الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال آخر: [المتقارب]
خمولك يدفع عنك الأذى
…
فكن أبدا صاحبا للخمول
فكم صاعدا في ذرى شاهق
…
من المجد يهلك قبل النزول
وقال آخر: [الطويل]
ومن ترك الدنيا وأصبح زاهدا
…
فما للأذى يوما عليه سبيل
وقال بعضهم [1] : [الكامل]
إنّ العفيف إذا استعان بخائن
…
كان العفيف شريكه في المأثم
وقال آخر [2] : [الطويل]
إذا أنت حملت الخؤون أمانة
…
فانّك قد أسندتها شرّ مسند
أحاديث إعطائه صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه
أخرج الحاكم، من طريق محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، حدثني مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى القصاص من نفسه، في خدشة خدشها أعرابيا لم يقده [3] ، فأتاه جبريل، فقال: يا محمد، إن الله لم يمثك جبارا ولا مستكبرا، فدعا الأعرابي، فقال:(اقتصّ مني)، فقال الأعرابي: قد أحللتك، بأبي أنت وأمي، ما كنت لأفعل ذلك أبدا، ولو أتيت علي نفسي، فدعا له بخير [4] .
قال الحاكم: تفرد به أحمد بن عبيد بن ناصح، عن محمد، قال الذهبي، قال ابن عدي، أحمد بن عدي صدوق، وله مناكير، ومحمد ضعّف، وقال ابن سعد: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سواد بن عمرو [5] متلحفا [6]، فقال: خطّ خطّ، ورس ورس، ثم طعنه بعود أو بسواك في بطنه، فماد فى بطنه، فأثر في بطنه، فقال: القصاص يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(القصاص) ، وكشف عن بطنه، فقالت الأنصار: يا سواد، رسول الله، فقال: ما
[1] البيت دون نسبة في الدر الفريد 2/334.
[2]
البيت لعلي بن مسهر الكاتب في الدر الفريد 1/295.
[3]
في ب، ط، ل: لم يتعده، وفي ش: لم يتعمد.
[4]
المصنف للصنعاني 9/465.
[5]
سواد بن عمرو القارئ الأنصاري: روى عنه الحسن البصري، ومحمد بن سيرين. (الاستيعاب 2/673) .
[6]
ط: ملتحفا، وكذا في الطبقات 3/391 ط بيروت 1990.
لبشر على بشر من فضل، قال: وكشف له عن بطنه، فقبّله وقال: أتركها لتشفع لي بها يوم القيامة [1] . وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن به نحوه. وقال ابن سعد، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، إن عاملك فلانا ضربني مائة سوط، قال: قم فاقتص منه، فكلمه عمرو/ بن العاص في ذلك، فقال: ألا أقيد، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقيد من نفسه، قال: فدعنا فلنرضه، قال: دونكم فارضوه، فافتدى منه بمائتي دينار، عن كل سوط بدينارين. أخرجه عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، نحوه [2] .
قال أبو نعيم في المعرفة، حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا أحمد بن آدم غندر الجرجاني، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا سعيد بن أبي جمّان [3] الباهلي، حدثنا شبل بن نعيم الباهلي، حدثنا عبد الله بن أبي مسقيّة الباهلي، قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على بعيره، كأن رجله في غرزه جمّارة، فاحتضنتها، فقرعني بالسوط، فقلت القصاص يا رسول الله، فناولني السوط فقبلت ساقه ورجله.
ورواه أبو القاسم البغوي عن هارون الحمال، عن يعقوب بن محمد بأبسط من هذا، وقال عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد الصلاة، فأخذ رجل بزمام ناقته، فقال: حاجتي يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(دعني فستدرك حاجتك) ، ففعل ذلك ثلاث مرات، والرجل يأبي، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم السوط فضربه، وقال:(دعني فستدرك حاجتك، فصلى بالناس، فلما فرغ قال: أين الرجل الذي جلدت آنفا؟ فجاء، فقال له: (أدن فاقتصّ) ، فرمى إليه السوط، فقال: بل أعفو، فقال رسول الله/ صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده، لا يظلم مؤمن مؤمنا فلا يعطيه مظلمته في الدنيا، إلا انتقم له منه يوم القيامة)[4] .
وقال عبد الرزاق، أخبرنا محمد بن مسلم، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن سعد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاد من نفسه، وأن أبا بكر أقاد رجلا من نفسه، وأن عمر أقاد سعدا من نفسه [5] . وقال عبد الرزاق بن إبراهيم بن عمر، قال حدثني حفص بن ميسرة قال، أسنده لي فنسيت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج يوما عاصبا رأسه
[1] الطبقات 3/391، وباسناده مع تغيير في اللفظ في المصنف 9/466.
[2]
المصنف 9/468.
[3]
في حاشية ب: بضم الجيم وتشديد الميم، غير منصرف ويجوز صرفه.
[4]
باسناده وزيادة في المتن في المصنف 9/465- 466.
[5]
المصنف 9/469.