المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قال البغوي في معجم الصحابة - المحاضرات والمحاورات

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌جلال الدين السيوطي

- ‌حياته

- ‌مؤلفات السيوطي

- ‌من ألف في المحاضرات والمحاورات وما أشبهها:

- ‌معنى المحاضرة

- ‌كتاب المحاضرات والمحاورات

- ‌نسخ الكتاب المخطوطة

- ‌1- نسخة الأصل:

- ‌2- نسخة ب:

- ‌3- نسخة ش:

- ‌4- نسخة ع:

- ‌5- نسخة ل:

- ‌6- نسخة ط:

- ‌من إنشاء الشهاب المراغي [3] في ذكر العلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من طبقات ابن سعد

- ‌ذكر مراثي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌في تاريخ ابن عساكر [4]

- ‌منتقى من المصنف لابن أبي شيبة مما يحسن في المحاضرات

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

- ‌أحاديث إعطائه صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه

- ‌من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه

- ‌[في العزلة]

- ‌في حياة الحيوان للكمال الدميري

- ‌[من تاريخ من دخل مصر للمنذري]

- ‌في كتاب البسملة لأبي شامة

- ‌في التذكرة المسماة كنوز الفوائد ومعادن الفرائد

- ‌في كتاب العشق والعشاق تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب

- ‌ذكر المسبحي [1] في تاريخه

- ‌[المختار من تذكرة ابن مكتوم]

- ‌في النهاية لابن الأثير

- ‌وفي تذكرة الوداعي

- ‌ذكر الأصل في المفاخرات

- ‌مفاخرة السيف والقلم

- ‌مقامة تسمى الحرقة للخرقة

- ‌قال وكيع في الغرر

- ‌في كتاب الأشراف لابن أبي الدنيا

- ‌أخرج ابن عساكر في تاريخه

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في كتاب الفرق الإسلامية لابن أبي الدم

- ‌من وضعيات شرف بن أسد المصري

- ‌في تذكرة الوداعي

- ‌في تذكرة ابن مكتوم

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في شرح البخاري للكرماني [1]

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌البخاري في التاريخ

- ‌قال البغوي [1] في معجم الصحابة

- ‌المقامة اللازوردية في موت الأولاد

- ‌المقامة المنبجية للإمام زين الدين عمر بن الوردي

- ‌المقامة الصوفية

- ‌منتقى من كتاب التدوين في أخبار قزوين

- ‌ذكر الشيخ أبو منصور الثعالبي في اليتيمة

- ‌رسالة السكين

- ‌قال البغوي في معجم الصحابة

- ‌وقال ابن عبد البر في كتاب العلم

- ‌[حديث أم زرع]

- ‌في التنوير لابن دحية

- ‌المغرب في أخبار المغرب

- ‌في كتاب نزهة المذاكرة وأنس المحاضرة

- ‌في تذكرة الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي

- ‌من كتاب (اللطائف واللطف) [1] لأبي منصور الثعالبي

- ‌من كتاب (لطائف المعارف) للقاضي أبي بكر النيسابوري

- ‌من كتاب (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام)

- ‌في تذكرة المقريزي

- ‌حكاية القاضي واللص

- ‌في تاريخ المدينة الشريفة للحافظ جمال الدين المطري [2]

- ‌قال القاضي تاج الدين السبكي [1] في الطبقات الكبرى:

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌[الفهارس]

- ‌فهارس الكتاب

- ‌1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الشعر

- ‌4- فهرس الأعلام

- ‌5- فهرس القبائل والأمم والشعوب والجماعات

- ‌6- فهرس المواضع والبلدان

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌قال البغوي في معجم الصحابة

الخمس، وكم لها من عجائب، تركت جدول السيف في بحر الغمد وهو غريق، ولو سمع بها من قبل ضربه ما حمل التطريق، فلو عارضها العماد لعرك من قوسه الأذنين، وقال له جحدت رسالتك يا ذا القرنين، فان جذبت إلى مقاومتها، وكانت لك يد تمتد، وصلت السكين إلى العظم،/ وصار عليك قطع، وانتهى أمرك إلى هذا الحد، وهل يعاند السكين صورة ليس لها من تركيب النظم، إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا، أو ما اختلط بعظم، ولو لمحها الفاضل [1] لحقق قوله إن خاطر سكينه كلّ، أو أدركها ابن نباته [2] ، ما أقر برسالة السيف وفلّ، وقال لقلم رسالته أطلق لسانك بشكر مواليك، وأخلص الطاعة لباريك، ولم يقصد المملوك الإيجاز في رسالة هذه السكين ونظمها، إلا لتكون مختصرة كحجمها، لا زالت صدقات مهديها تتحف بما يذبح نحر فقري، وتأتي كل حين بما يشفي من داء الفقر ويسري.

