المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار - المحاضرات والمحاورات

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌جلال الدين السيوطي

- ‌حياته

- ‌مؤلفات السيوطي

- ‌من ألف في المحاضرات والمحاورات وما أشبهها:

- ‌معنى المحاضرة

- ‌كتاب المحاضرات والمحاورات

- ‌نسخ الكتاب المخطوطة

- ‌1- نسخة الأصل:

- ‌2- نسخة ب:

- ‌3- نسخة ش:

- ‌4- نسخة ع:

- ‌5- نسخة ل:

- ‌6- نسخة ط:

- ‌من إنشاء الشهاب المراغي [3] في ذكر العلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من طبقات ابن سعد

- ‌ذكر مراثي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌في تاريخ ابن عساكر [4]

- ‌منتقى من المصنف لابن أبي شيبة مما يحسن في المحاضرات

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

- ‌أحاديث إعطائه صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه

- ‌من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه

- ‌[في العزلة]

- ‌في حياة الحيوان للكمال الدميري

- ‌[من تاريخ من دخل مصر للمنذري]

- ‌في كتاب البسملة لأبي شامة

- ‌في التذكرة المسماة كنوز الفوائد ومعادن الفرائد

- ‌في كتاب العشق والعشاق تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب

- ‌ذكر المسبحي [1] في تاريخه

- ‌[المختار من تذكرة ابن مكتوم]

- ‌في النهاية لابن الأثير

- ‌وفي تذكرة الوداعي

- ‌ذكر الأصل في المفاخرات

- ‌مفاخرة السيف والقلم

- ‌مقامة تسمى الحرقة للخرقة

- ‌قال وكيع في الغرر

- ‌في كتاب الأشراف لابن أبي الدنيا

- ‌أخرج ابن عساكر في تاريخه

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في كتاب الفرق الإسلامية لابن أبي الدم

- ‌من وضعيات شرف بن أسد المصري

- ‌في تذكرة الوداعي

- ‌في تذكرة ابن مكتوم

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في شرح البخاري للكرماني [1]

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌البخاري في التاريخ

- ‌قال البغوي [1] في معجم الصحابة

- ‌المقامة اللازوردية في موت الأولاد

- ‌المقامة المنبجية للإمام زين الدين عمر بن الوردي

- ‌المقامة الصوفية

- ‌منتقى من كتاب التدوين في أخبار قزوين

- ‌ذكر الشيخ أبو منصور الثعالبي في اليتيمة

- ‌رسالة السكين

- ‌قال البغوي في معجم الصحابة

- ‌وقال ابن عبد البر في كتاب العلم

- ‌[حديث أم زرع]

- ‌في التنوير لابن دحية

- ‌المغرب في أخبار المغرب

- ‌في كتاب نزهة المذاكرة وأنس المحاضرة

- ‌في تذكرة الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي

- ‌من كتاب (اللطائف واللطف) [1] لأبي منصور الثعالبي

- ‌من كتاب (لطائف المعارف) للقاضي أبي بكر النيسابوري

- ‌من كتاب (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام)

- ‌في تذكرة المقريزي

- ‌حكاية القاضي واللص

- ‌في تاريخ المدينة الشريفة للحافظ جمال الدين المطري [2]

- ‌قال القاضي تاج الدين السبكي [1] في الطبقات الكبرى:

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌[الفهارس]

- ‌فهارس الكتاب

- ‌1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الشعر

- ‌4- فهرس الأعلام

- ‌5- فهرس القبائل والأمم والشعوب والجماعات

- ‌6- فهرس المواضع والبلدان

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

وإذا جئت إلى الدا

ر فممنوع الكلام فالذي يبغي مناجا

تك يأتي في المنام

‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

تأليف أبي بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد المعروف بوكيع [1]، قال:

حدثني أبو اسماعيل العلوي إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا، حدثني عمّي حسن بن إبراهيم، حدثني عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن، عن يحيى بن عبد الله بن حسن عن أبيه قال: العلم أكثر من أن يحصى، فخذ من كل شىء أحسنه [2] .

وأخرج عن الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: الحق نتف. وأخرج عن علي بن ربيعة قال: صارع علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلا فصرعه، فقال:

ثبّتك الله يا أمير المؤمنين، قال: على صدرك. وأخرج عن الشعبي قال: كنية الدجال أبو يوسف [3] . وأخرج عن الليث بن سعد قال: قال عمرو بن العاص: ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة. وأخرج عن الأصمعي قال: لا يوجد للرجال شعر جيد إلا وللنساء مثله.

