الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال المأمون ليحيى بن أكثم وهو يعرّض به: من الذي يقول [1] : [البسيط]
قاض يرى الحدّ في الزناء ولا
…
يرى على من يلوط من باس
قال: أو ما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قال: لا، قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول [2] : [البسيط]
أميرنا يرتشي وحاكمنا
…
يلوط والراس شرّ ما راس
لا أرى الجور ينقضي عجلا
…
وعلى الأمة وال من آل عباس
فأفحم المأمون وسكت خجلا.
وولي [يحيى بن أكثم] قضاء البصرة وسنّة عشرون سنة أو نحوها، فاستصغره أهل البصرة، فقال له أحدهم: كم سن القاضي؟ فعلم أنه قد استصغره، فقال له: أنا أكبر من عتّاب بن أسيد [3] الذي وجّه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل [4] الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سور [5] الذي وجّه به عمر بن الخطاب قاضيا على أهل البصرة.
في كتاب العشق والعشاق تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب
كان رجل من بني إسرائيل يقال له عبود، عشق ابنة عم له، فلم يزل بعمّه حتى زوجه بها، فحملها معه، فلما صارت إلى فراشه ماتت فجأة، فلما دفنت، أقام على قبرها لا يأكل ولا يشرب، باكيا منتحبا، فمر به عيسى/ عليه السلام، فقال له: ما خبرك؟
فعرّفه، فقال: إن أجلها قد فرغ، ورزقها انقطع، فان جعلت لها شيئا من عمرك دعوت الله فأحياها، فقال: قد وهبت لها نصف عمري من ذي قبل، فدعا عيسى عليه السلام لها فأحياها، حتى إذا قرب من مدينته، قال لها: يا هذه، لي ثلاث ما طعمت ولا نمت، فدعيني أنام ساعة أستريح، وخذي رأسي في حجرك، ففعلت ونام، فمرّ بها بعض أبناء
[1] الرواية في كتاب الكنى والألقاب 2/285، والبيت والبيتين التاليين في الدر الفريد 4/287.
[2]
البيت الأول في الدر الفريد 2/272.
[3]
عتاب بن أسيد بن أبي العيص الأموي: أبو عبد الرحمن، أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما سار إلى حنين، وكان صالحا فاضلا، وكان عمره حين استعمله النبي نيفا وعشرين سنة، توفي سنة 13 هـ.
(الإصابة 2/451) .
[4]
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس: أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، الإمام المقدم في علم الحلال والحرام، شهد بدرا، وأمّره النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن وهو ابن إحدى وعشرين سنة، توفي سنة 17 أو 18 هـ، وعمره أربع وثلاثون سنة. (الإصابة 3/427) .
[5]
كعب بن سور بن بكر بن عبيد الأزدي: قاضي البصرة، شهد موقعة الجمل مع عائشة، فأتاه سهم غرب فقتله سنة 36 هـ. (الإصابة 3/315) .
الملوك فأعجبته، وأعجبها، فأمرها باتباعه، فوضعت رأس عبود على حجر، وانطلقت مع ابن الملك، وانتبه عبود من نومه، فبقي حائرا، فمر به قوم فسألهم، فأخبروه أنهم رأوها مع ابن الملك في هودجه، فسار حتى لحقه وتعلق بدابتها، فقيل له: ما نريد؟
فقال: إن عند هذه المرأة وديعة لي، فلتردها عليّ، ولتذهب حيث شاءت، فقالت: وما هي؟ قال: ما وهبته لك من عمري، فقالت: قد رددته عليك، فعادت ميتة لوقتها.
