الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهم بدل العقيدة الدينية، فياله من ضلال واضح، فالاتحاد السوفياتي لا يسمح بالدعاية للأديان والعمل على نشرها، بل بالعكس من ذلك يسمح للدعاية ضد الأديان ويشجعها وهذا المبدأ معروف للجميع، أما الدعاية الماركسية فقد غزت البلدان الإسلامية بواسطة عملائها من أساتذة في الثانويات والجامعات ومراكز الفنيين وغيرهم، هكذا نشاهد شباننا الأغرار يقعون فريسة لهذه الدعاية المضللة، حتى توصلوا بتلك الدعاية إلى تمزيق القرآن وحرقه، والمسؤولون لم يحركوا ساكنا، جاء في الدستور السوفياتي المادة "124" بالحرف (كما أن حرية الدعاية المضادة للأديان مضمونة لكل مواطن) فحرية الكفر مسموح بها أما حرية الفكر فممنوعة، هذا ما شاهدناه في البلدان الاشتراكية.
الفصل الرابع: لمن هذه الأصوات
…
؟ وما شأنها
…
؟
أصوات ترفع بين الحين والآخر وكتب تظهر كذلك مدعية أنها تدافع عن الإسلام الذي قتله المتعصبون - يعنون بهم العلماء - وما دفاعهم في الواقع إلا قتل للإسلام وعقيدته وأخلاقه، باسم الدفاع عنه، إذ كيف يدافع المدافع عن شيء وهو غير مؤمن به.
من هذه الفصيلة التي رفعت صوتها لتدافع به عن الإسلام - وهي غير مؤمنة به - امرأة ورجل، ادعيا أنهما جزائريان، أما المرأة فقد سودت بياضا وسمته كتابا - أو سود لها - بالفرنسية وسمته (المرأة الجزائرية) وملأته بالترهات والأباطيل على الإسلام وعلى الأخلاق الإسلامية، قاصدة بذلك دعوة المرأة الجزائرية المسلمة إلى نبذ الإسلام القديم المتعصب لأنه لا يوافق على اختلاط الرجال بالنساء، كما لا يوافق على أن تذهب المرأة إلى حيث تشاء من غير أن يمنعها وليها من ذلك، إلى غير هذا من الرغبات الشيطانية، فقد ظهر مما أذاعته أنها صنيعة للماركسية تخدم دعوى الملاحدة - قياسا على نفسها - وإن ادعت أنها تدافع عن المرأة الجزائرية - والمسلمة أيضا - والاسم الذي أعطته لنفسها (فضيلة مرابط) والاسم مستعار.
فلو درست هذه المرأة الإسلام دراسة ولو كانت قليلة - كما درست الماركسية - وأحرى إذا كانت دراستها عميقة باحثة عن الحقيقة في غير كتب خصوم الإسلام، لو فعلت ذلك لوصلت إلى الحقيقة، وعرفت ما هو الإسلام
وطهارته ونزاهته، ولذاقت حلاوته التي لا توجد في غيره، أو لو تخلقت بأخلاقه، وتأدبت بآدابه لعرفت فضل الإسلام على البشرية كلها، ودعوته إلى الخير والفضيلة، وأيضا لو كانت زوجا لرجل مسلم - نشأة وعقيدة - لما تجرأت على الكلام في شيء تجهله، ولما جاءت بالبهتان والافتراء، مما دل على بعدها عن مبادئ الإسلام البسيطة، وعلى سوء قصدها، ويكفي دليلا على جزائريتها أنها تركت الزواج من خطيبها الجزائري المسلم وتعلق قلبها برجل فرنسي - شيوعي - قالوا عنه أنه أسلم وتسمى باسم بطل من الأبطال المسلمين - طارق بن زياد - ولم يظهر عليه شيء قليل من الإسلام، ويقال أيضا أنه أعان الثورة الجزائرية، ومن مظاهر إسلامه أنه كان يغري تلاميذه - وكان أستاذا في إحدى الثانويات بعاصمة الجزائر - بالإفطار في نهار رمضان، ويقول لهم من يفتح نافذة الحجرة أعطيه سيجارة يدخنها الآن، أما زوجته تلك فقد كانت تشبع المؤذن للصلاة - وكانت معلمة هي الأخرى مع زوجها في نفس الثانوية، وكانت نافذة حجرتها قريبة من المسجد - شتما وإهانة وتصفه بالحمار الخ، ولو كانت هذه المرأة في بلد يحمي الدين ويرعاه، أو يتتبع باهتمام ما يكتب عنه لما ترك هذه المرأة تعبث وتسخر بعقيدة الشعب الجزائري، من غير محكمة قانونية، لأن دين الشعب الجزائري الذي من أجل تحريره دفع دماء وأرواح أبنائه - إنما هو الإسلام - والإسلام وحده - ولأن دين الدولة الجزائرية هو الإسلام، كما هو مسطر في الدستور الجزائري الذي كتبه الشهداء بدمائهم قبل أن يكتبه النواب بحبر أقلامهم.