وأخرج عن الشعبي قال: الكلام مصائد العقول. وأخرج عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال، كان يقال: من لم يصلحه الخير أصلحه الشر. وأخرج/ عن إبراهيم بن زياد سبلان [4] قال: سمع أعرابي رجلا يقع في الناس فقال: قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس، إن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها [5] .

وأخرج عن محمد بن مسلم الطائفي [6] قال، كان يقال: إذا أراد الله أن يتحف عبدا قيّض له من يظلمه [7] . وأخرج عن أبي معاوية الغلابي غسان بن المفضل قال: حدثني رجل من أهل الجزيرة قال: مكتوب في الحكمة: اشكر من أنعم عليك، وانعم على من شكرك [8] . وأخرج

[1] وكيع: محمد بن خلف الضبي قاض عالم بالتاريخ والبلدان، ولي القضاء بالأهواز، له جملة مؤلفات منها (أخبار القضاة وتواريخهم، (والنواحي في أخبار البلدان ومسالك الطرق وغيرها، توفي ببغداد سنة 306 هـ. (البداية والنهاية 11/130، المنتظم 6/152، الوافي بالوفيات 3/43) .

[2]

الكامل للمبرد 2/285 تحقيق أبي الفضل إبراهيم ط مصر 1956 م.

[3]

البصائر والذخائر 3/340.

[4]

إبراهيم بن زياد البغدادي: المعروف بسبلان، روى عن عباد بن عباد المهلبي، والفرج بن فضالة، توفي سنة 230 هـ. (التهذيب 1/120) .

[5]

الخبر في بهجة المجالس 1/399.

[6]

محمد بن مسلم الطائفي: مولى بني مرة، يكنى أبا عبد الله، توفي سنة 177 هـ. (طبقات العصفري ص 275) .

[7]

في ط: أن يتحف عبدا فيدله من يظلمه.

[8]

محاضرات الأدباء 148- 149، بهجة المجالس 1/312.

ص: 130

عن معاوية قال: إني لأكره النكارة للسيد، وأحب أن يكون عاملها متغافلا [1] .

وأخرج عن محمد بن الحنفية [2] قال: من كرمت عليه نفسه صغرت الدنيا في عينه [3] .

وأخرج عن ثعلبة بن سهيل قال: ما تداوى من جاز الأربعين [4] سنة بمثل الحمّام. وأخرج عن سفيان بن عيينة قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم الكلام فاعتاص [5] عليه، فقال:(إنّا معاشر الأنبياء يعترينا البكاء) يعني قلة الكلام [6] . وأخرج عن الأحنف [7] قال: ثلاث خلال لا ينبغي للعاقل أن يدعهن، ومن أطاعه: علم يحثه على عمل يتزوده، وطب يذب به عن جسده، وصنعة يستعين بها على أمر معاشه./

وأخرج عن خالد بن صفوان [8] قال: استصغر الكبير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير في ركوب المضرة. وأخرج عن الأحنف قال: أربع يسود بهن الرجل، العلم، والأدب، والعفة، والأمانة [9]، وقال: أنا للعاقل المدبر أرجى مني للأحمق المقبل [10] . وقال: ثلاث مجالس لا عيب فيهن على الرجل أن يجلسها، انتظاره الجنازة، وانتظاره إذن السلطان، وطالب العلم، وثلاثة لا عيب فيهن على الرجل: أن يخدم أباه، وضيفه، وفرسه. وأخرج عن الربيع بن برّة قال: الأمثال أقرب إلى العقول من المعاني. وأخرج عن ليث [11] قال، قال لي طاووس: تعلم ما تعلمت لنفسك، فان الناس قد ذهبت منهم الأمانة.

[1] في ط، ل: يكون عاقلا مغافلا، والخبر في عيون الأخبار 3/224 وفيه:(لأكره البكارة)، ومحاضرات الأدباء ص 64 وفيه:(لأكره المكارة) .

