الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأذا الأديب مع الأديب تحادثا
…
كانا من الآداب في بستان
لا شيء أحسن منهما في مجلس
…
يتطاعمان جواهرا بلسان
ويهز أنس القول من عطفيهما
…
هزّ المدام جوانب النشوان
الأستاذ أبو محمد بن سارة، أورده في قلائد العقيان [1] :[البسيط]
يا من يصيخ إلى داعي السّقاة وقد
…
نادى بك الناعيان الشيب والكبر
إن كنت لا تسمع الذّكرى ففيم ثوى
…
في رأسك الواعيان: السمع والبصر
ليس الأصمّ ولا الأعمى سوى رجل
…
لم يهده الهاديان: العين والأثر
لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك ال
…
أعلى ولا النيّران: الشمس والقمر
ليرحلنّ عن الدنيا وإن كرها
…
فراقها الثاويان: البدو والحضر
بعضهم: [الطويل]
إذا الخمس والخمسين جاوزت فارتقب
…
قدوما على الأموات غير بعيد
في كتاب نزهة المذاكرة وأنس المحاضرة
قال مصعب الزهري: الخط لسان اليد. وقال الرشيد لشرحبيل بن معن بن زائدة:
قد أمرنا لك بصلة، فقال: تشبهك يا أمير المؤمنين، أم تشبهني، قال: فوقك، ودوني.
قال جالينوس: يحتاج السمع أن يغذّى بالصوت الحسن، كما يحتاج البدن إلى الغذاء بالطعام، وقد ترى أهل الصناعات الذين يكدون برا وبحرا، إذا خافوا الملالة والفتور، ترنموا وشغلوا أنفسهم بذلك عن ألم التعب [2] ، وترى الشجعان أبناء الحروب، قد احتالوا بنفخ أصناف البراعات، وقرعوا الطبول، لتهون عليهم الشدائد، وترى الإبل يحدو بها الحادي، فيمعن في سيرها، ويصفر للدواب، فترد الماء وتشرب على الصفير.
قال أبو الدرداء [3] لمعاوية: والذي نفسي بيده لا تنقصون من أرزاق العباد شيئا، إلا نقصت الأرض مثله.
أخرج الطبراني في الكبير، عن الحارث: أن عليا رضي الله عنه، سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة، فقال: يا بني، ما السداد؟ قال: يا أبه، السداد دفع المنكر
[1] هذا آخر المختار من كتاب المغرب، والأبيات في قلائد العقيان 2/837- 838، نفح الطيب 4/325، شذرات الذهب 4/156، الحماسة المغربية 2/1439، خريدة القصر 2/325، وفيات الأعيان 2/281.
[2]
في ش: عن التعب.
[3]
أبو الدرداء: عويمر بن مالك الخزرجي الحكيم الزاهد، تولى قضاء دمشق لمعاوية في خلافة عثمان بن عفان، توفي سنة 32 هـ. (شذرات الذهب 1/39) .
بالمعروف، قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة،/ وحمل الجريرة، وموافقة الإخوان بحفظ الجيران، قال: فما المروءة؟ قال: العفاف، وإصلاح المال، قال: فما الدقة؟ قال:
النظر في اليسير، ومنع الحقير، قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه، وبذله عرسه، قال:
فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير، قال: فما الشّح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا، قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء، قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق، والنكول عن العدو، قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة، قال: فما الحلم؟ [1] قال: كظم الغيظ وملك النفس، قال: فما الغنى؟
قال: رضى النفس بما قسم الله تعالى لها، وإن قلّ، وإنما الغنى غنى النفس، قال: فما الفقر؟
قال: شره النفس في كل شيء، قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس، قال:
فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة، قال: فما العيّ؟ قال: العبث باللحية وكثرة البزق [2] عند المخاطبة، قال: فما الجرأة؟ قال: مواقعة الأقران، قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك، قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في العزم وتعفو عن الجرم، قال: فما العقل؟
قال: حفظ القلب كلّ ما استودعته، قال: فما الخرق؟ قال: معاقرتك إمامك ورفعك عليه كلامك، قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل، وترك القبيح، قال: فما الحزم؟ قال:
طول الأناة والرفق بالولاة، قال: فما السّفه؟ قال: اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة، قال:
فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد، قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك، قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه./
قال الطبراني: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، قال: توفي معاوية في رجب، لأربع ليال خلون منه [3] ، وفي سنة إحدى وستين، قتل الحسين بن علي يوم عاشوراء، وقتل معه أخوته؛ العباس بن علي، وجعفر بن علي، وعبد الله بن علي، وعثمان بن علي، وأبو بكر بن علي، وعلي بن الحسين الأكبر، وعبد الله بن الحسين، وأبو بكر بن الحسن، والقاسم بن الحسين، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر بن عقيل بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وسليمان مولى الحسين، وعبد الله رضيع الحسين [4] .