[تمت رسالة السكين]

‌قال البغوي في معجم الصحابة

حدثني زيد بن أخرم، قال، سمعت ابن داود يقول: شقران [3] وأم أيمن [4] مما ورث النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه.

من تاريخ ابن النجار، قال أبو الغنائم محمد بن ظبيان المقري:[السريع]

[1] الفاضل: هو القاضي الفاضل، عبد الرحيم بن علي بن السعيد اللخمي، وزير من أئمة الكتاب، ولد بعسقلان (بفلسطين) وانتقل إلى الاسكندرية ثم القاهرة، كان من وزراء السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان سريع الخاطر في الإنشاء كثير الرسائل، له رسائل وكتب، توفي سنة 596 هـ. (وفيات الأعيان 1/284، النجوم الزاهرة 6/156، كتاب الروضتين 2/241) .

[2]

ابن نباتة: هناك أكثر من شاعر باسم ابن نباتة، والمرجح هو: ابن نباتة المصري، محمد بن محمد الجذامي الفارقي، جمال الدين، شاعر، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، سكن الشام وولي نظارة القمامة بالقدس، ثم رجع إلى القاهرة، فكان بها صاحب سر السلطان حسن، له ديوان شعر، وسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، وسلوك دول الملوك، وترسل ابن نباتة، وغيرها، توفي سنة 768 هـ.

(الدرر الكامنة 4/216، حسن المحاضرة 1/329 البداية والنهاية 14/322، النجوم الزاهرة 11/95) .

[3]

شقران: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: كان اسمه صالح بن عدي، وكان حبشيا، يقال أهداه عبد الرحمن بن عوف لرسول الله، وقيل اشتراه منه، فأعتقه بعد بدر، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم ورثه عن أبيه هو وأم أيمن، شهد بدرا وكان على الأسارى يوم بدر، سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة. (الإصابة ت 3935، أسد الغابة ت 2446، تهذيب التهذيب 4/0310، حلية الأولياء 1/372) .

[4]

أم أيمن: مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو، وكانت لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان زيد بن حارثة مولى لخديجة فوهبته للنبي، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد، توفيت بعد وفاة الرسول بخمسة أشهر. (الإصابة كتاب النساء ت 11902، تهذيب التهذيب 12/459، حلية الأولياء 2/67) .

ص: 363

من أنا عند الله حتى إذا

أذنبت لا يغفر لي ذنبي العفو يرجى من بني آدم

فكيف لا أرجوه من ربّي

قال ابن الرومي [1] : [الكامل]

يا دهر صافيت اللئام مصادقا

لهم وعاديت الكرام معاندا

فغدوت كالميزان ترفع ناقصا

من جهله أبدا وتخفض زائدا

وأخرج من طريق وكيع عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كانوا إذا أرادوا أن يقدموا رجلا، قالوا له:«اذهب فتعلم العلم» . وقال: أنبأنا ابن الجوزي، قال: حدثنا ابن الرومي، أن رجلا من الناس مضى إلى قرية، فلقيهم خطيبهم فضافه، فأقام عنده أياما، فقال له الخطيب: لي مدة أصلي بهؤلاء القوم، وقد أشكل عليّ في القرآن مواضع، قال:

سلني عنها، قال: في الحمد لله إياك نعبد وإياك أي شيء؟ تسعين أو سبعين، أشكلت هذه الكلمة عليّ، فأنا أقولها تسعين، آخذا بالاحتياط.

وأخرج عن أبي مجلز قال، قال علي بن أبي طالب: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى عرفنا أن أفضلنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وأن أفضلنا بعد أبي بكر عمر.

وأخرج عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول في خطبته: «ابن آدم، وما ابن آدم، تؤلمه بقّة وتفتنه عرقة، وتقتله شرقة» .

قال الشهاب الحارثي: [الكامل]

طفقت تقول تضايق الرزق

وتعسّرت من دونك الطرق

فأجبتها كوني على مهل

إن كان لي أجل فلي رزق

قال ابن النجار: قرأت بخط محمد بن إسماعيل البخاري، أنشدني الشيخ المقري أبو بكر محمد بن عمر البخاري ببغداد، قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد بن طاهر البخاري، قال:

أنشدني بعض أصحابي: [الوافر]

وما حالاتنا إلا ثلاث

شباب ثم شيب ثم موت

وآخر ما يسمّى المرء شيخا

ويتلوه من الأسماء ميت

محمد بن فتوح أبو عبد الله بن أبي نصر الحميدي، صاحب الجمع بين الصحيحين، آخر من روى عنه أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان.

وأخرج عن الزهري قال: أوثق عرى الإسلام التجبر على أبناء الدنيا. قال محمد بن داود: الظرف له شروط إذا وجدت حكم به، وإلا فلا يجوز إطلاق اللفظ به، الأول:

[1] لم أجد البيتين في ديوان ابن الرومي.