[2]

ابن الحنفية: محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أحد أبطال الإسلام الأشداء، وهو أخو الحسن والحسين، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، كان واسع العلم ورعا أسود اللون، وكان المختار الثقفي يدعو إلى إمامته ويزعم أنه المهدي، خرج إلى الطائف هربا من ابن الزبير، فتوفي فيها سنة 81 هـ. (وفيات الأعيان 1/449، طبقات ابن سعد 5/66، حلية الأولياء 3/174، صفة الصفوة 2/42) .

[3]

الخبر في حلية الأولياء 3/176.

[4]

ط: جاوز الأربعين.

[5]

في ب، ش، ل: أي صعب.

[6]

البيان والتبيين 3/141.

[7]

الأحنف بن قيس: بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي، أبو بحر سيد تميم وأحد العظماء الدهاة الفصحاء، توفي سنة 72 هـ. (ابن خلكان 1/230، تهذيب ابن عساكر 7/10، ابن سعد 7/66، الأعلام 1/276) .

[8]

خالد بن صفوان: بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم التميمي، توفي سنة 133 هـ. (ابن خلكان 1/243، نكت الهميان ص 148. أمالي المرتضى 4/172، الأعلام 2/297) .

[9]

البيان والتبيين 3/141.

[10]

بهجة المجالس 1/542 منسوب للحسن.

[11]

ليث بن أبي سليم بن رنيم الكوفي: روى عن طاووس ومجاهد وعطاء، توفي سنة 143 هـ. (التهذيب 8/465) .

ص: 131

وأخرج عن قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين: أكانوا يتمازحون، قال: كان أبو هريرة يمازح ابن عمر [1] . وأخرج عن سلم بن قتيبة [2] قال: على اللبيب أن يعرف زمانه، فيعمل على قدر ما يرى منه. وأخرج عن الشعبي قال: تعايش الناس بالدين زمنا طويلا، حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، قال: وأظنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه [3] .

وأخرج/ عن مالك بن أنس [4] قال: إذا لم يكن للرجل في نفسه خير، فليس لأحد فيه خير. وأخرج عن ابن سيرين قال: من كان ذا لحية عظيمة فلم يتخذ لحية بين لحيتين [5]، فاعرفوا ذلك في عقله. وقال: حدثنا علي بن حرب، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس.

وأخرج عن ابن أبي ذئب قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: الزعفران صبا [6] ، والعصفر طيب، والبياض ملك، والمشق فقر. وأخرج عن الحسن قال: كنا في قوم يخزنون ألسنتهم، وينفقون أوراقهم، وبقينا في قوم يخزنون أوراقهم ويرسلون ألسنتهم. وأخرج عن سفيان الثوري قال: بلغني أن الغلام يثغر [7] في سبع سنين، ويحتلم في أربع عشرة، وينتهي طوله في إحدى وعشرين، وينتهي عقله في ثمان وعشرين، ثم هي التجارب [8] .

وأخرج عن طريق أبي عميس، عن القاسم قال: مدّ الفرات فجاء برمانة مثل البعير، فكان الناس يرون أنها من الجنة [9] . وأخرج عن مصعب عن أبيه قال، كان يقال: لا يفهم الملح إلا عقلاء الرجال. وأخرج عن قسامة بن زهير [10] قال: روّحوا

[1] حلية الأولياء 6/275.

[2]

سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي: أبو عبد الله والي البصرة، قال عنه ابن الأثير: كان مشهورا عظيم القدر، توفي سنة 149 هـ. (الكامل لابن الأثير 5/218، النجوم الزاهرة 2/11، الأعلام 3/111) .

[3]

حلية الأولياء 4/213، رسالة الصداقة والصديق ص 32.

[4]

في ب، ط، ش، ل: أنس بن مالك.

[5]

في ب، ط: فلم يتخذ لحيته بين لحيتين.

[6]

في ب: الزعفران صفا.

[7]

يثغر: تنبت أسنانه، وفي حديث إبراهيم النخعي: كانوا يحبون أن يعلموا الصبي الصلاة إذا أثغر. (اللسان:

ثغر) .

[8]

البصائر والذخائر 2/59.

[9]

الرواية مع خلاف يسير في عيون الأخبار 3/280.

[10]

قسامة بن زهير: من ولد رزام بن مالك بن عمرو بن لقيم، مات بعد الثمانين. (العصفري ص 193) ، ونسب هذا القول في طرائف الحمقى والمغفلين ص 23 لأسامة بن زيد.

