الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2906 -
الرَّابِع: عَن همام بن مُنَبّه عَن مُعَاوِيَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تلحفوا فِي الْمَسْأَلَة، فوَاللَّه لَا يسألني أحدٌ مِنْكُم شَيْئا فَتخرج لَهُ مَسْأَلته مني شَيْئا وَأَنا لَهُ كَارِه فيبارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته ".
2907 -
الْخَامِس: عَن عبد الله بن عَامر الْيحصبِي قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة يقو ل: إيَّاكُمْ وَالْأَحَادِيث إِلَّا حَدِيثا كَانَ فِي عهد عمر، فَإِن عمر كَانَ يخيف النَّاس فِي الله، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُول:" من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين " وَسمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " أَنا خازنٌ، فَمن أَعْطيته عَن طيب نفس فيبارك لَهُ فِيهِ، وَمن أَعْطيته عَن مسألةٍ وشرهٍ كَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع ".
(111)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الله الْمُغيرَة بن شُعْبَة [رضي الله عنه]
وَيُقَال: كنيته أَبُو عِيسَى.
2908 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي عَائِشَة مَسْرُوق بن الأجدع عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سفرٍ فَقَالَ: " يَا مغير، خُذ الْإِدَاوَة " فأخذتها.
فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى توارى عني فَقضى حَاجته، وَعَلِيهِ جبةٌ شامية، فَذهب ليخرج يَده من كمها فضاقت، فَأخْرج يَده من أَسْفَلهَا، فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، وَمسح على خفيه، ثمَّ صلى.
وَحَدِيث أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش:
وضأت النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فسمح على خفيه، وَصلى.
وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد عَن الْأَعْمَش:
انْطلق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثمَّ أقبل فتلقيته بِمَاء، فَتَوَضَّأ، وَعَلِيهِ جُبَّة شامية، فَمَضْمض واستنشق وَغسل وَجهه، فَذهب يخرج يَدَيْهِ من كميه فَكَانَا ضيقين، فأخرجهما من تَحْتَهُ، فغسلهما، وَمسح بِرَأْسِهِ وعَلى خفيه.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة:
أَنه كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سفرٍ، وانه ذهب لحاجةٍ لَهُ، وَأَن الْمُغيرَة جعل يصب عَلَيْهِ وَيتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه وَيَديه، وَمسح بِرَأْسِهِ، وَمسح على الْخُفَّيْنِ.
وَفِي حَدِيث يحيى بن بكير عَن اللَّيْث:
ذهب النَّبِي صلى الله عليه وسلم لبَعض حَاجته، فَقُمْت أسكب عَلَيْهِ المَاء - لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ: فِي غَزْوَة تَبُوك - فَغسل وَجهه، وَذهب يغسل ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كم الْجُبَّة، فأخرجهما من تَحت جبته، فغسلهما ثمَّ مسح على خفيه.
وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن زَكَرِيَّا:
كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سفر، فَأَهْوَيْت لأنزع خفيه، فَقَالَ:" دعهما؛ فَإِنِّي أدخلتهما طاهرتين " فَمسح عَلَيْهِمَا.
وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير عَن زَكَرِيَّا:
كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات لَيْلَة فِي مسير فَقَالَ لي: " أَمَعَك ماءٌ؟ " قلت: نعم، فَنزل عَن رَاحِلَته، فَمشى حَتَّى توارى فِي سَواد اللَّيْل، ثمَّ جَاءَ فأفرغت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة، فَغسل وَجهه، وَعَلِيهِ جُبَّة من صوف، فَلم يسْتَطع أَن يخرج ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أخرجهُمَا من أَسْفَل الْجُبَّة، فَغسل ذِرَاعَيْهِ، وَمسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ أهويت لأنزع خفيه فَقَالَ:" دعهما، فَإِنِّي أدخلتهما طاهرتين " وَمسح عَلَيْهِمَا.
