المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق - المحاضرات والمحاورات

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌جلال الدين السيوطي

- ‌حياته

- ‌مؤلفات السيوطي

- ‌من ألف في المحاضرات والمحاورات وما أشبهها:

- ‌معنى المحاضرة

- ‌كتاب المحاضرات والمحاورات

- ‌نسخ الكتاب المخطوطة

- ‌1- نسخة الأصل:

- ‌2- نسخة ب:

- ‌3- نسخة ش:

- ‌4- نسخة ع:

- ‌5- نسخة ل:

- ‌6- نسخة ط:

- ‌من إنشاء الشهاب المراغي [3] في ذكر العلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من طبقات ابن سعد

- ‌ذكر مراثي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌في تاريخ ابن عساكر [4]

- ‌منتقى من المصنف لابن أبي شيبة مما يحسن في المحاضرات

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من كتاب الغرر من الأخبار

- ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

- ‌أحاديث إعطائه صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه

- ‌من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه

- ‌[في العزلة]

- ‌في حياة الحيوان للكمال الدميري

- ‌[من تاريخ من دخل مصر للمنذري]

- ‌في كتاب البسملة لأبي شامة

- ‌في التذكرة المسماة كنوز الفوائد ومعادن الفرائد

- ‌في كتاب العشق والعشاق تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب

- ‌ذكر المسبحي [1] في تاريخه

- ‌[المختار من تذكرة ابن مكتوم]

- ‌في النهاية لابن الأثير

- ‌وفي تذكرة الوداعي

- ‌ذكر الأصل في المفاخرات

- ‌مفاخرة السيف والقلم

- ‌مقامة تسمى الحرقة للخرقة

- ‌قال وكيع في الغرر

- ‌في كتاب الأشراف لابن أبي الدنيا

- ‌أخرج ابن عساكر في تاريخه

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في كتاب الفرق الإسلامية لابن أبي الدم

- ‌من وضعيات شرف بن أسد المصري

- ‌في تذكرة الوداعي

- ‌في تذكرة ابن مكتوم

- ‌في تاريخ الصلاح الصفدي

- ‌في شرح البخاري للكرماني [1]

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌البخاري في التاريخ

- ‌قال البغوي [1] في معجم الصحابة

- ‌المقامة اللازوردية في موت الأولاد

- ‌المقامة المنبجية للإمام زين الدين عمر بن الوردي

- ‌المقامة الصوفية

- ‌منتقى من كتاب التدوين في أخبار قزوين

- ‌ذكر الشيخ أبو منصور الثعالبي في اليتيمة

- ‌رسالة السكين

- ‌قال البغوي في معجم الصحابة

- ‌وقال ابن عبد البر في كتاب العلم

- ‌[حديث أم زرع]

- ‌في التنوير لابن دحية

- ‌المغرب في أخبار المغرب

- ‌في كتاب نزهة المذاكرة وأنس المحاضرة

- ‌في تذكرة الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي

- ‌من كتاب (اللطائف واللطف) [1] لأبي منصور الثعالبي

- ‌من كتاب (لطائف المعارف) للقاضي أبي بكر النيسابوري

- ‌من كتاب (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام)

- ‌في تذكرة المقريزي

- ‌حكاية القاضي واللص

- ‌في تاريخ المدينة الشريفة للحافظ جمال الدين المطري [2]

- ‌قال القاضي تاج الدين السبكي [1] في الطبقات الكبرى:

- ‌في تاريخ ابن عساكر

- ‌[الفهارس]

- ‌فهارس الكتاب

- ‌1- فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الشعر

- ‌4- فهرس الأعلام

- ‌5- فهرس القبائل والأمم والشعوب والجماعات

- ‌6- فهرس المواضع والبلدان

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

يا حسن المقلتين والجيد

تقتلني منك بالمواعيد

تضرب لي الوعد ثم تخلفني

فيا بلائي من خلف موعود [1]

حدثني الأزرق المحدث عن

ابن شمر عن ابن مسعود

لا يخلف الوعد غير كافره

وكافر في الجحيم مصفود

حدثني أبو بكر محمد بن سهل الرازي قال: كنت بالموصل فرأيت رجلا له مائة وثلاث وعشرون سنة، قد لقي السّدي قال: قرأت في الإنجيل، فذكر أشياء إلى أن قال: الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، يتنفس فيها ابن آدم ثلاثين ألف نفس، كل ساعة ألف ومائتين وخمسين نفسا/ حدثنا محمد بن حاتم السمرقندي أبو نصر إملاء بمكة، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي، حدثنا أحمد بن رشد الهلالي، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي قال: كنت عند عبد الله بن عباس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عباس، أما تعجب من عائشة تذم دهرها، وتنشد شعر لبيد [2] :[الكامل]

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجرب

يتأكلون ملاذة ومشحّة

ويعاب قائلهم وإن لم يشغب [3]

فقال عبد الله بن عباس: لئن ذمت عائشة دهرها، فقد ذمت عاد دهرها [4] ، وجد في خزانة عاد سهم كأطول ما يكون من رماحنا عليه مكتوب، وذكر الشعر، فقال ابن عباس: ما بكينا من دهر، إلا بكينا عليه [5] .