ص: 132

القلوب تعي الذّكر [1] . وأخرج عن أبي غزية قال، كان يقال: يستحسن الصبر عن كل شىء إلا عن الصديق [2] . وأخرج عن أبي سعيد الخدري/ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة كوني له أمة يكن لك عبدا، واعلمي أن أطيب الطيب الماء وأحسن الحسن الكحل)[3] .

وأخرج عن طاووس قال: قم للقرد في زمانه [4] . وأخرج عن الحسن قال: أصول الشر ثلاثة: العجز، والحسد، والحرص. وأخرج عن عائشة رضي الله عنها قالت: البياض نصف الحسن. وأخرج عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: إني لأستجم بالشىء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق [5] . وأخرج عن عبد الله بن هبيرة: أن سلمان سئل عن السيئة التي لا تنفع [6] معها الحسنة، قال: الكبر.

وأخرج عن عدي بن حاتم قال: كان حاتم يقول لنا في الجاهلية: إذا كان الشىء يكفيكه الترك فاتركه [7] . وأخرج عن معاوية قال: لا تستحيي من القليل، فان الحرمان أقل منه، ولا تجبن عن الكثير فانك أكثر منه. وأخرج من طريق منّة البرمكية، قالت: سمعت بنت شهدة تقول، قلت لمعبد [8] : ما أطيب الأصوات، قال: الصوت الأجش وقت السحر [9] .

وأخرج عن أبان القارئ قال: سألت معبد المغني عن دواء الأصوات، فقال:

حدثتني أم جميل الحدباء، أنها سألت الجن عن ذلك فقالوا: الكدّ. وأخرج عن طريق سفيان عن ليث عن طاووس عن ابن عباس: ويأتيك بالأخبار من لم تزود، كلمة نبي [10] ./

[1] الخبر في حلية الأولياء 3/104.

[2]

الخبر في عيون الأخبار 7/15 بلفظ: عن كل أحد إلا عن الصديق.

[3]

نسب إلى الزبرقان بن بدر في عيون الأخبار 1/77، ونسب الجزء الثاني منه لعبد الله بن جعفر في البيان والتبيين 2/27، ونسب للدؤلي باختلاف اللفظ في: المعمرون والوصايا ص 147، ونسب كاملا لقيس بن مسعود الشيباني يوصي ابنته في العقد الفريد 4/69.

[4]

حلية الأولياء 3/270 بلفظ: اسجد للقرد.

[5]

بهجة المجالس 1/115 بلفظ: إني لأستجم قلبي بشىء من اللهو.

[6]

في ط: التي لا تنفعها الحسنة.

[7]

عيون الأخبار 5/178.

[8]

معبد بن وهب المغني في العصر الأموي، مولى بني مخزوم، توفي سنة 126 هـ. (الأغاني 1/63- 59، تاريخ الإسلام للذهبي 5/165، الأعلام 7/264) .

[9]

الأجش: أحد الأصوات التي تصاغ منها الألحان. (تاج العروس 4/289) .

[10]

عيون الأخبار 5/191 والعقد الفريد 5/221، والبيت لطرفة بن العبد وتمامه.

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأيام كا كنت تحذره

ص: 133

وأخرج عن أبي الزناد [1] قال: لا يزال في الناس بقية ما تعجّب من العجب [2] . وأخرج من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء ناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا في المسجد في القرآن، فأقبل كعب بن مالك ينشده الشعر، فقيل: يا رسول الله، قرآن وشعر في مجلس، قال:(هذا مرة وهذا مرة) .

وأخرج عن سفيان بن حسين قال: قدم الأعمش بعض السواد، فاجتمعوا عليه فلم يحدثهم، فقيل له في ذلك، فقال: ومن يعلق الدرّ على الخنازير [3] . وأخرج عن الحريش بن موسى قال: قيل لرجل: ما بلغ من نسيانك، قال: أؤذن في رقعة. وأخرج عن أبي خالد الوالبي [4] قال: كنت أجلس في الحلقة مع أصحاب محمد، فلعلهم لا يذكرون إلا الشعر حتى يتفرقوا. وأخرج عن عبد الواحد بن زيد قال: قاعدوا أهل الدين، فان لم تقدروا عليهم فقاعدوا أهل المروآت من أهل الدنيا، فانهم لا يرفثون في مجالسهم [5] .

