الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برمانتين هما: الشهوة والغضب، أعني الحيوانيتين، فطلقني ونكحها، وجعل المهر محو الثبوت، فما كان لنفس أن ترى الله حتى تموت، فتزوجت بعده بالاشراق في صدر مريده، رجلا سريّا، ركب من الصديقية السابقة شريا، واعتقل من حسن التبعية لطعن الخطوط خطيا، وأراح عليّ من فضائله الخلقية نعما ثريا، وأعطاني بصحة إدراك أنفاس الرحمانية، من كل رائحة زوجا عينيا وأثريا، وقال: كلي أم زرع واسرحي من جنان الفهوم حيث تريدي، وميري أهلك العاشقين، وعلى الطالبين جودي، فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع، لأن قوة الأصل لا تدانيها قوة الفرع./
قال لعائشة رضي الله عنها صاحب الشرع: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)[1] ، صلى الله عليه وعلى آله بلا نهاية أبدا في مظهر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
[تم حديث النسوة التي أخبرن عن أحوال أزواجهن]
في التنوير لابن دحية
[2]
شهد أعرابي دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال [3] :[البسيط]
هلّا دفنتم رسول الله في سفط
…
من الألوّة ملبسا ذهبا
أو في سحيق من المسك الذكيّ ولم
…
ترضوا لجنب رسول الله متّربا
خير البريّة أتقاها وأكرمها
…
عند الإله إذا ما ينسبون أبا
فقال له أبو بكر: إني لأرجو أن يغفر الله لك بما قلت، إلا أنّ هذه سنّتنا.
قال ابن دحية في التنوير، قال الهمداني [4] في كتاب الإكليل: العرب على سبع
[1] صحيح البخاري 4/35، صحيح مسلم، فضائل الصحابة ب 14 رقم 92، مجمع الزوائد 4/318.
[2]
ابن دحية الكلبي: عمر بن الحسن بن علي بن محمد، أديب مؤرخ، حافظ للحديث، من أهل سبتة بالأندلس، رحل إلى مراكش والشام والعراق وخراسان، واستقر بمصر، وكان كثير الوقيعة في العلماء والأئمة، فأعرض بعض معاصريه عن كلامه، وكذبوه في انتسابه إلى (دحية)، من تصانيفه:(المطرب من أشعار أهل المغرب) ، و (التنوير في في مولد السراج المنير) ، و (نهاية السول في خصائص الرسول) ، و (النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس) ، وغيرها، توفي بالقاهرة سنة 633 هـ. (نفح الطيب 1/368، لسان الميزان 4/292، وفيات الأعيان 1/381، شذرات الذهب 5/160) .
[3]
البيت الأول في اللسان: ألا، برواية: ألا جعلتم رسول الله. والألوة: العود الذي يتبخر به. ولحسان بن ثابت بهذا المعنى واللفظ (الزينة في الشعر الجاهلي ص 180، وديوان حسان ص 60 ط صادر) :
ألا دفنتم رسول الله في سفط
…
من الألوة والكافور منضود
[4]
الهمداني: الحسن بن أحمد بن يعقوب، مؤرخ عالم بالأنساب والفلك والفلسفة والأدب، شاعر مكثر، يعرف بابن الحائك، وبالنسّابة، من مصنفاته:(الإكليل) في أنساب حمير وأيام ملوكها، و (سرائر الحكمة) و (صفة جزيرة العرب) وغيرها، توفي سنة 334 هـ. (معجم الأدباء 3/9، بغية الوعاة 217، الإكليل، مقدمة الناشر ص 8- 10) .
طبقات، شعب، وقبيلة، وعمارة، وبطن، وفخذ، وحبل، وفصيلة، قالوا، مضر:
شعب، وكنانة: قبيلة، وقريش: عمارة، وفهر: بطن، وقصي: فخذ، وهاشم:
حبل، وآل العباس: فصيلة، والشعب والحي بمعنى.
قال أهل النسب: فالشعب الجماهير والجراثيم التي تفرقت منها العرب، ثم تفرقت القبائل من الشعوب، ثم تفرقت العمائر من القبائل، ثم تفرقت البطون من العمائر، ثم تفرقت الأفخاذ من البطون، ثم تفرقت الفصائل من الأفخاذ، وليس دون الفصائل شيء.
في بعض المجاميع: اجتمع أبو حامد الغزالي، بأبي الفرج الفقيه الصقلي، وكان قد رد عليه ونسبه إلى الزندقة، قال له: يا هذا، في هذه السنة أتحاكم أنا وأنت بين يدي الله تعالى، فماتا فيها جميعا.