ص: 364

الصدق، لأن الكذب يسوّد وجه المروءة، والثاني: الحياء: لأنّ القحّة تدنس الفتوّة، والثالث: تجنب الكبر، فانّ الكبر يفسد الشرف والأبوّة، والرابع: الوفاء، وذلك من أخلاق النبوّة./

وأخرج عن بكر الخليلي، قال: أنشدني أبو جعفر الخوّاص بعبادان بعد زوال المحنة: [الرمل]

ذهبت دولة أصحاب البدع

ووهى حبلهم ثم انقطع

وتداعى بانصراف جمعهم

حزب إبليس الذي كان جمع

هل لهم يا قوم في بدعتهم

من فقيه وإمام يتّبع [1]

مثل سفيان أخي ثور الذي

علّم الناس دقيقات الورع [2]

أو سليمان أخي التيم الذي

ترك النوم لهول المطّلع

أو فقيه الحرمين مالك

ذلك البحر الغزير المنتجع [3]

أو فتى الإسلام أعني أحمدا

ذاك لو قارعه القرا قرع [4]

لم يخف سوطهم إذ خوّفوا

لا ولا سيفهم حين لمع

وأخرج عن الحسين بن الفضل البجلي البغدادي، قال: العجلة من الشيطان، إلا في خمسة أشياء، إطعام الضيف، والتوبة من الذنوب، وتزويج البكر، وتجهيز الميت، وقضاء الدّين.

وأخرج من طريق هشام ابن الكلبي، عن أبيه،/ قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «قيمة كل رجل ما يحسن» . وأخرج عن عبد الله بن بريدة قال: شتم رجل ابن عباس، فقال ابن عباس:«تشتمني وفيّ ثلاث خصال، والله إني لأسمع بالغيث بالبلدة فأفرح به وما لي بها ثاغية ولا راغية [5] ، وإني لأسمع بالحكم العدل بالبلدة فأفرح به، ولعلي لا أقاضي به أبدا، وإني لأمرّ بالآية من كتاب الله عز وجل، فأتمنى أن كلّ من في الأرض يعلم منها مثل ما أعلم» .

[1] في ش: هل يرى يا قوم.

[2]

في ب: علم الإنسان. في ع: جاء عجز البيت مكان عجز البيت الذي يليه.

[3]

في ب: ذا البحر.

[4]

والقرا: الظهر أو وسطه، يشير هنا إلى محنة احمد بن حنبل في القول بخلق القرآن وما ضرب على ذلك وعذّب، وصبر حتى انجلت المحنة. راجع كتاب المحن لأبي العرب التميمي ص 438- 444.

[5]

الثاغية: الشاة، والراغية: الناقة.

ص: 365

وأخرج من طريق أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، أن فاطمة بنت أسد [1] ، ضربها الطّلق وهي تطوف بالبيت، ففتحت لها الكعبة، فولدت عليا في الكعبة.

وقال: أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة، أخبرنا أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور، قال: حكى لي شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرخي، قال: حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا جالس عند الحجرة، إذ دخل الشيخ أبو بكر الديار بكري، ووقف بازاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: السلام عليك يا رسول الله، فسمعت صوتا من داخل الحجرة: وعليك السلام يا أبا بكر، وسمعه من حضر./

وأخرج عن مالك بن أنس رضي الله عنه، قال: بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة، كما تسأل الأنبياء. قال ابن النجار: قرأت في كتاب محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد بخطه، روى عن إبراهيم بن المهدي قال: كان الرشيد يحضر جبريل بن بختيشوع [2] المتطبب، ينتظر غداءه [3] ، وأنه أبطأ عليه يوما فتأخر غداؤه، ثم أتاه وهو متغيظ من تأخره، فشتمه وأنكر عليه تخلفه عنه، فذكر أن تأخره لتشاغله بعلة ابن عمه إبراهيم بن صالح بن المنصور [4] ، لأنه في علة يموت منها في ليلته، فجزع الرشيد لذلك وبكى، وامتنع عن الطعام، فقال له جعفر بن يحيى: جبريل أعلم الناس بطب الروم، وابن بهلة [5] أعلم بطب الهند، فابعث به حتى يراه، ويطلع على حاله، ويأتيك بخبره، فأحضر ابن بهلة، وتقدم إليه بذلك، فمضى إلى إبراهيم، وعاد فأخبر الرشيد أنه لا يموت في علته تلك، وحلف على ذلك بالطلاق والعتاق، فأكل الرشيد وسكنت نفسه، فلما كان في الليل كتب إليه بخبر وفاة إبراهيم بن

[1] فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، والدة علي وإخوته، هاجرت وماتت بالمدينة، قال الشعبي: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كفن فاطمة بنت أسد بقميصه، قال ابن سعد: كانت امرأة صالحة، وكان النبي يزورها ويقيل في بيتها. (الإصابة، كتاب النساء ت 11588، الاستيعاب ت 3500، أعلام النساء 3/33) .