وأخرج عن محمد بن الحنفية قال: المروءة الصبر على النوائب. وأخرج عن أبي العالية قال: انبذوا بين الكلام لا إله إلا الله [6] . وأخرج من طريق الشعبي، عن محمد بن الأشعث، قال: إن لكل شىء دولة، حتى ان للحمق على الحلم دولة. وأخرج عن ابن شوذب قال: إن الله من رحمته حرم الإياس على الناس. وأخرج عن أبي عمرو بن العلاء قال:/ لا يزال الرجل في فسحة من عقله ما لم يقل شعرا أو يضع كتابا [7] .

وأخرج عن المدائني قال: قيل للأحنف: من السيد؟ قال: الذي إذا أقبل هابوه، وإذا ولّى شتموه [8] . وأخرج عن قتادة قال: في التوراة مكتوب لا تستبدل أخا حديثا بأخ قديم [9] . وأخرج عن محمد بن سلام، قال، كان يقال: لا يلام الرجل على أن لا يعرف الصواب في كل شىء، إنما يلام من سمع الصواب فلم يعرفه. وأخرج عن الحنظلي قال، قال لقمان لابنه: يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك،

[1] أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان القرشي المدني، مولى رملة، روى عن أنس وغيره توفي سنة 130 هـ.

(التهذيب 5/203- 204) .

[2]

عيون الأخبار 4/4.

[3]

حلية الأولياء 5/52.

[4]

أبو خالد الوالبي الكوفي: اسمه هرمز، ويقال هرم، روى عن ابن عباس وأبي هريرة، ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة 155 هـ. (التهذيب 12/83) .

[5]

حلية الأولياء 6/160 بلفظ: جالسوا بدلا من قاعدوا.

[6]

حلية الأولياء 2/221.

[7]

محاضرات الأدباء ص 83، ونسب الخبر للجاحظ.

[8]

محاضرات الأدباء ص 63 بلفظ: إذا حضر، وإذا غاب.

[9]

عيون الأخبار 7/1 ونسب القول للنبي داود، مع خلاف في اللفظ.

ص: 134

فان أنصفك عند غضبك، وإلا فاحذره [1] .

وأخرج عن أبي نعيم الطبري قال: قدم وفد على عمر بن عبد العزيز، فيهم غلام، فذهب الغلام يتكلم، فقال له عمر بن عبد العزيز: الكبر يا غلام، فقال الغلام: لو كان الأمر بالكبر ما جلست هذا المجلس، إن في الناس من هو أكبر منك، قال: فتكلم إذن يا غلام، فقال الغلام: يا عمر، إن الله لم يرض أحدا من خلقه فيجعله فوقك، فاجتهد أن لا يكون لله في أرضه من هو أطوع له منك.

وأخرج عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: قيل لابن المقفع: ما البلاغة؟ قال: التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها [2] . وقال: أنشدني محمد بن سعد الكراني قال، أنشدني أبو خلدة:[السريع]

يروى حديث عن نبي الهدى

يحكيه عن أسلافنا حاملوه

إن رسول الله في مجلس

قال وقد حفّ به آهلوه

إذا سألتم أحدا حاجة

فالتمسوها في حسان الوجوه [3]

وأخرج عن الأحنف بن قيس قال: إني لأدع كثيرا من الكلام، مخافة الجواب [4] .

وأخرج عن الأعمش قال: أتدرون ما قالت الأذن، قالت: لولا إني أخشى الجواب لطلت كما طال الكساء. وأخرج عن بلال بن أبي بردة قال: رأيت عيش الناس في ثلاثة أشياء، امرأة تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظك في غيبك إذا غبت عنها، ومملوك لا تهتم معه قد كفاك جميع ما لزمك، فهو يعمل على ما تهوى، كأنه قد علم ما في نفسك، وصديق قد وضع مؤونة التحفظ عليك فيما بينك وبينه، فهو لا يعمل في صداقتك ما يرصد به عداوتك، ويخبرك بما في نفسه، وتخبره عما في نفسك.

وأخرج عن المدائني قال: كان يقال: كفى بالحلم ناصرا. وأخرج عن عمر بن عبد العزيز قال: اطلب العفو من الله، بالعفو عن الناس. وأخرج عن أبي قدامة [5] قال: لا تحتقروا حملة العلم، فان الله لم يحقرهم، حيث وضع علمه عندهم. وأخرج عن أبي وائل [6] قال: إن أهل بيت يوضع على مائدتهم رغيف من حلال لأهل بيت غرباء. وأخرج عن

[1] محاضرات الأدباء ص 242، مع خلاف يسير في اللفظ.

