الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاج الدين محمد بن أحمد بن هبة الله بن قدس الأرمنتي المقري [1] : [الكامل]
احفظ لسانك لا أقول فان أقل
…
فنصيحة تخفى على الجلّاس
وأعيذ نفسي من هجائك فالذي
…
يهجى يكون معظّما في الناس
ضأبو طالب محمد بن الحسن الثقفي القزويني [2] : [الكامل]
بؤسا لدنيا أصبحت غدارة
…
من صار مغرورا بزينتها هلك
من رام فيها العيش غير مكدّر
…
فليطلبن سقفا سوى هذا الفلك
في تاريخ الصلاح الصفدي
لما بنى الشريف أبو الحسن محمد بن عمر الكوفي داره بالكوفة، كان فيها حائط [3] عال، فسقط من الحائط بنّاء وقام سالما، فعجب الناس، وعاد البنّاء ليصلح الحائط، فقال له الشريف: قد بلغ أهلك سقوطك، وهم لا يصدقون بسلامتك، فاذهب إليهم ليطمئنوا، وارجع إلى عملك، فخرج البنّاء إلى أهله مسرعا، فلما بلغ عتبة الباب، عثر فوقع ميتا. مات الشريف المذكور سنة تسعين وثلاثمائة.
قال محمد بن عيسى بن طلحة التيمي [4] : [الوافر]
ولا تعجل على أحد بظلم
…
فانّ الظلم مرتعه وخيم
ولا تفحش وإن ملّيت غيظا
…
على أحد فانّ الفحش لوم
ولا تقطع أخا لك عند ذنب
…
فانّ الذّنب يغفره الكريم
ولكن داو عواره برقع
…
كما قد يرقع الخلق القديم
ولا تجزع لريب الدهر واصبر
…
فان الصبر في العقبى سليم
فما جزع بمغن عنك شيئا
…
ولا ما فات ترجعه الهموم
قال أبو القاسم ابن ناقيا يرثي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي [5] : [الكامل]
أجرى المدامع بالدم المهراق
…
خطب أقام قيامة الآماق
[1] الوافي بالوفيات 2/148.
[2]
الوافي بالوفيات 2/350.
[3]
في ب، ل: حائطا. وهو لحن.
[4]
الأبيات في الوافي بالوفيات 4/296، معجم الشعراء ص 347.
[5]
البيتان مع ثالث في وفيات الأعيان 1/30.
ما لليالي لا تؤلف شملها
…
بعد ابن بجدتها أبي إسحاق [1]
قال ابن لنكك [2] : [الكامل]
قل للوضيع أبي رياش لا تبل
…
إن تاه يوما بالولاية والعمل
ما ازددت حين وليت إلا خسّة
…
كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل
قال الشهاب القوصي في معجمه [3] : أخبرني صفي الدين أحمد بن أسعد بن كريم الملك، أنه عزم على خدمة الملك المعز فرخشاه، فرأى في النوم هاتفا ينشده هذه الأبيات [4] :[الكامل]
يا أحمد اقنع بالذي أوتيته
…
إن كنت لا ترضى لنفسك ذلّها
ودع التكاثر بالغنى لمعاشر
…
أضحوا على جمع الدراهم ولّها
واعلم بأنّ الله جل جلاله
…
لم يخلق الدنيا لأجلك كلّها
قال أحمد بن بختيار الماندائي [5] : [الكامل]
خلق أرقّ من النسيم إذا سرى
…
سحرا على روض الربيع الزاهر
لو خالط البحر الأجاج أعاده
…
عذبا يروق صفاؤه للناظر
قال أبو العباس أحمد بن جعفر البديعي [6] : [الطويل]
ومن خدم السلطان أكرم نفسه
…
ولكنّه عمّا قليل أهانها
ومن عبد النيران لم ينتفع بها
…
ولم يلق إلا حرّها ودخانها
قال الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد التميمي الصقلي، يمدح علوم الحديث للشيخ تقي الدين ابن الصلاح، وقد قرأه على مؤلفه [7] :[المتقارب]
لقد صنّف الناس علم الحديث
…
وصانوه عن صورة الباطل
وذبّوا من الزور قول النبيّ
…
إمام الهداة الرضى العادل
ولم يلحقوا شأو هذا الكتاب
…
ولا سيب أفضاله النائل
فيمّم دقيق المعاني به
…
تجد ما يشقّ على الداخل
[1] في ب، ل: أبا إسحاق، وهو لحن، والنسخة ب رغم وضوح خطها فيها لحن وسقط، ونسخة ل منسوخة عنها.
