المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌البخاري في التاريخ - المحاضرات والمحاورات

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌جلال الدين السيوطي

- ‌حياته

- ‌مؤلفات السيوطي

- ‌من ألف في المحاضرات والمحاورات وما أشبهها:

- ‌معنى المحاضرة

- ‌كتاب المحاضرات والمحاورات

- ‌نسخ الكتاب المخطوطة

- ‌1- نسخة الأصل:

- ‌2- نسخة ب:

- ‌3- نسخة ش:

- ‌4- نسخة ع:

- ‌5- نسخة ل:

- ‌6- نسخة ط:

- ‌من إنشاء الشهاب المراغي [3] في ذكر العلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من طبقات ابن سعد

- ‌ذكر مراثي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌في تاريخ ابن عساكر [4]

- ‌منتقى من المصنف لابن أبي شيبة مما يحسن في المحاضرات

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

- ‌أحاديث إعطائه صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه

- ‌من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه

- ‌[في العزلة]

- ‌في حياة الحيوان للكمال الدميري

- ‌[من تاريخ من دخل مصر للمنذري]

- ‌في كتاب البسملة لأبي شامة

- ‌في التذكرة المسماة كنوز الفوائد ومعادن الفرائد

- ‌في كتاب العشق والعشاق تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب

- ‌ذكر المسبحي [1] في تاريخه

- ‌[المختار من تذكرة ابن مكتوم]

- ‌في النهاية لابن الأثير

- ‌وفي تذكرة الوداعي

- ‌ذكر الأصل في المفاخرات

- ‌مفاخرة السيف والقلم

- ‌مقامة تسمى الحرقة للخرقة

- ‌قال وكيع في الغرر

- ‌في كتاب الأشراف لابن أبي الدنيا

- ‌أخرج ابن عساكر في تاريخه

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في كتاب الفرق الإسلامية لابن أبي الدم

- ‌من وضعيات شرف بن أسد المصري

- ‌في تذكرة الوداعي

- ‌في تذكرة ابن مكتوم

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في شرح البخاري للكرماني [1]

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌البخاري في التاريخ

- ‌قال البغوي [1] في معجم الصحابة

- ‌المقامة اللازوردية في موت الأولاد

- ‌المقامة المنبجية للإمام زين الدين عمر بن الوردي

- ‌المقامة الصوفية

- ‌منتقى من كتاب التدوين في أخبار قزوين

- ‌ذكر الشيخ أبو منصور الثعالبي في اليتيمة

- ‌رسالة السكين

- ‌قال البغوي في معجم الصحابة

- ‌وقال ابن عبد البر في كتاب العلم

- ‌[حديث أم زرع]

- ‌في التنوير لابن دحية

- ‌المغرب في أخبار المغرب

- ‌في كتاب نزهة المذاكرة وأنس المحاضرة

- ‌في تذكرة الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي

- ‌من كتاب (اللطائف واللطف) [1] لأبي منصور الثعالبي

- ‌من كتاب (لطائف المعارف) للقاضي أبي بكر النيسابوري

- ‌من كتاب (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام)

- ‌في تذكرة المقريزي

- ‌حكاية القاضي واللص

- ‌في تاريخ المدينة الشريفة للحافظ جمال الدين المطري [2]

- ‌قال القاضي تاج الدين السبكي [1] في الطبقات الكبرى:

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌[الفهارس]

- ‌فهارس الكتاب

- ‌1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الشعر

- ‌4- فهرس الأعلام

- ‌5- فهرس القبائل والأمم والشعوب والجماعات

- ‌6- فهرس المواضع والبلدان

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌البخاري في التاريخ

وتقدمت إليهم في امتحان الشهود عن ذلك، فمن أقر منهم سمعت شهادته [1] ، ومن لم يقله، لم تسمع منه، وإن لم يقل أحد من القضاء ذلك، أن أتقدم إليه في اعتزال القضاء، فاكتب إليه باسمه، وما أمر به في ذلك كتابا، وقد نسخته لك في آخر كتابي هذا، فتعمل على/ حسبته [2] ، وتنتهي إلى ما حد أمير المؤمنين، أطال الله بقاءه منه، فاعلم ذلك واعمل به إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله، وكتب الفضل بن مروان، لست ليال بقين من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة ومائتين.

الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا، فأردت بمناظرتي إياه غير الله، ولا أردت الجدال، وذلك أنه بلغني أن من ناظر أخاه في العلم يريد الغلبة، أحبط الله له عمله سبعين سنة.

‌البخاري في التاريخ

عن عوف بن مالك، قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم، المسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثا للمسافر، ويوما للمقيم [3] .

إسحق بن خلف قال: الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة، والزهد في الرئاسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنك تبذلهما في طلب الرئاسة. عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعابة قليلة، يعني المزاح.

عن عطاء بن أبي رباح، أن رجلا سأل ابن عباس: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم/ يمزح؟

قال: نعم، قال: فما كان مزاحه؟ قال: إنه كسا ذات يوم امرأة من نسائه ثوبا واسعا، فقال لها: البسيه واحمدي الله، وجري منه ذيلا كذيل العروس.

عن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة [4] طبختها، فقلت لسودة: كلي، فأبت، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت، فوضعت يدي فيها فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لها:(الطخي وجهها)[5] ، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ذات يوم:(ما أكثر بياض عينيك)[6] . قال الخطابي [7] : سئل بعض

[1] في ش: سمعت شهادتهم.

[2]

كذا في الأصول، ولعلها: تعمل على حبسه.

[3]

ينظر صحيح مسلم 1/131، وتهذيب ابن عساكر 4/409، 5/132.

[4]

الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.

[5]

مجمع الزوائد 4/316.

[6]

ميزان الاعتدال ص 390، لسان الميزان لابن حجر 3/870.

[7]

الخطابي: حمد بن محمد بن إبراهيم البستي، أبو سليمان، فقيه محدث من أهل بست (من بلاد كابل) من نسل زيد بن الخطاب (أخي عمر بن الخطاب)، له تصانيف منها: معالم السنن، في شرح سنن أبي داود، وبيان إعجاز القرآن، وإصلاح غلط المحدثين، وغريب الحديث، وله شعر منه نتف في يتيمة الدهر، توفي

ص: 305

السلف عن مزح الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت له مهابة، فكان يبسط الناس بالدعابة، قال:

وأنشدها ابن الأعرابي في نحو هذا يمدح رجلا: [الخفيف]

يتلقى النّديّ بوجه صبيح

وصدور القنا بوجه وقاح

فبهذا وذا تتمّ المعالي

طرق الجدّ غير طرق المزاح

أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري، حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف، قرأت على الحسن بن يحيى بن نصر بطوس، حدثنا العباس بن عيسى العقيلي، حدثني محمد بن يعقوب، عن عبد الوهاب الزبيري [1] حدثنا محمد بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه عن جده، قال، قال رجل من بني سلول: يا رسول الله أيدالك الرجل امرأته؟ قال: (نعم إذا كان ملفجا)، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، ما قال لك، وما قلت له؟ قال: إنه قال: أيماطل الرجل أهله؟ فقلت له: (نعم إذا كان مفلسا)، فقال أبو بكر: يا رسول الله، لقد طفت في العرب، وسمعت فصحاء هم، فما سمعت أفصح منك، فمن أدبك، قال:(أدبني ربي، ونشأت في بني سعد)[2] .

عن علي بن حسين قال: كنّا نعلّم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، كما نعلّم السورة من القرآن. عن أنس قال: كان لا يشأ العبد الأسود أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأخذ بيده، فيمضي به حيث يشاء إلا فعل لحاجته.

عن ابن عباس قال: أول شيء رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة، أن قيل له: استتر وهو غلام، فما رؤيت عورته منذ يومئذ [3] /. عن السدي عن أنس قال: لو بقي إبراهيم لكان نبيا، ولكن لم يكن ليبقى لأن نبيكم آخر الأنبياء.