وكانت هذه المرأة قد أعطت تصريحا - مع زميلات لها على مبدئها - إلى التلفزة الفرنسية عن المرأة الجزائرية المسلمة، فرأت وزارة التعليم - التي هي عاملة فيها وإليها يرجع النظر في شأنها - أن ذلك التصريح فيه تهجم على الإسلام وعلى المرأة الجزائرية، فأوقفتها عن التعليم - كما أوقفت بطلها - غير أن المرأة طالبت الوزارة - شرعا - فحكمت المحكمة لفائدتها، وأعيدت إلى عملها لتستمر في تضليل التلامذة، أما الأن فقد فارقت الوطن مع بطلها.
وأما الرجل فهو كاتب خيالي قصصي، تعود أن يزين ما يكتبه بخياله وتزيينه وتزويقه وتزويره كي يجلب القراء لما يكتبه وينشره، فهو في حقيقة الواقع بعيد عن فهم الإسلام وما يدعو إليه من عقيدة سليمة وطهر وتطهير للأفكار من رواسب الجهالة والإلحاد، يؤيد ذلك الدليل والعقل والواقع.
فقد كتب هذا الكاتب في صحيفة أسبوعية، جزائرية الطبع والصدور فرنسية اللسان والأفكار، لا تكتب عن الأحداث الدينية إلا قليلا، وإلا إذا أرادت أن تحتقر.
كبر على هذا الكاتب أن يرى ويسمع ما يغيظ إبليس ويزعجه ويهرب منه عند سماعه، كبر عليه أن يرى مآذن المساجد مشيدة عالية، منها يرتفع صوت المؤذن داعيا المؤمنين بربهم إلى الصلاة، إلى طاعة ربهم، إلى مخالفة إبليس في وساوسه، إلى الخير والفلاح، إلى توحيد الله خالق هذا العالم بما فيه، إلى الشهادة والإقرار بأن الله واحد في ألوهيته، لا شريك له في ربوبيته، وبأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول مرسل من الله، إلى عباد الله، إلى آخر ما في كلمات النداء من معان، والمؤمن الصادق في إيمانه إذا سمع المؤذن يدعو الناس إلى الصلاة امتلأ قلبه خشوعا وحضر فكره الشارد في متاهات المادة والحياة البشرية المعقدة، وذكر ربه بكل إجلال واحترام، وأسرع إلى أداء ما فرضه عليه ربه في دينه، إلى أداء عادة هي أجل وأعظم ما في الشريعة الإسلامية من فروض وطاعات - بعد كلمة الشهادة - وهي الصلاة، أحب القربات إلى الله تعالى، وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى صالح المؤمنين، وهي الفارق بين الكفر والإيمان، كما ورد في الحديث النبوي الشريف.
هذا الرجل أو هذا الكاتب دفعه جهله بحقيقة الإسلام وإلحاده المنبعث من سوء تربيته إلى أن يكتب في صحيفة أسبوعية تصدر باللسان الفرنسي في الجزائر، ويظهر مما كتبه أنه مدفوع إلى التهجم على الإسلام.
والصحيفة هي: (أكتياليتي الجريان) أي - أخبار الوقت الجزائرية - مظهرا بما كتبه بغضه لمشاهدة آثار الإسلام باقية وماثلة أمام بصره - كالقذى في عينيه - فهو يريد أن تزال الصوامع وتنسف وتهدم حتى لا يبقى لها أثر في الوجود، وحتى لا يتأذى برؤيتها - كما يتأذى الشيطان من سماع صوت المؤذن من فوقها فيفر هاربا إلى حيث لا يسمع صوته - لأنها علامة الإسلام، وهو لا إسلام له.