[2]
قالهما في أبي رياش وقد ولي عملا بالبصرة، بغية الوعاة 1/409، يتيمة الدهر 2/352.
[3]
هو تاج المعاجم، ويقع في أربع مجلدات.
[4]
الوافي بالوفيات 6/245.
[5]
البيتان في الوافي بالوفيات 6/262.
[6]
الوافي بالوفيات 6/292.
[7]
الأبيات في الوافي بالوفيات 7/125- 126.
وجاد به للورى عالم
…
صريح التّقى ليس بالباخل
يفيد العلوم لطلابها
…
ويصفح عن زلّة الجاهل
فلا مثل لابن الإمام الصلا
…
ح لكشف الغوامض للسائل
فسقيا له ثم رعيا على
…
فوائد كالعارض الهاطل
ودام له السعد في نعمة
…
دوام الفضائل للفاضل
قال أبو مسعود [1] أحمد بن عثمان الخشنامي [2] : [البسيط]
وجاهل لجّ في مشاتمتي
…
ولم يكن مبقيا على جاهي
سكتّ عنه ولم أبال به
…
والحلم مما يزين أشباهي
وبين فكّيّ صارم ذكر
…
أغمده عنه خشية الله
وقال أيضا [3] : [الكامل]
يا واليا عزّ الولاية عزّه
…
فسطا لذاك على الأنام وتاها
أقصر فذلّ العزّ يتبع عزّه
…
عطر الولاية لا يفي بفساها
قال بشر بن المعتمر البصري [4] : [مجزوء الكامل]
إن كنت تفعل ما أقول
…
وما نقول فأنت عالم
أو كنت تجهل ذا وذا
…
ك فكن لأهل العلم لازم
أهل الرياسة من ينا
…
زعهم رياستهم فظالم
سهرت عيونهم وأن
…
ت عن الذي قاسوه حالم
لا تطلبنّ رياسة
…
بالجهل أنت لها مخاصم
لولا مقامهم رأي
…
ت الدين مضطرب العمائم [5]
قال بعض الشعراء ملغزا في اسم الظاهر بيبرس [6] : [السريع]
ما اسم إذا صحّفته فالطّر
…
د في التصحيف كالعكس
[1] في ب: أبو سعيد.
[2]
الأبيات في الوافي بالوفيات 7/180- 181.
[3]
الوافي بالوفيات 7/181.
[4]
الأبيات في الوافي بالوفيات 15/155.
[5]
في ب: الذي يضطرب.
[6]
بيبرس العلائي البندقداري الصالحي: الملك الظاهر صاحب الفتوحات والأخبار، تولى سلطنة مصر والشام توفي بدمشق سنة 676 هـ، وعلى قبره أقيمت المكتبة الظاهرية، وقد سبقت ترجمته مفصلة.
لا يختفي لما غدا ظاهرا
…
حتى على الدينار والفلس [1]
قال جعفر بن أحمد العلوي الأديب المصري في طفاءة القناديل: [مجزوء الرجز]
طفاءة تنفث في
…
وسط القناديل الهبا
كأنّها نعامة
…
تلقط منها لهبا
قال جبريل بن صارم الصعبي [2] : [البسيط]
لا غرو إن أضحت الأيام توسعني
…
فقرا وغيري بالإثراء موسوم
فالحرف في كلّ حال غير منتقص
…
ويدخل الاسم تصغير وترخيم
وقال أبو سعد بدر بن الخضر السروي الشافعي، وقد قرأ التنبيه على مؤلفه الشيخ أبي إسحاق [3] :[الكامل]
يا كوكبا ملأ البصائر نوره
…
من ذا رأى لك في الأنام شبيها
بغداد تاه على البلاد لكونه
…
فيه إمام للعلوم نبيها
ذمر إذا ما سلّ سيف لسانه
…
يوم الجدال عقولنا يسبيها [4]
كانت خواطرنا نياما برهة
…
فرزقن من تنبيهه تنبيها
روى ابن عساكر في تاريخه: عن بكير بن ماهان، أنه قال: يلي من ولد العباس أكثر من ثلاثين رجلا منهم يسمون باسم واحد، وثلاثة باسم واحد، يفتتح أحد الثلاثة القسطنطينية [5] .