عن عبد الله بن أوفى قال: مات إبراهيم وهو صغير، ولو قضي أن يكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي لعاش. عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن له مرضعا في الجنة يتم رضاعه، ولو عاش لكان صديقا نبيا)[4] .

في بست سنة 388 هـ. (وفيات الأعيان 1/166، إنباه الرواة 1/125، ويتيمة الدهر 4/231، الكنى والألقاب 2/207) .

[1]

في ش: الوبري.

[2]

كنز العمال 41942، 32024.

[3]

قوله: (عورته منذ يومئذ) ساقطة من نسخة ب.

[4]

تهذيب ابن عساكر 1/395، وفي صحيح البخاري 1/135 قال: حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة بن عدي بن ثابت، أنه سمع البراء رضي الله عنه، قال: لما توفي إبراهيم عليه السلام: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن له مرضعا في الجنة) ، وانظر تتمة الحديث في سنن ابن ماجة 1511، والحاوي للفتاوي 2/188، وتهذيب تاريخ دمشق 1/296.

ص: 306

عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لو عاش إبراهيم لكان نبيا)[1] . عن علي قال: لما مات إبراهيم دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدخل يده في قبره، وقال:(أما والله، إنه لنبي ابن نبي) ، في سنده عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال ابن عساكر:

ليس بالقوي، قلت: وبقي من طرقه ما أخرجه الباوردي في معجم الصحابة عن أنس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا)[2] . وهذه طرق عديدة تردّ على من أنكر ورود ذلك. عن عطاء قال: كانت صفية [3] آخر من مات بالمدينة [4] .

ابن المبارك عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،/ سلّم في الصلاة تسليمتين، تسليمة عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله، وتسليمة عن يساره السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرى بياض خده من هاهنا ومن هاهنا، قال: فذكرت هذا الحديث عند الزهري فقال: هذا حديث لم أسمعه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إسماعيل بن محمد: أكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم سمعته؟ قال: لا، قال: فثلثيه؟ قال: لا، قال: فنصفه؟ قال: أرجو، قال: اجعل هذا الحديث في النصف الذي لم تسمع.

عن الزهري، قال: من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما قل هو الله أحد، ألف مرة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه [5] . الأصمعي، حدثنا ابن أبي الزناد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين شر جارين، عقبة بن أبي معيط، وبين أبي لهب، فكان يصبح على بابه الأرجام والفرث، فيدفعها بسيّة قوسه، ويقول: يا معشر قريش، أي مجاورة هذه/ عن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمى بالأرجام والجيف، فقال: يا معشر قريش، أي مجاورة هذه.

عن ابن الزبير، عن جابر، قال: بين كتفي آدم مكتوب: محمد رسول الله خاتم النبيين.

عن أبي العباس نسيم الكاتب، قال: قيل لأشعب [6] ، حدثنا، فقال: سمعت عكرمة

[1] سنن ابن ماجة 1511، الحاوي للفتاوي للسيوطي 2/188، تهذيب ابن عساكر 1/296.

[2]

سنن ابن ماجة 1511، الحاوي للفتاوي 2/188.

[3]

هي صفية بنت حيي بن أخطب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت وتزوجها الرسول، وتوفيت بالمدينة سنة خمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين، ودفنت بالبقيع (شذرات الذهب 1/12، تهذيب ابن عساكر 1/307) .

[4]

تهذيب ابن عساكر 1/307.

[5]

تهذيب ابن عساكر 3/132.

[6]

أشعب: هو أشعب بن جبير المعروف بالطامع، ويقال له ابن أم حميد، ظريف من أهل المدينة، كان مولى لعبد الله بن الزبير، تأدب وروى الحديث، وكان يجيد الغناء، كان يضرب المثل بطمعه أخباره كثيرة متفرقة في كتب الأدب، توفي سنة 154 هـ. (فوات الوفيات 1/22، ثمار القلوب ص 118، تاريخ بغداد 7/37، النويري 4/34) .

ص: 307

يقول، سمعت ابن عباس يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلتان لا تجتمعان في مؤمن، ثم سكت، فقالوا له، ما الخلتان، فقال: نسي عكرمة الواحدة، ونسيت أنا الأخرى [1] . عن محمد بن عبد الرحمن بن راشد الراجي قال: قيل لأشعب: ما معك من العلم، قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عبده نعمتان، ثم سكت، قيل له: وما النعمتان، قال: نسي عكرمة واحدة، ونسيت أنا الأخرى.

أحمد بن معاوية، قال: حدثني المدنيون أن أشعب الطامع كان خال الأصمعي.

كتب بكار بن علي الرياحي على ظهر مجموع له: [مجزوء الكامل]

هذا الكتاب جمعت في

هـ جميع أنواع الأدب

الشعر والخبر القصي

ر وما استجدت من الخطب

وجعلته مستودعا

للحفظ أرواح الكتب

عن بكير بن ماهان قال: يلي من ولد العباس أكثر من ثلاثين رجلا، ستة منهم يسمون باسم واحد، وثلاثة باسم واحد، يفتح أحد الثلاثة القسطنطينية. قرأت بخط أبي العباس أحمد بن منصور المالكي الفقيه، وأنبأنيه ابنه أبو الحسن علي عنه، حدثنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن المالكي، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن زيت النار، حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خالد، حدثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى الرقي قاضي فارس، قال: كتبت إليّ والدتي مرية ابنة مروان بن يزيد بن عبد الملك بن عياض بن غنم القرشية، من الرقة، وأنا على قضاء تستر تقول، حدثتني والدتي عاتكة ابنة بكار عن أبيها بكار بن محمد، قال: دخلت على هشام بن عبد الملك بالرصافة، وهو جالس في قبته الخضراء، وعنده ابن شهاب الزهري، فحدثنا ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما ترك عبد الله أمرا لا يتركه إلا لله تعالى، إلا عوّضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه)[2]، قالت العجوز: فآثرني على ما أنت فيه، يعوضك الله/ تعالى ويؤثرك. وكتبت إليّ في أسفل كتابها لنفسها:[الطويل]

عجوز بأرض الرّقتين وحيدة

لنأيك بالأهواز ضاق بها الذّرع

وقد ماتت الأعضاء في كلّ جسمها

سوى دمع عينيها فلم يمت الدمع

تراعي الثريّا ما تلذّ بغمضها

إلى أن يضيء الصبح أنجمه السبع

[1] تهذيب ابن عساكر 3/76.

[2]

قوله: (في دينه ودنياه) ساقطة من نسخة ش. وانظر الحديث في كشف الخفاء للعجلوني 2/208 والدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطي ص 158، وتهذيب تاريخ دمشق 3/287.

ص: 308

وكم في الدجى من ذي هموم مقلقل

وآخر مسرور يدرّ له الضّرع

ومن أضحكته الدار وهي أنيسة

بكاها إذا ما ناب من حادث قرع

قال جعفر السراج: [السريع]

يا من إذا رضيته حكما

جار علينا في حكمه وسطا

قد مدح الله أمة جعلت

في محكم الذكر أمّة وسطا

عن أبي عبد الله محمد بن الخضر القاري، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فعلمني هذا الدعاء، وأمرني أن أعلم الناس:(إلهي بثبوت الربوبية، وبعظمة الصمدانية، وبسطوات الإلهية، وبعزة الفردانية، وبقديم الجبروتية، وبقدرة الوحدانية، ألا غفرت لي، يا أرحم الراحمين) .