‌ذكر مستحسنات انتقيتها من مصنف عبد الرزاق

قال [6] عبد الرزاق في المصنف [7] عن الثوري، عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان اسم جارية النبي صلى الله عليه وسلم خضرة، وحماره يعفور، وناقته القصوى، وبغلته الشهباء، وسيفه

[1] في ع: فيا بلاي.

[2]

البيتان من قصيدة للبيد بن ربيعة العامري في ديوانه ص 157 تحقيق إحسان عباس.

[3]

في حاشية ب، ل: الشغب الصياح من غير تعب.

[4]

في محاضرات الأدباء ص 254- 255 برواية: فقد شكت قوم عاد في زمانهم.

[5]

الخبر مع خلاف في الرواية في: بهجة المجالس ص 696، ومحاضرات الأدباء ص 254- 255 وذكر بيتين، وحلية الأولياء 4/323.

[6]

العنوان في الأصل، خرجة من الحاشية.

[7]

عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري: أبو بكر الصنعاني، من حفاظ الحديث الثقات من أهل صنعاء، له كتب منها:(الجامع الكبير) في الحديث، وكتاب (تفسير القرآن) و (المصنف في الحديث) ، ويقال له الجامع الكبير، حققه حبيب الرحمن الأعظمي الباكستاني، ونشره المجلس العلمي الباكستاني، ويقع في أحد عشر جزءا، توفي سنة 211 هـ. (وفيات الأعيان 1/303، ميزان الاعتدال 2/126، التهذيب 6/310، نكت الهميان ص 191، الأعلام 3/353) .

ص: 137

ذو الفقار [1] . عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن مرة قال: كان اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفقار، واسم درعه ذات الفضول. عن معمر عن قتادة، عن الحسن وابن المسيب قالا:

يغسل الشهيد، فان كل ميت يحدث [2] .

عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن أسماء بنت عميس، قالت: لما أهديت فاطمة إلى عليّ، جئت تلك الليلة/ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أجئت كرامة لرسول الله مع ابنته) قلت: نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها، لابد لها من امرأة تكون قريبا منها، إن عرضت حاجة أفضت بذلك إليها، فدعا لي دعاء إنه لأوثق عملي عندي [3] .

عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا من اليهود يقول:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كأني بك قد وضعت كورك على بعيرك ثم سرت ليلة بعد ليلة)، فقال عمر: إيه والله لا تمسوا بها، فقال اليهودي: والله ما رأيت كلمة كانت أشد على من قالها، ولا أهون على من قيلت له منها [4] . عن الثوري عن هشام عن عروة: أن عمر بن الخطاب قال: يعمد أحدكم إلى ابنته فيزوجها القبيح الدميم [5] ، إنهن يحببن ما تحبون، يعني إذا زوجها الدميم كرهت من ذلك ما يكره، وعصت الله فيه [6] .

عن عبد الرزاق، عن معمر، عن غير واحد: أن شريحا [7] أتاه رجل وامرأته، فقال الرجل: أين أنت؟ قال: دون الحائط، قال: إني امرؤ من أهل الشام، قال: بعيد بغيض، قال: تزوجت هذه المرأة، قال: بالرفاء والبنين، قال: فولدت لي غلاما. قال:

يهنئك الفارس، قال: وأردت الخروج بها إلى الشام، قال: مصاحبا، قال: وشرطت لها دارها، قال: الشرط أملك، قال: إقض بيننا- أصلحك الله- قال: [مجزوء الرجز]

حدّث حديثين امرأه

فان أبي فأربعه [8]

عن الثوري عن سليمان الشيباني، عن رجل، عن عليّ: أنه أتي له برجل فقال: زعم هذا أنه احتلم بأمي، فقال: اذهب فأقمه/ في الشمس فاضرب ظله [9] . عن ابن جريج قال:

[1] المصنف للصنعاني 5/285.

[2]

المصنف 5/275 برواية: فان كل ميت يجنب.

[3]

المصنف 5/485 وما بعدها.

[4]

المصنف 6/571.

[5]

في ط: الذميم. في الموضعين.

[6]

المصنف 6/158- 159.

[7]

شريح القاضي: أبو أمية شريح بن الحارث بن قيس الكندي، من كبار التابعين بالكوفة، توفي سنة 78 هـ.

(الطبقات 6/131، الوفيات 2/466، الحلية 4/132) .

[8]

المصنف 6/226- 227، العقد الفريد 2/275.

[9]

المصنف 6/411- 412

ص: 138

أخبرني داود بن أبي هند، عن رجل، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر بن الخطاب:

أن رجلا من الأنصار، خرج إلى مسجد قومه ليشهد العشاء، فاستطير [1] ، فجاءت امرأته إلى عمر، فذكرت ذلك له، فدعا قومه فسألهم عن ذلك، فصدقوها، فأمرها أن تتربص أربع حجج، ثم أتته بعد انقضائهن، فأمرها فتزوجت، ثم قدم زوجها، فصاح بعمر، فقال:

امرأتي لا طلقت، ولا متّ، قال: من ذا، قالوا: الرجل الذي كان من أمره كذا وكذا، فخيّره بين امرأته وبين المهر، وسأله، فقال: ذهب بي حيّ من الجن كفار، فكنت فيهم، قال: فما كان طعامك فيهم، قال: ما لم يذكر اسم الله عليه والفول، حتى غزاهم حيّ مسلمون، فهزموهم فأصابوني في السبي، فقالوا: ما دينك، فقلت: الإسلام، قالوا: أنت على ديننا، إن شئت مكثت عندنا، وإن شئت رددناك إلى قومك، فقلت: ردوني، فبعثوا معي نفرا منهم، أما الليل فيحدثوني وأحدثهم، وأما النهار فاعصار الريح أتبعها، حتى رددت إليكم [2] .