[2]

جبرئيل بن بختيشوع بن جرجس: طبيب هارون الرشيد وجليسه، ولما توفي الرشيد خدم الأمين، فلما ولي المأمون سجنه ثم أطلقه وأعاده إلى مكانته عند أبيه الرشيد، فلم يزل إلى أن توفي ودفن في دير (مار سرجس) بالمدائن، له من الكتب: المدخل إلى صناعة المنطق، ورسالة في المطعم والمشرب، وكتاب في صنعة البخور، وغيرها، توفي سنة 213 هـ. (طبقات الأطباء 1/127- 138) .

[3]

في ب، ل: كان جبريل بن بختيشوع المتطبب ينتظر غداءه.

[4]

إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، أمير هاشمي، عرف بالعقل والدهاء، ولاه المهدي إدارة مصر ثم الجزيرة، ثم إمارة دمشق وما يليها والأردن وما حوله وجزيرة قبرس، توفي سنة 176 هـ. (الولاة والقضاة 123، 135، البداية والنهاية 10/169، ابن عساكر 2/219) .

[5]

لم أجد له ترجمة.

ص: 366

صالح، فبكى بكاء شديدا، وجعل يقول: ابن عمّي في غمرات الموت، وأنا آكل وأشرب وأتمتع، ثم دعا بماء حار/ فشربه وتقيأ ما أكل وشرب، وبكّر لحضور الجنازة، فلما دخل إلى منزل إبراهيم، وأفضى إلى مجلسه، وجده مفروشا، فأمر بالنمارق فرفعت، وقعد على البساط بغير وطاء ولا تكاء، وهو أول من فعل ذلك، فأتاه ابن بهلة، فلما مثل بين يديه قال: الله الله يا أمير المؤمنين، أن تطلق نسائي وتعتق عليّ رقيقي، وتبوء باثمي، إنّ ابن عمّك والله حيّ، لو شئت أن يكلمك لكلمك، فقام الرشيد معه، فاستدعى ابن بهلة مسلّة، فأتى بها فوضعها بين ظفره ولحمه، وغمزها غمزا شديدا، فثنى إبراهيم يده، فقال للرشيد: أعلمت أنه حي؟ قال: نعم، قال: فمر بنزع الأكفان عنه، وأن تعاد عليه ثيابه، حتى يفتح عينيه ويكلمك، فانه إن رأى نفسه في هذه الصورة، مات جزعا، ففعل ذلك، ثم دعا بمنفخة وكندس [1] ، فنفخ في أنفه، فعطس، ثم فتح عينيه، فبصر بالرشيد، فأخذ بيده فقبلها، فسأله عن حاله، فقال: لقد نمت نومة، ما نمت أطيب منها، إلا أنّ شيئا عض إصبعي فآلمني، ثم برأ من علّته، وعاش زمانا طويلا، وتزوج العباسة [2] بنت المهدي [3] ، وقلده/ الرشيد مصر، فأقام بها سنتين، ثم مات بها، فكان الناس يقولون: رجل مات ببغداد، ودفن بمصر، فمن عرف خبره قال: إبراهيم بن صالح، ومن لم يعرف خبره أنكر ذلك، وعجب منه.

منصور بن علي بن حبيش المقرىء، كان من الصالحين، حكى ابنه أبو القاسم، قال:

كان يقترض طول الأسبوع، فيحصل عليه المائة والأكثر، فأطالبه فيحلف بالله أنه يوم السبت يقضيني، ففعل ذلك مرات، فسألته: من أين لك، فبكى، وقال: يا بني، أجمع ختماتي، وأختمها ليلة الجمعة، وأجعل ثوابها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول: يا رسول الله، ديني، فيجيئني من حيث لا أحتسب يوم السبت ما أقضي به ديني.

قال أبو بكر الجوهري: مفتاح الشرع بيد العلماء يديرونه على ما تقتضيه مصلحة الدين، ولحومهم مسمومة، والواجب الأخذ بقولهم، وترك التعرض لعتبهم، فهم

[1] الكندس: عروق نبات داخله أصفر وخارجه أسود، مقييء مسهل، جلّاء للبهق، وأذا سحق ونفخ في الأنف، عطس، وأنار البصر الكليل، وأزال العشا. (القاموس المحيط: كدس)

[2]

في ب: العباس، وفي ش: العباسية.