[1] في ب: الحكم. وهو تحريف.
[2]
في ب، ل: النزق.
[3]
توفي معاوية سنة 60 هـ.
[4]
عبد الله: هو عبد الله بن بقطر رضيع الحسين بن علي، وزاد الطبري حوادث سنة 16 من قتل مع الحسين:
محمد بن علي، وعبد الله بن الحسن، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عقيل، وعبد الله بن عقيل، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل، ومنجح مولى الحسين بن علي. (الطبري 5/468- 469 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) .
وروى الطبراني عن الشعبي، قال: رأيت في النوم كأنّ رجالا نزلوا من السماء، معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين، فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم.
وقال الطبراني، حدثنا قيس بن أبي قيس البخاري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن قبيل، قال: لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة، حتى بدت الكواكب نصف النهار.
من التذكرة الحمدونية: صنّف المرتضى كتابا وسمّاه الذخيرة، فاستعاره البصروي لينسخه، فلما أراد الخروج، قال له المرتضى: يا أبا الحسن، الذخيرة عندك؟ فعاد وقال: يا سيدنا، هذا الكتاب، فقال له: لم عدت وأخرجت الكتاب؟ فقال له: يا سيدنا، تقول لي بمحضر من السادة الأولاد، الذخيرة عندك، ما الذي يؤمنني من مطالبتهم بعد أيام، فتبسّم المرتضى./
كان يقال: من تطاول على جاره، حرم بركة داره. ويقال: الصدق أفضل من الكذب، إلا في السعاية، والعزّة أفضل من الذل، إلا في الاعتداء، والأناة أنجح من العجلة، إلا في التقوى، والشجاعة أفضل من الجبن، إلا في أمر الله عز وجل، والأمن أفضل من الخوف، إلا من مكر الله، والراحة أفضل من التعب، إلا في طاعة الله، والحلم أفضل من الغضب، إلا عمّن يعصي الله، والجود أفضل من البخل، إلا في بذل الدين.
أخرج الطبراني عن طارق بن شهاب، أن خالد بن الوليد، كان بينه وبين سعد بن أبي وقاص كلام، فذكر خالد عند سعد فقال: مه، فان ما بيننا لم يبلغ ديننا.
في شرح لامية العجم للصلاح الصفدي [1]، قال بعضهم [2] :[مجزوء الكامل]
إنّ الأمير هو الذي
…
يدعى أميرا يوم عزله [3]
إن زال سلطان الولا
…
ية فهو في سلطان فضله [4]
[1] لامية العجم: لمؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي المتوفى سنة 515 هـ، نظمها ببغداد في وصف حاله، أولها:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
…
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
وشرحها صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة 764 هـ. (كشف الظنون 2/1537) .
[2]
الشاعر هو عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، والبيتان في المنتخل للميكالي 2/719، تحقيق يحيى الجبوري ط دار الغرب الإسلامي، ط بيروت 2000، وينسبان لابن المعتز في ديوانه 3/339 تحقيق يونس السامرائي، ط بيروت 1997.
[3]
في ع: يضحي.
[4]
في ع: لم يزل سلطان فضله.
لما تولى الشيخ كمال الدين الزمكاني [1] قضاء حلب، عامل أهلها بالتشديد، فقال له نائب السلطنة الطبنغا: الطف بنا يا قاضي، لأي شيء تعاملنا كما كان القاضي زين الدين يعاملنا؟
فقال: ذاك كان يخاف على منصبه ليتكثر به، وأنا لو عزلتموني اليوم أصبح على بابي من الطلبة والتلاميذ والمستفتين، مثل ما على بابي اليوم في الحكم، فقال له: صدقت. انتهى./
قال الصلاح الصفدي: [السريع]
لزمت بيتي كلزوم البنا
…
في الفعل والحرف على الأصل
واستوحشت نفسي حتى لقد
…
نفرت لو أمكن من ظلي
قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا نعيم، حدثنا سفيان عن يونس بن عتبة [2] عن الحسن، قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه [3] فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي، فقال:«اللهم تفرّد بموته، فانّ الموت كفّارة» .