عن الزهري قال: سألت الفقهاء: ممّ ينكر العقل؟ فقالوا: من همّ الدقيق. قال الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات ابن حنزابة [1] ولا يعلم له غيره: [البسيط]

من أخمل النفس أحياها وروّحها

ولم يبت طاويا منها على ضجر

إنّ الرياح إذا اشتدت عواصفها

فليس ترمي سوى العالي من الشجر

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحياني، سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن محيميد الحمصي، حدثني بعض شيوخنا عن شيخ له، أنه خرج في نزهة ومعه صاحب له، فبعثه في حاجة، فأبطأ عليه فلم يره إلي الغد، فجاء إليه وهو ذهل العقل، فكلموه فلم يكلمهم إلا بعد وقت، فقالوا له: ما شأنك؟ قال: إني دخلت إلى بعض الخراب أبول فيه، فاذا حيّة فقتلتها، فما هو إلا أن قتلتها حتى أخذني شيء، فأنزلني في الأرض، واحتوشني جماعة، فقالوا: هذا قتل فلانا، فقالوا: نقتله، فقال بعضهم: امضوا به إلى الشيخ، فمضوا بي إليه، فاذا بشيخ حسن الوجه، كبير اللحية أبيضها، فلما وقفنا قدامه، قال:

ما قصتكم؟ فقصوا عليه القصة، فقال: في أي صورة ظهر؟ قالوا/: في حيّة، فقال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ليلة الجن: ومن تصور منكم في صورة غير صورته فقتل فلا شيء على قاتله، خلّوه، فخلوني [2] .

[1] ابن الفرات: أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، المعروف بابن حنزابة، من العلماء الباحثين من أهل بغداد، نزل مصر واستوزره بنو الإخشيد مدة إمارة كافور، ثم استقل كافور بملك مصر، واستمر على وزارته، له تآليف منها: أسماء الرجال، والأنساب، توفي سنة 391 هـ.

(النجوم الزاهرة 4/203، وفيات الأعيان 1/110، تاريخ بغداد 7/234، حسن المحاضرة 1/199) .

[2]

الرواية في تهذيب ابن عساكر 4/152.

ص: 309

عن عبد الله بن الزبير [1] قال: رأيت الحسن بن علي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فيركب ظهره، فما ينزل حتى يكون هو الذي ينزل، ويأتي وهو راكع فيفرج له بين رجليه، حتى يخرج من الجانب الآخر [2] . عن أبي هريرة قال: رأيت الحسن بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يدخل لسانه في فمه.

عن أبي هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسان الحسن، كما يمص الرجل التمرة [3] .

عن أنس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرج بين رجلي الحسن ويقبل ذكره [4] .

عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمشي على أربع، وعلى ظهره الحسن والحسين، فقلت:(نعم الجمل جملكما، فقال: ونعم الراكبان هما)[5] .

عن أبي الحسن بن راهويه قال: صلى يحيى بن المعلى الكاتب، وكان في مجلس فيه أبو نواس، ووالبة بن الحباب، وعلي بن الخليل، والحسين الخليع، صلاة، فقرأ فيها قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

، فغلط، فلما سلم قال أبو نواس:[الرجز]

أكثر يحيى غلطا

في قل هو الله أحد

فقال والبة:

قام طويلا ساكتا

حتى إذا أعيا سجد

فقال علي بن الخليل:

يزحر في محرابه

زحير حبلى بولد

فقال الخليع:

كأنّما لسانه

شدّ بحبل من مسد

عن حماد بن زيد، عن سعيد بن جهمان، أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بتراب من تربة القرية التي قتل فيها الحسين، وقيل اسمها كربلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كرب وبلاء)[6] .

عن محمد بن صالح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره جبريل، أن أمته ستقتل الحسين، قال:(يا جبريل، أفلا أراجع فيه، قال: لا، لأنه أمر قد كتبه الله)[7] .

[1] في ش: عن عبد الله بن الزبير، ثم شطبت وفي الحاشية: أبي هريرة.

[2]

قوله: (عن عبد الله بن الزبير..... الجانب الآخر) ساقطة من نسخة ش، وتأتي كلها بعد قوله: كما يمص الرجل التمرة.

[3]

تهذيب ابن عساكر 4/209.

[4]

المصدر السابق والصفحة.

[5]

تهذيب ابن عساكر 4/207، المعجم الكبير للطبراني 3/46، مجمع الزوائد للهيثمي 9/182، الضعفاء للعقيلي 4/247، كنز العمال 31689، 38687.

[6]

تهذيب ابن عساكر 4/334.

[7]

تهذيب ابن عساكر 4/51.

ص: 310

عن مكحول الأزدي قال: شهدت الحجاج بمكة فخطب الناس يوم جمعة حتى كاد يذهب وقت الصلاة، فقام ابن عمر فقال: أيها الناس، قوموا إلى صلاتكم، فقال الناس، فنزل الحجاج، فصلى، فلما فرغ، قال: من هذا؟ قالوا: ابن عمر، قال: لولا أن به لمما لعاقبته [1] ./

عن جرير بن عثمان، قال: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله، فان يكن محسنا فان الله لا يسلمه لعداوتك إياه، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه. أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد، حدثنا نصر بن إبراهيم إملاء، حدثني أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي: أنه رأى رجلا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، أذّن الصبح وقال فيه: الصلاة خير من النوم، فجاءه رجل من خدم المسجد، فلطمه حين سمع ذلك، فبكى الرجل، وقال: يا رسول الله، في حضرتك يفعل بي هذا؟ ففلج الخادم في الحال، وحمل إلى داره، فمكث ثلاثة أيام ومات [2] .

عن يحيى بن معين، عن جرير عن مغيرة قال: قالت أم سنان بن أبي حارثة: إذا أنا متّ، فشقّوا بطني، فان فيها سيد غطفان، فماتت فشقوا بطنها فأخرجوا سنانا، فعاش وساد، حتى كان له مال وتبع [3] .

عن أبي وهب محمد بن مزاحم قال: أول بركة العلم إعارة الكتب. عن أبي محمد الهروي قال: مكتوب في زبور داود عليه السلام، من بلغ السبعين اشتكى من غير علّة./

الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: خرجنا إلى بيت المقدس، ورافقنا يهودي، حتى جئنا إلى بحيرة طبرية، فأخذ ضفدعا فشد في عنقه خيطا وجرّه، فاذا هو صار خنزيرا، فدخل به إلى طبرية، فباعه، ثم جاء، فاذا النصراني الذي اشترى منه الخنزير، جاء والضفدع قد رجعت إلى حالها، فلما رآه اليهودي ألقى بنفسه إلى الأرض، فسقط رأسه ناحية والجسد ناحية، فذهب النصراني، ورجع الرأس إلى الجسد. قال الأوزاعي، فقلت: والله لا تبعنا هذا في طريق [4] .

عن أبي سليمان الداراني قال: ليست أعمال العباد بالتي ترضيه ولا تغضبه، إنما هو رضي عن قوم فاستعملهم بأعمال الرضى، وسخط على قوم فاستعملهم بأعمال الغضب.

عن أبي العالية قال: كنت آتي ابن عباس فيرفعني على السرير وقريش أسفل من السرير، فتغامز بي قريش [5]، وقالوا: يرفع هذا العبد على السرير، ففطن بهم ابن عباس،

[1] تهذيب ابن عساكر 4/51.

[2]

تهذيب ابن عساكر 3/362.

[3]

تهذيب ابن عساكر 5/128.

[4]

تهذيب ابن عساكر 4/367.

[5]

في ش: فتغامزوا بي قريش. وللفعل هنا فاعلان.

ص: 311

فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس الملوك على الأسرّة./

عن خالد بن دينار، قال: قلت لأبي العالية: اعطني كتابك، قال: ما كتبت إلا باب الصلاة وباب الجنة. عن قتادة قال: قلت لشعيب بن الحبحاب، نزل عليك أبو العالية فأقللت عليه الحديث، فقال: السماع في الرجال أرزاق.

الزبير بن بكار، حدثني أبو عروبة عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير بن العوام طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أخرجه الطبراني في الكبير [1] . المدائنى: يقال، كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صوغا واحدا، وعبد الرحمن [2] من أشفّهم، وسئل سعد بن أبي وقاص عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كانوا عقال عام واحد.