قال ابن جريج: وأما أبو قزعة، فسمعته يقول: إن عمر سأله: أين كنت، قال:

ذهب بي حيّ كفار، فلم يزالوا يدوّروني في الأرض حتى وقعت على أهل بيت فيهم مسلمين، فأخذوني فردوني، قال: ماذا يشار كونا فيه من طعامنا، قال: فيما لا تذكرون اسم الله عليه منها، وفيما سقط، قال عمر: لئن استطعت لا يسقط مني شىء [3] ./

عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن رجل من أهل المدينة: أن عمر بن الخطاب، كان يعزل عن جارية له، فحملت، فشقّ ذلك عليه، وقال: اللهم لا تلحق بآل عمر من ليس منهم، فولدت غلاما أسود، فسألها، فقالت: من راعي الإبل، فاستبشر [4] . عن الثوري عن خالد الحذّاء، عن أبي الوليد قال: اختصم عمّ وأمّ إلى ابن ربيعة الجرمي، فقال: خاصمت فيّ أمي عمي، إلى عليّ، فقال: أمك أحبّ إليك أم عمّك؟ قلت: بل أمي، ثلاث مرات، قال: وكانوا يستحبون الثلاث في كل شىء، فقال لي: أنت مع أمك [5] .

عن ابن جريج قال: سئل عطاء عمّن نكح من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أهل الكتاب، فقال: حذيفة بن اليمان [6] . عن ابن جريج قال: أخبرت عن سعيد بن المسيب:

أن عمر بن الخطاب، كتب إلى حذيفة بن اليمان، وهو بالكوفة، ونكح امرأة من أهل

[1] استطير: ذهب به بسرعة. (اللسان: طير) .

[2]

المصنف 7/78.

[3]

المصنف 7/88.

[4]

المصنف 6/137.

[5]

المصدر السابق والصفحة.

[6]

المصنف للصنعاني 7/177.

ص: 139

الكتاب: أن فارقها، فانك في أرض المجوس، وإني أخشى أن يقول الجاهل: كافر وكافرة، قد تزوج صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجهل الرخصة التي كانت من الله، فيزوجوا نساء المجوس، ففارقها [1] .

عن الثوري، عن جابر، عن الشعبي، قال، قال عبد الله [2] : ما اجتمع حلال وحرام إلا غلب الحرام الحلال. عن معمر، أخبرني من سمع الحسن: سئل عن جارية سبيت ولها زوج، أتحل لسيدها، فقال الحسن: أما ترون قول الفرزدق [3] : [الطويل]

وذات حليل أنكحتها رماحنا

عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: كتب علي بن أبي طالب في وصيته: أما بعد، فان حدث بي حدث في هذا الغزو، فان ولائدي اللاتي أطوف عليهن تسع عشرة وليدة منهن أمهات أولاد، معهن أولادهن، ومنهن حبالى، ومنهن من لا ولد لهنّ، فقضيت إن حدث لي حدث في هذا الغزو، فانّ من كانت منهن ليست بحبلى وليس لها ولد، فهي عتيقة لوجه الله، ليس لأحد عليها سبيل، ومن كانت منهن حبلى أو لها ولد، فانها تحبس على ولدها، وهي من حظّه، فان مات ولدها وهي حيّة، فهي عتيقة لوجه الله، هذا ما قضيت في ولائدي التسع عشرة، والله المستعان، شهد هياج بن أبي سفيان، وعبد الله بن أبي رافع، وكتب في جمادى سنة سبع وثلاثين [4] .

عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، قال: سمعت عليا يقول: اجتمع رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن، قال: ثم رأيت أن يبعن، قال عبيدة: فقلت له فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحبّ إليّ من رأيك وحدك في الفرقة، أو قال: في الفتنة، قال: فضحك عليّ [5] .

عن معمر عن قتادة عن الحسن، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنها زنت، فقال رجل: إنها غيرى يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن شئتم لأحلفنّ لكم أن التاجر فاجر، وأن الغيرى ما تدري أين أعلى الوادي من أسفله)[6] .

عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار/ عن أبي جعفر قال: أعطى أبو بكر عليا جارية،

[1] المصنف 7/178.

[2]

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو عبد الرحمن الصحابي الجليل الورع، له بلاء حسن في الإسلام، وله في كتب الأحاديث 0362 حديثا، توفي سنة 37 هـ. (الوفيات 3/28، الحلية 4/108) .

[3]

الخبر في المصنف 7/282، والبيت للفرزدق في ديوانه ص 576 ط الصاوي وتمامه:

وذات حليل أنكحتها رماحنا

حلالا لمن يبني بها لم تطلق

[4]

المصنف 7/288- 289.

[5]

المصنف 7/291- 292.

[6]

المصنف 7/299- 300 باسناده ونصه.