بعضهم [1] : [الكامل]
وإذا رأيت عجيبة فاصبر لها
…
فالدهر قد يأتي بما هو أعجب
فلقد أراني والأسود تخافني
…
فأخافني من بعد ذاك الثعلب
آخر: [الطويل]
لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقي
…
مصائب هذا الدهر أم كيف يحذر
نرى الشيء مما نتقي فنخافه
…
وما لا نرى مما يقي الله أكثر
في بعض المجاميع قال إفلاطون: إن الله تعالى بقدر ما يعطي من الحكمة يمنع من الرزق. قال صاحب المجموع، قال أبو سليمان: لأن العلم والمال كضرتين، قلّما يجتمعان ويصطحبان./
بعضهم: [الطويل]
وللناس في الوسطى خلاف وحصره
…
بسبعة أقوال يضاف لها عشر
فخذ خمسة منها لإفراد عشرها
…
وسادس كلّ الخمس قول له ذكر [2]
وبالجمعة الغرّاء سبع وثامن
…
صلاة جماعات وتاسعها الوتر
وعاشرها مكتوبة لا يعينها
…
وقيل هي الصبح السنيّة والعصر
وقيل هي الصبح السنيّة والعشا
…
وقيل هي الأضحى وقيل هي الفطر
وخامس عشر جمعة في محلّها
…
وفي سائر الأيام أيضا هي الظهر
وعدّت صلاة الخوف سادس عشرها
…
وإن صحّ منقول الضحى ثبت الحصر
[1] البيتان في الدر الفريد 5/212 دو عزو.
[2]
في ب، ل: لإفراد عدها.
وجمهور أهل العلم نقل محقق
…
على العصر قول عنده يجب القصر
وأما الإمام الشافعي إمامنا
…
فنصّ على صبح وإيصاؤه العصر
كذا هو في شرح المهذب وارد
…
وناهيك عن نقل أتانا به حبر [1]
قال ابن دحية في التنوير، قال أبو محمد بن حزم [2] في كتاب الجماهير [3]، من تأليفه: وقد جعل الله تعالى جزءا من علم النسب فرضا تعلمه، لا يسع أحدا جهله، وجعل منه جزءا كبيرا فضلا تعلمه، من جهله فهو ناقص الدرجة في الفضل [4] ، وكل علم هذه صفته، فهو علم فاضل ولا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند.
فأما الفرض من علم النسب، فهو أن يعلم المرء أن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله تعالى إلى الإنس والجن [5] هو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي، فمن شك فيه، أهو قرشي، أم يماني، أم تميمي، أم عجمي، فهو كافر غير عارف بدينه، ويلزم من يحضر به أن يعلمه ذلك.
وأن يعرف الإنسان أباه وأمه، وكل من يلقاه بنسب في رحم محرمة، ليتجنب ما يحرم عليه من النكاح فيهم، وأن يعرف كلّ من يتصل به برحم يوجب ميراثا، أو تلزمه صلة أو نفقة، أو معاقلة [6] ، فمن جهل هذا فقد أضاع فرضا واجبا عليه، لازما له من دينه.
[1] المهذب: لعله المهذب في الفروع للشيخ الإمام أبي نصر أحمد بن عبد الله بن ثابت البخاري الشافعي المتوفى سنة 476 هـ، وقد شرحه كثيرون. (كشف الظنون 2/1912) .
[2]
ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أحد أئمة الإسلام في الأندلس، وكان خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم (الحزمية) ، ولد بقرطبة وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، كان فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة، وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالؤوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله، وحذروا سلاطينهم من فتنته، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل إلى بادية لبلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها، له مؤلفات كثيرة منها:(الفصل في الملل والأهواء والنحل) ، و (المحلى) ، و (جمهرة أنساب العرب) ، و (جوامع السيرة) ، و (أمهات الخلفاء) ، و (فضائل الأندلس) ، و (طوق الحمامة) ، وغيرها بالإضافة إلى ديوان شعر، توفي سنة 456 هـ. (أخبار الحكماء ص 156، معجم الأدباء 5/86- 96، نفح الطيب 1/364، لسان الميزان 4/198 الذخيرة لابن بسام 1/1/140، وفيات الأعيان 1/340) .
[3]
كذا في الأصول، وهو كتاب جمهرة أنساب العرب، المطبوع بتحقيق عبد السلام هارون، ط دار المعارف مصر.
[4]
جمهرة أنساب العرب ص 2، وفي الرواية خلاف يسير في العبارة.
[5]
في المطبوعة زيادة: (إلى الجن والإنس بدين الإسلام، هو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي، الذي كان بمكة، ورحل منها إلى المدينة، فمن شك في محمد صلى الله عليه وسلم، أهو قرشي أم يماني، أم تميمي، أم أعجمي، فهو كافر غير عارف بدينه، إلا أن يعذر بشدة ظلمة الجهل، ويلزمه أن يتعلم ذلك، ويلزم من صحبه تعليمه أيضا) . وقد جاء السيوطي بالنص مختصرا، وكذلك جاء بالنص بعده.
[6]
في المطبوعة: أو معاقدة أو حكما ما.