أبو أحمد العسكري، أخبرنا محمد بن يحيى قال: سمعت من يحكي أن حماد الراوية قرأ يوما: (والغاديات صبحا)[3] ، وأن بشارا الأعمى الشاعر سعى به إلى عقبة بن مسلم، أنه يروي جلّ أشعار العرب، ولا يحسن من القرآن غير أم الكتاب، فامتحنه عقبة بتكليفه القراءة في المصحف فصحف فيه عدة آيات منها (ومن الشجر ومما تغرسون)[4]، وقوله:(كان وعدها أباه وليكون لهم عدوا وحربا)[5] ، و (وما يجحد بآياتنا إلا كل جبار كفور)[6] ، و (ويل للذين كفروا في غرة وشقاق)[7] ، (وتعزروه وتوفروه)[8] ،/ (وهم أحسن أثاثا وزيا)[9] ، (وعذابي أصيب به من أشاء ويوم يحمى عليها)[10] ، (وبادوا ولات حين مناص)[11] ، (ونتلوا أخباركم)[12] ، (وصنعة الله ومن أحسن

[1] تهذيب ابن عساكر 5/357.

[2]

هو عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي، صحابي من أكابرهم، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم، كان من الأجواد الشجعان العقلاء توفي سنة 32 هـ. (حلية الأولياء 1/98، تاريخ الخميس 2/257، صفة الصفوة 1/135، الإصابة ت 5171) .

[3]

يريد قوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً

سورة العاديات 1.

[4]

يريد قوله تعالى: وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ

النحل 68.

[5]

يريد قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً

القصص 8.

[6]

يريد قوله تعالى: وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ

لقمان 32.

[7]

يريد قوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ

سورة ص 2.

[8]

يريد قوله تعالى: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا

الفتح 9.

[9]

يريد قوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً

مريم 74.

[10]

يريد قوله تعالى: قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ

الأعراف 156.

[11]

يريد قوله تعالى: كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ

سورة ص 3.

[12]

يريد قوله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ

سورة محمد 31، وفي نسخة ش:(ونتلوا خياركم) .

ص: 312

من الله صنعة) [1] ، (واستعانه الذي من شيعته)[2] ، (وسلام عليكم لا تتبع الجاهلين)[3] ، (وأهليكم أو كاسوتهم)[4] ، (وأنا أول العاندين)[5] .

عن خالد بن المهاجر قال، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من تزوج بنت عشر تسر الناظرين، ومن تزوج بنت عشرين لذة للمعانقين، وبنت ثلاثين تسمن وتلين، وبنت أربعين ذات بنات وبنين، وبنت خمسين عجوز في الغابرين [6] .

قال عباس الترفقي: تكلم الناس في حديث: (خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ)[7] فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، حدثنا ربعي عن حذيفة عنك أنك قلت:(خيركم في المأتين الخفيف الحاذ) فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: صدق رواد بن الجراح، وصدق سفيان، وصدق منصور، وصدق ربعي، وصدق حذيفة، أنا قلت:(خيركم في المأتين كل خفيف الحاذ) .

عن الشعبي قال: كان القضاة أربعة، والدهاة أربعة، فأما القضاة فعمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأما الدهاة: فمعاوية، وعمرو، والمغيرة، وزياد./ عن أبي دوس الأشعري قال: كنا جلوسا عند معاوية إذ أقبل رجل طويل اللحية، فقال معاوية:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته، ونقش خاتمه، وكنيته)[8] . قال معاوية: أما اللحية، فلسنا نسأل عنها، فما كنيتك؟ قال: أبو كوكب الدري، قال: فما نقش خاتمك؟ قال: وتفقد الطير، فقال: ما لي لا أرى الهدهد، أم كان من الغائبين؟ [9] فقال معاوية: وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا.

عن يزيد بن حسان، عن أبيه، أن أبا هاشم بن عقبة بن ربيعة، كان له شارب يعقده خلف قفاه، فقلت: ما بال شاربك؟ وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في إحفاء الشارب ما جاء، فقال: إني كنت أخذت شاربي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمّر يده علىّ، فقال: متى أخذت شاربك؟ قلت: الساعة، قال:(فلا تأخذه حتى تلقاني) ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن

[1] يريد قوله تعالى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ

البقرة 138.

[2]

يريد قوله تعالى: فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ

القصص 15.

[3]

يريد قوله تعالى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ

القصص 55، وفي نسخة ش:(وسلام عليك) .

[4]

كذا جاءت في النسخ ولعلها محرفة، ولعله يريد قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ

التحريم 6.

[5]

يريد قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

الزخرف 81.

[6]

تهذيب ابن عساكر 5/91.

[7]

كنز العمال 31302، الكامل في الضعفاء لابن عدي 3/1037، الجامع الكبير، مسانيد 2/631.

[8]

تنزيه الشريعة لابن عراق 1/225.

[9]

يشير إلى سورة النمل 20.

ص: 313

ألقاه، فلن آخذه حتى ألقاه، أخرجه الطبراني [1] .

عن أبي الدرداء قال: إن الناس يبعثون من قبورهم على ما ماتوا عليه، فيبعث العالم عالما، والجاهل جاهلا. عن أبي هريرة، أنه صلى الظهر، ثم جلس، واجتمع عليه الناس فقال: إن الله وملائكته يصلون على أبي هريرة، فتغامز القوم، فقالوا: إن هذا ليزكي نفسه، قال: وعلى كل مسلم ما دام في مصلاه، ما لم يحدث حدثا بلسانه أو بطنه.

عن يزيد بن المهلب قال: ما رأيت شريفا يهمّ بأمر إلا كان معوّله على لحيته، وفيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر أو كربه، أكثر مسّ لحيته. عن أبي هريرة قال: اشترى عثمان بن عفان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين، يوم رومة [2] ، ويوم جيش العسرة.

عن الحسن قال: إنما سمّي عثمان ذا النورين لأنه لا يعلم أحد أغلق بابه على ابنتي نبي غيره.

عن حسن الجعفي قال: لم يجمع بيت ابنتي نبي منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمّي ذا النورين.

عن المهلب بن أبي صفرة قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم قلتم في عثمان:

أعلاها فوقا؟ قالوا: لأنه لم يتزوج رجل من الأولين ولا الآخرين ابنتي نبي غيره. عن الشعبي قال: لم يمت عمر حتى ملّته قريش، وكان عثمان أحب إليهم من عمر.

عن ابن شهاب أن رجلا رأى في زمن عثمان في المنام، أنه يقال له عي [3] ما يقال لك:[المتقارب]

لعمر أبيك فلا تعجلن

لقد ذهب الخير إلا قليلا

لقد سفه الناس في دينهم

وخلّى ابن عفّان شرا طويلا

فأتي عثمان فذكر له ذلك، وقال: والله ما أنا بشاعر ولا راوية للشعر/ ولقد أتيت الليلة، فألقي على لساني هذان البيتان، فقال له: اسكت عن هذا، فلم يلبث عثمان أن قتل.

عن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، قال: رأيت عبد الله بن عمر قد أحفى شاربه، حتى كأنه نتفه. عن أبي الجماهر عن أبيه قال: أصاب الناس بأرمينية جهد شديد حتى أكلوا البعر، فأمطروا بنادق فيها حب قمح.

عن عائشة أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[1] المعجم الكبير 7/263، مجمع الزوائد 5/166.

[2]

رومة: أرض بالمدينة بين الجرف وزغابة، نزلها المشركون عام الخندق، وفيها بئر رومة اسم بئر ابتاعها عثمان بن عفان فتصدق بها. (ياقوت بئر رومة)

[3]

كذا في النسخ، وفي ب: اعي، ولعل الصواب: ع ما يقال لك.

ص: 314

(ترضين أن يكون بيني وبينك عمر؟ فقالت: من عمر؟ قال: عمر بن الخطاب، قالت: لا والله، إني أفرق من عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الشيطان يفرقه)[1] .

