الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(178)
النواس بن سمْعَان الْكلابِي رضي الله عنه
ثَلَاثَة أَحَادِيث:
3080 -
أَحدهَا: من رِوَايَة جُبَير بن نفير قَالَ: أَقمت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ سنة مَا يَمْنعنِي من الْمَسْأَلَة إِلَّا الْهِجْرَة، كَانَ أَحَدنَا إِذا هَاجر لم يسْأَل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن شَيْء، قَالَ: فَسَأَلته عَن الْبر وَالْإِثْم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" الْبر حسن الْخلق، وَالْإِثْم مَا حاك فِي صدرك وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس ".
3081 -
الثَّانِي: من رِوَايَة جُبَير بن نفير عَن النواس بن سمْعَان قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " يُؤْتى بِالْقُرْآنِ يَوْم الْقِيَامَة وَأَهله الَّذين كَانُوا يعْملُونَ بِهِ، تقدمه سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان " وَضرب لَهما رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَة أَمْثَال مَا نسيتهن بعد، قَالَ:" كَأَنَّهُمَا غمامتان، أَو ظلتان سوداوان بَينهمَا شرقٌ، أَو كَأَنَّهُمَا حزقان من طير صافٍّ، تحاجان عَن صَاحبهمَا ".
3082 -
الثَّالِث: من رِوَايَة جُبَير بن نفير عَن النواس بن سمْعَان قَالَ: ذكر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَّال ذَات غداةٍ، فخفض فِيهِ وَرفع، حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة من النّخل، فَلَمَّا رحنا إِلَيْهِ عرف ذَلِك فِينَا، فَقَالَ:" مَا شَأْنكُمْ؟ " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، ذكرت حَال الدَّجَّال، فخفضت فِيهِ وَرفعت، حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة النّخل. فَقَالَ: " غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم، إِن يخرج وَأَنا فِيكُم فَأَنا حجيجه دونكم، وَإِن يخرج وَلست فِيكُم فامرؤٌ حجيج نَفسه، وَالله خليفتي على كل مُسلم. إِنَّه شابٌّ قططٌ، عينه طافئة، كَأَنِّي أشبهه بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن، فَمن أدْركهُ مِنْكُم فليقرأ
فواتح سُورَة الْكَهْف " وَفِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني فِيهِ: " فليقرأ خَوَاتِيم سُورَة الْكَهْف - إِنَّه خَارج خلةً بَين الشَّام وَالْعراق، فعاث يَمِينا، وعاث شمالاً، يَا عباد الله فاثبتوا " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا لبثه فِي الأَرْض؟ قَالَ:" أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وَسَائِر أَيَّامه كأيامكم ". قُلْنَا: يَا رَسُول الله، فَذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَسنة، أتكفينا فِيهِ صَلَاة يَوْم؟ قَالَ:" لَا "، اقدروا لَهُ قدره " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا إسراعه فِي الأَرْض؟ قَالَ: " كالغيث استدبرته الرّيح فَيَأْتِي على الْقَوْم فيدعوهم، فيؤمنون بِهِ ويستجيبون لَهُ، فيأمر السَّمَاء فتمطر، وَالْأَرْض فتنبت، فتروح عَلَيْهِم سارحتهم أطول مَا كَانَت ذراً، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر. ثمَّ يَأْتِي الْقَوْم فيدعوهم فيردون عَلَيْهِ قَوْله، فَيَنْصَرِف عَنْهُم فيصبحون ممحلين لَيْسَ بِأَيْدِيهِم شَيْء من أَمْوَالهم، ويمر بالخربة فَيَقُول لَهَا: أَخْرِجِي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النَّحْل، ثمَّ يَدْعُو رجلا ممتلئاً شبَابًا، فيضربه بِالسَّيْفِ فيقطعه جزلتين رمية الْغَرَض، ثمَّ يَدعُوهُ فَيقبل، ويتهلل وَجهه ويضحك، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك، إِذْ بعث الله الْمَسِيح بن مَرْيَم، فَينزل عِنْد المنارة الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق، بَين مهرودتين وَاضِعا كفيه على أَجْنِحَة ملكَيْنِ، إِذا طأطأ رَأسه قطر، وَإِذا رَفعه تحدر مِنْهُ جمانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يحل لكافرٍ يجد ريح نَفسه إِلَّا مَاتَ، وَنَفسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه، حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَاب لدٍّ، فيقتله، ثمَّ يَأْتِي عِيسَى عليه السلام قومٌ قد عصمهم الله مِنْهُ، فيمسح عَن وُجُوههم، ويحدثهم بدرجاتهم فِي الْجنَّة. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك، إِذْ أوحى الله إِلَى عِيسَى عليه السلام أَنِّي قد أخرجت عباداً لي لَا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبَادي إِلَى الطّور. وَيبْعَث
الله يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهم من كل حدبٍ يَنْسلونَ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون مَا فِيهَا، ويمر آخِرهم فَيَقُول: لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة ماءٌ، ويحضر نَبِي الله عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابه، حَتَّى يكون رَأس الثور لأَحَدهم خيرا من مائَة دِينَار، فيرغب نَبِي الله عِيسَى وَأَصْحَابه، فَيُرْسل الله عَلَيْهِم النعف فِي رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفسٍ وَاحِدَة، ثمَّ يهْبط نَبِي الله عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابه إِلَى الأَرْض، فَلَا يَجدونَ فِي الأَرْض مَوضِع شبر إِلَّا ملأَهُ زهمهم ونتنهم، فيرغب نَبِي الله عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابه إِلَى الله، فَيُرْسل الله طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حَيْثُ شَاءَ الله، ثمَّ يُرْسل الله مَطَرا لَا يكن مِنْهُ بَيت مدر وَلَا وبر، فَيغسل الأَرْض حَتَّى يَتْرُكهَا كالزلفة، ثمَّ يُقَال للْأَرْض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذٍ تَأْكُل الْعِصَابَة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك فِي الرُّسُل، حَتَّى أَن اللقحة من الْإِبِل لتكفي الفئام من النَّاس، واللقحة من الْبَقر لتكفي الْقَبِيلَة من النَّاس بَيْنَمَا هم كَذَلِك، إِذْ بعث الله ريحًا طيبَة، فتأخذ تَحت آباطهم، فتقبض روح كل مُؤمن وَمُسلم، وَيبقى شرار النَّاس يتهارجون فِيهَا تهارج الْحمر، فَعَلَيْهِم تقوم السَّاعَة ".
وَفِي حَدِيث عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ نَحوه، وَزَاد بعد قَوْله:
لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة