الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العشرون: رؤية المكان البعيد من وراء الحجب [1] ، كما قيل إن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي [2] /كان يشاهد الكعبة وهو ببغداد.
الحادي والعشرون: الهيبة بحيث مات من يشاهده بمجرد رؤيته.
الثاني والعشرون: كفاية الله إياهم شر من يريد بهم سوءا، كما اتفق للإمام الشافعي رضي الله عنه، مع هارون الرشيد.
الثالث والعشرون: التطور بأطوار مختلفة، وهذا الذي تسميه الصوفية بعالم المثل.
الرابع والعشرون: اطلاع الله إياهم على ذخائر الأرض.
الخامس والعشرون: ما سهل للكثير من العلماء في التصانيف في الزمن اليسير، بحيث وزع على زمن حياتهم فوجد لا يفي به نسخا، فضلا عن التصنيف، وهذا من قسم نشر الزمان الذي تقدم. انتهى ملخصا [3] .
قال الإمام الرافعي [4] في آخر أماليه: [السريع]
عبد الكريم المرتجى رحمة
…
بليغة من كل أرجائه
أملى ثلاثين حديثا على
…
ما وفق الله بنعمائه
ليس يزكيها ولكنّه
…
يقول قول الحائر التائه
فاز أبو القاسم يا رب لو
…
قبّلت حرفين من إملائه
في تاريخ ابن عساكر
عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز [5] قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز، جعل لا يدع شيئا مما كان في يد أهل بيته من المظالم إلا ردّها مظلمة مظلمة، فبلغ ذلك عمر بن
[1] في ش: من وراء الحجاب.
[2]
أبو إسحاق الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف، الملقب جمال الدين، سكن بغداد وتفقه على جماعة من الأعيان، صار إمام وقته ببغداد، له تصانيف منها:(المهذب في المذهب) ، و (اللمع) ، و (النكت) ، كان في غاية الورع، والتشدد في الدين، توفي سنة 476 هـ. (وفيات الأعيان 1/29) .
[3]
طبقات الشافعية الكبري للسبكي 2/337- 342.
[4]
الرافعي: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني، فقيه من كبار الشافعية، كان له مجلس بقزوين للتفسير والحديث، له من المصنفات:(الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة) ، و (التدوين في ذكر أخبار قزوين) ، و (الإيجاز في أخطار الحجاز) ، و (شرح مسند الشافعي) ، وغيرها، توفي سنة 623 هـ. (فوات الوفيات 2/3، مفتاح السعادة 1/443، 2/213، طبقات الشافعية 5/119) .
[5]
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي: أمير من سكان المدينة، ولاه يزيد بن الوليد إمرة مكة والمدينة سنة 126 هـ، وأقره مروان بن محمد ثم عزله، توفي سنة 147 هـ. (تهذيب التهذيب 6/349) .
فلما قرأ عمر بن عبد العزيز كتابه كتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى عمر بن الوليد، السلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، أما بعد، فقد بلغني كتابك، وسأجيبك بنحو منه، أما أول شأنك يا ابن الوليد، كما تزعم فأمك بنانة أمة للسكون، كانت تطوف في سوق حمص، وتدخل في حوانيتها، ثم الله أعلم بما اشتراها دينار بن دينار من فيء المسلمين، فأهداها لأبيك [4] فحملت بك، فبئس المحمول، وبئس المولود، ثم نشأت، فكنت جبارا عنيدا، تزعم أني من الظالمين أن حرمتك وأهل بيتك فيء الله عز وجل، الذي هو حق القرابة والمساكين والأرامل، وأن أظلم مني وأترك لعهد الله، من استعملك صبيا سفيها على جند المسلمين [5] ، تحكم فيهم برأيك، ولم يكن له من ذلك نية إلا حب/ الوالد لولده، فويل لك وويل لأبيك، ما أكثر خصماؤكما يوم القيامة، وكيف ينجو أبوك [6] من خصمائه، وإنّ أظلم مني، وأترك لعهد الله من استعمل الحجاج بن يوسف على خمس العرب، يسفك الدماء الحرام، ويأخذ المال الحرام، وإنّ أظلم مني، وأترك لعهد الله من استعمل
[1] عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، كان أميرا لم تحمد سيرته، ولم يل الحكم، ترجمته في: تاريخ خليفة بن خياط ص 399، 417، نسب قريش ص 165، المعارف ص 359، جمهرن أنساب العرب ص 89.
[2]
في ب، ل: خصص.
[3]
سليمان بن عبد الملك بن مروان: الخليفة الأموي، ولد في دمشق، وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الوليد سنة 96 هـ، فأطلق الأسرى وخلى السجون، وعفا عن المجرمين، وأحسن إلى الناس، وكان عاقلا فصيحا طموحا إلى الفتح، وفي عهده فتحت جرجان وطبرستان، توفي بدابق من أرض قنسرين سنة 99 هـ. (تاريخ الطبري 8/6126، ابن الأثير 5/14، المسعودي 2/127، تاريخ الخميس 2/314، 315) .
[4]
قوله: (فأهداها لأبيك) ساقطة من ش.
[5]
في ب: جند المسلم.
[6]
في ب: (ينجو أبيك) ، وهو لحن.
قرة بن شريك [1] ، أعرابيا جافيا على مصر، أذن له في المعازف واللهو والشرب، وإنّ أظلم مني وأترك لعهد الله، من جعل للعالية البربرية سهما في خمس العرب، فرويدا يا ابن بنانة، فلو التقت حلقتا البطان، وردّ الفيء إلى أهله، لتفرغت لك ولأهل بيتك، فوضعتكم على المحجّة البيضاء، فطالما تركتم الحق، وأخذتم في بنيات الطرق [2] ، وما وراء هذا من الفضل ما أرجو أن أكون رأيته بيع رقبتك، وقسم ثمنك بين اليتامى والمساكين والأرامل، فانّ لكلّ فيك حقا، والسلام علينا، ولا نسأل سلام الله على الظالمين» .
فلما بلغ الخوارج سيرة عمر، وما ردّ من المظالم، اجتمعوا، فقالوا: ما ينبغي لنا أن نقاتل هذا الرجل [3] .
في تاريخ ابن عساكر، عن أبي بكر أحمد بن القاسم بن معروف، حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبي قال: أدركت دارا في هذه المدينة، بيعت بأمداد قمح [4] . قال: وقريء في لوح عند رأس ميت: يقول صاحب هذا القبر: وزنت مدّا من دنانير لو وجدت بها مدا من قمح ما متّ. وفيه أيضا، عن أبي الهبّار القرشي عن أبيه أنه توفي، وكان يختم القرآن في ليلة ونصف، أو في يوم ونصف، فرآه ابنه في النوم، فقال: يا أبه، أما رأيتني في يدي الخرقة، وأنا عند رأسك؟ قال: بلى، وكان عليه سبعمئة دينار، فقلت: يا أبه، ما فعلت في دينك؟ قال: قضاه عني ربي، قلت: كيف؟ قال: أرضى غرمائي [5] ./
[تم كتاب المحاضرات والمحاورات]
[1] قرة بن شريك بن مرثد العبسي: إمير ولي نيابة مصر زمن الوليد بن عبد الملك، كان جبارا صلبا مخوفا، تعاقد نحو مئة من الشراة في الاسكندرية على قتله، فعلم بهم فقتلهم جميعا، واستمر في الإمارة بمصر إلى أن مات، والمؤرخون يرمونه بالفسق والظلم، يقول عمر بن عبد العزيز:، الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وعثمان المزني بالحجاز، وقرة بمصر، امتلأت الدنيا والله جورا، مات قرة سنة 96 هـ. (الطبري 8/112، دول الإسلام للذهبي 1/48، الولاة والقضاة ص 63. النجوم الزاهرة 1/69، 217) .
[2]
بنيات الطرق: طرق صغيرة تتشعب من الجادة.
[3]
رسالة عمر بن الوليد، ورد عمر بن عبد العزيز في مختصر تاريخ دمشق 19/155- 157، تحقيق إبراهيم صالح، ط دار الفكر، دمشق 1989.
[4]
أمداد: جمع مدّ، مكيال قديم اختلف الفقهاء في تقديره، فقدره الشافعية بنصف قدح، وقدره المالكية بنحو ذلك، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، وعند أهل العراق رطلان. (المعجم الوسيط: مدد) .
[5]
مرت هذه الرواية فيما سبق.