عن سالم بن عبد الله قال: أبطأ خبر عمر على أبي موسى، فأتى امرأة في بطنها شيطان، فسألها عنه، فقال: حتى يجيء شيطاني، فجاء، فسألته عنه فقال: تركته مؤتزرا بكساء يهنأ إبل الصدقة، وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خرّ لمنخريه، الملك بين عينيه، وروح القدس ينطق بلسانه./

عن هشام بن عروة، قال: جاء عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف إلى أبي عروة بن الزبير، فقال له: رأيت البارحة عجبا، كنت فوق سطحي مستلقيا على فراشي، فسمعت جلبة في الطريق، فأشرفت فظننت عسكر العسس، فاذا الشياطين تجول، حتى اجتمعوا في جوبة [2] خلف منزلي، ثم جاء إبليس، فلما اجتمعوا هتف إبليس بصوت عال، فتفازعوا، فقال: من لي بعروة بن الزبير، فقالت طائفة منهم: نحن، فذهبوا ورجعوا، وقالوا: ما قدرنا منه على شىء، قال: فصاح الثانية أشد من الأولى، فقال: من لي بعروة بن الزبير؟ فقالت طائفة أخرى: نحن، فذهبوا، فلبثوا طويلا، ثم رجعوا وقالوا: ما قدرنا منه على شيء، فصاح الثالثة صيحة ظننت أن الأرض انشقت، فقال: من لي بعروة بن الزبير؟ فقال جماعتهم: نحن، فذهبوا، ثم لبثوا طويلا، ثم رجعوا، فقالوا: ما قدرنا منه على شيء، فذهب إبليس مغضبا واتبعوه. فقال عروة بن الزبير لعمر بن عبد العزيز: حدثني أبي الزبير بن العوام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:(ما من رجل يدعو بهذا الدعاء في أول ليله، وأول نهاره إلا عصمه الله من إبليس وجنوده: بسم الله ذي الشان، عظيم البرهان شديد السلطان، ما شاء الله كان، أعوذ بالله من الشيطان)[3] .

عن عروة بن الزبير قال: كنت جالسا في مجلس الرسول ضحوة وحدي، إذ أتاني آت يقول: السلام عليك يا ابن الزبير، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، غير أني رددت عليه، واقشعرّ جلدي، فقال: لا روع عليك، إنا رجل من أهل الأرض، أتيتك أخبرك عن شيء وأسألك عن شيء، إني شهدت إبليس ثلاثة أيام، يقول لشيطان مسودّ وجهه مزرقّة عيناه، عند المساء: ماذا صنعت بالرجل؟ فيقول له الشيطان: لم أطقه، للكلام الذي يقوله إذا أمسى وإذا أصبح، فلما كان اليوم الثالث قلت للشيطان: عمن يسألك إبليس؟ قال: يسألني عن عروة بن الزبير، أن أغويه، فما استطيع ذلك، لكلام يتكلم به

[1] كنز العمال 35841.

[2]

الجوبة: الأرض الخالية، وكل متسع من الأرض بلا بناء، والفرجة في السحاب والجبال، والفجوة ما بين البيوت.

[3]

كنز العمال 3862.

ص: 315

إذا أصبح وإذا أمسى، فآتيك أسألك ماذا تقول إذا أصبحت وأمسيت،/ قال عروة أقول: آمنت بالله العظيم، واعتصمت به، وكفرت بالطاغوت، واستمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وإن الله هو السميع العليم.

عن عبد الله بن شريك، قال: أدركت أصحاب الأردية المعلمة، وأصحاب البرانس من أصحاب السواري، إذا مرّ بهم عمر بن سعد، قالوا: هذا قاتل الحسين، وذا قبل أن يقتله.

الزبير بن بكار، حدثني محمد بن محمد بن أبي قدامة، وغيره، قال: كان يقال: ما مات رجل نبيه قط، فسمّي أول من يولد باسمه، إلا نبه، فولدت زوجة عثمان بن عفان بعد قتل عمر بن الخطاب، فقالت للقابلة: أي شيء ولدت؟ قالت: غلاما، قالت:

فأسميه عمر، قالت سبقتك زوجة عبيد الله بن معمر التيمي.

عن أبي عبد الله النباحي قال: سمعت هاتفا يهتف: عجبا لمن وجد حاجته عند مولاه، فأنزلها بالعبيد. سفيان عن عمرو قال: كان قيس بن سعد رجلا ضخما جسيما، وكان إذا ركب الحمار خطّت رجلاه في الأرض [1] .

عن بشر الحافي قال: رأيت على باب ناووس [2] مكتوبا [3] : [المتقارب]

همومك بالعيش مقرونة

فلا تقطع الدهر إلا بهم

حلاوة دنياك مسمومة

فلا تطعم الشّهد إلا بسم

إذا تمّ أمر دنا نقصه

توقّع فناه إذا قيل تم

إذا كنت في نعمة فارعها

فانّ المعاصي تزيل النّعم

عن العتبي قال: خطب زياد الناس، فتكلم بشعر وهو لا يريده، فقال:[الطويل]

ألا ربّ مسرور بنا لا نسرّه

وآخر يخشى ضرّنا لا نضرّه

عن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ست من الأنصار؛ معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وكان المجمع بن جارية قد بقي عليه سورة أو سورتان حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن سعيد بن جبير قال: كان مقام أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة،

[1] تهذيب ابن عساكر 5/357.

[2]

الناووس: صندوق من خشب أو نحوه، يضع النصارى فيه جثّة الميت، ومقبرة النصارى.

[3]

البيت الأول في الدر الفريد 5/377 برواية: (فما تقطع العيش إلا بهم) ، ونسبه لأبي العتاهية، وقيل لغيره، وليس في ديوان أبي العتاهية، والبيت الرابع في الدر الفريد 2/83، ونسبه لأبي العتاهية، وليس في ديوانه، وبعده في الدر الفريد:

وداوم عليها بشكر الإله

فانّ الإله سريع النقم

ص: 316

والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كانوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، وخلفه في الصلاة في الصف، وليس لأحد من المهاجرين والأنصار يقوم مقام أحد منهم، غاب أم شهد.

عن سعد بن مسعود، قال: حب الدنيا رأس الخطايا. قال سعد بن أبي وقاص: ما بكيت من الدهر إلا ثلاثة أيام، يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم قتل عثمان بن عفان، واليوم أبكي علي الحق، فعلى الحق السلام./

عن أبي إسحاق، قال: كان أشد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة؛ عمر، وعلي، والزبير، وسعد بن أبي وقاص. عن علي بن أبي طالب، قال: خمسة من خمسة محال، الأمن من العدو محال، والنصيحة من الحسود محال، والحرية من الفاسق محال، والهيبة من القبر محال، والوفاء من النساء محال. وقال: أربع لا تدرك بأربع؛ لا يدرك الشباب بالخضاب، ولا الغنى بالمنى، ولا البقاء بالدواء، ولا الصحة بالاحتماء.

عن موسى بن طلحة قال، سألت سعد بن أبي وقاص: ما أسنانكم معاشر المهاجرين؟

قال: كنا إعذار عام واحد، أي ختان. أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين ابن الطيوري، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن عيسى بن إسماعيل المعروف بابن سمعون، حدثنا أبو على محمد بن محمد بن أبي حذيفة بدمشق، حدثنا أبو معاوية بن سلمون السفياني الدمشقي، حدثنا زهير بن عباد، حدثنا ردع بن عطية، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن شريك بن خماشة، أنه ذهب يستسقي من جب سليمان الذي في مسجد بيت المقدس، فانقطع دلوه، فنزل في الجب، فبينما هو يطلبه/ في نواحي الجب، إذا هو بشجرة، فتناول ورقة من الشجرة، فأخرجها معه، فاذا هي ليست من ورق شجر الدنيا، فأتى بها عمر بن الخطاب، فقال: أشهد أن هذا لهو الحق، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(يدخل رجل من هذه الأمة الجنة قبل موته)[1]، فجعلوا الورقة بين دفتي المصحف. قال ابن عساكر: كذا قال له خماشة بالخاء والميم، وإنما الصواب حباشة بالحاء والباء.