ص: 140

فدخلت أم أيمن [1] على فاطمة، فرأت فيها شيئا كرهته، فقالت: ما لك؟ فلم تخبرها، فقالت: ما لك، فو الله ما كان أبوك يكتمني شيئا، فقالت: جارية أعطيها أبو حسن، فخرجت أم أيمن فنادت على باب البيت الذي فيه عليّ بأعلى صوتها: أما رسول الله الرجل يحفظ في أهله، فقال عليّ: ما هذا الصوت؟ فقالوا: أم أيمن تقول: أما رسول الله الرجل يحفظ في أهله [2]، فقال علي: وما ذاك؟ قالت: جارية بعث بها إليك أبو بكر، فقال عليّ:

الجارية لفاطمة [3] .

عن ابن عيينة، عن شيخ منهم، عن أبيه قال: جاء جرير بن عبد الله [4] إلى عمر، يشكو إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنّا لنجد ذلك، حتى إني لا أريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن، فقال له عبد الله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم عليه السلام شكى إلى الله ردىء خلق سارة، فقيل له: إنها خلقت من الضلع، فالبسها على ما كان منها، ما لم تر عليها خربة [5] في دينها، فقال له عمر: لقد حشا الله بين أضلاعك علما كثيرا [6] .

أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: رجم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم، زعموا أنه ما عز بن مالك، ورجلا من اليهود وامرأة [7] . عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت/ فقال عمر:

أراها قامت من الليل تصلي، فخشعت، فسجدت، فأتاها غاو من الغواة فتجشمها [8] ، فأتته فحدثته بذلك سواء، فخلى سبيلها [9] . عن الثوري عن عليّ بن الأقمر، عن إبراهيم قال: بلغ عمر عن امرأة أنها حامل، فأمر بها أن تحرس حتى تضع، فوضعت ماء أسود، فقال عمر: لمّة من الشيطان [10] .

أخبرنا الأسلمي عن الحجاج بن أرطاة، عن عطاء بن أبي رباح، قال: تسلّف

[1] أم أيمن: بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم أسامة بن زيد كان الرسول يزورها ويكرمها، وكذلك فعل أبو بكر وعمر. (الطبقات 8/223) .

[2]

قوله: (فقال علي ما هذا..... يحفظ في أهله) ساقطة من: ب، ط.

[3]

المصنف 7/203- 303.

[4]

جرير بن عبد الله البجلي: أسلم في السنة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، توفي سنة 41 هـ. (الطبقات 6/22، الإصابة 1/475) .

[5]

الخربة: الفساد والعيب، والكلمة القبيحة.

[6]

المصنف 7/303.

[7]

المصنف 7/319.

[8]

تجشمها: أرغمها وكلفها ما لا تطيق.

[9]

المصنف 7/405.

[10]

اللمة: مسّ من الشيطان. المصنف 7/409- 410.

ص: 141

النبي صلى الله عليه وسلم من رجل ورقا [1] ، فلما قضاه وضع الورق في كفة الميزان فرجح، فقيل: قد أرجحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنّا كذلك نزن)[2] . عن الثوري عن عيسى بن المغيرة عن الشعبي قال، قال عمر: تركنا تسعة أعشار الحلال مخافة الربا. أخبرنا معمر عن ابن شبرمة قال: قال لي أبو الزناد اليمني مع الشاهد الواحد، فأبيت ذلك عليه، فقال: منّا خرج العلم، قلت: فمتى يؤوب؟

عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: اختصم عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء [3] ، فحكّما أبيّ بن كعب، فأتياه، فقال عمر بن الخطاب: إلى بيته يؤتى الحكم، فقضى على عمر باليمين، فوهبها له معاذ [4] . عن ابن جريج، أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق: أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب، فقالت: إني وضعت بعد وفاة زوجي قبل انقضاء العدة، فقال عمر: أنت لآخر الأجلين، فمرت بأبيّ بن كعب، فقال لها: من أين جئت؟ فذكرت له، وأخبرته بما قال عمر، فقال: اذهبي إلى عمر وقولي: إن أبيّ بن كعب يقول: قد حللت فان التمستيني/ فأنا ها هنا، فذهبت إلى عمر فأخبرته، فقال: ادعيه، فجاءته فوجدته يصلي، فلم يعجل عن صلاته حتى فرغ منها، ثم انصرف معها إليه، فقال عمر: ما تقول هذه؟ فقال: إني أنا قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إني أسمع الله يذكر: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ

[5]

، فالحامل المتوفى عنها زوجها أن تضع حملها، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال عمر للمرأة: أسمع ما تسمعين [6] .

أخبرنا معمر عن عاصم، عن الشعبي وعن قتادة أيضا: أن رجلا أتى ابن مسعود، فسأله عن امرأة توفي عنها زوجها ولم يدخل بها، ولم يفرض [7]، فقال له ابن مسعود: سل الناس، فان الناس كثير، فقال الرجل: والله لو مكثت حولا ما سألت غيرك، قال:

فردده ابن مسعود شهرا، ثم قام فتوضأ، ثم ركع ركعتين، ثم قال: اللهم ما كان من صواب فمنك، وما كان من خطأ فمني، ثم قال: أرى لها صداق إحدى نسائها ولها الميراث مع ذلك، وعليها العدة، فقام رجل من أشجع فقال: أشهد لقضيت فيها بقضاء

[1] الورق: الفضة.

[2]

بسنده ومتنه في المصنف 8/68.