قال أبو العلاء المعري [4] : [الطويل]
إلى الله أشكو أنّني كلّ ليلة
…
إذا نمت لم أعدم خواطر أوهام
فان كان شرّا فهو لا بدّ واقع
…
وإن كان خيرا فهو أضغاث أحلام
قال الأحنف العكبري [5] : [الوافر]
وأحلم في المنام بكلّ خير
…
فأصبح لا أراه ولا يراني
ولو أبصرت شرّا في منامي
…
لقيت الشرّ من قبل الأوان [6]
وقال آخر: [الطويل]
أرى في منامي كلّ شيء يسوؤني
…
ورؤياي بعد النوم أدهى وأقبح
فان كان خيرا فهو أضغاث حالم
…
وإن كان شرا جاءني قبل أصبح
[1] الزملكاني: عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري، أبو المكارم، كمال الدين، يقال له: ابن خطيب زملكا، أديب من القضاة، له شعر حسن ولي قضاء صرخد، ودرّس مدة ببعلبك، له من المصنفات:(التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن) ، ورسالة في (الخصائص النبوية) ، توفي بدمشق سنة 651 هـ. (طبقات الشافعية 5/331، بغية الوعاة 316، شذرات الذهب 5/254) .
[2]
في ب، ل: يونس بن عبيد.
[3]
قوله: رضي الله عنه ساقطة من ب، ش، ل.
[4]
البيتان في ديوان سقط الزند ص 266.
[5]
الأحنف العكبري: عقيل بن محمد، أبو الحسن، شاعر أديب من أهل عكبرا، اشتهر ببغداد، وصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم، وقال الصاحب بن عباد:(هو فرد بني ساسان اليوم بمدينة السلام) له ديوان شعر، توفي سنة 385 هـ. (يتيمة الدهر 2/285، المنتظم 7/185) .
[6]
في ع: من قبل الأذان.
وقال الشوّاء [1] : [السريع]
هاتيك يا صاح ربا لعلع
…
ناشدتك الله تعرّج معي [2]
وانزل بنا بين بيوت القنا
…
فقد غدت آهلة المربع
حتى نطيل اليوم وقفا على
…
الساكن أو عطفا على الموضع
وقال الطغرائي في تقابل الشمس والقمر [3] : [الكامل]
وكأنما الشمس المنيرة إذ بدت
…
والبدر يجنح للغروب وما غرب
متحاربان لذا مجنّ صاغه
…
من فضّة ولذا مجنّ من ذهب
وقال الحافظ فتح الدين بن سيد الناس [4] : [البسيط]
بخمسة شبّه المختار من مضر
…
بأحسن ما خولوا من شبهه الحسن
بجعفر وابن عمّ المصطفى قثم
…
وسايب وأبي سفيان والحسن [5]
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي [6] : [البسيط]
وسبعة شبّهوا بالمصطفى فسما
…
لهم بذلك قدر قد زكا ونما [7]
سبط النبي أبو سفيان سائبهم
…
وجعفر وابنهم ذو الجود مع قثما
[1] الشواء: يوسف بن إسماعيل بن علي، أبو المحاسن، شهاب الدين، شاعر من الأدباء كان صديقا لابن خلكان المؤرخ، أصله من الكوفة، ومولده ووفاته بحلب، له ديوان شعر كبير، توفي سنة 635 هـ. (وفيات الأعيان 2/411، أعلام النبلاء 4/397، كشف الظنون 1344) .
[2]
لعلع: منزل بين البصرة والكوفة. (ياقوت: لعلع)
[3]
البيتان في ديوان الطغرائي 77- 78، برواية:
وكأنما الشمس المنيرة إذ بدت
…
والبدر يجنح للمغيب ويغرب
متحاربان مجن ذا قد صاغه
…
من فضة ولذا مجن مذهب
في ش: لخمسة.