[3]

العباسة بنت المهدي: قيل اسمها علية، وقيل العباسة وعلية اختان، وهي أخت هارون الرشيد، كانت أديبة شاعرة تحسن صناعة الغناء، ومن أجمل النساء وأظرفهن وأكملهن عقلا وفضلا، كان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها، وكان في جبهتها اتساع، فاتخذت عصابة مكللة بالجواهر لتستر جبينها، وكان أخوها الرشيد يبالغ في إكرامها، تزوجها موسى بن عيسى العباسي، توفيت ببغداد سنة 210 هـ. (فوات الوفيات 2/99، النجوم الزاهرة 2/191، الأغاني 9/78، أشعار أولاد الخلفاء 55- 83، العيون والحدائق 3/281، خلاصة الذهب المسبوك للأربلي ص 91) .

ص: 367

المسؤولون يوم القيامة.

قال أبو جعفر الأصبهاني: سمعت السمومي بمكة يقول: ما افتقدت شيئا قط فقرأت (والضحى) إلا وجدته./ قال أبو جعفر: جربته فوجدته كذلك. قال أبو الحسين بن فارس اللغوي في أماليه: سمعت أبا الحسن الأنصاري ببغداد يقول: سمعت أبا الحسن بن شجاع يقول: يقال في الأرض أربعة عشر ألف حمار مسرجة ملجمة، ليس معها أصحابها، تنقل الأشكال، تنقل كل شكل إلى شكله.

قال أبو الفضل الأندلسي: أشرف الناس ثلاثة؛ فقيه صوفي، وعلوي سني، وغني متواضع. وأخرج من طريق أبي عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، قال: حدثتني فاطمة بنت الإمام أحمد بن حنبل، قال: حدثتني عارمة بنت الضحاك، عن زينب بنت الزهري، عن أم فروة أم جعفر الصادق، عن فاطمة بنت علي بن الحسين، عن أسماء بنت عميس الخثعمية، قالت:

دخلت على نائلة بنت الفرافصة [1] مع نسوان قريش، تعزيها في عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقالت: لما دخل القوم يقتلون عثمان، وأنا في المخدع، فاذا هم بهاتف يهتف يقول لهم من تلك الزاوية:[الطويل]

فان تكن الدنيا تزول عن الفتى

ويورث دار الخلد فالخلد أفضل

وإن تكن الأحكام ينزل بها القضا

فما حيلة الإنسان والحكم ينزل

فلا تقتلوا عثمان بالظلم جهلة

فانكم عن قتل عثمان تسألوا

فقتلوه، ولم يعبأوا بالهاتف.

توفي ياقوت الحموي في رمضان سنة 626 بحلب.

أخبرنا أبو القاسم، وأبو شجاع محمد ابنا محمد بن محمود بن الفضل الحداد، قالا:

أخبرنا أبو الخير محمد بن محمد الباغبان، أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيّان، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله التاجر، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الديباجي المكفوف، حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن حفص الشطوري، حدثنا مسعود بن مسروق، حدثني منصور بن عمّار

[1] نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص الكلبية: زوجة عثمان بن عفان، كانت خطيبة شاعرة من ذوات الرأى والشجاعة، حملت إلى عثمان من بادية السماوة، فتزوجها وأقامت معه في المدينة، وقفت تدافع عن عثمان حين دخل المصريون وبأيديهم السيوف، فألقت نفسها على عثمان وأمسكت بالسيف الذي غرز في بطنه فحز أصابعها، وقتل الخليفة فخرجت تستغيث، ثم انصرفت إلى المسجد فخطبت في الناس، وكتبت إلى معاوية تصف مصاب عثمان وأرسلت قميصه وأصابعها، ولما هدأت الفتنة خطبها معاوية فأبت.

(الأغاني 15/67- 69، المحبر 294، 396، بلاغات النساء 70، طبقات ابن سعد 8/355) .

ص: 368

الأنباري، حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمشمشوا مشاش الطير، فانه يورث السل)[1] .

حدثني القاضي أبو العباس أحمد بن محمود الواسطي، حدثنا أبو محمد فضل الله بن محمد بن أبي الشريف الشافعي، حدثنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إملاء، حدثنا الإمام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، أخبرنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، أخبرنا والدي، أخبرنا أبو عبد الله الحليمي، أخبرنا أبو منصور البغدادي،/ أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، أخبرنا إبراهيم المزني، أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)[2] .

قرأت على أبي محمد المذكر، عن أبي الحسن الخباز، أخبرنا أبو الكرم بن البرداني، أخبرنا أبو الخطاب الكلوذاني، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي العشاري، حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن إبراهيم البزاز، حدثنا حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، حدثنا الحسن بن عبد الله، حدثنا الصبيّ بن أشعث بن سالم السلولي، سمعت عطية العوفي يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن ثم مات قبل أن يستظهره، أتاه ملك فعلمه في قبره، فلقي الله عز وجل، وقد استظهره)[3] .

