت لإِبْرَاهِيم: أَنْت سَمِعت أُسَامَة يحدث سَعْدا وَهُوَ لَا يُنكر؟ قَالَ: نعم.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ لمُسلم عَن حبيب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن سعد بن مَالك وَخُزَيْمَة بن ثَابت وَأُسَامَة بن زيد قَالُوا:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: بِمَعْنى حَدِيث شُعْبَة. وَهَذَا يصلح أَن يكون فِي مُسْند كل واحدٍ من الْمَذْكُورين.
وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حبيب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ:
كَانَ أُسَامَة وَسعد جالسين يتحدثان، فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
…
بِنَحْوِ ذَلِك.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَامر بن سعد بن أبي وَقاص أَنه سمع أُسَامَة بن زيد يحدث سَعْدا
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الوجع، فَقَالَ:" رجزٌ أَو عذابٌ عذب بِهِ بعض الْأُمَم ثمَّ بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة، فَيذْهب الْمرة، وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمن سمع بأرضٍ فَلَا يقدمن عَلَيْهِ، وَمن كَانَ بأرضٍ وَقع فِيهَا فَلَا يخرج فِرَارًا مِنْهُ ".
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر أَن أُسَامَة بن زيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
الطَّاعُون رجزٌ أرسل على طَائِفَة من بني إِسْرَائِيل، أَو على من كَانَ قبلكُمْ. فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ".
2798 -
السَّادِس: عَن أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير قَالَ: سُئِلَ أُسَامَة وَأَنا جالسٌ: كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يسير فِي حجَّة الْوَدَاع حِين دفع؟ قَالَ: كَانَ يسير الْعُنُق فَإِذا وجد فجوةً نَص. قَالَ هِشَام بن عُرْوَة: وَالنَّص فَوق الْعُنُق.
وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد:
سُئِلَ أُسَامَة وَأَنا شاهدٌ، أَو قَالَ: سَأَلت أُسَامَة بن زيد وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عَرَفَات: كَيفَ كَانَ يسير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين أَفَاضَ من عَرَفَة؟ قَالَ: كَانَ يسير الْعُنُق، فَإِذا وجد فجوةً نَص.
2799 -
السَّابِع: عَن عُرْوَة عَن أُسَامَة قَالَ: أشرف النَّبِي صلى الله عليه وسلم على أطمٍ من آطام الْمَدِينَة فَقَالَ: " هَل ترَوْنَ مَا أرى " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي لأرى مواقع الْفِتَن خلال بُيُوتكُمْ كمواقع الْقطر ".
2800 -
الثَّامِن عَن عُرْوَة أَن أُسَامَة أخبرهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ركب على
حمارٍ عَلَيْهِ إكاف تَحْتَهُ قطيفةٌ فَدَكِيَّة، وَأَرْدَفَ أُسَامَة بن زيد وَرَاءه، يعود سعد بن عبَادَة فِي بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، قبل وقْعَة بدرٍ، قَالَ: فسارا حَتَّى مرا بِمَجْلِس فِيهِ عبد الله بن أبي بن سلول، وَذَلِكَ قبل أَن يسلم عبد الله بن أبي، وَإِذا فِي الْمجْلس أخلاطٌ من الْمُسلمين وَالْمُشْرِكين عَبدة الْأَوْثَان وَالْيَهُود، وَفِي الْمُسلمين عبد الله بن رَوَاحَة، فَلَمَّا غشيت الْمجْلس عجاجة الدَّابَّة خمر عبد الله بن أبي أَنفه بردائه، ثمَّ قَالَ: لَا تغبروا علينا، فَسلم رَسُول الله عَلَيْهِم ثمَّ وقف فَنزل، فَدَعَاهُمْ إِلَى الله، وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآن، فَقَالَ لَهُ عبد الله بن أبي بن سلول: أَيهَا الْمَرْء، إِنَّه لَا أحسن مِمَّا تَقول إِن كَانَ حَقًا، فَلَا تؤذنا بِهِ فِي مجالسنا وارجع إِلَى رحلك، فَمن جَاءَك فاقصص عَلَيْهِ. فَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة: بلَى يَا رَسُول الله، فاغشنا بِهِ فِي مجالسنا، فَإنَّا نحب ذَلِك. فاستب الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُود حَتَّى كَادُوا يتثاورون، فَلم يزل النَّبِي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حَتَّى سكنوا. ثمَّ ركب النَّبِي صلى الله عليه وسلم دَابَّته، فَسَار حَتَّى دخل إِلَى سعد بن عبَادَة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " أَي سعد، ألم تسمع إِلَى مَا قَالَ أَبُو حباب؟ - يُرِيد عبد الله بن أبي - قَالَ كَذَا وَكَذَا. " فَقَالَ سعد بن عبَادَة: يَا رَسُول الله، اعْفُ عَنهُ وَاصْفَحْ، فوالذي أنزل عَلَيْك الْكتاب، لقد جَاءَ الله بِالْحَقِّ الَّذِي أنزل عَلَيْك، وَلَقَد اجْتمع أهل هَذِه الْبحيرَة على أَن يُتَوِّجُوهُ، فيعصبوه بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا أَبى الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك الله شَرق بذلك، فَذَلِك الَّذِي فعل بِهِ مَا رَأَيْت، فَعَفَا عَنهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه يعفون عَن الْمُشْركين وَأهل الْكتاب كَمَا أَمرهم الله، ويصبرون على الْأَذَى، قَالَ الله تَعَالَى:{ولتسمعن من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ وَمن الَّذين أشركوا أَذَى كثيرا وَإِن تصبروا وتتقوا فَإِن ذَلِك من عزم الْأُمُور} [آل عمرَان] . وَقَالَ الله تَعَالَى: {ود كثيرٌ من أهل الْكتاب لَو يردونكم من بعد إيمَانكُمْ كفَّارًا حسداً من عِنْد أنفسهم من بعد مَا تبين لَهُم الْحق فاعفوا واصفحوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره إِن الله على كل شيءٍ قدير} [الْبَقَرَة] .
وَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يتَأَوَّل فِي الْعَفو مَا أمره الله بِهِ حَتَّى أذن الله لَهُ فيهم، فَلَمَّا غزا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقتل الله فِيهَا من قتل من صَنَادِيد كفار قُرَيْش، وقفل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه منصورين سَالِمين، مَعَهم أُسَارَى من صَنَادِيد الْكفَّار وسَادَة قُرَيْش، قَالَ ابْن أبي سلول وَمن مَعَه من الْمُشْركين عَبدة الْأَوْثَان: هَذَا أمرٌ قد توجه، فَبَايعُوا لرَسُول الله على الْإِسْلَام، فأسلموا. اللَّفْظ لحَدِيث البُخَارِيّ وَهُوَ أتم.
2801 -
التَّاسِع: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن أُسَامَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: يُؤْتى بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة، فَيلقى فِي النَّار، فتندلق أقتاب بَطْنه، فيدور بهَا كَمَا يَدُور الْحمار فِي الرَّحَى، فيجتمع إِلَيْهِ أهل النَّار فَيَقُولُونَ: يَا فلَان، مَا لَك؟ الم ألم تكن تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر؟ فَيَقُول: بلَى، كنت آمُر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه، وأنهى عَن الْمُنكر وآتيه ".
زَاد أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ من رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان بن عَيْنِيَّة فِي أَوله:
يُؤْتى برجلٍ كَانَ والياً فَيلقى فِي النَّار
…
الحَدِيث. وَحكى ذَلِك أَبُو مَسْعُود عَن الْكِتَابَيْنِ. وَلَيْسَ قَوْله " كَانَ والياً " فِي واحدٍ من الْكِتَابَيْنِ فِيمَا رَأينَا من النّسخ.
2802 -
الْعَاشِر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة قَالَ: أرْسلت بنت النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ: أَن ابْنا لي قبض فائتنا. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة: أَن ابْني قد احْتضرَ فاشهدنا. وَفِي رِوَايَة حجاج: أَن ابْنَتي قد حضرت. فَأرْسل يقرئ السَّلَام وَيَقُول: " إِن لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى، وكلٌّ عِنْده بأجلٍ مُسَمّى، فَلتَصْبِر ولتحتسب " فَأرْسلت إِلَيْهِ تقسم عَلَيْهِ ليأتينها، فَقَامَ وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة ومعاذ بن جبل وَأبي بن كَعْب وَزيد بن ثَابت وَرِجَال، فَرفع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الصَّبِي. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر: فأقعده فِي حجرَة وَنَفسه تتقعقع، قَالَ: حسبت أَنه قَالَ: كَأَنَّهَا شن. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد: تقَعْقع كَأَنَّهَا فِي شن. وَقَالَ أَبُو كَامِل عَنهُ
كَأَنَّهَا فِي شنة. فَفَاضَتْ عَيناهُ، فَقَالَ سعد: يَا رَسُول الله، مَا هَذَا؟ فَقَالَ:" هَذِه رَحْمَة جعلهَا الله فِي قُلُوب عباده " قَالَ فِي رِوَايَة حجاج بن منهال عَن شُعْبَة: " فِي قُلُوب من شَاءَ من عباده، وَإِنَّمَا يرحم الله من عبَادَة الرُّحَمَاء ".