وَلمُسلم فِي حَدِيث سلمَان التَّيْمِيّ عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن ابْن الْمُغيرَة،
وَعَن الْحسن عَن ابْن الْمُغيرَة:
أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم مسح على الْخُفَّيْنِ ومقدم رَأسه، وعَلى عمَامَته.
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن التَّيْمِيّ:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأ فَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة وعَلى الْخُفَّيْنِ.
وَلمُسلم أَيْضا فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عباد بن زِيَاد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن الْمُغيرَة:
أَنه غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تَبُوك، قَالَ الْمُغيرَة: فَتبرز رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل الْغَائِط، فَحملت مَعَه إداوةً قبل صَلَاة الْفجْر، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخذت أهريق على يَدَيْهِ من الْإِدَاوَة، وَغسل يَدَيْهِ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل وَجهه، ثمَّ ذكر ضيق كمي الْجُبَّة، وَأَنه غسل ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمرْفقين، ثمَّ تَوَضَّأ على خفيه. قَالَ الْمُغيرَة: فَأَقْبَلت مَعَه حَتَّى نجد النَّاس قد قدمُوا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف يُصَلِّي لَهُم، فَأدْرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، فصلى مَعَ النَّاس الرَّكْعَة الْأَخِيرَة، فَلَمَّا سلم عبد الرَّحْمَن قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلَاته، فأفزع ذَلِك الْمُسلمين، فَأَكْثرُوا التَّسْبِيح، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَاته أقبل عَلَيْهِم، ثمَّ قَالَ:" أَحْسَنْتُم " أَو قَالَ: " أصبْتُم " يَغْبِطهُمْ أَن صلوا الصَّلَاة لوَقْتهَا.
وَلمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد عَن حَمْزَة بن الْمُغيرَة نَحْو حَدِيث عباد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة، وَفِيه: قَالَ الْمُغيرَة: فَأَرَدْت تَأْخِير عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" دَعه ".
وَمن رِوَايَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيع عَن يزِيد بن زُرَيْع فِي حَدِيث بكر ابْن عبد الله عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ:
تخلف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَتَخَلَّفت مَعَه، فَلَمَّا قضى حَاجته قَالَ:" أَمَعَك مَاء؟ " فَأَتَيْته بمطهرة، فَغسل كفيه وَوَجهه، ثمَّ ذهب يحسر عَن ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كم الْجُبَّة، فَأخْرج يَده من تَحت الْجُبَّة، وَألقى
الْجُبَّة على مَنْكِبَيْه، وَغسل ذِرَاعَيْهِ، وَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة وعَلى خفيه، ثمَّ ركب وَركبت مَعَه، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْم وَقد قَامُوا فِي الصَّلَاة، يُصَلِّي بهم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقد ركع بهم رَكْعَة، فَلَمَّا أحس بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذهب يتَأَخَّر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ، فصلى بهم، فَلَمَّا سلم قَامَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقمت، فَرَكَعْنَا الرَّكْعَة الَّتِي سبقتنا.
قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه:
كَذَا قَالَ مُسلم فِي حَدِيث ابْن بزيع عَن يزِيد عَن عُرْوَة، وَخَالفهُ النَّاس عَن يزِيد، فَقَالُوا: حَمْزَة بدل عُرْوَة.
وَلمُسلم من حَدِيث الْأسود بن هِلَال الْحَارِثِيّ عَن الْمُغيرَة قَالَ:
بَينا أَنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات لَيْلَة، إِذْ نزل فَقضى حَاجته، ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ من إداوةٍ كَانَت معي، فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه. لم يزدْ.
2909 -
الثَّانِي: عَن أبي عبد الله قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يزَال أناسٌ من أمتِي ظَاهِرين حَتَّى يَأْتِيهم امْر الله وهم ظاهرون ".
وَفِي حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى:
لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي ظَاهِرين
…
" وَذكره.
وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن حميد، ومروان الْفَزارِيّ وَغَيرهمَا عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد:
لن يزَال قومٌ من أمتِي ظَاهِرين على النَّاس
…
" وَذكره.
