الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال عبد الله، حدثني هارون بن معروف، حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تبارك وتعالى آنية في الأرض، وأحب الآنية إليه ما رقّ منها وصفا، وآنية الله في الأرض قلوب العباد الصالحين [1] .
وأخرج أحمد عن سليمان قال: مثل المسلم وأخيه، كمثل الكعبين تتقي أحدهما بالأخرى.
وأخرج عن الضحاك بن مزاحم قال: قال عبد الله بن مسعود: وددت أني كنت طيرا في منكبي ريش. وأخرج عن ابن مسعود أنه أهدي له طائر جاءت به الرعاة من مسيرة أربع، قال: وددت أني حيث صيد هذا الطير، لا يكلمني أحد ولا أكلمه [2] .
وأخرج عن ابن مسعود قال: أنتم أطول صلاة، وأكثر جهادا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،/ وهم كانوا أفضل منكم، قيل له: بأي شىء، قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة منكم [3] . وأخرج عن عائشة قالت: وددت أني كنت شجرة أعضد، ووددت أني لم أخلق.
في تاريخ ابن عساكر [4]
من طريق أبي رجاء، عن شعبة عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتمّا، فقال: يا محمد، ما هذا الغمّ الذي أراه في وجهك، قال:(الحسن والحسين أصابتهما عين)، قال: صدّق بالعين، فان العين حق، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات، قال:(وما هن يا جبريل)، قال قل: اللهم ذا السلطان العظيم، ذا المن القديم، ذا الوجه الكريم، وليّ الكلمات التامات، والدعوات المستجابات، عاف الحسن والحسين من أنفس الجن، وأعين الإنس. فقالها النبي صلى الله عليه وسلم، فقاما يلعبان بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ، فانه لم يتعوذ المعوذون بمثله)[5] . قال أبو بكر الخطيب: تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبيد الله الحبطي من أهل تستر [6] ./
[1] مصنف ابن أبي شيبة 13/235.
[2]
ابن المبارك- الزهد والرقائق ص 4.
[3]
الحلية 1/136، الزهد والرقائق ص 5.
[4]
ابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم ثقة الدين الدمشقي، المؤرخ الحافظ الرحالة المتوفى سنة 571 هـ.
[5]
عن ابن مسعود قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذ مر به الحسن والحسين وهما صبيان، فقال:(هاتوا أبنائي أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنه إسماعيل وإسحاق، فضمهما إلى صدره وقال: أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة (صحيح مسام 4/209) .
[6]
تستر: أعظم مدينة بخوزستان، وهو تعريب شوشتر، وقال الزجاجي: سميت بذلك نسبة لرجل فتحها من بني عجلاني قال له تستر بن نون. (ياقوت: تستر) .
وفيه عن أبي أسامة قال: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم [1] . قال ابن عساكر:
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، حدثنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدثنا محمد بن موسى بن حماد، حدثنا محمد بن الحارث، حدثنا المدائني عن علي بن عبد الله القرشي عن أبيه قال، قال عمر بن الخطاب: أتمنى رجالا ملء هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، إن سالما شديد في ذات الله، لو لم يخف الله ما عصاه [2] ./
في تاريخ ابن عساكر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص [3] قال: ثلاثة من قريش أحسن قريش أخلاقا وأصبحهما وجوها، وأشدهما حياء، إن حدثوك لم يكذبوك، وإن حدثتهم بحق أو باطل لم يكذبوك، أبو بكر وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح [4] . عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قبر معاذ بن جبل بقصير خالد [5] بالغور، وقبر أبي عبيدة بن الجراح ببيسان [6] .
عن كريب مولى ابن عباس قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجل العباس إجلال الولد والده، خاصة خص الله العباس من بين الناس، وما ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجل أحدا إلا والدا أو عمّا [7] .
عن دحية الكلبي قال: قدمت من الشام فأهديت النبي صلى الله عليه وسلم فاكهة يابسة من فستق ولوز وكعك، فوضعته بين يديه، فقال: (اللهم آتني بأحب أهلي إليك أو إليّ يأكل معي
[1] يحيى بن آدم بن سليمان الأموي: أبو زكريا الكوفي، روى عن عيسى بن طهمان وفطر بن خليفة والثوري وجرير بن حازم وغيرهم، كان ثقة جامعا للعلم ثبتا في الحديث، ذكره ابن حبان في الثقات، توفي سنة 103 هـ. (التهذيب 11/175) .
[2]
في الأصل: بياض إلى نهاية الصفحة، ولكن دون نقص كما في النسخ الأخرى.