أنبأنا أبو طاهر العطار، عن أبي علي الهاشمي، أن أبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا أبو محمد سهل بن محمد الديباجي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم، مولى بني هاشم، حدثنا مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم أبو القاسم الكاتب، حدثنا أبي وكان يكتب لإبراهيم بن المهدي،/ حدثني محمد بن مسلمة الضبي، سمعت المهدي بن المنصور أمير المؤمنين، يقول: حدثني المبارك بن فضالة، عن الحسن عن أنس، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يجامعنّ أحد منكم وبه حقن من خلا، فانه يكون منه البواسير، ولا يجامعن أحد منكم وبه حقن من بول، فان منه يكون البواسير)[4] .

من تاريخ الخطيب، أخرج عن المهلب بن أبي صفرة، قال: سألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم قلتم في عثمان أعلاها فوقا؟ قالوا: لأنه لم يتزوج رجل من الأولين، ولا الآخرين ابنتي نبي غيره.

[1] كنز العمال 40889.

[2]

مسند أحمد بن حنبل 2/311، سنن النسائي، البيوع 9، المنتقى لابن الجارود 617.

[3]

كنز العمال 2449، الحبائك في الملائك للسيوطي 146.

[4]

كنز العمال 44902، 45893.

ص: 369

وأخرج عن عبد الله بن معبد، قال: سمعت ابن عباس على منبر البصرة يقول: اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليا، أهل الحق، أمير المؤمنين. وقال: حدثنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، قال: جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري [1] الفقيه المالكي، يشاوره في السفر، فأنشده [2] :[الوافر]

متى تحسب صديقك لا يقلوا

وإن تخبر يقلوا في الحساب

وتركك مطلب الحاجات عزّ

ومطلبها يذلّ عرى الرقاب

وقرب الدار في الإقتار خير

من العيش الموسّع في اغتراب

الأبهري اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، انتهت إليه الرياسة في مذهب مالك، مات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين.

وقال: أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عمرو بن المنهال، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا شريح بن يونس أبو الحارث، حدثنا فرج بن فضالة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: رأيتني [3] أغلف رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية، وهو محرم.

وأخرج عن ابن عباس قال: إذا أسف الله تعالى على خلق من خلقه، ولم يعجل لهم النقمة، بمثل ما أهلك به الأمم من الريح وغيرها، خلق لهم خلقا من خلقه يعذبهم بهم، لا يعرفون الله عز وجل. وقال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الشاعر البصري لنفسه: [الوافر]

ترى الدنيا وزهرتها فتصبوا

وما يخلو من الشهوات قلب

ولكن في خلائقها نفار

ومطلبها بغير الحظّ صعب

كثيرا ما نلوم الدهر فيما

يمرّ بنا وما للدهر ذنب

ويعتب بعضنا بعضا ولولا

تعذر حاجة ما كان عتب

فضول العيش أكثرها هموما

وأكثر ما يضرك ما تحبّ

فلا يغررك زخرف ما تراه

وعيش ليّن الأعطاف رطب

[1] الأبهري: محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، أبو بكر التميمي الأبهري، شيخ المالكية في العراق، سكن بغداد، وسئل أن يلي القضاء فامتنع، له تصانيف في شرح مذهب مالك والرد على مخالفيه، من كتبه:

الأصول، وإجماع أهل المدينة، وفضل المدينة على مكة، والأمالي، وغيرها، توفي سنة 375 هـ. (الوافي بالوفيات 3/308، تاريخ بغداد 5/462، اللباب 1/20) .

[2]

الأبيات في الدر الفريد 5/94.

[3]

في ب، ل: لقد رأيتني.

ص: 370

فتحت ثياب قوم أنت منهم

صحيح الرأي داء لا يطبّ

إذا ما بلغة جاءتك عفوا

فخذها فالغنى مرعى وشرب

إذا اتفق القليل وفيه سلم

فلا ترجو الكثير وفيه حرب

وأخرج عن عليّ بن أبي طالب، قال: لا يؤتى الرجل إلا لخصلة من أربع؛ خصال لشرف، أو لشكر معروف سلف، أو لأمر لا يؤتنف، أو لحديث يطرف.

وأخرج عن الزهري قال: أول حبّ كان في الإسلام حبّ النبي صلى الله عليه وسلم عائشة. وأخرج بسند ضعيف عن ابن عباس، قال: النبق شجرة مباركة، وهي أول ثمرة تبلغ أو تؤكل، وما أحبها إلا عاقل. وأخرج عن ابن عباس، قال: ما قيل لقوم طوبى إلا خبّأ لهم الدهر يوم سوء.