2910 -
الثَّالِث: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة قَالَ: مَا سَأَلَ أحدٌ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الدَّجَّال أَكثر مِمَّا سَأَلته، وَإنَّهُ قَالَ لي:" مَا يَضرك؟ " قلت: إِنَّهُم يَقُولُونَ: إِن مَعَه جبل خبزٍ ونهر مَاء. قَالَ: " هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ".
وَفِي حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد:
فَقَالَ لي: " أَي بني، وَمَا ينصبك مِنْهُ؟ إِنَّه لن يَضرك " قَالَ: قلت: إِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن مَعَه أَنهَار المَاء وجبال الْخبز. قَالَ: " هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ".
وَفِي حَدِيث هشيم عَن إِسْمَاعِيل:
إِنَّهُم يَقُولُونَ: مَعَه جبالٌ من خبز ونهرٌ من مَاء، قَالَ:" هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ".
2911 -
الرَّابِع: يجمع أَحَادِيث:
عَن وراد مولى الْمُغيرَة قَالَ:
أمْلى عَليّ الْمُغيرَة بن شُعْبَة فِي كتاب إِلَى مُعَاوِيَة: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ على كل شَيْء قدير. اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ".
زَاد أَبُو عوَانَة فِي عقب حَدِيثه بِهَذَا عَن عبد الْملك بن عُمَيْر قَالَ:
وَكتب إِلَيْهِ: إِنَّه كَانَ ينْهَى عَن قيل وَقَالَ، وإضاعة المَال، وَكَثْرَة السُّؤَال. وَكَانَ ينْهَى عَن عقوق الْأُمَّهَات، ووأد الْبَنَات، وَمنع وهات.
وَفِي حَدِيث غير وَاحِد عَن الشّعبِيّ عَن وراد بِنَحْوِ حَدِيث أبي عوَانَة مَعَ الزِّيَادَة.
وَفِي رِوَايَة عَبدة بن أبي لبَابَة عَن وراد قَوْله الَّذِي كَانَ يَقُول خلف الصَّلَاة فَقَط، إِلَى قَوْله:
وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد " وَفِي آخِره أَن وراداً قَالَ: ثمَّ وفدت بعد على مُعَاوِيَة، فَسَمعته يَأْمر النَّاس بذلك. لفظ أَحَادِيث البُخَارِيّ.
وَلم يخرج مُسلم مِنْهُ فِي الصَّلَاة إِلَّا مَا يُقَال فِي أعقاب الصَّلَوَات.
وللبخاري فِي مَوضِع آخر طرفٌ مِنْهُ من رِوَايَة ابْن أَشوع عَن الشّعبِيّ قَالَ:
حَدثنِي كَاتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: كتب مُعَاوِيَة إِلَى الْمُغيرَة: أَن أكتب إِلَيّ بشيءٍ سمعته من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَكتب إِلَيْهِ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن الله كره لكم ثَلَاثًا. قيل وَقَالَ، وإضاعة المَال، وَكَثْرَة السُّؤَال: ".
وَمن حَدِيث مَنْصُور عَن الشّعبِيّ
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الله حرم عَلَيْكُم عقوق الْأُمَّهَات، ووأد الْبَنَات، ومنعاً وهات. وَكره لكم: قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال ".
وَمن حَدِيث مَنْصُور عَن الْمسيب بن رَافع عَن وراد بِنَحْوِ هَذَا.
وَلمُسلم فِي غير " الصَّلَاة " من حَدِيث جرير عَن مَنْصُور بِنَحْوِ هَذَا أَيْضا.
وَمن حَدِيث شَيبَان عَن مَنْصُور بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: وَحرم عَلَيْكُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلم يقل: " إِن الله حرم عَلَيْكُم.
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ عَن وراد قَالَ: كتب الْمُغيرَة إِلَى مُعَاوِيَة: سلامٌ عَلَيْك، أما بعد، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" إِن الله حرم ثَلَاثًا، وَنهى عَن ثَلَاث، حرم عقوق الْوَالِد، ووأد الْبَنَات، وَلَا وهات. وَنهى عَن ثَلَاث: عَن قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال ".