[3]

معاذ بن عفراء: واسم أبيه الحارث، نسب إلى أمه، من الصحابة الأنصار، شهد بدرا، وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل إنه توفي في خلافة عمر. (الطبقات 5/477، الاستيعاب 3/1408) .

[4]

لم أجد هذه الرواية في المصنف، ولا فيما بين يدي من كتب التراجم.

[5]

الطلاق 4.

[6]

باسناده ومتنه في المصنف 6/472.

[7]

الفرائض: الميراث. (اللسان: فرض) .

ص: 142

رسول الله صلى الله عليه وسلم في يربوع بنت واشق [1] ، كانت تحت هلال بن أمية [2]، فقال ابن مسعود:

هل سمع هذا معك أحد؟ قال: نعم، فأتى بنفر من قومه، فشهدوا بذلك، فما رأوا ابن مسعود فرح بشىء ما فرح بذلك حين وافق قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم [3] .

عن معمر عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن ابن عباس: أن امرأة مجنونة أصابت فاحشة على عهد/ عمر، فأمر عمر برجمها. فمر بها على عليّ والصبيان يقولون: مجنونة بني فلان ترجم، فقال عليّ: ردوها، فردوها، فقام إلى عمر فقال: أما علمت أن القلم مرفوع عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يحتلم، قال: بلى، قال: فما بال هذه، قال: فخلى سبيلها [4] .

عن ابن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي قال: كانت جويرية ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها، وجعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق [5] . عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قالت جويرية للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أزواجك يفخرن عليّ، ويقلن: لم تزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أو لم أعظم صداقك، ألم أعتق أربعين من قومك [6] .

عن ابن جريج، عن محمد بن المنكدر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة، فقال بعض المسلمين: حبط عمل هذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(بل هذه كفارة لما عملت، وتحاسب أنت بعد بما عملت)[7] . عن معمر عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي قال: جاء عمر رجل فقال: عبدي زنى بامرأتي، فأرسلني إليها، فاذا جارية حديثة السن [8]، فسألها عمر فقالت: والله لا أجمع فاحشة وكذبا، صدق، فأمر بها عمر فرجمت [9] . عن الثوري عن جويبر بن الضحاك، عن ابن مسعود، قال: لا يحل في هذه الأمة التجريد، ولا مد، ولا غل، ولا صفد [10] . يعني لا تجرد ثيابه، ولا يمدّ عند إقامة الحدود، بل يضرب قاعدا وعليه ثيابه./

[1] يربوع بنت واشق الأشجعية: روت في أحاديث الفرض للزوجة غير المدخول بها، وقد روى حديثها معقل بن سنان وجداح الأشجعيان. (الاستيعاب 4/1795) .

[2]

في الاستيعاب 4/1542 هلال بن مرة.

[3]

باسناده ومتنه في المصنف 6/479، وورد أيضا في ص 294- 295.

[4]

المصنف 7/80.

[5]

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار: كانت من سبي غزوة بني المصطلق، فأعتقها الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وأعتق من كان قومها من سبي بني المصطلق. (الطبقات 8/116- 117) .

[6]

ذكره ابن سعد باسناده ومتنه في الطبقات 5/279.

[7]

باسناده ومتنه في المصنف للصنعاني 7/329.

[8]

قوله: فاذا جارية حديثة السن. خرجة من حاشية الأصل.

[9]

المصنف 7/339.

[10]

المصنف 7/373.

ص: 143

عن ابن التيمي قال حدثني الربعي، وكان عندنا مثل وهب عندكم، انه قرأ في بعض الكتب: أن ولد الزنا لا يدخل الجنة إلى سبعة آباء، فخفف الله عن هذه الأمة فجعلها إلى خمسة آباء. عن معمر قال: أخبرني ابن طاووس، عن أبيه قال: كان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضعات معلومات، ولسائر النساء رضعات معلومات [1] . عن معمر: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرضعن الكبير دخل عليهن، فكان ذلك لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، ولسائر الناس لا يكون إلا ما كان في الصغر [2] .

أخبرنا ابن جريج، سمعت نافعا يحدث، أن سالم بن عبد الله حدثه: أن عائشة أرسلت به إلى اختها أم كلثوم [3] لترضعه عشر مرات، ليلج عليها إذا كبر، فأرضعته خمس رضعات [4] ، ثم مرضت، فلم يكن سالم يلج عليها. أخبرنا ابن جريج، سمعت نافعا مولى ابن عمر يحدث:

أن بنت أبي عبيدة امرأة ابن عمر، أخبرته أن حفصة أم المؤمنين أرسلت بغلام [5] إلى اختها فاطمة، فأمرتها أن ترضعه عشر مرات، ففعلت، فكان يلج عليها بعد أن كبر [6] .

عن عمر بن حبيب، حدثني شيخي قال: جلست إلى ابن عمر فقال: أمن بني فلان أنت؟ قلت: لا، ولكنهم أرضعوني، قال: أما أني سمعت عمر يقول: إن اللبن يشبّه عليه [7] . قال ابن جريج، قال سليمان بن موسى، سألت: هل كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أرخص لهن أن يصلين على ظهور البيوت، فقيل: لم يكن يصلين إلا بالأرض [8] ./

عن معمر، عن عمرو عن الحسن قال: ما حلّت المتعة قط، إلا ثلاثا، في عمرة القضاء، ما أحلت قبلها ولا بعدها [9] . عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال:

إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي قوة أربعين أو خمسة وأربعين في الجماع [10] . عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: أعطي النبيّ صلى الله عليه وسلم قوة بضع [11] خمسة وأربعين رجلا [12] . أخبرنا ابن جريج، قال، أخبرت عن أنس قال،

[1] المصنف 7/467.