وأخرج عن الحسن، قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدوا في ثيابه نافجة مسك، يطيب بها ثيابه./ وأخرج من طريق حارثة بن مضرب، عن عليّ بن أبي طالب، قال:

قيمة كلّ امرئ ما يحسن.

أخبرني القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي، وأبو بشر محمد بن عمر الوكيل، والحسن بن محمد الخلال، قالوا: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الدقاق، أخبرنا أحمد بن علي بن فضالة، حدثنا أحمد بن محمويه بن أبي سلمة المدائني، حدثنا منصور بن عمار، حدثني معروف أبو الخطاب، سمعت واثلة بن الأسفع يقول، سمعت أم سلمة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أتى أمرأة من نسائه غمض عينيه، وقنّع رأسه. زاد الخلال: وقال للتي تكون تحته: (عليك بالسكينة والوقار)[1] .

قال ابن المنادي في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل [2] : لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، لأنه سمع المسند، وهو ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مئة ألف وعشرون ألفا، سمع منها ثمانين ألفا، والباقي وجادة، وسمع الناسخ والمنسوخ والتاريخ، وحديث شعبة والمقدم، والمؤخر في كتاب الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف./

وأخرج عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت خالد بن الوليد، يرمي بين هدفين، ومعه رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:، أمرنا أن نعلّم الصبيان الرمي والقرآن.

أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا يوسف بن عمر القواس، سمعت أبا محمد

[1] طبقات ابن سعد 1/2/58، مجمع الزوائد 4/295، إتحاف السادة المتقين 5/372.

[2]

عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني البغدادي: أبو عبد الرحمن، حافظ للحديث، من أهل بغداد، له من التصانيف:(الزوائد) على كتاب الزهد لأبيه أحمد بن حنبل، و (زوائد المسند) زاد على مسند أبيه نحو عشرة آلاف حديث، و (مسند أهل البيت) وغيرها، توفي سنة 290 هـ. (الطبقات لابن أبي يعلي 1/180، تهذيب التهذيب 5/141، المستطرفة ص 16) .

ص: 371

عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ، يقول: الذين وقع عليهم اسم الخلافة ثلاثة، قال الله تعالى لآدم: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

[1]

، قال ابن عباس: فأخرجه الله تعالى من الجنة قبل أن يدخله فيها، لأنه خلقه للأرض خليفة فيها، وقوله تعالى لداود: إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ

[2]

.

وأجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر، وقالوا له: يا خليفة رسول الله، ولم يسمّ أحد بعده خليفة، ويقال إنه قبض النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثين ألف مسلم، كلّ قال لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، إلى حيث قيل أمير المؤمنين [3] .

قال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله: كان عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان، كثير الجماع، وكان قد رزق من الولد لصلبه مائة وستة./

قال وكيع بن الجراح: زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم، كما يجبر السهو نقصان الصلاة.

عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم بن حسان، أبو الحسين الوكيل المعروف بالطستي، وهو ابن أخي الحسن بن مكرم، سمع الحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، روى عنه أبو علي بن شاذان، وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة، ولد سنة 266، ومات في شعبان سنة 346.

أخبرنا [4] محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر بن مروان المقرئ العطار، حدثنا أبي، حدثنا عباس الترفقي، حدثنا روّاد بن الجراح، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، حدثنا ربعي عن حذيفة، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(خيركم في المأتين كل خفيف الحاذ)، قيل يا رسول الله: وما الحاذ؟ قال: (الذي لا أهل له، ولا ولد)[5]، قال عباس: فتكلم الناس في هذا الحديث، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله،/ حدثنا روّاد بن الجراح، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، حدثنا ربعي عن حذيفة عنك، أنك قلت: خيركم في المأتين كل خفيف الحاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

صدق روّاد بن الجراح، وصدق سفيان، وصدق منصور، وصدق ربعي، وصدق حذيفة، أنا قلت: خيركم في المأتين كل خفيف الحاذ.

[1] البقرة 30، وتمام الآية: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.

[2]

سورة ص 26 وتمام الآية يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ.

[3]

في ب، ل: حيث قتل أمير المؤمنين.

[4]

في ب: أخرج.

[5]

كنز العمال 31302، 44492، المغني عن حمل الأسفار للعراقي 2/24، تهذيب تاريخ دمشق 5/334.

ص: 372

أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو حفص عمر بن يوسف بن أبي نعيم، حدثنا أبو محمد عبد الله بن مالك، مؤدب القاسم بن عبيد الله، حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا قط، وما أتمّ إلا بيتا واحدا [1] :[الطويل]

تفاءل بما تهوى تكن فلقلّما

يقال لشىء كان إلا تحقق

ولم يقل (تحققا) ، لئلا يعربه فيصير شعرا. غريب جدا لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.