2912 -
الْخَامِس: عَن وراد كَاتب الْمُغيرَة عَن الْمُغيرَة قَالَ: قَالَ سعد بن عبَادَة: لَو رَأَيْت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح. فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَقَالَ: " تعْجبُونَ من غيرَة سعد، وَالله لأَنا أغير مِنْهُ، وَالله أغير مني، وَمن أجل غيرَة الله حرم الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، وَمن أجل ذَلِك بعث الْمُنْذرين والمبشرين. وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ المدحة من الله، وَمن أجل ذَلِك وعد الْجنَّة ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل فِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر. ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الله بن عَمْرو عَن ابْن عُمَيْر: " وَلَا شخص أغير من الله ".
وَلمُسلم من حَدِيث أبي عوَانَة عَن عبد الْملك بن وراد نَحوه، وَفِيه:" وَلَا شخص أغير من الله، وَلَا شخص أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، وَمن أجل ذَلِك بعث الله الْمُرْسلين مبشرين ومنذرين، وَلَا شخص أحب إِلَيْهِ المدحة من الله، من أجل ذَلِك وعد الله الْجنَّة " وَفِيه: لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح عَنهُ.
قَالَ مُسلم: وَفِي حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله وَقَالَ: غير مصفح، وَلم يقل: عَنهُ.
قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه: فِي حَدِيث القواريري وَأبي كَامِل وَأبي الْوَلِيد الطياسي والمقدمي، كلهم عَن أبي عوَانَة:" وَلَا شخص " قَالَ أَبُو مَسْعُود: وأظن مُوسَى اخْتَصَرَهُ للْبُخَارِيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الْملك " وَلَا شخص ".
وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي الأديب، وَقَالَ فِي آخِره: قولي غير مصفح: أَي غير ضَارب بصفح السَّيْف: وَهُوَ وَجهه، وَلَكِنِّي ضاربه بِحَدّ السَّيْف.
وَفِي حَدِيث أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْحسن بن سُفْيَان مثل حَدِيث الْأَزْهَرِي أَو قريب مِنْهُ.
2913 -
السَّادِس: عَن أبي مَالك زِيَاد بن علاقَة الغطفائي عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: انكسفت الشَّمْس على عهد النَّبِي يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ النَّاس: انكسفت لمَوْت إِبْرَاهِيم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِن رأيتموها فَادعوا الله وصلوا حَتَّى تنجلي ".
2914 -
السَّابِع: عَن زِيَاد بن علاقَة أَنه سمع الْمُغيرَة يَقُول: قَامَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى تورمت قدماه، فَقيل لَهُ: قد غفر الله لَك مَا تقدم مِنْهُ ذَنْبك وَمَا تَأَخّر. فَقَالَ: " أَفلا أكون عبدا شكُورًا؟ ".
وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن مسعر:
إِن كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ليقوم أَو ليُصَلِّي حَتَّى ترم قدماه أَو ساقاه، فَيُقَال لَهُ، فَيَقُول:" أَفلا أكون عبدا شكُورًا ".
وَفِي حَدِيث خَلاد بن يحيى عَن مسعر:
حَتَّى ترم أَو تنتفخ.
وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة:
صلى حَتَّى انتفخت قدماه، فَقيل لَهُ: أتكلف هَذَا وَقد غفر لَك؟ فَقَالَ:
…
وَذكره.
2915 -
الثَّامِن: يشْتَمل على معانٍ:
من رِوَايَة عَليّ بن ربيعَة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن كذبا عَليّ لَيْسَ ككذب على أحد، من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار "
وَسمعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:
من نيح عَلَيْهِ يعذب بِمَا نيح عَلَيْهِ " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ من رِوَايَة سعيد بن عبيد.
وَلمُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن قيس وَسَعِيد بن عبيد عَن عَليّ بن ربيعَة قَالَ:
أول من نيح عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ قرظة بن كَعْب، فَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من نيح عَلَيْهِ يعذب بِمَا نيح عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة " وَلم يزدْ على هَذَا فِي أَبْوَاب " الْجَنَائِز ".
وَأخرج الطّرف الأول فِي أول كِتَابه من حَدِيث سعيد بن عبيد عَن عَليّ بن ربيعَة قَالَ:
أتيت الْمَسْجِد والمغيرة أَمِير الْكُوفَة، فَقَالَ الْمُغيرَة:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن كذبا عَليّ لَيْسَ ككذبٍ على أحد، فَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".
جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الطّرف الْأَخير من أَفْرَاد مُسلم، وَذهب عَنهُ مَا فِي كتاب " الْجَنَائِز " للْبُخَارِيّ مِمَّا ذَكرْنَاهُ أَولا.
وَقد أخرج مُسلم فِي معنى الْكَذِب من رِوَايَة مَيْمُون بن أبي شبيب عَن الْمُغيرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من حدث عني بحديثٍ يرى أَنه كذبٌ فَهُوَ أحد الْكَاذِبين " وَهُوَ عِنْده أَيْضا من مُسْند سَمُرَة بن جُنْدُب.
2916 -
التَّاسِع: من ترجمتين، وَفِيه مَعَ الْمُغيرَة مُحَمَّد بن مسلمة:
رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير عَن الْمُغيرَة:
أَن عمر اسشارهم فِي إملاص الْمَرْأَة، فَقَالَ الْمُغيرَة: قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالغرة: عبدٍ أَو أمة.
وَشهد مُحَمَّد بن مسلمة أَنه شهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم قضى بِهِ.
وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة قَالَ:
سَأَلَ عمر ابْن الْخطاب عَن إملاص الْمَرْأَة: وَهِي الَّتِي يضْرب بَطنهَا فتلقي جَنِينا. فَقَالَ: أَيّكُم سمع من النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْئا؟ قَالَ: فَقلت: أَنا. قَالَ: مَا هُوَ؟ قلت سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول " فِيهِ غرةٌ: عبدٌ أَو أمةٌ " فَقَالَ: لَا تَبْرَح حَتَّى تجيئني بالمخرج مِمَّا
قلت: فَخرجت فَوجدت مُحَمَّد بن مسلمة، فَجئْت بِهِ فَشهد معي أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:" فِيهِ غرةٌ: عبدٌ أَو أمة ".
وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث الْمسور بن مخرمَة قَالَ:
اسْتَشَارَ عمر بن الْخطاب النَّاس فِي إملاص الْمَرْأَة. فَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة: شهِدت النَّبِي صلى الله عليه وسلم قضى فِيهِ بغرةٍ: عبدٍ أَو أمة. فَقَالَ عمر: ائْتِنِي بِمن يشْهد مَعَك. قَالَ: فَشهد لَهُ مُحَمَّد بن مسلمة.
أخرج أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه مُحَمَّد بن مسلمة من جملَة الصَّحَابَة الَّذين انْفَرد البُخَارِيّ بِالْإِخْرَاجِ عَنْهُم، وَقد أخرج مُسلم لمُحَمد بن مسلمة هَذَا الحَدِيث الْمُشْتَرك مَعَ الْمُغيرَة فِي كتاب " الْحُدُود " فصح أَنه مِمَّن اتفقَا على الْإِخْرَاج عَنهُ.
وَأخرج مُسلم هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث عبيد بن نضيلة الْخُزَاعِيّ عَن الْمُغيرَة قَالَ:
ضربت امرأةٌ ضَرَّتهَا بعمود فسطاطٍ وَهِي حُبْلَى فقتلتها، قَالَ: وإحداهما لحيانية.