[4]
ابن سيد الناس: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد اليعمري، أبو الفتح، فتح الدين، مؤرخ عالم بالأدب من حفاظ الحديث، له شعر رقيق، أصله من أشبيلية، ومولده ووفاته في القاهرة، من كتبه:(عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) ، و (نو العيون) ، و (بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب) وغيرها، توفي سنة 734 هـ. (فوات الوفيات 2/169، الوافي بالوفيات 1/289، النجوم الزاهرة 9/303) .
[5]
في ش: لجعفر. وأبو سفيان: هو ابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
[6]
الحافظ العراقي: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أبو الفضل، من كبار حفاظ الحديث، من كتبه:
(المغني عن حمل الأسفار في الأسفار) ، و (نظم الدرر السنية) منظومة في السيرة النبوية، و (الألفية) في غريب القرآن، و (القرب في محبة العرب) ، وغيرها، أصله من الكرد من رازنان (من أعمال أربل) ورحل إلى مصر وتوفي بالقاهرة سنة 806 هـ. (الضوء اللامع 4/171، غاية النهاية 1/382، حسن المحاضرة 1/204) .
[7]
بيتا العراقي ساقطان من نسخة ش.
وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر [1] : [البسيط]
شبه النبي له سائب وأبي
…
سفيان والحسنين الخال وامهما
وجعفر ولديه وابن عامر كابس
…
ونجلي عقيل ببّة قثما [2]
قال ابن الأعرابي [3] في نوادره: أخبرني رجل عن الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ركبتم الدواب، فاذكروا اسم الله عليها، فانه أنجى لها وأخف لأحمالها)[4] ، قال، أنجى لها: أسرع لها. قال: لم نسمع سلسبيل في كلام العرب، إلا في القرآن.
قال أبو الحسن الحصري [5] في لباس أهل الأندلس البياض عند الحزن على الميت، ويقال إنهم استسنوا ذلك من الأموبين، قصدا لمخالفة بني العباس في لباسهم السواد [6] :[الوافر]
إذا كان البياض لباس حزن
…
بأندلس فذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي
…
لأنّي قد حزنت على الشباب
في شرح لامية العجم للصفدي: ذكر ابن سندي في معجمه، في ترجمة أبي طالب محمد بن علي بن الخيمي الكاتب، قال: سمعته يقول: وليت حوران [7] في قديم الزمان،
[1] ابن حجر: الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني صاحب الإصابة في تمييز الصحابة، المتوفى سنة 852 هـ.
[2]
كذا ورد البيتان وفيهما اضطراب.
[3]
ابن الأعرابي: محمد بن زياد، أبو عبد الله، راوية علامة باللغة من أهل الكوفة، قال ثعلب: شاهدت مجلس ابن الأعرابي وكان يحضره زهاء مئة إنسان، كان يسأل ويقرأ عليه، فيجيب من غير كتاب، وقد أملى على الناس ما يحمل على أجمال، ولم ير أحد في علم الشعر أغزر منه، وهو ربيب المفضل الضبي صاحب المفضليات، له تصانيف، منها:(أسماء الخيل وفرسانها) ، و (النوادر) في الأدب، و (تاريخ القبائل) ، و (معاني الشعر) ، وغيرها، توفي بسامراء سنة 231 هـ. (تاريخ بغداد 5/282، وفيات الأعيان 1/492، نزهة الألباء ص 207، طبقات النحويين واللغويين ص 213، معجم الأدباء 7/5، الوافي بالوفيات 3/79) .
[4]
مسند أحمد 4/221.
[5]
الحصري: أبو الحسن علي بن عبد الغني الكفيف، شاعر أديب جيد الشعر شديد الهجو، دخل الأندلس بعد خراب القيروان، وقصد ملوكها، وهو صاحب قصيدة (يا ليل الصب متى غده) ، وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب توفي سنة 488 هـ. (جذوة المقتبس ص 314، الذخيرة 4/1/245، الصلة 2/432، نكت الهميان ص 213، خريدة القصر 2/186) .
[6]
البيتان في المطرب ص 81، والوسائل في مسامرة الأوائل ص 66، ولم أجد الخبر والبيتين في الغيث المسجم الذي ينقل عنه السيوطي.
