الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَفْرَاد مُسلم
2972 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي مُسلم عبد الله بن ثوب الْخَولَانِيّ قَالَ: حَدثنِي الحبيب الْأمين: أما هُوَ عِنْدِي فحبيبٌ إِلَيّ، وَأما هُوَ عِنْدِي فأمينٌ - عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تسعةٌ أَو ثمانيةٌ أَو سبعةٌ، فَقَالَ:" أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ " وَكُنَّا حَدِيث عهدٍ ببيعةٍ، فَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله.
ثمَّ قَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله؟ ". قَالَ: فبسطنا أَيْدِينَا وَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله، فعلام نُبَايِعك؟ قَالَ:" أَن تعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، والصلوات الْخمس، وتطيعوا - وَأسر كلمة خُفْيَة - وَلَا تسألوا النَّاس شَيْئا " فَلَقَد رَأَيْت بعض أُولَئِكَ النَّفر يسْقط سَوط أحدهم فَمَا يسْأَل أحدا يناوله إِيَّاه.
2973 -
الثَّانِي: عَن جُبَير بن نفير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على جَنَازَة، فَحفِظت من دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُول:" اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه، وعافه واعف عَنهُ، وَأكْرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا نقيت الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وَأدْخلهُ الْجنَّة، وأعذه من عَذَاب الْقَبْر - أَو من عَذَاب النَّار " قَالَ: فتمنيت أَن أكون أَنا ذَلِك الْمَيِّت.
وَفِي حَدِيث أبي حَمْزَة بن سليم الْحِمصِي نَحوه، وَفِيه:
وقه فتْنَة الْقَبْر وَعَذَاب النَّار ". قَالَ عَوْف: فتمنيت أَن لَو كنت أَنا الْمَيِّت، لدعاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على ذَلِك الْمَيِّت.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير عَن أَبِيه عَن عَوْف ابْن مَالك كَذَلِك.
وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ:
عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير: سَمِعت عوفاً، لم يقل:
عَن أَبِيه، حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه.
2974 -
الثَّالِث: عَن جُبَير بن نفير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: كُنَّا نرقي فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، كَيفَ ترى فِي ذَلِك؟ فَقَالَ:" اعرضوا عَليّ رقاكم، لَا بَأْس بالرقى مَا لم يكن فِيهِ شرك ".
2975 -
الرَّابِع: عَن جُبَير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: قتل رجلٌ من حمير رجلا من الْعَدو، فَأَرَادَ سلبه، فَمَنعه خَالِد بن الْوَلِيد - وَكَانَ والياً عَلَيْهِم، فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَوْف بن مَالك، فَأخْبرهُ، فَقَالَ لخَالِد:" مَا مَنعك أَن تعطيه سلبه؟ ". قَالَ استكثرته يَا رَسُول الله. قَالَ: " ادفعه إِلَيْهِ ". فَمر خالدٌ بعوف، فجر بردائه ثمَّ قَالَ: هَل أنجزت لَك مَا ذكرت لَك من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ فَسَمعهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فاستغضب وَقَالَ:" لَا تعطه يَا خَالِد. هَل أَنْتُم تاركو لي أمرائي؟ إِنَّمَا مثلكُمْ وَمثلهمْ كَمثل رجلٍ استرعي إبِلا وَغنما، فرعاها، ثمَّ تحين سقيها، فأوردها حوضاً، فشرعت فِيهِ، فَشَرِبت صَفوه وَتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عَلَيْهِم ".
وَفِي حَدِيث صَفْوَان بن عَمْرو عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أَبِيه عَن عَوْف قَالَ:
خرجت مَعَ من خرج مَعَ زيد بن حَارِثَة فِي غَزْوَة مُؤْتَة، ورافقني من الْيمن مددي
…
وسَاق الحَدِيث. وَفِيه: قَالَ عَوْف: فَقلت: يَا خَالِد، أما علمت أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للْقَاتِل؟ فَقَالَ: بلَى، وَلَكِن استكثرته.
وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث إِسْحَق بن رَاهَوَيْه عَن الْوَلِيد بن مُسلم بِإِسْنَادِهِ الَّذِي أخرجه بِهِ مُسلم، وَذكره بِطُولِهِ، وَزَاد فِيهِ بَيَانا: أَن عَوْف بن مَالك قَالَ:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُخَمّس السَّلب، وَأَن مددياً كَانَ رَفِيقًا لَهُم
فِي غَزْوَة مُؤْتَة فِي طرف من الشَّام، قَالَ: فَجعل روميٌّ مِنْهُم يشْتَد على الْمُسلمين وَهُوَ على فرسٍ أشقر، وسرج مَذْهَب، ومنطقة ملطفة، وَسيف محلى بِذَهَب.
قَالَ: فيغري بهم. قَالَ: فتلطف لَهُ المددي حَتَّى مر بِهِ. قَالَ: فَضرب عرقوب فرسه فَوَقع، وعلاه بِالسَّيْفِ فَقتله وَأخذ سلاحه، قَالَ: فَأعْطَاهُ خَالِد بن الْوَلِيد وَحبس مِنْهُ. قَالَ عَوْف: فَقلت لَهُ: أعْطه كُله، أَلَيْسَ قد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" السَّلب للْقَاتِل "؟ فَقَالَ: بلَى، ولكنني قد استكثرته. قَالَ عوفٌ: فَكَانَ بيني وَبَينه فِي ذَلِك كَلَام، فَقلت لَهُ: لأخبرن بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ عَوْف: فَلَمَّا اجْتَمَعنَا عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عَوْف ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لخَالِد: " لم لم تعطه؟ " فَقَالَ: قد استكثرته. قَالَ: " فادفعه إِلَيْهِ. " قَالَ عوفٌ: فَقلت لَهُ: ألم أنْجز لَك مَا وعدتك؟ قَالَ: فَغَضب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " يَا خَالِد، لَا تَدْفَعهُ إِلَيْهِ، هَل أَنْتُم تاركوا لي أمرائي ".
2976 -
الْخَامِس: عَن مُسلم بن قرظة ابْن عَم عَوْف بن مَالك قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " خِيَار أئمتكم الَّذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عَلَيْهِم وَيصلونَ عَلَيْكُم. وشرار أئمتكم الَّذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم؟ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله، أَفلا ننابذهم؟ قَالَ:" لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة، لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة، إِلَّا من ولي عَلَيْهِ والٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئا من مَعْصِيّة الله، فليكره مَا يَأْتِي من مَعْصِيّة الله، وَلَا ينزعن يدا من طَاعَة "
قَالَ مُسلم: وَرَوَاهُ مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة - هُوَ ابْن يزِيد - عَن مُسلم بن قرظة عَن عَوْف عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.