قَالَ: فَجعل رَسُول الله دِيَة المقتولة على عصبَة القاتلة، وغرة لما فِي بَطنهَا. فَقَالَ رجل من عصبَة القاتلة: أنغرم دِيَة من لَا أكل وَلَا شرب، وَلَا اسْتهلّ، فَمثل ذَلِك يطلّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أسجعٌ كسجع الْأَعْرَاب؟ " قَالَ: وَجعل عَلَيْهِم الدِّيَة.
وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن مَنْصُور نَحوه، غير أَن فِيهِ: فَأسْقطت، فَرفع ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقضى فِيهِ بغرة، وَجعله على أَوْلِيَاء الْمَرْأَة. وَلم يذكر فِي حَدِيثه دِيَة الْمَرْأَة.
وللبخاري حَدِيث:
2917 -
من رِوَايَة جُبَير بن حَيَّة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة، وَعَن النُّعْمَان بن مقرن، حديثان:
قَالَ جُبَير:
بعث عمر رضي الله عنه النَّاس فِي أفناء الْأَمْصَار يُقَاتلُون الْمُشْركين، فَأسلم الهرمزان، فَقَالَ: إِنِّي مستشيرك فِي مغازي هَذِه. قَالَ: نعم، مثلهَا وَمثل من فِيهَا من عَدو الْمُسلمين مثل طَائِر لَهُ رَأس وَله جَنَاحَانِ، وَله رجلَانِ، فَإِن كسر أحد الجناحين نهضت الرّجلَانِ بجناح وَالرَّأْس، وَإِن كسر الْجنَاح الآخر نهضت الرّجلَانِ وَالرَّأْس، وَإِن شدخ الرَّأْس ذهبت الرّجلَانِ والجناحان وَالرَّأْس. فالرأس كسْرَى، والجناح قَيْصر، والجناح الآخر فَارس، فَمر الْمُسلمين أَن ينفروا إِلَى كسْرَى. قَالَ جُبَير: فندبنا عمر، وَاسْتعْمل علينا النُّعْمَان بن مقرن، حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَرْض الْعَدو، وَخرج علينا عَامل كسْرَى فِي أَرْبَعِينَ ألفاٍ، فَقَامَ ترجمان فَقَالَ: ليكلمني رجلٌ مِنْكُم، فَقَالَ الْمُغيرَة: سل عَمَّا شِئْت. فَقَالَ: مَا أَنْتُم؟ قَالَ: نَحن أناسٌ من الْعَرَب، كُنَّا فِي شقاء شَدِيد، وبلاء شَدِيد، نمص الْجلد والنوى من الْجُوع، ونلبس الْوَبر وَالشعر، ونعبد الشّجر وَالْحجر، فَبينا نَحن كَذَلِك، إِذْ بعث رب السَّمَوَات وَرب الْأَرْضين إِلَيْنَا نَبيا من أَنْفُسنَا، نَعْرِف إباه وَأمه، فَأمرنَا نَبينَا رَسُول رَبنَا أَن نقاتلكم حَتَّى تعبدوا الله وَحده أَو تُؤَدُّوا الْجِزْيَة، وَأخْبرنَا نَبينَا عَن رِسَالَة رَبنَا: أَنه من قتل منا صَار إِلَى الْجنَّة فِي نعيم لم ير مثله، وَمن بَقِي منا ملك رِقَابكُمْ. فَقَالَ النُّعْمَان: رُبمَا أشهدك الله مثلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَلم يندمك وَلم يخزك، وَلَكِن شهِدت الْقِتَال مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذا لم يُقَاتل فِي أول النَّهَار انْتظر حَتَّى تهب الْأَرْوَاح، وتحضر الصَّلَاة.
وَلمُسلم حديثان:
2918 -
أَحدهمَا: من رِوَايَة عَلْقَمَة بن وَائِل عَن الْمُغيرَة عَن شُعْبَة قَالَ: لما قدمت نَجْرَان سَأَلُونِي فَقَالُوا: إِنَّكُم تقرءون: {يَا أُخْت هَارُون} [مَرْيَم] ومُوسَى قبل عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا قدمت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَأَلته عَن ذَلِك، فَقَالَ:" إِنَّهُم كَانُوا يسمون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلهم ".