الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن الأمة العربية المسلمة لها من ماضيها المشرق الذي أناره وبيضه الإسلام العظيم - ما يكفيها ويسد حاجتها عن كل تشريع كيفما كان مصدره ومغزاه، فهي غنية بنظام الإسلام ودقته، لذلك فهي ليست في حاجه إلى أن تجلب من خارج حدودها مذاهب لا تشبه ما عندها - بل تخالفها تماما - من نظم وقوانين إسلامية محكمة، بل تحارب هذه القوانين الإسلام ونظمه في بلده وفوق تراب أرضه.
الفصل الثاني: ما نتج عن توريد المبادئ الأجنبية الهدامة
.
وقد نتج عن استيراد النظم الأجنبية - سواء أكانت شيوعية أو غيرها بواسطة عملائها - نتج تحول عن ماض مجيد إلى حاضر سيئ، أو إلى مستقبل أسوأ.
فقد رآى الناس المدركون للواقع الهوة السحيقة التي انحدرت إليها الأخلاق الفاضلة، فصارت الأعراض تستباح بعناوين براقة، خلابة للألباب، مثل التطور العصري، ولحوق الركب الحضاري، وترك الجمود والجامدين، والتحول الاجتماعي، والقضاء على التخلف، والانعتاق، إلى آخر ما سمعناه، ولا زلنا نسمعه - دوما - من أفواه الأبواق المرددة له والداعية إلى ذلك فهي أقوال حلوة في الظاهر مرة في الباطن، وقالوا عنها إنها أفكار - تحررية - فقد تحررت من الدين والأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام، كما هي أيضا خلق الشرائع السماوية السابقة، فهي تحررت - في زعمها - من الدين، ووقعت في أسر وعبودية الشيطان والشهوات، وما هذه الدعاية في الواقع إلا مثل السم يوضع في الدسم ليسهل ابتلاعه، ومن وراء ذلك كله تكمن الحقيقة، وتختفي النفوس المريضة الشريرة المدنسة بدنس الإلحاد والزندقة، فنتج من ذلك كله الفوضى، والنفاق، والخبائث والكفر بالدين، وبالماضي، ونكران لجهاد الجدود، وغير ذلك.
هذه هي النتيجة الحاصلة من توريد المذاهب والنزعات الهدامة، كفران بالماضي، وقطع الصلة بتاريخ الجدود النير.
الفصل الثالث: الصحافة تنشر ما يساعد على بعث المزدكية
.
ومن البلايا أن بعض الصحف تنشر ما يساعد على فساد الأخلاق، ويدعو
إلى المذهب المزدكي بالآراء والصور القبيحة - بلا مراقبة عليها - كصور الفرق الرياضية للإناث على أوضاع لا تقرها الآداب العرفية والأخلاق الحسنة، ولا القوانين الإنسانية العادلة، يسود بياضها بعض الصبيان الأغرار الذين أسموا أنفسهم - صحافيين - وما أنزلهم هذا المنزل إلا قلة خبرتهم بما يكون عليه الصحفي الواعي لمسؤوليته، يضاف إلى ذلك الطمع، مع التشجيع المطلق، والترغيب الكامل، بما كتبوا ولو كذبوا على الحقيقة والواقع.
على حساب من يا ترى كل هذا؟ ومن هو الفائز المجلى في حلبة السباق .. ؟
لا ريب أنه الشيطان عدو الإنسان، فقد وجد في هؤلاء الأعوان ضالته المنشودة، فهم دعاة له مخلصون، أراحوه من عناء الإغراء والوسوسة، فجلس بعيدا - مرتاحا - قرير العين بعمل هؤلاء الأعوان المتطوعين الصادقين.
إن الصحفي الحري بهذا اللقب هو ذلك الذي إذا كتب حرر وما غرر، يفخر ويعتز بمهنته، فهو لا يكتب إلا عن يقين وصدق، وهو يعرف أن هذه المهنة تعلو بصاحبها إلى أسمى وأعلى منازل العظماء الذين بذلوا حياتهم في تنوير عقول قارئيها، فحازوا بذلك ثناء القراء وإعجابهم بأفكارهم النيرة وأقلامهم الحرة النزيهة، إذا كتبوا درسوا الموضوع درسا وافيا، بعيدا عن الأغراض الرخيصة والمطامع الخسيسة، لا يكتبون إلا للحقيقة، لعلمهم بأن وراء ما يكتبون قراء نقادا، لم يكونوا من الغباوة والبلاهة بحيث يصدقون بالكذب ويؤمنون بالبهتان.
فهل عندنا صحافيون من هذا الطراز
…
؟؟؟
وبالعكس من ذلك، تنزل مهنة الصحافة ببعض أصحابها إلى دركات الهوان فيذهب ما يسودونه بذهاب وقته، لا يؤثر ولا يفيد إلا بقدر ما يناله الكاتب من أجر حقير لقاء ما قدم، وهذا راجع إلى الإحساس بالكرامة المهنية وعزة النفس الإنسانية.
هو - أيضا - ذلك الصحافي الذي يعلم أن مركب الصحافة مركب صعب وخطير، غير مذلل إلا للفرسان القادرين على ركوب متنها - وهو أيضا - يعرف أن الصحافة منزلتها منزلة الملك المتوج، فهي تأمر وتنهى، وتولي وتعزل، كما فعلت - أخيرا - برئيس الولايات المتحدة (نيكسون) فقد حملت عليه حملة شديدة وفضحته فضيحة منكرة ولم تسكت عنه حتى أنزلته من فوق