عن أبي ميسرة، أن غلاما من بني المغيرة شجّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي جويرية، فنادت يا آل عبد مناف، فخرج أبو سفيان يشتد أول الناس. عن عبد العزيز بن عمران قال، قيل لأبي سفيان بن حرب: ما بلغ بك من الشرف ما ترى؟ قال: ما خاصمت رجلا إلا وجعلت للصلح بيني وبينه موضعا.

عن أحمد بن بديل الكوفي، قال: بعث إليّ المعتز رسولا، فلبست كمّتي، ولبست

[1] تاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/316.

ص: 317

نعل طاق، فأتيت بابه، فقال الحاجب: يا شيخ نعليك، فلم ألتفت إليه، فدخلت إلى الباب الثاني، فقال الحاجب: يا شيخ نعليك، فقلت: أبالوادي المقدس أنا فأخلع نعلي؟

فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي، وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك/ يا أبا جعفر، فقلت: أتعبتني وأذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني؟ فقال: ما أردنا إلا الخير، أردنا أن نسمع العلم، فقلت: وتسمع العلم أيضا؟ ألا جئتني، فان العلم يؤتى ولا يأتي، فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه، فقلت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة، حرم الله عليه الجنة)[1]، والثاني:(ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا)[2] .

عن أبي عقيل قال، قال لي عمر بن عبد العزيز: ألا تسكن الاسكندرية الطيبة الموطأ، التي والله لوددت أن قبري بها. عن أبي هريرة قال: نزل كتاب من السماء على داود عليه السلام مختوما فيه عشر مسائل: أن سل ابنك سليمان، فان هو أخرجهن، فهو الخليفة من بعدك، فدعا داود سبعين قسا، وسبعين حبرا، وأجلس سليمان بين أيديهم، وقال: يا بني، نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فان أخرجتهن فأنت الخليفة من بعدي، قال سليمان: يسأل نبي الله عمّا بدا له، وما توفيقي إلا بالله، قال: أخبرني يا بني، ما أبعد الأشياء، وما أقرب الأشياء، وما آنس الأشياء، وما أوحش الأشياء، وما القائمان وما المختلفان، وما المتباغضان، وما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره، وما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالأخوّة، وأما أبعد الأشياء، فما فاتك من الدنيا، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، وأما القائمان فالسماء والأرض، وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان،/ فالموت والحياة، كل يبغض صاحبه، وأما الأمر أذا ركبه الرجل حمد آخره، فالحلم على الغضب، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره، فالحدّة على الغضب، قال: ففكّ الخاتم، فاذا هو بالمسائل سواء على ما أنزل من السماء، فقال القسيسون والأحبار: لم نرض حتى نسأله عن مسألة، فان هو أخرجها، فهو الخليفة من بعدك، قال: فاسألوه، قال سليمان: سلوني، وما توفيقي إلا بالله، قالوا: ما الشيء إذا صلح، صلح كل شيء منه، وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان: هو القلب، قالوا: صدقت، أنت الخليفة بعده، فدفع إليه داود قضيب الملك، ومات من الغد [3] .

[1] مسند أحمد بن حنبل 5/27، كنز العمال 147336، إتحاف السادة المتقين للزبيدي 7/71، المغني عن حمل الأسفار للعراقي 2/341.

[2]

مسند ابن حنبل 5/284، مجمع الزوائد 5/206.

[3]

الرواية في تهذيب ابن عساكر 6/252- 253.

ص: 318

عن عبد الله بن سلام، ومحمد بن كعب القرظي، وغير هما قالوا: لم يبعث الله عز وجل رسولا إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلا، وما استخلف داود سليمان واختاره على جميع ولده وبني إسرائيل، حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، وإنما كان استخلاف الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم نبوة ما خلا محمدا صلى الله عليه وسلم، فانه لا نبي بعده، فأعطى الله سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.

عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء رجل إلى سليمان عليه السلام، فقال: يا نبي الله إن لي جيرانا يسرقون أوزي، فنادى الصلاة جامعة، ثم خطبهم فقال في خطبته:

وأحدكم يسرق أوز جاره/ ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح رجل رأسه، فقال سليمان: خذوه، فانه صاحبه.

عن عبد الملك بن حميد بن عبد الملك، قال: كنا مع عبد الملك بن صالح بدمشق، فأصاب كتابا في ديوان دمشق: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله بن العباس، إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فاني أحمد اليك الله الذي لا إله إلا هو، عصمنا الله وإياك بالتقوى، وأما بعد، فقد جاءني كتابك، فلم أسمع منه إلا خيرا، فذكرت شأن المودة بيننا، وإنك لعمر الله لمودود في صدري من أهل المودة الخالصة والخاصة، وإني للخلة التي بيننا لراع، ولصالحها لحافظ، ولا قوة إلا بالله. [فأجابه معاوية] [1] : أما بعد حفظ الله، فانك من ذوي النهى من قريش، وأهل الحلم والخلق الجميل فيها، فليصدر رأيك بما فيه النظر لنفسك، والتقية على دينك، والشفقة على الإسلام وأهله، فانه خير لك وأوفر لحظك في دنياك وآخرتك، وقد سمعتك تذكر شأن عثمان بن عفان، فاعلم أن انبعاثك في الطلب بدمه فرقة، وسفك للدماء، وانتهاك للمحارم، وهذا لعمر الله ضرر على الإسلام وأهله، وإن الله سيكفيك أمر سافكي دم عثمان، فتأنّ في أمرك، واتق [2] الله ربك، فقد يقال إنك تكيد الإمارة، وتقول: إن معك وصية من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقول نبي الله الحق، فتأنّ في أمرك، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول للعباس/ إن الله يستعمل من ولدك اثني عشر رجلا [3] منهم السفاح، والمنصور، والمهدي، والأمين، والمؤتمن، وأمير العصب، أفتراني استعجل الوقت، أو أنتظر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله الحق، وما يرد الله من أمر يكن، ولو كره العالم ذلك، وأيم الله، لو أشاءه لوجدت متقدما وأعوانا وإنصارا، ولكني أكره لنفسي ما نهاك عنه، وراقب الله ربك، واخلف محمدا في أمته خلافة صالحة، فأما شأن ابن عمك علي بن أبي طالب، فقد استقامت له عشيرتك،

[1] ما بين العضادتين تتمة يقتضيها السياق.

[2]

في ب: اتقي، وهو لحن من وهم الناسخ.

[3]

في ش: اثنا عشر، وهو لحن.

ص: 319

وله سابقته وحقه، ونحن له على الحق أعوان ونصحاء لك وله ولجماعة المسلمين، والسلام عليك، ورحمة الله وبركاته. وكتب عكرمة، ليلة البدر من صفر سنة ست وثلاثين.

أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو الحسين بن حسنون النرسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت: ما زلت أصلي بعد العصر ركعتين حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم.

عن أبي الفضل عبد المنعم بن حسن، أنه رأى في المنام، كأن شيخا يعرفه، أنشده:[البسيط]

مهلا أبا الفضل لا تضرع إلى أحد

فاقنع فأنت وذو الأكثار أكفاء

من ماء وجهك واكفف عن إراقته

لظاهر اللوم ما في وجهه ماء

عن ابن عباس، أن شاعرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(يا بلال، اقطع لسانه عني)[1] ، فأعطاه إربعين درهما وحلّة، فقال: قطع والله لساني.

عن سفيان بن عيينة قال: مكتوب في التوراة: استوصوا بالغرباء خيرا. عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال: احذر الكريم إن أهنته، واللئيم إن أكرمته، والعاقل إن أحرجته، والأحمق إن مازحته، والفاجر إن عاشرته.