[7]
حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار، وقصبتها بصرى. (ياقوت: حوران)
وكنت كثير الجواز بقبور بني أيوب، فأصابني ضيق، فرأيت في النوم، كأن من قبورهم قبر شمس الدولة [1] فقصدت إليه، فوجدت قبرا عظيما مفتوح الباب، وهو فيه مسجى بكفنه، ومعي قصيدة أمتدحه بها، فأنشدته إياها، فلما فرغت من إنشادي، استتر عني في زاوية القبر، وأخذ كفنه فرمى به إليّ، وأنشدني [2] :[البسيط]
لا تستقلّنّ معروفا سمحت به
…
ميتا وأمسيت فيه عاري البدن
ولا تظنّن جودي شابه بخل
…
من بعد بذلي بملك الشام واليمن
إني خرجت من الدنيا وليس معي
…
من كلّ ما ملكت كفّي سوى كفني
وفيه قال بعضهم: [السريع]
أفرط نسياني إلى غاية
…
لم يدع النسيان لي حسّا
فصرت مهما عرضت حاجة
…
مهمّة أودعتها طرسا
وصرت أنسى الطرس في راحتي
…
وصرت أنسى أنّني أنسى
وفيه: نقلت من خط القاضي علاء الدين الوداعي، حدثني شيخنا تاج الدين عبد الرحمن الفزاري، قال: كان شيخنا شيخ الإسلام عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام [3] ، إذا قرأ عليه القارئ/ من كتاب، وانتهى إلى آخر أي باب كان من أبوابه، لا يقف عليه، بل يأمره أن يقرأ من الباب الذي بعده، ولو سطرا واحدا، ويقول: ما نشتهي أن نكون ممن يقف على الأبواب.
في الطيوريات، عن زبيد اليامي [4] قال: خرج من همذان إلى صفين اثنا عشر ألف رجل، فما رجع منهم إلا خمسة أو ستة.
[1] شمس الدولة: الملك المعظم توران شاه بن أيوب، إخو صلاح الدين الأيوبي، لقب شمس الدولة، وفخر الدين أيضا، توفي سنة 576 هـ، ودفن بالشام. (وفيات الأعيان 1/306) .
[2]
الخبر والأبيات في وفيات الأعيان 1/309 تحقيق إحسان عباس، وعجز البيت الأول فيه:
ميتا فأمسيت فيه عاريا بدني
[3]
ابن عبد السلام: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، عز الدين، الملقب بسلطان العلماء، فقيه شافعي بلغ مرتبة الاجتهاد، ولاه الصالح نجم الدين أيوب القضاء والخطابة، ومكنه من الأمر والنهي، ثم اعتزل ولزم بيته، من كتبه:(التفسير الكبير) ، و (الإلمام في أدلة الأحكام) ، و (قواعد الأحكام في إصلاح الأنام) ، وغيرها كثير، توفي بالقاهرة سنة 660 هـ. (طبقات السبكي 5/80- 107، النجوم الزاهرة 7/208، ذيل الروضتين ص 216، فوات الوفيات 1/287) .
[4]
زبيد اليامي: أبو عبد الرحمن زيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي، ثقة ثبت في الأحاديث، كان علويا من أهل الكوفة، توفي سنة 24 هـ. (تهذيب التهذيب 3/310) .
عن داود بن أبي هند [1]، قال: إنما فشا القدر بالبصرة لما أسلم النصارى واليهود، لأن القدر مقالة اليهود والنصارى. عن الشعبي قال: البس من الثياب ما لا يزدريك فيها السفهاء، ولا يعيبك بها الفقهاء. عن أيوب [2]، قال: ما طال مجلس قط إلا كان للشيطان فيه نصيب.
عن ابن عيينة [3]، قال: ينبغي للخلق أن يكونوا رجلين من هذه الآية: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ، أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ
[4]
.
عن خالد الربعي [5] قال: ثلاث احفظوهن عني، وتعلموهن واحدة واحدة؛ ترك الكذب، وترك الغيبة، وترك الحلف [6] . عن سفيان بن عيينة قال: خلقت النار رحمة يخوّف بها العباد لينتهوا. عن أبي سهل/ الرازي، قال: جاء قوم من أعالي النيل [7] إلى فرعون فقالوا: إنّا نحتاج أن نحفر خليجا، لتعمر ضياعنا، فأذن لهم في ذلك، واستعمل عليهم عاملا، فكثر ما حمل من خراج تلك الناحية إلى بيوت أموال فرعون، فلما علم بذلك قال: كم أنفقوا على خليجهم؟ قيل: مئة ألف دينار، فأمر بحملها وتفرقتها عليهم، فامتنعوا من قبولها، فأعلم بامتناعهم، فقال: اطرحوها عليهم، فان الملك إذا استغنى بمال رعيته افتقر وافتقروا، وإن الرعية إذا استغنت بمال ملكها، استغنى واستغنت.
عن سفيان بن عيينة، قال: كان يقال، إن المؤمن يجمع الملاحة والمهابة. عن الأوزاعي قال: لهو العلماء خير من حكمة الجهلة. عن الحسن قال: من ذم نفسه فقد مدحها. عن أبي زرعة [8] قال: ما عند الشافعي حديث غلط فيه. عن محمد بن المنكدر،
[1] داود بن أبي هند: أبو بكرة من الموالي، أصله من سرجى، كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة 139 هـ.
(طبقات ابن سعد 7/255) .
[2]
لعله نبي الله عليه السلام.
[3]
ابن عيينة: سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، محدث الحرم المكي، توفي بالكوفة سنة 198 هـ. وقد مرت ترجمته كاملة.
[4]
النور 63.
[5]
خالد الربعي: خالد بن مالك بن ربعي النهشلي التميمي، أحد وجوه وفود بني تميم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
(الاستيعاب 1/415) .
[6]
في ب، ل: وترك الخلف، بالخاء المعجمة.
[7]
في حاشية ب وبخط مغاير: (ويروى في بعض الأخبار أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، قال في مناجاته لربه: يا رب، إنك آتيت فرعون وقومه زينة وأموالا، وأشياء كثيرة، وقد ادّعى مشاركتك في إلوهيتك، فقال جل وعلا: يا موسى، إن فرعون عمر بلادي، وطمّن بلادي، ولم يزن قط، ولم يلط قط، فكان ذلك هو السبب في تحويله في النعم. انتهى) .
[8]
أبو زرعة الرازي: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي، أحد الأئمة الحفاظ في الحديث، توفي بالري سنة 264 هـ. (تهذيب التهذيب 7/30- 31) .
قال: ليس لكاتب لبس [1] ولا لعامل دق، أفضل من النظر إلى الخضرة.
عن علي بن زيد [2] قال: ما سمعت الحسن يتمثل/ ببيت شعر إلا قوله [3] : [البسيط]
الموت باب وكلّ الناس داخله
…
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
عن أحمد بن حنبل [4] قال: للناس في أسواقهم أحاديث: قال رسول الله، قال رسول الله، ما سمعنا بها [5] . عن الحسن قال: والله إن الناس ليتحدثون بأحاديث، ما هي في كتاب الله، ولا تكلم بها نبي قط.
قال الجاحظ، وسئل عن الأخبار والنتف:«هي ثقاف العقل، وجمام النفس، ومستراح القلب، ورائد الفهم، وقائد المروءة، إليها تصغي الأسماع عند المحادثة، وبها تجذب [6] القلوب عند المجاذبة، وبها يكون الإمتاع والمؤانسة، وهي حدائق الأودّاء عند المذاكرة، ورياض الأخلّاء عند المحاورة، تزيد في الأنس والسرور، وتدل على محاسن الأمور، وتدنيك من مجالس العظماء، وتدخلك في صحابة الرؤساء» .
يزيد بن هارون، سمعت المسعودي يقول: بلغني أن من قرأ في أول ليلة من رمضان:
إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
[7]
، في التطوع، حفظ ذلك العام./
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن أبي الجراح، عن قتادة، قال: في القرآن من كل لغة، إلا لغة طيء.
انتهى ما نقل من (الطيورات) .
[1] في ب، ل: لكاتب ليل.
[2]
علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة: أصله من مكة من أحفاد عبد الله بن جدعان، كثير الحديث، توفي سنة 129 هـ. (التهذيب 7/323) والحسن: هو الحسن البصري الإمام الزاهد.
[3]
البيت لأبي العتاهية في ديوانه ص 168.
[4]
الإمام أحمد بن حنبل صاحب المسند، المتوفى سنة 241 هـ. وقد سبقت ترجمته.
[5]
(قال رسول الله) . مكررة في الأصول مرتين، يريد أن الناس تروي أحاديث موضوعة.
[6]
في ب، ل: تجلب القلوب.
[7]
سورة الفتح 1.