قال سبط بن الجوزي في مرآة الزمان: قد ولي من ولد العباس الآن ستة وثلاثون خليفة، اتفقت منهم ستة أسماء كما ذكر بكير، وهم: المستعين، والمعتمد، والمعتضد، والقادر، والمستظهر، والناصر، كل واحد منهم اسمه أحمد، ولم يتفق منهم ثلاثة أسماء، ونرجو أن يتفق ذلك، ويكون فتح القسطنطينية علي يد الثالث، فان الخلافة باقية في بني
[1] في نسخة ب: جاء البيت الثاني أولا.
[2]
البيتان أنشدهما ابن القطيعي لابن صارم الصعبي في شذرات الذهب 5/3.
[3]
أبو إسحاق الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزأبادي الشافعي الذي كان ينتسب إليه صاحب القاموس، له كتاب التنبيه، وكتاب المهذب، وطبقات الفقهاء، واللمع، وغيرها، توفي ببغداد سنة 476 هـ. (وفيات الأعيان 1/4، اللباب 2/232، طبقات السبكي 3/88) . والأبيات في الوافي بالوفيات 15/90- 91.
[4]
ذمر: الذمر الشجاع، والظريف اللبيب المعوان، والداهية، والجمع أذمار.
[5]
القسطنطينية: عمرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه، بينها وبين عمورية ستون ميلا، واسمها اسطنبول، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، لها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلي الشرق والشمال، وجانباها الغربي والجنوبي في البر. (ياقوت: القسطنطينية) .
العباس [1] إلى يوم الدين، بالحديث الثابت، انتهى [2] .
قال العماد الكاتب [3] : [الخفيف]
هي كتبي فليس تصلح من بعدي
…
لغير العطّار والإسكافي
هي إمّا مزاود للعقاقير
…
وإمّا بطائن للخفاف
قال أبو الحسن محمد بن أحمد المغربي [4] راوية المتنبي، أخذت قول المتنبي [5] :[البسيط]
كفى بجسمي نحولا أنني رجل
…
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
فلم أدع منه لغيري زيادة، وقلت:[الوافر]
…
عدمت من النحول فلا بلمس
يكيفني الوجود ولا العياني [6]
…
ولولا أنني أذكى البرايا
لكنت خفيت عنّي لا أراني
قال: واختفائي عني أبدع من اختفائي عن غيري وأبلغ [7] .
قال أبو سعد محمد بن أحمد العميدي الأديب [8] : [الوافر]
إذا ما ضاق صدري لم أجد لي
…
مقرّ عبادة إلا القرافه
لئن لم يرحم المولى اجتهادي
…
وقلّة ناصري لم ألق رافه
قال أبو علي محمد بن أحمد بن الوليد الحنفي [9] : [السريع]
أيا رئيسا بالمعالي ارتدى
…
واستخدم العيّوق والفرقدا
ما لي لا أجري على مقتضى
…
مودة طال عليها المدى
إن غبت لم أطلب وهذا
…
سليمان بن داود نبي الهدى
[1] في ب، ط، ل: في يد بني العباس.
[2]
الرواية كاملة في الوافي 15/273- 274.
[3]
البيتان في الوافي بالوفيات 1/136.