هذا الكاتب لقبه واسمه هكذا: (كاتب ياسين) والصحيفة التي كتب فيها ما سأذكره تحمل عدد (77) بتاريخ 9 أفريل سنة - 1967 - كتب مستهزئا وساخرا تحت عنوان (كلاب الدوار) ما جبلت عليه نفسه الحقيرة، والعنوان
وحده كاف في التعبير عن مراده، والكلاب جمع كلب وهو الحيوان المعروف، أما الدوار في الجزائر فإنه يطلق على وحدة سكنية تشبه القرية الصغيرة تجمع عددا من السكان يكونون - عادة - من عائلات متقاربة في النسب (والدوار بضم الدال وتخفيف الواو).
kateb Yacine : les chiens du douar
كاتب ياسين يقول في المؤذنين: كلاب الدوار
ومن هم كلاب الدوار في نظر كاتب ياسين؟ هم المؤذنون الذين يرفعون أصواتهم - من أعلى الصوامع - عند دخول وقت كل صلاة، يدعون المؤمنين إلى أداء فريضة الصلاة التي فرضها الله على عباده المؤمنين قائلين - الله أكبر - والأذان علامة على أن البلد بلد إسلامي، وضم إلى ذلك العنوان الساخر في وجه الصحيفة سورة كلب ينبح وصومعة وصاروخين لتطابق السورة العنوان، أحد الصاروخين انطلق في الفضاء وفارق الأرض والآخر بدأ في الانطلاق، والصاروخان من الصواريخ التي صنعت حديثا والتي تطلقها أمريكا في الفضاء، وهي من صنع البشر، وإلى الجانب من صور، الصاروخين سورة صومعة مسجد، تشبه صوامع الحرم المكي أو الحرم المدني، وهي ثابتة في مكانها، وكتب فوق الصور - ساخرا متهكما من مئذنة المسجد - قائلا:(الصاروخ الذي لا ينطلق).
une fusée qui ne démarre pas
ويقول في الصومعة: الصاروخ الذي لا ينطلق
والصحيفة التي تحمل ذلك العنوان الساخر مع الصور بيعت هنا في الجزائر تحت نظر السلطة، ولم تصادر وتحجز، بل وتمنع من الصدور على ما فعلت من جرح شعور الأمة في دينها ومسجدها ومؤذنيها، كما تباع هنا مجلات أجنبية فيها صور تحمل معها السفه والمجون، من غير حجز ولا مصادرة ولا منع، فهي ما دامت لم تمس سياسة وسلطة البلاد فلا حرج عليها، ولو سخرت من دين الأمة وعقيدتها.
نقول لهذا الكاتب الملحد
…
ولأمثاله الكثيرين
1 -
إن الصومعة علامة على المسجد، والمسجد في الإسلام كما هو بيت عبادة الله الخالق، هو أيضا مركز تهذيب وثقافة وتعليم وتربية - ومن غير شك أنك تجهل هذا - وكم أخرج المسجد من رجال عظماء، وفطاحل نجباء، أناروا الطريق للسائرين في متاهات الحياة، وأرشدوهم لما فيه السلامة والنجاة، أمثال المجاهد البطل الأمير عبد القادر، والشيخ عبد الحميد ابن باديس وغيرهما لم تخرج أمثالهما الجامعات يا مسكين
…
2 -
لماذا لم تقل ما قلته في صوامع الكنائس المسيحية التي هي عنوان الاستعمار وأثر من آثاره التي تركها في البلاد والتي تحمل أجراسا عظيمة تدق دقا شديدا كلما دعت المناسبة لدقها؟ وأنت تسمع دقاتها، وتشاهد بناءها عاليا في الفضاء، نقول هذا لمجرد التنبيه لا غير، وإلا فلكل دين شعائره ومميزاته.
وهكذا نرى بعض - ربائب - الاستعمار الذين تغذوا بلبانه، وتربوا في أحضانه، وأشربوا في قلوبهم حبه وحب أخلاقه، فذهب وتركهم في هذا الوطن - بعد أن أخرج منه - يقومون بنفس المهمة التي كان يقوم بها - ولربما أكثر - وهي محاولته القضاء على الإسلام، فهم على آثاره يهرعون، وإلى مرضاته يسرعون، ومن أجل ذلك رأيناهم يمجدون آثار المستعر، كما رأيناهم يعظمون آثار أجدادهم الرومان، ويحتقرون آثار المسلمين الذين أتوا إلى هذا الوطن بالرحمة والهداية.
3 -
ونقول له ثالثا - جوابا عن تهكمه وسخريته بالصومعة صاروخ الإسلام -: إن صاروخ الإسلام - الصومعة - الذي تسخر منه وتمتهنه