[2]

المصنف 7/467.

[3]

أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق: وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد من الخزرج. (الطبقات 8/462) .

[4]

في رواية المصنف 7/469، والطبقات 8/462: ثلاث رضعات.

[5]

قال ابن جريج: إن هذا الغلام هو عاصم بن عبد الله بن سعد، مولى عمر. (المصنف 7/470) .

[6]

المصنف 7/470.

[7]

باسناده ومتنه في المصنف 8/476- 477) .

[8]

المصنف 7/507.

[9]

المصنف للصنعاني 7/503- 504.

[10]

باسناده ومتنه في المصنف 7/706، وروى مثله ابن سعد في الطبقات 8/193.

[11]

البضع: الزواج، والمهر، وباضع المرأة باشرها. (اللسان: بضع) .

[12]

باسناده ومتنه في المصنف 7/507.

ص: 144

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطيت الكفيت)، قيل: وما الكفيت، قال:(قوة ثلاثين رجلا في البضاع)[1] .

أخبرنا معمر عن قتادة قال: أحدث الناس ثلاثة أشياء، لم يكن يؤخذ عليهن أجر:

ضراب الفحل، وقسمة الأموال، وتعليم الغلمان [2] . أخبرنا عثمان بن مطر، عن قتادة، عن ابن المسيب والحسن وابن سيرين: أنهم كرهوا حساب المقاسم بالأجر [3] . أخبرنا الثوري، عن أبي هشام الواسطي، عن زياد، قال: كنت مع ابن عباس بالطائف، فرجع عن الصرف قبل أن يموت بسبعين يوما [4] .

أخبرنا عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابي سلمة عبد الرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترث ملّة ملّة، ولا تجوز شهادة ملة على ملة، إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فان شهادتهم تجوز على من سواهم)[5] . عن الثوري عن أشعث، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: أول ما قضى أنه يرث القاتل في صاحب بني إسرائيل [6] ./

عن معمر عن الزهري، عن عروة: أن سعد بن عبادة كان حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره [7] . عن معمر عن عثمان الجزري، عن مقسم: أن راية النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحرّ القتال، كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الأنصار [8] .

عن ابن جريج، عمن حدثه، عن عامر [9] : أن راية النبي صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وكانت في الأنصار حيث ما تولوا [10] . عن ابن جريج، حدثني سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد قال: حدثنا أن راية النبي صلى الله عليه وسلم، كانت مع سعد بن عبادة يوم الفتح، فدفعها سعد إلى ابنه قيس [11] .

عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب أو غيره، قال: كان عمر يكره أن يحمل

[1] السابق والصفحة.

[2]

المصنف 8/115.

[3]

السابق والصفحة.

[4]

المصنف 8/118.

[5]

باسناده ومتنه في المصنف 8/356.

[6]

المصنف 9/405.

[7]

المصنف 5/288.

[8]

السابق نفسه والصفحة.

[9]

عامر بن ربيعة بن كعب العنزي: صحابي جليل من الولاة، شهد المعارك كلها، وله في كتب الحديث اثنان وعشرون حديثا. (الحلية 1/178) .

[10]

باسناده ومتنه في المصنف 5/288.

[11]

المصنف 5/288- 289.

ص: 145

المسلمين غزاة في البحر [1] . عن إبراهيم بن محمد، عن يونس بن يوسف، عن ابن المسيب، قال: بعث عمر بن الخطاب علقمة بن محرز [2] في أناس إلى الحبش، فأصيبوا في البحر، فحلف عمر بالله لا يحمل فيها أبدا [3] .

أخبرنا معمر عن أيوب قال: كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا لا يغركم صيام رجل، ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدّث، وإلى أمانته إذا أؤتمن، وإلى ورعه إذا أشفى، ثم قال:/ ألا إن الأسيفع، أسيفع جهينة، رضي من أمانته ودينه بأن يقال: سبق الأسيفع الحاج، فأدان معرضا، فأصبح قد رين به [4] فمن كان له عليه شىء، فليحضرنا بالغداة، نقسم الذي له بينهم [5] ، ثم إياكم والدّين، فان أوله همّ وآخره حرب [6] .

أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين: أن رجلا من الأنصار وسّع لرجل من المهاجرين في داره، ثم إن الأنصاري احتاج إلى داره، فجحده المهاجر، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للأنصاري بيّنة، فحلف المهاجر، ثم إن الأنصاري حضره الموت، فقال لبنيه: إنه رضي بها من الله، فاني رضيت بالله منها، وإنه سيندم فيردها عليكم، فلا تقبلوها، فلما توفي الأنصاري، ندم المهاجري، فجاء إلى بني الأنصاري، فقال: اقبلوا داركم، فأبوا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا أن أباهم أمرهم ألا يقبلوها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أيستطيع أن يحملها من سبع أرضين) ، ولم يأمر ولد الأنصاري أن يقبلوها.

أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال: كان للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنب مسجد المدينة، فقال له عمر: بعينها، وأراد عمر أن يزيدها في المسجد، وأبى العباس أن يبيعها إياه، فقال عمر: هبها لي، فأبى، فقال عمر: فوسّعها أنت في المسجد، فأبى، فقال عمر: لابد لك من إحداهن، فأبى عليه، فقال: فخذ بيني وبينك رجلا، فأخذ أبيّ بن كعب، فاختصما إليه، فقال أبيّ لعمر: ما أرى أن تخرجه من داره حتى ترضيه، فقال له عمر: أرأيت قضاءك هذا في كتاب الله/ وجدته، أم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبيّ: بل سنّة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: وما ذاك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إن سليمان بن داود، لما بنى بيت المقدس، جعل كلما بنى حائطا، أصبح منهدما، فأوحى

[1] المصنف 5/283.

[2]

علقمة بن محرز بن الأعور الكناني المدلجي: كان قائدا مبرزا، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد اليرموك وكان عاملا لعمر على فلسطين، مات غريبا في طريقه إلى الحبشة سنة 20 هـ. (الإصابة 4/559) .

[3]

المصنف 5/284.

[4]

رين به: مات، ووقع فيما لا طاقة له به ولا يستطيع الخروج منه. (اللسان: رين) .

[5]

في ب، ط، ل: الذي له بينهم وبينه.

[6]

ذكره صاحب القاموس في مادة (سفع)، والحرب: الويل والهلاك.

ص: 146

الله إليه، أن لا تبني في حق رجل حتى ترضيه، قال: فتركه عمر فوسعها العباس بعد ذلك في المسجد.

أخبرنا ابن عيينة عن بشر بن عاصم قال: سمعت ابن المسيب يقول: أراد عمر أن يأخذ دار العباس بن عبد المطلب، فيزيدها في المسجد، فأبى العباس أن يعطيها إياه، فقال عمر: لآخذنّها، قال: فاجعل بيني وبينك أبيّ بن كعب، قال: نعم، فأتيا أبيّا، فذكرا له، فقال أبيّ: أوحي إلى سليمان بن داود أن يبني بيت المقدس، وكانت أرضا لرجل [1] ، فاشترى منه الأرض، فلما أعطاه الثمن قال: الذي أعطيتني خير، أم الذي أخذت مني، قال: بل الذي أخذت منك، قال: فاني لا أجيز، قال: ثم اشتراها منه بشىء أكثر من ذلك، فصنع الرجل مثل ذلك مرتين أو ثلاثة، قال: فاشترط عليه سليمان: إني أبتاعها منك على حكمك، لا تسلني أيهما خير، قال: نعم، فاشتراها منه بحكمه، فاحتكم اثني عشر ألف قنطار ذهبا، فتعاظم ذلك سليمان أن يعطيه، فأوحي إليه: إن كنت تعطيه من شىء هو لك، فأنت أعلم، وإن كنت تعطيه من رزقنا، فاعطه حتى يرضى، قال: ففعل. قال: وإني أرى عباسا أحق بداره حتى يرضى، فقال العباس: فاذا قضيت لي، فاني أجعلها صدقة على المسلمين./

أخبرنا ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى، أو غيره قال: نزع عمر بن الخطاب ميزابا كان للعباس في المسجد، فقال العباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بيده، فقال عمر: فلا يكون لك سلّم إلا ظهري، قال: فانحنى له عمر، فركب العباس على ظهره حتى أثبته [2] .

أخبرنا معمر عن ابن طاووس، عن أبيه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(عادي الأرض لله ورسوله، ثم لكم من بعدي، فمن أحيا من موتان الأرض شيئا فهو له)، قال: فقيل لطاووس: كيف هذا؟ قال: يقطع لهم. وكان معمر يصل بهذا الحديث، فلا أدري أمن حديث طاووس هو، أو من حديث غيره. قال: وقطع النبي صلى الله عليه وسلم لعيينة بن حصن أرضا، فلما ارتد عن الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قبض منه، فلما جاء فأسلم كتب له فيها أبو بكر كتابا، أشهد له فيه عمر، فدفعه عيينة إلى عمر فشقه وألقاه، وقال: إنما كان لك لو أنك لم ترجع عن الإسلام، فأما إذا ارتددت فليس لك شىء، فذهب عيينة إلى أبي بكر فقال: ما أدري أأنت الأمير أم عمر، قال: بل هو إن شاء الله، قال: فانه لما قرأ كتابك شقه وألقاه، فقال أبو بكر: أما إنه لم يألني وإياك خيرا.

أخبرنا معمر عن الزهري، قال: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا حتى مات، ولا أبو

[1] في ب، ط، ل: أرض لرجل.

[2]

باسناده ومتنه في المصنف 8/292، وأخرجه ابن سعد من طريق هشام بن سعد، مع اختلاف في المتن في الطبقات 4/20- 21.

ص: 147

بكر، ولا عمر، إلا أنه قد قال لرجل في آخر خلافته: اكفني بعض أمور الناس، يعني عليا [1] . أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين، قال: اعترف رجل عند شريح بأمر ثم أنكره، فقضى عليه باعترافه، فقال: أتقضي عليّ بغير بيّنة؟ فقال:/ شهد عليك ابن أخت خالتك، أخرجه ابن سعد [2] . عن الثوري عن ابن عون عن إبراهيم [3] قال: قضى شريح على رجل باعترافه، فقال: يا أبا أمية قضيت عليّ بغير بيّنة، فقال: أخبرني ابن أخت خالتك [4] .