قال السلفي: أنشدنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، قال:/ أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن القاسم المخزومي قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد قال: أنشدنا محمد بن الجهم السمّري [1] لنفسه: [البسيط]
لا تضجرنّ عليلا كنت عائده
…
إنّ العيادة يوما إثر يومين
وقد روى مندل عن جابر خبرا
…
ألا يطيل جلوسا قبل ذي الدين
بل سله عن حاله وادع الإله له
…
واجلس بقدر فواق بين حلبين
من زار غبّا أخا دامت مودته
…
وكان ذاك صلاحا للخليلين [2]
رفع إسحاق بن الشريح كبير اليهود في بغداد رقعة إلى ابن الدهابي صاحب المخزن، فنظر فيها وكتب على رأس الرقعة: ينظر في حال رافعوها [3]، فلما قرأها اليهودي قال على البديهة:[البسيط]
مذ كان همكم في جبر منكسر
…
ورفد مفتقر أو بسط منقبض
هذا يراعكم في الفضل حذركم
…
فليس ينكر منه رفع منخفض
وجدت بخط الحافظ رشيد الدين محمد بن الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، سمعت الإمام جمال الدين علي بن إبراهيم القرشي المخزومي يقول: ذكر لي الفقيه الإمام مرتضى الدين بن القسطلاني أنه كان عند الشيخ ابن الحطيئة، وقد أحضر إليه بيضة دجاجة على صفة الخشكنانكة، فتعجب منها الحاضرون، فقال الشيخ:/ [المجتث]
سبحان من ألبس البيض
…
حلّة الخشكنان [4]
[1] محمد بن الجهم السمري: أبو عبد الله الكاتب صاحب الفراء، روى كتابه في معاني القرآن، وهو أحد الثقات من رواة السّند، توفي سنة 277 هـ. (معجم الأدباء 18/109) .
[2]
في ع: دامت محبته.
[3]
كذا في الأصول، والصواب: رافعيها، ولعله يريد الإشارة إلى جهل صاحب المخزن إذ رفع المجرور.
[4]
الخشكنان: قد تكلمت به العرب، قال الراجز:
يا حبذا الكعك بلحم مثرود
…
وخشكنان وسويق مقنود
وفسره داود في التذكرة بأنه دقيق الحنطة، إذا عجن بشيرج، وبسط ومليء بالسكر واللوز والفستق وماء الورد، وجمع وخبز، وأهل الشام تسميه المكفن (المعرب للجواليقي ص 134، وانظر هامش المحقق) .
عن العيان رأينا
…
هـ لم نروه عن فلان
قال الحافظ رشيد الدين: وأنشدنا جمال الدين المذكور [1]، قال: أنشدت الفقيه الإمام مرتضى الدين الشيرازي المدرس بالشافعي، للشافعي رضي الله عنه [2] :[المتقارب]
لقد قنعت همتي بالخمول
…
وصدّت عن الرّتب العاليه
وما جهلت طيب طعم العلا
…
ولكنّها تؤثر العافيه
فأنشدني لنفسه على البديهة [3] : [المتقارب]
بقدر الصعود يكون الهبوط
…
فإياك والدرج العالية [4]
وكن في مكان إذا ما سقطت
…
تقوم ورجلاك في عافيه
قال: وأنشدنا الجمال المذكور، أنشدني الشيخ الأديب العلامة أبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن حسان الغساني الأندلسي الجيّاني في المدرسة النظامية ببغداد، لنفسه:[الطويل]
خبرت بني عصري على البسط والقبض
…
وكاشفتهم كشف الطبايع بالنبض
فأتيح لي فهم قياس تخليا
…
عن الكل إذ هم آفة الوقت والعرض [5]
ألازم كسر البيت خلوا وإن يكن
…
خروج ففردا يلصق الطرف بالأرض
أرى الشخص من بعد فأغضي تغافلا
…
كمشدوه بال في مهمته يمصي
فيحسبني في غفلة وفراستي
…
على الفور من لمحي بما قد نوى تقضي
أجانبهم سلما ليسلم جانبي
…
وليس لحقد في النفوس ولا بغض
تخليت عن قومي ولو كان ممكني
…
تخليت عن بعض ليسلم لي بعضي
قال: وأنشدني عبد المنعم المذكور لنفسه أيضا: [الكامل]
قالوا نراك عن الأكابر تعرض
…
وسواك زوّار لهم متعرض
[1] علي بن إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم القرشي المخزومي الشافعي: أبو الحسن توفي سنة 585 هـ. (التكملة لوفيات النقلة 1/189) .
[2]
ليس البيتان للشافعي، وليسا في ديوانه، وهما لابن وكيع التنيسي في وفيات الأعيان 2/106- 107، وفي الكنى والألقاب 1/445 لابن وكيع أيضا، وجاء الوهم للسيوطي من نقص في العبارة، ففي الوفيات:
وقال بعض الفقهاء: أنشدت الشيخ مرتضى الدين أبا الفتح نصر بن محمد بن مقلد القضاعي الشيزري المدرس، كان بتربة الإمام الشافعي رضي الله عنه بالقرافة لابن وكيع المذكور.
[3]
البيتان في وفيات الأعيان 2/107.
[4]
في الوفيات: والرتب العاليه.
[5]
في ب، ل، ش: قياس تخيلا.