الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا
(1)
.
وروى البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه ومروان بن الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلح الحديبية: «يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ؟ فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الإسلام وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا
(2)
قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ وَاللَّهِ إِنِّي لا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ»
(3)
(4)
.
الوقفة الثالثة: بعض الفوائد المراد الحصول عليها من هذه الكلمة:
1 -
شحذ الهمم للوصول إلى أعلى المراتب والدرجات في الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، قال تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10].
(1)
. (7/ 51) برقم 230، وحسنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 92.
(2)
. أي ما دخلوا في الإسلام عند غلبتي على سائر العرب، بل اختاروا القتال على دخول الإسلام.
(3)
. السالفة: صفحة العنق، والمراد: أو أموت.
(4)
. صحيح البخاري برقم 2731 - 2732، ومسند الإمام أحمد (31/ 212) برقم 18910، وقال محققوه: إسناده حسن، واللفظ له.
قال المتنبي:
وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئًا .. كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ
وقال أيضًا:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
…
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
…
كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
2 -
أن الوصول إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة يحتاج إلى صبر ومجاهدة وتضحية وبذل، قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ»
(1)
.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه قال: «غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون، قال: اللَّهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه
(1)
. صحيح البخاري برقم 6487، وصحيح مسلم برقم 2822 واللفظ له.