وأخرج عن دينار مولى أنس، قال: صنع أنس لأصحابه طعاما، فلما طعموا، قال: يا جارية هاتي المنديل، فجاءت بمنديل درن، فقال: اسجري التنور، واطرحيه فيه، ففعلت، فابيضّ، فسألناه عنه، فقال: إن هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن النار لا تحرق شيئا مسّته أيدي الأنبياء.

في الألقاب للشيرازي، عن ذي الرمة الشاعر، قال: كل مبذول مملول، وكل ممنوع محروص عليه. أخرج أبو نصر السجزي في الإبانة، عن الأعمش، عن رجل كان يكلم الجن، قال: ليس شيء أثقل على الشيطان ممن يقول السّنّة. وأخرج عن حمّاد بن شعيب قال: رجل كان يكلم الجن، قال: ليس شيء أشد علينا ممن يتبع السّنّة./

وأخرج من طريق عبد المجيد بن وهب عن أبي الجلال، قال: إنه سيأتي على الناس زمان، يقوم الرجل يسأل عن سنّة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يجد أحدا يخبره عنها.

قال الطبراني، حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، حدثنا أبي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا قرّة بن خالد، عن الحسن، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:(من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب الرابعة فاقتلوه)[2] قال: فكان عبد الله بن عمرو يقول: ايتوني برجل شرب الخمر ثلاث مرات، فلكم عليّ أن أضرب عنقه.

وأخرج الطبراني عن عبد الله بن سلام، قال: يمكث الناس بعد الدجال أربعين سنة تعمر الأسواق ويغرس النخل.

وقال الديلمي، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو طالب الحسيني،/ حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ، حدثنا جدي أبو عمرو، حدثنا أحمد بن إسماعيل العنبري، حدثنا علي بن الحسين الصنعاني، حدثنا يحيى بن محمد بن حسيس الأفريقي، حدثنا إسحاق بن القاسم، حدثني أبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع، عن ابن عمر، قال، قال رسول

[1] في الدر الفريد 3/155 بيت يرويه عبد الله بن عباس برواية:

تفاءل بما تهوى تكن فلقلما

تفاءلت بالمحبوب إلا تكوّنا

[2]

مسند ابن حنبل 2/136، 191، سنن الترمذي 1444، المعجم الكبير للطبراني 19/360.

ص: 373

الله صلى الله عليه وسلم: (يوزن حبر العلماء ودم الشهداء)[1] .

قال الذهبي، في فضل العلم، حدثنا الحسن بن مهران الأصبهاني، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن القاسم الطرسوسي، حدثنا العباس بن الوليد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، قالا، حدثنا مهدي بن ميمون عن غالب، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء)[2] ./

وقال الخطيب، أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس، حدثنا محمد بن الحسن العسكري، حدثنا العباس بن يزيد البحراني، حدثنا ابن علية، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(وزن حبر العلماء بدم الشهداء، فرجح عليهم)[3] . قال الخطيب: رجاله كلهم ثقات، غير محمد بن الحسن.

وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية، أخبرنا ابن ناصر، أخبرنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن الفضل، أخبرنا ابن مردويه، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الجرجاني،/ حدثنا إبراهيم بن تومرد، حدثنا أحمد بن بهرام، حدثنا سهل بن عبد الكريم، عن يعقوب القمّي عن هارون بن عنترة عن الشعبي، قال: خطبنا النعمان بن بشير، فقال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:(يوزن مداد العلماء مع دم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء)[4] . قال: هارون يروي المناكير، ويعقوب ضعيف.

وقال ابن النجار، أخبرنا يحيى بن الحسين الأواني، أخبرنا أبو المعالي ابن السمين، أخبرنا أبو الخطاب ابن البطر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي، حدثنا أبو عبد الرحمن الدرّاع، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمرو/ بن العاص، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لو وزن مداد العلماء، ودم الشهداء، لرجح مداد العلماء على دم الشهداء)[5] ، أخرجه ابن الجوزي في العلل، وقال: عبد الرحمن بن زياد يروي الموضوعات عن الثقات.

وقال أبو نعيم، حدثنا بندار، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن هبار بن عجلان، حدثنا إسماعيل بن أبي زياد، عن عبد الله بن عقبة، هو ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن يزيد بن عبد الله بن عمرويه.

[1] كنز العمال 28902، العلل المتناهية لابن الجوزي 1/72.

[2]

جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/36، الدر المنثور للسيوطي 3/72، كنز العمال 28901.

[3]

كنز العمال 128714، الفوائد المجموعة للشوكاني 287، تاريخ بغداد 2/153، 193.

[4]

كنز العمال 2، 289، العلل المتناهية 1/72، اتحاف السادة المتقين 1/41.

[5]

العلل المتناهية 1/71.

ص: 374