عن مجاهد أن عزيز هو النبي الذي أحرق قرية النمل، فعاتبه الله على ذلك [2] . عن حماد بن زيد قال: سمعت داود بن أبي هند، يحدث هشام بن عروة أن عطاء [3] كان يكره جعل الطير في القفص، قال: وما علم عطاء بن أبي رباح، ومن يأخذ عن ابن أبي رباح، وكان عبد الله بن الزبير أمير المؤمنين بمكة تسع حجج، يراها في الأقفاص، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمون بها القماري واليعاقيب، لا ينهون عن ذلك.

[1] تاريخ جرجان للسهمي ص 281.

[2]

عزيز هو الذي ورد ذكره في القرآن وقد أماته الله ثم أحياه بعد مائة عام، وذلك في قوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها، قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها، فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ، قالَ كَمْ لَبِثْتَ، قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ، فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ، وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ، وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

البقرة 259، وثمار القلوب ص 46، وفي سنن النسائي 7/210: أن نبيا أمر بقرية النمل فأحرقت.

[3]

هو عطاء بن أبي رباح: من أجلاء الفقهاء وتابعي مكة وزهادها، ولد في جند باليمن، ونشأ في مكة فكان مفتي أهلها ومحدثهم توفي سنة 115 هـ وعمره ثمانون سنة. (وفيات الأعيان 1/318، التهذيب 7/199، حلية الأولياء 3/310) .

ص: 320

عن سعيد بن عبد العزيز [1] : إذا كان الله معك فمن تخاف، وإذا كان الله عليك فمن ترجو؟ /.

قال أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم: سألت أبا الوزير الصوفي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله)[2]، فقال: هذا مخصوص، وعيال الله خاصته، قلت له: وكيف؟ قال: لأن الناس أربعة أقسام؛ تجارة وبحارة [3] ، وصناع وزراعة، فمن لم يكن من هذه الأقسام، فهو من عيال الله، وأحب الخلق إلى الله وأنفعهم لهؤلاء.

عن الزهري قال: تعلّم سنة، أفضل من عبادة مائتي سنة. قال أبو الفتح البستي الكاتب: المزح في الكلام كالملح في الطعام، إذا صح الاعتقاد بطل الانتقاد، الانقباض طليعة الإعراض، بالممالحة تتم المصالحة.

قال مسدد بن مسرهد [4] : لم يكن من المهاجرين من أحد أبواه مسلمان غير عمار بن ياسر [5]، قال ابن عساكر: وكذا أبو بكر، كان أبواه مسلمين، أبو قحافة وأم الخير. عن عبد الغفار بن شعيب قال، قال لي حسان: لقيت الشيطان، فقال لي: كنت ألقى الناس أعلّمهم، فصرت ألقاهم أتعلم منهم. عن أبي الدرداء قال: الولد في بطن أمه يكون وجهه إلى ظهر أمه./

البيهقي في الزهد، من طريق أحمد بن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان الداراني يقول:

حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد، قال أبو سليمان وكان من المريدين، حدثني الحارث قال: سمعت جدي علقمة بن الحارث قال: وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من رفقائي، فلما دخلنا عليه وكلمناه، أعجبه ما رأى من سمتنا وزيّنا، فقال:

[1] سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي: أبو محمد، فقيه دمشق في عصره، كان حافظا حجة، قال الإمام أحمد بن حنبل: ليس بالشام أصح حديثا منه، توفي سنة 761 هـ. (تهذيب ابن عساكر 6/152، تذكرة الحفاظ 1/23) .

[2]

لم أجد هذا الحديث في المصادر المعتمدة.

[3]

في ب: تجارة وتجار.

[4]

مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري: أبو الحسن، محدث، هو أول من صنف (المسند) بالبصرة، كان حافظا حجة من الأئمة المصنفين الأثبات، كتب إلى الإمام أحمد بن حنبل، يسأله عما وقع الناس فيه من الفتنة في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء، فأجابه ابن حنبل برسالة في نحو أربع صفحات جمعت وأوعت، توفي مسدد سنة 228 هـ. (هدية العارفين 2/428، طبقات الحنابلة 1/341- 345، تذكرة الحفاظ 2/8، طبقات ابن سعد 7/307) .

[5]

عمار بن ياسر الكناني المذحجي: صحابي من السابقين إلى الإسلام والجهر به قتل في معركة صفين سنة 37 هـ، وقد سبقت ترجمته مفصلة.

ص: 321

(ما أنتم؟) قلنا: مؤمنون، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:(لكل قوم حقيقة، فما حقيقة قولكم وإيمانكم) ، قال، قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية ونحن على ذلك، إلا أن تكره منها شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الخمس الخصال التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟) قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت، قال:(فما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟)، قلنا: أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن نقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت، فنحن على ذلك، قال:(وما الخمس الخصال التي تخلقتم بها في الجاهلية؟) قلنا:

الشكر عند الرخاء، والصبر على البلاء، والصدق عند اللقاء، ومناجزة الأعداء، وفي رواية غيره: وترك الشماتة بالمصيبة إذا حلت بالأعداء، والرضا بالقضاء. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:(أدباء فقهاء عقلاء حلماء، كادوا أن يكونوا أنبياء، من خصال ما أشرفها وأزينها، وأعظم ثوابها)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أوصيكم بخمس خصال/ لتكمل عشرون خصلة) قلنا: أوصنا يا رسول الله، قال: إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء غدا عنه تزولون، وارغبوا فيما عليه تقدمون، وفيه تخلدون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، وعليه تعرضون) [1] . قال أبو سليمان:

فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حفظوا وصيته، وعملوا بها، ولا والله يا أبا سليمان، ما بقي من أولئك النفر، ولا من أبنائهم غيري، ثم قال: اللهم اقبضني إليك غير مبدّل، ولا مغيّر، قال أبو سليمان: فمات والله بعد أيام قلائل.

أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني، حدثنا أبو علي الحسن بن مليح الطرائفي بمصر، حدثنا لؤلؤ الخادم، خادم الرشيد قال: جرى بين هارون الرشيد، وبين ابنة عمه زبيدة ملاحاة في شيء، فقال هارون في عرض كلامه: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، ثم ندم، واغتمّا جميعا بهذه اليمين، فجمع الفقهاء وسألهم عن هذه اليمين، فلم يجد منها مخرجا، ثم كتب إلى سائر البلدان أن يحمل إليه الفقهاء، فلما اجتمعوا عنده سألهم، فأجابوه بأجوبة مختلفة، وكان فيهم الليث بن سعد [2] ، فلم يتكلم بشيء، فقيل له: ما لك لا تتكلم؟ فقال: قد سمع أمير المؤمنين قول الفقهاء، وفيه مقنع، فقيل له: لو

[1] الجامع الكبير 2/414، إتحاف السادة المتقين 9/351.

[2]

الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي: إمام أهل مصر في عصره، أصله من خراسان ومولده في قلقشندة، ووفاته في القاهرة، وكان من الكرماء الأجواد، أخباره كثيرة وله تصانيف، ولابن حجر العسقلاني كتاب (الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية) في سيرته، توفي سنة 175 هـ. (تهذيب التهذيب 8/459، تذكرة الحفاظ 1/207، وفيات الأعيان 1/438، النجوم الزاهرة 2/82، تاريخ بغداد 13/3) .

ص: 322

أردنا/ ذلك، سمعنا من فقهائنا، ولم نشخصكم من بلدانكم، فلماذا أحضرت هذا المجلس؟ فقال: يخلي لي أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي في ذلك، فانصرف من كان بحضرة أمير المؤمنين، وقيل له: تكلم، قال: يا أمير المؤمنين، أتكلم على الأمان، وعلى طرح التعمل [1] والهيبة، قال: ذلك لك، قال: يدعو أمير المؤمنين بمصحف، فأمر به فأحضره، قال: يأخذه أمير المؤمنين فيتصفحه، حتى يصل إلى سورة الرحمن، فأخذه وتصفحه حتى وصل إلى سورة الرحمن، فقال: يقرأ أمير المؤمنين، فقرأ، فلما بلغ وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ

[2]

، قال: كف يا أمير المؤمنين ههنا، فوقف، فقال: يقول أمير المؤمنين والله فاشتد على الرشيد وقال له: ما هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، على هذا وقع الشرط، فنكّس رأسه، ثم قال: والله، قال: الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، إلى أن بلغ آخر اليمين، ثم قال: إنك يا أمير المؤمنين تخاف مقام الله؟ قال هارون: إني أخاف مقام الله، فقال: يا أمير المؤمنين، فهي جنتان وليست بجنة واحدة، كما ذكر الله في كتابه، فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر، وقال هارون: أحسنت والله، بارك الله فيك، ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد، وأمرت له زبيدة بضعف ما أمر به الرشيد./

قال فارس بن أحمد، كان محمد بن الخليل، أبو بكر المقري الأخفش الصغير [3] جليلا، وهو أكبر أصحاب ابن الأخرم، قال: وحدثني بعض أصحابه أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر شاهد في كتاب الله عز وجل.

أنشدنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنشدنا أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي لنفسه في كتاب الشهاب [4] للقضاعي [5] الذي طبق الأرض:[البسيط]

إن الشهاب شهاب يستضاء به

في العلم والحلم والآداب والحكم

[1] في ب: طرح التعمد.

[2]

سورة الرحمن 45.

[3]

الأخفش الأصغر: علي بن سليمان بن الفضل أبو المحاسن، نحوي من العلماء من أهل بغداد، أقام بمصر ثم خرج إلى حلب، ثم عاد إلى بغداد، له تصانيف منها (شرح سيبويه) و (الأنواء) ، و (المهذب) ، توفي ببغداد سنة 315 وهو ابن ثمانين عاما. (وفيات الأعيان 1/332، بغية الوعاة 338، إنباه الرواة 2/276) .

[4]

في ش: كتاب الشهادة.

[5]

القضاعي: محمد بن سلامة بن جعفر، أبو عبد الله، مؤرخ ومفسر، من علماء الشافعية، كان كاتبا للوزير الجرجرائي (علي بن أحمد) بمصر في أيام الفاطميين، أرسل في سفارة إلى الروم فأقام قليلا في القسطنطينية، وتولى القضاء بمصر، من كتبه: الشهاب في المواعظ، وتفسير القرآن، وتواريخ الخلفاء، وخطط مصر، وغيرها، توفي بمصر سنة 454 هـ. (وفيات الأعيان 1/462، حسن المحاضرة 1/76، 227، طبقات السبكي 3/62، الوافي بالوفيات 3/116) .

ص: 323

سقى القضاعيّ غيث كلما لمعت

هذي المصابيح في الأوراق والظّلم

قال أبو علي السوسي: بلغني أن رجلا سأل محمد بن الحنفية، فقال: أجد غمّا لا أعرف له سببا، وقد ضاق قلبي، فقال محمد: غمّ لم تعرف له سببا، عقوبة ذنب لم تفعله، فقال الرجل: ما معنى ذلك؟ فقال: المعنى في ذلك أن القلب يهمّ بالمعصية، فلا تساعده الجوارح، فيعاقب بالغمّ دون الجوارح. بعضهم:[السريع]

الموت بحر غالب موجه

تذهب فيه حيلة السابح

يا نفس إني قائل فاسمعي

مقالة من مشفق ناصح

لا يصحب الإنسان في قبره

غير التّقى والعمل الصالح

عن أبي عمران الأنصاري، عن أم الدرداء [1] ، أنها أعطته يوم الفطر ثلاث تمرات، فقالت: يا سليمان، كلهنّ، وخالف أهل الكتاب، فانهم لا يأكلون في أعيادهم حتى يصلوا. عن مخلص بن أبي الجماهر التنوخي، قال: من ختم نهاره بالاستغفار صعد عمله مضيئا، وإن كان مسيئا، ومن لم يختم نهاره بالاستغفار صعد عمله مظلما، وإن كان محسنا.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو عبد الله، أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الاملوكي الحمصي، أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسين بن إبراهيم العتكي الأنطاكي، حدثنا محمد بن الحسن بن فيل، حدثنا عبد السلام بن العباس بن الزبير الحمصي، حدثنا خلي بن خالد بن أبي خالد بن خلي عن سويد بن عبد العزيز، عن حميد الطويل، عن أنس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما حلف بالطلاق ولا استحلف به إلا منافق)[2]، قال ابن عساكر: غريب جدا.

عن قتادة قال: سأل عبيد الله بن زياد أبا بكرة: ما أعظم المصيبة؟ قال: مصيبة الرجل في دينه، قال: لست عن هذا أسألك، قال: فموت الأب قاصمة الظهر، وموت الولد صدع في الفؤاد، وموت الأخ قص الجناح، وموت المرأة حزن ساعة./

الخطيب، أخبرنا أبو عبد الله المطهر بن محمد اللحامي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي، حدثنا خلف بن محمد الختام، حدثنا سهل بن شادويه، حدثنا

[1] أم الدرداء: خبرة بنت أبي حدرد، واسمه سلامة بن عمير بن أبي سلمة الأسلمي، صحابية تعرف بأم الدرداء الكبرى، تمييزا لها عن أم الدرداء الصغرى هجيمة بنت حيي، من فضليات النساء، وذوات الرأي فيهن، حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها، وروى عنها جماعة من التابعين، كانت إقامتها بالمدينة، توفيت بالشام في خلافة عثمان بن عفان سنة 30 هـ. (الإصابة 8/73- 74، التاج 2/333، 346) .

[2]

الموطأ، باب الطلاق ص 72، كشف الخفاء للعجلوني 2/52، 417، الأسرار المرفوعة لعلي القاري ص 240.

ص: 324

نصر بن الحسين، حدثنا عيسى بن موسى عن عبيد الله العتكي، عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة.

عن محمد بن المتوكل العسقلاني، قال: رأيت النبي صلّى الله عليه في النوم، فقلت له: يا رسول الله، إن سفيان بن عيينة، حدثني عن الزهري، عن سالم عن أبيه، أنك كنت ترفع يديك إذا افتتحت الصلاة، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، فقال صلى الله عليه وسلم:(صدق سفيان، وصدق الزهري، وصدق سالم، وصدق ابن عمر، هكذا كنت أصلي) .

عن ابن الأزهر المغيرة بن فروة، أحد التابعين قال: من ركع بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم، كانتا له عدل عمرة. عن مكحول قال: ما من أمة يكون فيها سبعة وعشرون رجلا، فيستغفرون الله كل يوم سبعة وعشرين مرة، إلا لم يصب الله تلك الأمة بعذاب العامة.

عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: ما استسقى كبير قط، فشرب صغير قبله، إلا غارت عين من ماء العيون. عن عائشة قالت: جعل درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة، كان على الثلث من درجها، ومن قرأ نصف القرآن، كان على النصف/ من درجها، ومن قرأه كله، كان في عليين، لم يكن فوقه إلا نبي أو صدّيق أو شهيد [1] .

عن عائشة قالت: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام المغيرة بن شعبة ينظر إليها فذهبت عينه. عن نافع بن مالك بن أبي سهيل، عم مالك بن أنس، قال: قلت للزهري: أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:(من طلب شيئا من هذا العلم الذي يراد به وجه الله، ليطلب به شيئا من عرض الدنيا، دخل النار)[2]، قال الزهري: لا ما بلغني هذا، فقلت له: وكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغك؟ قال:

لا، قلت: فنصفه؟ قال: عسى، قلت: فهذا في النصف الذي لم يبلغك.

آخر المنتقى من تاريخ ابن عساكر

[1] في تهذيب ابن عساكر 3/359، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فحفظه واستظهره، أدخله الله الجنة، وشفّعه الله في عشرة كلهم قد وجبت لهم النار) رواه الحافظ على غير طريقة عاليا.

[2]

سنن ابن ماجة 1/48، مع خلاف في اللفظ، تاريخ أصفهان 1/255، الترغيب والترهيب للمنذر 2/355.

ص: 325