[4]
محمد بن أحمد بن محمد المغربي: أبو الحسن، رواية المتنبي، أحد الأئمة الأدباء والأعيان الشعراء، خدم سيف الدولة، له ذكر في مصر والعراق، جالس الصاحب بن عباد وأبا الفرج الأصبهاني، من تصانيفه (الانتصار المنبي على فضل المتنبي) وكتاب (تذكرة النديم) ، و (الرسالة الممتعة) ، و (أشعار الندماء) وله ديوان شعر، توفي سنة 400 هـ. (معجم الأدباء 17/127- 128، يتيمة الدهر 4/18، الوافي بالوفيات 8/156) .
[5]
ديوان المتنبي شرح العكبري 4/186.
[6]
في ع: قنعت من النحول.
[7]
معجم الأدباء 17/128.
[8]
البيتان في أنباه الرواة 3/46- 47.
[9]
الأبيات في الوافي بالوفيات 4/484- 85.
تفقّد الطير على ملكه
…
فقال مالي لا أرى الهدهدا
قال الإمام أبو بكر الشاشي المستظهري الشافعي، صاحب الحلية، أورده الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخ بغداد، بسنده إليه [1] :[الطويل]
مدحتكم أرجو فواضل برّكم
…
فما نالني منكم نوال ولا برّ
وكنت أرجّي كشف ضرّي عندكم
…
فقد زاد عندي مذ عرفتكم الضّرّ
سأرحل لم أظفر لديكم بطائل
…
وكفّاي ممّا كنت آمله صفر
لحا الله دهرا سدتم فيه أهله
…
وأفضي إليكم فيهم النهي والأمر [2]
فلم تسعدوا إلا وقد أنحس الورى
…
ولم ترأسوا إلا وقد خرف الدهر
إذا لم يكن نفع وضرّ لديكم
…
فأنتم سواء والذي ضمّه القبر
قال أبو بكر الزبيدي النحوي [3] : [مجزوء البسيط]
لا تحسبيني صبرت إلا
…
كصبر ميت على النزاع
ما خلق الله من عذاب
…
أشدّ من وقفة الوداع
كان جميل بن محمد البغدادي إذا أراد الركوب في كل يوم يقول: اللهمّ إني أعوذ بك من السبّع، فقيل له: أنت تركب في الكرخ، وأي سبع في الكرخ؟ فقال: لو أردت ذلك لقلت: السّبع، ولكني أستعيذ من سبع خصال وأضمرها، وهي: السعي الخائب، والريح الغائب، والحائط المائل، والميزاب السائل، ومشحمات الروايا، والمطايا التي تحمل البلايا، والتهور [4] في البلاليع والركايا [5] . وكان أبو العيناء [6] يقول إذا خرج من بيته: اللهم إني أعوذ بك الركاب والركب، والآجرّ والحطب، والروايا والقرب [7] .
[1] الأبيات في الوافي بالوفيات 2/74.
[2]
في ع: وأفضى إليهم فهم النهي والأمر.
[3]
الشعر في الوافي بالوفيات 2/351، من قصيدة كتبها الزبيدي إلى جارية له تدعى سلمى، وذلك حين أراد الرجوع إلى أشبيلية، فلم يأذن له المستنصر، ومطلعها:
ويحك يا سلم لا تراعي
…
لا بدّ للبين من زماع
[4]
التهور: السقوط والهلاك.
[5]
ورد النص كاملا في الوافي بالوفيات 11/186.
[6]
أبو العيناء: محمد بن القاسم بن خلاد، أديب فصيح من ظرفاء الناس مليح الكتابة خبيث اللسان، كفّ بصره، توفي بالبصرة سنة 283 هـ. وقد سبقت ترجمته مفصلة.
[7]
وفيات الأعيان 1/504- 505، الوافي بالوفيات 11/186.