[3]
عبد الله بن عمرو بن العاص: صحابي من قريش، من النساك، كان يكتب في الجاهلية، ويحسن السريانية، أسلم قبل أخيه، كان كثير العبادة شهد الحروب والغزوات، عمي في آخر حياته، توفي سنة 65 هـ. (الإصابة ت 4838، حلية الأولياء 1/283 صفة الصفوة 1/270) .
[4]
ابن قتيبة- عيون الأخبار 3/23.
[5]
قصير: بلفظ تصغير قصر في عدة مواضع، منها قصير معين الدين بالغور من أعمال الأردن، وهو أول منزل لمن يريد حمص من دمشق. (ياقوت: قصير) .
[6]
بيسان: مدينة بالأردن بالغور الشمالي، ويقال هي لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين. (ياقوت:
بيسان) .
[7]
الخبر في تاريخ ابن عساكر 7/242. وينظر في فضائل العباس تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/238 وما بعدها.
من هذا) ، فطلع العباس [1]، فقال:(ادن يا عم)، فجلس فأكل [2] . قلت: في سنده الكلبي متروك، وليس في الأحاديث ذكر الفستق واللوز، إلا في هذا الحديث./
سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس، جلس أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان بين يديه، وكان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء العباس بن عبد المطلب تنحى أبو بكر، وجلس العباس مكانه [3] .
عن مجمع بن يعقوب الأنصاري عن أبيه قال: إن كانت حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشتبك حتى تصير كالإسوار، وإن مجلس أبي بكر منها لفارغ ما يطمع فيه أحد من الناس، فاذا جاء أبو بكر جلس ذلك المجلس، وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، وألقى إليه حديثه، وسمع الناس، فطلع العباس تزحزح له أبو بكر من مجلسه، فعرف السرور في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتعظيم أبي بكر للعباس [4] .
أبو الزناد [5] عن الثقة أن العباس بن عبد المطلب لم يمر قط بعمر بن الخطاب، ولا بعثمان بن عفان، وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا له [6] . قال أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني الزاهد: أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا بعد كتاب الله عز وجل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،/ لما فيها من كثرة الصلاة عليه، وأنها كالرياض والبساتين، تجد فيها كل خير وبر، وفضل وذكر [7] .
عن عبد الملك بن عمير قال، قال أبو مسلم الخولاني: أظهر اليأس مما في أيدي الناس، فان فيه الغنى، وأقلّ طلب الحاجات إلى الناس، فان فيه الفقر إلى الحاضر، وإياك وما يعتذر منه من الكلام، أخرجه ابن أبي الدنيا. عن شهر بن حوشب قال: قال سعد بن عبادة لابنه:
يا بني أوصيك بوصية فاحفظها، فان أنت ضيعتها فأنت لغيرها من الأمر أضيع، إذا توضأت فأتم الوضوء، ثم صلّ صلاة امرئ مودع، ترى أنك لا تعود، وأظهر اليأس من الناس، فانه غنى، وإياك وطلب الحوائج إليهم، فانه فقر حاضر، وإياك وكل شىء يعتذر منه [8] .
[1] صفحة من نسخة ع جاءت هنا، وموضعها في ص 3 ب من تسلسل الأصل.
[2]
تهذيب ابن عساكر 7/242.
[3]
المصدر السابق.
[4]
المصدر السابق والصفحة.
[5]
أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان الإمام الثبت، قال ابن معن وغيره: ثقة حجة، وروى حرب عن أحمد بن حنبل قال: كان سفيان يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، توفي سنة 130 هـ. (الذهبي- ميزان الاعتدال 2/418) .
[6]
تهذيب ابن عساكر 7/248.
[7]
تهذيب ابن عساكر 7/314.
[8]
تهذيب ابن عساكر 6/92.
رئي عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما يماكس في درهم، فقيل له: تماكس في درهم وأنت تجود من المال بكذا وكذا، فقال: ذاك مالي جدت به، وهذا عقلي بخلت به [1] .
عن صفوان بن سليم [2] قال: يتحدث أهل المدينة أن عبد الله بن حنظلة [3] ابن الغسيل، لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد، فقال: تعرفني بابن حنظلة، قال: نعم، قال من أنا، قال: أنت الشيطان، قال: فكيف علمت ذاك، قال: خرجت وأنا أذكر الله، فلما رأيتك نظرت إليك فشغلني النظر اليك عن ذكر الله، فعلمت أنك الشيطان، قال: نعم يا ابن حنظلة فاحفظ عني شيئا: لا تسأل أحدا غير الله سؤال رغبة، وانظر كيف تكون إذا غضبت [4] ./
عن المفضل بن خليفة قال: كنا عند بعض المشايخ نكتب عنه وهو يملي علينا ويمازحنا، فعرض له عارض، فدخل منزله، ثم خرج مكفهرا عبوسا، فقلت له: يا شيخ، ما قصتك، قال: نعم اكتبوا [5] : [الوافر]
دخلت البيت أطلب فيه خبزا
…
فجاؤوني بسندان الدقيق [6]
وقالوا قد فنى ما كان فيه
…
فأظلم ناظراي وجفّ ريقي
وأنسيت القضايا إذ رواها
…
جرير عن مغيرة عن شقيق
وناح محابري وبكى كتابي
…
ولم أعرف عدوي من صديقي
إذا فني الدقيق فقدت عقلي
…
فوا حزنا لفقدان الدقيق
صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عامر بن شبل الجرمي، قال:
سمعت رجلا يحدّث أنه سمع أنس بن مالك يقول: في الجنة قصر لا يدخله إلا صوّام.
عبد الله بن يوسف، حدثنا عامر بن شبل قال: سمعت أبا قلابة يقول: في الجنة قصر لصوّام رجب [7] .
[1] تهذيب ابن عساكر 7/346، والخبر في عيون الأخبار 1/251، البصائر والذحائر 3/680.
[2]
صفوان بن سليم المديني الفقيه: مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف، توفي سنة 132 هـ. (الإصابة 4/60) .
[3]
عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب: وأبوه حنظلة غسيل الملائكة، قتل يوم أحد، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعبد الله بن سلام وكعب الأحبار، قتل يوم الحرة سنة 63 هـ. (التهذيب 5/193) .
[4]
تهذيب ابن عساكر 7/374- 375.
[5]
تهذيب ابن عساكر 7/389- 390.
[6]
في ع: أطلب منه خبزا.
[7]
تهذيب ابن عساكر 7/140.
محمد بن زياد اليشكري، حدثنا ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عباس قال: من صلّى ليلة تسع وعشرين من رجب ثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وسورة، فاذا فرغ من صلاته قرأ بفاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس، ثم قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أربع مرات، ثم أصبح صائما، حطّ الله عنه ذنوب ستين سنة، وهي ليلة بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم [1] . قلت: اليشكري كذاب يضع الحديث.
عبد الباقي بن أحمد أبو البركات ابن النّرسي الأزجي البغدادي المعدّل، ولي حسبة بغداد، وكانت فيه غفلة، شهد في بيع عقار غير محدد، فعاب عليه قاضي القضاة ذلك وقال: لا تشهد إلا في ما ذكرت حدوده، فأتاه اثنان قد تبايعا سفينة فنظر في الكتاب، ثم قال: أين الحدود، الزم كتابك.
قال أبو محمد سهل بن سوار: الدنيا كلها جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجّة إلا العمل منه، والعمل كله هباء إلا الإخلاص منه، والإخلاص له خطر عظيم لا يدري بم يختم له. عن أبي إدريس عبد الرحمن بن عراك قال: إذا كان رجل بأرض فلاة فتصيبه مجاعة فيقول: اللهم ايتني برزقي الذي قدرته لي، إلا أتاه الله برزقه.
عن إسماعيل بن عياش قال: انقلب الناس من غزاة البردة سنة أربعين ومائة، فسمعتهم يقولون: الأوزاعي [2] اليوم عالم الأمة./
عن الأوزاعي قال: خرجت إلى الصحراء، فاذا أنا برجل من جراد [3] في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهو شاك في الحديد، وكلما مال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، ما فيها، ثلاثا.
عن الأوزاعي قال: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوما فخسف ببغلته فلم يبق منها إلا أذنها. عن بشر بن بكر قال: أرسل والي الشام إلى الأوزاعي فقال له: يا أبا عمر، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى فلان فتقاتله، فقال له الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير [4] : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[1] تهذيب ابن عساكر 7/347- 348.
[2]
الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو، من قبيلة الأوزاع، إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، وأحد الكتاب المترسلين، عرض عليه القضاء فامتنع، كان عظيم الشأن بالشام، وكان أمره فيهم أعز من أمر السلطان، توفي سنة 157 هـ. (حلية الأولياء 6/135، المعارف ص 217، الشذرات 1/241، وفيات الأعيان 1/275) .
[3]
الرجل: السرب والطائفة العظيمة من الجراد.
[4]
يحيى بن أبي كثير اليماني: أحد الأعلام الأثبات، يروي عن أنس قال يحيى القطان: مرسلات يحيى بن كثير شبه الريح. (الذهبي- الميزان 4/402) .