عن الثوري عن رجل، عن محارب بن دثار، أن عمر بن الخطاب قال: ردوا الخصوم حتى يصطلحوا، فان فصل القضاء يورث الضغائن بين الناس [5] . عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة، قال: كان عليّ إذا رأى ابن ملجم [6] قال [7] : [الوافر]

أريد حياته ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

عن معمر عن الزهري، قال: لما بعث أبو بكر الصديق لقتال أهل الردة، قال:

تبينوا، فأيّما محلة سمعتم فيها الأذان فكفوا، فان الأذان شعار الإيمان [8] .

عن معمر والثوري، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، قال: سألته عن فريضة فيها جد، فقال: لقد حفظت من عمر بن الخطاب فيها مائة قضية مختلفة، قلت:

عن عمر؟ قال: عن عمر [9] . عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل بني الأخ بمنزلة أبيهم الأعلى، ولم يكن أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أفقه أصحابا من عبد الله بن مسعود [10] .

عن الثوري، عن عيسى، عن الشعبي، قال: كان عمر يكره الكلام في الجدّ حتى صار جدّا، فقال: إنه كان من رأيي ورأي أبي بكر أن الجدّ أولى من الأخ، وأنه لا بد من

[1] باسناده ونصه في المصنف 8/302.

[2]

المصنف 8/303، الطبقات 6/135.

[3]

هو إبراهيم بن يزيد النخعي، روى عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم، توفي سنة 95 هـ. (الطبقات 6/270، الوفيات 1/25، الميزان 1/74) .

[4]

المصنف 8/303.

[5]

باسناده ونصه في المصنف للصنعاني 8/303- 304.

[6]

عبد الرحمن بن ملجم الحميري: أسلم وهاجر في عهد عمر، وشهد فتح مصر، وكان خارجا على علي بن أبي طالب، قتل سنة 40 هـ. (الطبقات 3/23) .

[7]

البيت من قصيدة لعمرو بن معديكرب الزبيدي في ديوانه ص 111، ط دمشق 1985 م.

[8]

باسناده ونصه في المصنف 9/405.

[9]

باسناده ونصه في المصنف 10/261- 262.

[10]

المصنف 5/269.

ص: 148

الكلام فيه، فضرب له زيد بن ثابت مثل شجرة نبتت فانشعب منها غصن، فانشعب من الغصن/ غصنان، مما جعل الغصن الأول أولى من الثاني، وقد خرج الغصنان من الغصن الأول، ثم سأل عليا، فضرب له مثل واد سال فيه سيل، وانشعب منه شعبة، ثم انشعبت شعبتان. فقال: أرأيت لو أن ما في هذه الشعبة الوسطى يبس، أكان يرجع إلى الشعبتين جميعا [1] .

أخبرنا الثوري عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن رجلا كان به جدري، فخرج إلى البادية يطلب دواء، فلقي رجلا، فنعت له الأراك يطبخه بأبوال الإبل، وأخذ عليه أن لا يخبر به أحدا، ففعله فبرأ، فلما رآه الناس سألوه، فأبى أن يخبرهم، فجعلوا يأتونه بالمريض يلقونه على بابه، فسأل ابن مسعود فقال: لقيت رجلا ليس في قلبه رحمة لأحد، أنعته للناس.

عن ابن عيينة، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، قال: أتت امرأة عمر فقالت: يا أمير المؤمنين، زوجي خير الناس، يقوم الليل، ويصوم النهار، فقال كعب بن سور [2] : ما رأيت كاليوم شكوى أشد ولا عدوى أجمل، فقال عم: ما تقول؟ قال: تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب، قال: فاذا فهمت ذلك فاقض بينهما، قال: يا أمير المؤمنين، أحلّ الله له من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلها من كل أربعة أيام يوم يفطر ويقيم عندها، ومن كل أربع ليال ليلة يبيت عندها، أخرجه ابن سعد [3] .

قال بعضهم [4] : [الوافر]

إذا لم تكن ملكا مطاعا

فكن عبدا لخالقه مطيعا [5]

وإن لم تملك الدنيا جميعا

كما تختار فاتركها جميعا

وقال آخر [6] : [الخفيف]

إن مدحت الخمول نبّهت أق

واما عليه فسابقوني إليه

هو قد دلني على لذّة العي

ش فما لي أدلّ غيري عليه [7]

[1] المصنف 10/265- 266، وفي ب: الشعبتين معا.

[2]

كعب بن سور بن بكر الأزدي: قاضي البصرة لعمر بن الخطاب، ليس له صحبة، وهو من كبار التابعين، توفي سنة 36 هـ. (الإصابة 5/645) .

[3]

الطبقات 7/92، المصنف 7/149، الإصابة 5/646.

[4]

في الأصل صفحة 66 ب ليست موجودة، مفقودة.

[5]

في ع: لسيده مطيعا.

[6]

البيتان لابن الريان الموصلي في الدر الفريد 2/323.

[7]

في ط: أدل إلا عليه.

ص: 149