قال ناصر الدين الحسن بن شاور بن النقيب، أنشده أبو حيان قال: أنشدنيه لنفسه [1] : [السريع]
ما كان عيبا لو تفقدتني
…
وقلت هل أتهم أو أنجدا
فعادة السادة مثلك في
…
مثلي أن يفتقدوا الأعبدا
هذا سليمان على ملكه
…
وهو بأخبار له يقتدى
تفقد الطير وأجناسها
…
فقال ما لي لا أرى الهدهدا
قال بعضهم في قاض معتزلي بخيل: [المتقارب]
وقاض لنا خبزه ربّه
…
ومذهبه أنّه لا يرى
قال أبو طالب الحسن بن أبي الدلائي [2] : [الخفيف]
اجعل العلم يا فتى لك قيدا
…
واتق الله لا تخنه رويدا
لا تكن مثل معشر فقهاء
…
جعلوا العلم للدراهم صيدا
طلبوه فصيّروه معاشا
…
ثم كادوا به البرية كيدا
فلهذا صبّ البلاء علينا
…
مستحقّا ومادت الأرض ميدا
قال أبو محمد حمد بن حميد [3] بن محمود الدنيسري، أورده ابن النجار [4] :[الطويل]
روت لي أحاديث الغرام صبابتي
…
باسنادها عن بابه العلم الفرد [5]
عن الدمع عن طرفي القريح عن الجوى
…
عن الشوق عن قلبي الجريح عن الوجد
كتب شرف الدين بن ريان إلى الصلاح الصفدي لغزا في المئذنة: ما اسم، إن قصد تصريفه فهو مصروف، وإن طلب وجد في جملة الظروف، خماسي وليس فيه إلا أربعة حروف، حار النحوي في تصريفه، وعجز عن تأليفه، مفعول وهو مرفوع، محمول وهو موضوع، مبني دخله الإعراب، مرفوع وهو باق/ على الانتصاب، يقبل التصغير والتكبير، وفيه التأنيث والتذكير، لا يصح فيه معنى العطف، ولا يدخله من الحركات إلا الوقف، لا يستعمل إلا في النداء، ولا يعرب إلا وهو باق على البناء، وفيه نوعان من
[1] الخبر والشعر في فوات الوفيات 1/233. ورواية البيت الثاني فيه:
فعادة السادة من قبل أن
…
يفتقدوا الأتباع والأعبدا
[2]
الخبر والأبيات في الوافي بالوفيات 12/238.
[3]
في ط: عمر بن حميد.
[4]
بغية الوعاة 1/546.
[5]
في ع: عن بانة العلم.
أدوات الشرط والجزاء، له هيئة إلى التبصرة مفتقرة، وشكل خطوط في الهندسيات معتبرة، وأضلاع قامت من البسيطة على كرة، وزوايا قائمة، حدثت على منفرجة، ومعان دقيقة زادت على درجة، والفقيه يرى أنه محرم الابتياع، ويندب إلى المناداة عليه شرط الاتباع، مع أنه عين طاهرة يصح بها الانتفاع، كم صلى خلف إمام، واقتدى به وهو إمام، حينا يوجد في الشام، وحينا في بيت الله الحرام، وحينا تراه قائما في ظلام الليل والناس نيام، والعروضي يعلم أنه بيت برع حسنا، واستقام وزنا، نظم على البسيط وهو طويل، وركّب من سببين خفيف وثقيل، يتزحف بحذف فاصلة صغرى، ويتغير وزنه فترى منه كسرا، خمساه حرف من الحروف، وبعضه في بعضه يطوف، وإن/ حذف أوله فباقيه بلد معروف، ومع ذلك فكل حرف منه ساكن يصح عليه الوقوف، وفيه أعمال اقتصرت عنها، واختصرت منها، خيفة الملل، وتخفيفا في العمل، وقد قصدت بيان الجناب، ورصدت إتيان الجواب.