[2]

أمالي المرتضى ص 137.

[3]

فيه إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا طلبتم المعروف، فاطلبوه عند حسان الوجوه) بهجة المجالس 1/302، أو حديثه عليه السلام:(إن كنت سائلا لابد فسل الصالحين) سنن أبي داود 2/241.

[4]

حلية الأولياء 5/340، نسب القول لعمر.

[5]

هناك ثلاثة يعرفون بأبي قدامة، لم نستطع ترجيح أحدهم.

[6]

أبو وائل: شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان، توفي سنة 82 هـ. (التهذيب 4/361) .

ص: 135

عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، قال: جاء الزبرقان بن بدر [1] بابن له يقال له عياش، إلى مسيلمة [2] باليمامة [3] /فقال له: يا نبي الله، حنّك هذا، فحنّكه فخرس.

وأخرج عن مصعب قال، قال عبد الملك بن مروان ليحيى بن سعيد: زعم عبد الله بن هلال أنك تشبه إبليس، فقال له يحيى: وما تنكر أن شبّه سيد الإنس سيد الجن. وأخرج عن خلف بن حوشب قال، قال لقمان: العالم مصباح، فمن أراد الله به خيرا اقتبس منه.

وأخرج عن معمر عن أبيه، قال، ققلت لهلال بن أشقر: ما أكلة بلغتني عنك، قال: جعت مرة وأنا على بعيري فنزلت فأكلته، إلا ما حملت على ظهري. وأخرج عن الهيثم قال: كان هشام بن عروة يقول: أما ما وعيت من الفقه وما أشبهه فاني لا أمنعكموه، وأما ملحي فو الله لا أعطيكموها.

وأخرج عن ابن عائشة قال: قدم على عمر بن عبد العزيز رجل من أهل الثغور، له سن وعقل، فقال له عمر: كيف رأيت عمالنا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إذا طابت العين عذبت الأنهار. وأخرج عن الشعبي قال: ما من بني عبد المطلب أحد إلا وقد قال الشعر امرأة ولا رجل، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج عن مسروق قال: كانت عائشة رضي الله عنها تروي ألف بيت شعر [4] ./

في مشيخة أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا حسن بن عبد الرحمن الربعي، حدثنا إبراهيم بن سعدان، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سليم قال، قال لي أبن عائشة: خرجت إلى بغداد لأسمع من ابن المبارك، فلما انتهيت إلى واسط [5] قلت: لو عدلت إلى إسحاق الأزرق فسلمت عليه، فدخلت إليه، فقال لي: أعلمت ما لحقني من هذا الفاسق، قلت: أي الفسقة؟

قال: الحسن بن هاني أبو نواس، قلت: ما قصته؟ قال: كذب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عني شيئا، والله ما حدثت به قط، قلت: ما هو؟ قال: يا جارية هاتي القرطاس، فجاءت بقرطاس فاذا فيه مكتوب [6] :[المنسرح]

[1] الزبرقان بن بدر التميمي: صحابي من رؤساء قومه، قيل اسمه الحصين ولقبه الزبرقان، توفي سنة 45 هـ.

(الخزانة 1/531، عيون الأخبار 1/226، الإصابة 1/543، الأعلام 3/41) .

[2]

مسيلمة الكذاب: بن ثمامة الحنفي، متنبئ من المعمرين، قتل سنة 12 هـ. (الأعلام 8/125- 126) .

[3]

اليمامة: الاسم مأخوذ من طائر يقال له اليمام، واحدته يمامة، وهي معدودة من نجد، وقاعدتها حجر، وتسمى اليمامة جوّا والعروض. (ياقوت: اليمامة) .

[4]

ورد الخبر في العقد الفريد برواية: قالت: إني لأروي ألف بيت له، وإنه أقل ما أروي لغيره.

[5]

واسط: سميت كذلك لأنها توسطت البصرة والكوفة، وكثيرة هي الأماكن التي تحمل اسم واسط.

(ياقوت: واسط) .

[6]

لم ترد الأبيات في ديوان أبي نواس طبعة الغزالي، والبيتان الرابع والخامس في عيون الأخبار 5/140.

ص: 136