2803 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قُمْت على بَاب الْجنَّة فَكَانَ عَامَّة من دَخلهَا الْمَسَاكِين، وَأَصْحَاب الْجد محبوسون، غير أَن أَصْحَاب النَّار قد أَمر بهم إِلَى النَّار، وَقمت على بَاب النَّار، فَإِذا عَامَّة من دَخلهَا النِّسَاء ".
2804 -
الثَّانِي عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا تركت بعدِي فتْنَة هِيَ أضرّ على الرِّجَال من النِّسَاء ".
2805 -
الثَّالِث عشر: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان قَالَ: " لَا تكونن إِن اسْتَطَعْت أول من يدْخل السُّوق وَلَا آخر من يخرج مِنْهَا، فَإِنَّهَا معركة للشَّيْطَان، وَبهَا ينصب رايته ".
قَالَ النَّهْدِيّ:
وأنبئت أَن جِبْرِيل عليه السلام أَتَى نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَعِنْده أم سَلمَة قَالَ: فَجعل يتحدث ثمَّ قَامَ، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم لأم سَلمَة:" من هَذَا؟ " أَو كَمَا قَالَ: قَالَت: هَذَا دحيه. قَالَ: فَقَالَت أم سَلمَة: ايم الله مَا حسبته إِلَّا إِيَّاه حَتَّى سَمِعت خطْبَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم يخبر جِبْرِيل، أَو كَمَا قَالَ. فَقلت لأبي عُثْمَان: مِمَّن سَمِعت هَذَا؟ قَالَ: من أُسَامَة بن زيد.
لَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ فِي أَوله قَول سلمَان، واتفقا فِيمَا سوى ذَلِك. ذكره أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند أُسَامَة، وَيصْلح أَن يكون فِي مُسْند أم سَلمَة وَمِنْهُم من ذكره هُنَالك.
2806 -
الرَّابِع عشر: عَن أبي ظبْيَان حُصَيْن بن جُنْدُب الْجَنبي عَن أُسَامَة قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الحرقة من جُهَيْنَة، فصبحنا الْقَوْم فهزمناهم. قَالَ: وَلَحِقت أَنا ورجلٌ من الْأَنْصَار رجلا مِنْهُم، فَلَمَّا غشيناه قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: فَكف عَنهُ الْأنْصَارِيّ، وطعنته برمحي حَتَّى قتلته، فَلَمَّا قدمنَا بلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لي:" يَا أُسَامَة، أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ " أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت أَنِّي لم أكن أسلمت قبل ذَلِك الْيَوْم.
وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن الْأَعْمَش:
بعثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سريةٍ، فصبحنا الحرقات من جُهَيْنَة، فأدركت رجلا فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. فطعنته، فَوَقع فِي نَفسِي من ذَلِك، فَذَكرته للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله وقتلته؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ " أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟ " فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت اني أسلمت يومئذٍ.
قَالَ: فَقَالَ سعد:
وَأَنا وَالله لَا أقتل مُسلما حَتَّى يقْتله ذُو البطين - يَعْنِي أُسَامَة. قَالَ: فَقَالَ رجل: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة وَيكون الدّين كُله لله} [الْأَنْفَال] فَقَالَ سعد: قد قاتلنا حَتَّى لَا تكون فتْنَة، وَأَنت وَأَصْحَابك تُرِيدُونَ أَن تقاتلوا حَتَّى تكون فتْنَة.
2807 -
الْخَامِس عشر: عَن أبي رشدين كريب بن أبي مُسلم عَن أُسَامَة قَالَ: دفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَرَفَة، حَتَّى إِذا كَانَ بِالشعبِ نزل فَبَال، ثمَّ تَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء، فَقلت: الصَّلَاة يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " الصَّلَاة أمامك " فَركب، فَلَمَّا جَاءَ الْمزْدَلِفَة نزل فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة، فصلى الْمغرب ثمَّ أَنَاخَ كل إِنْسَان بعيره فِي منزله، ثمَّ أُقِيمَت الْعشَاء فصلى، وَلم يصل بَينهَا.
وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَن أُسَامَة قَالَ:
ردفت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَرَفَات فَلَمَّا بلغ الشّعب الْأَيْسَر الَّذِي دون الْمزْدَلِفَة أَنَاخَ فَبَال، ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ الْوضُوء، فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا، فَقلت: الصَّلَاة يَا رَسُول الله. قَالَ: " الصَّلَاة أمامك " فَركب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى نأتي الْمزْدَلِفَة، فصلى، ثمَّ ردف الْفضل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غَدَاة جمع.
وَفِي رِوَايَة زُهَيْر عَن إِبْرَاهِيم بن عقبَة نَحوه. وَفِيه: فَركب حَتَّى جِئْنَا الْمزْدَلِفَة فَأَقَامَ الْمغرب، ثمَّ أَنَاخَ النَّاس فِي مَنَازِلهمْ، وَلم يحلوا حَتَّى أَقَامَ الْعشَاء الْآخِرَة، فصلى، ثمَّ حلوا. قلت: وَكَيف فَعلْتُمْ حِين أَصْبَحْتُم؟ قَالَ: ردف الْفضل بن عَبَّاس، وَانْطَلَقت أَنا فِي سباق قُرَيْش على رجْلي.
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عقبَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما أَتَى النقب الَّذِي ينزله الْأُمَرَاء نزل فَبَال - وَلم يقل أهراق - ثمَّ دَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا، فَقلت: يَا رَسُول الله، الصَّلَاة. قَالَ:" الصَّلَاة أمامك ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء مولى بني سِبَاع، قيل ابْن يَعْقُوب، وَقيل ابْن نَافِع الكنجاراني، عَن أُسَامَة، أَنه كَانَ رَدِيف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين أَفَاضَ من عَرَفَة، فَلَمَّا جَاءَ النقب أَنَاخَ رَاحِلَته، ثمَّ ذهب إِلَى الْغَائِط، فَلَمَّا رَجَعَ صببت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة فَتَوَضَّأ، ثمَّ ركب حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة، فَجمع بهَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء.
وللبخاري حديثان:
2808 -
أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَنه كَانَ يَأْخُذهُ وَالْحسن وَيَقُول " اللَّهُمَّ إِنِّي أحبهما فأحبهما ". اَوْ كَمَا قَالَ.
وَفِي حَدِيث عَاصِم عَن مُعْتَمر:
أَن أُسَامَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فَخذه، وَيقْعد الْحسن على فَخذه الْأُخْرَى، ثمَّ يضمهما ثمَّ يَقُول:" اللَّهُمَّ إِنِّي أرحمهما فارحمهما ".
2809 -
الثَّانِي: من رِوَايَة حَرْمَلَة مولى أُسَامَة قَالَ: أَرْسلنِي أُسَامَة إِلَى عَليّ وَقَالَ: إِنَّه سيسألك الْآن فَيَقُول: مَا خلف صَاحبك؟ فَقل لَهُ: يَقُول لَك: لَو كنت فِي شدق الْأسد لأحببت أَن أكون مَعَك فِيهِ، وَلَكِن هَذَا أَمر لم أره يَعْنِي، قَالَ: فَأتيت عليا فَلم يُعْطِنِي شَيْئا، فَذَهَبت إِلَى حسن وحسين وَابْن جَعْفَر فأوقروا لي رَاحِلَتي.
وَلمُسلم حديثان:
2810 -
أَحدهمَا: من رِوَايَة عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَفَاضَ من عَرَفَة وَأُسَامَة ردفه، قَالَ أُسَامَة: فَمَا زَالَ يسير على هَيئته حَتَّى أَتَى جمعا.
2811 -
الثَّانِي: من رِوَايَة عَامر بن سعد بن أبي وَقاص: أَن أُسَامَة أخبر وَالِده سعد بن أبي وَقاص: أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أعزل عَن امْرَأَتي. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لم تفعل ذَلِك؟ " فَقَالَ الرجل: أشْفق على وَلَدهَا، أَو على أَوْلَادهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَو كَانَ ذَلِك ضاراً ضرّ فَارس وَالروم ".
وَقَالَ زُهَيْر بن حَرْب فِي رِوَايَته:
إِن كَانَ كَذَلِك فَلَا، مَا ضار ذَلِك فَارس وَالروم ".