فكتب الصلاح الصفدي [1] : [البسيط]
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به
…
كأنّه علم في رأسه نار
لحقيق بأن يصفه مولانا وصف الخنساء، ويعد محاسنه التي أربت كثرتها على رملة الوعساء، ويستغرق أوصافه التي استوعب في سردها، ويركض في ميادين البلاغة على مطهمات نعوته وجردها، حتى أبدع في مقاصده التي وقف لها كل سائل، وقال فلم يترك مقالا لقائل، وفتح بابا ليس للناس عليه طاقة، وأصبح في التقدم لعصابة الأدب رأسا، والناس ساقة، لا جرم أن هذا الملغز فيه قال بعض واصفيه:[الخفيف]
علم مفرد فان رفعوه
…
رفعوه قصدا لأجل البناء [2]
أنثوه ومنه قد عرف التذ
…
كير فانظر تناقض الأشياء
وأما المملوك فيقول فيه: إنه صاحب الرباط والزاوية، والمقام الذي يقال لقاعدته الجبل يا سارية، والقسمة التي هي على صحة الاختلاف متساوية، كم في الزوايا منه خبيّة حنيّة، وكم علق عليه درية من الكواكب الدرّيّة، كم رأى الناس في قيامه في قاعدة، وكم لشهادته من كلمة إلى العرش صاعدة، وكم تليت على الصخر منه آية من المائدة، يكاد من علاه يسامر النجوم في الدجنّة، ويرقى في كل حين، وليس به في الناس جنّة، هلاله لا يزيد ولا ينقص في الطرف، وراقيه يعبد الله فيه على حرف، قد حسن منه عكسه المصحّف، وعظم قدره في البناء فلا يدع إذا تشرّف، عجب العروضي من بسيطه الطويل الوافر،
[1] ديوان الخنساء ص 80.
[2]
في ع: لأجل النداء.
ووقف على ساق واحدة وكم له من حافر، واستقام خطه وفيه الدائرة، وشاهدنا القرنصة فيه وهو غير طائر، وأقام مكانه ونداؤه لسائر المسلمين، يجيب نداءه المملوك والملائك، ويرى من يعلوه وهو متكىء على الأرائك:[الطويل]
إذا ما اطمأنّت دونه السحب إنه
…
له همّة لم ترض إلا التناهيا
وحسبك أنّ القائمين بحقّه
…
يحوزون في الدارين منه المعاليا
شهادته ما ردّها غير كافر
…
ويقبلها من كان بالحقّ قاضيا
تقول معاني الطبّ يا عجبا له
…
يصحّ وقد ضمّت حشاه المراقيا
قال وجيه الدولة ابن حمدان [1] : [البسيط]
قالت لطيف خيال زارني ومضى
…
بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلفته لو مات من ظمأ
…
وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت الوفا في الحب شيمته
…
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
قال مهذب الدين أبو الغنائم سالم بن سعادة الحمصي الشاعر [2] : [مجزوء الكامل]
خود كأنّ بنانها
…
في خضرة النقش المزرّد
سمك من البلّور في
…
شبك تكّوّن من زبرجد
دخل زيادة الله بن عبد الله التميمي، صاحب القيروان، في طاعة المكتفي، وأهدى إليه هدايا، من جملتها عشرة آلاف درهم، في كل درهم عشرة دراهم، وألف دينار، في كل دينار عشرة دنانير، وكتب على كل درهم في أحد وجهيه [3] :/ [الكامل]
يا سائرا نحو الخليفة قل له
…
أن قد كفاك الله أمرك كلّه [4]
بزيادة الله بن عبد الله سي
…
ف الله من دون الخليفة سلّه
وفي الوجه الآخر:
ما ينبري لك في الشقاق مخالف
…
إلا استباح حريمه وأذلّه
من لا يرى لك طاعة فالله قد
…
أعماه عن سبل الهدى وأضله
[1] وجيه الدولة: ذو القرنين بن حمدان بن ناصر الدولة التغلبي، أمير شاعر من أهل دمشق، ولي إمرتها سنة 401 هـ، وعزل عنها فرحل إلى مصر فولاه الظاهر العبيدي الاسكندرية وأعمالها، فأقام بها عاما، وعاد إلى دمشق فاستقر فيها أميرا، له ديوان شعر، توفي بمصر سنة 428 هـ. (معجم الأدباء 4/201، وفيات الأعيان 1/181، النجوم الزاهرة 5/27، مرآة الجنان 3/51) . الأبيات في يتيمة الدهر 1/92.
[2]
البيتان في الوافي بالوفيات 15/81.
[3]
الأبيات في الوافي بالوفيات 15/19- 20.
[4]
في ع: أن قد كفاه الله.