الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع عشر تعليق الطلاق
وفيه ثلاثة مطالب هي:
1 -
تعليق الطلاق على المستحيل.
2 -
تعليق الطلاق في زمن مستقبل.
3 -
تعليق الطلاق على الشرط.
المطلب الأول تعليق الطلاق على المستحيل
قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: وأنت طالق إن طرت، أو صعدت السماء، أو قلبت الحجر ذهبًا ونحوه من المستحيلات لم تطلق، وتطلق في عكسه فورًا وهو النفي في المستحيل، مثل لأقتلن الميت أو لأصعدن السماء ونحوهما، وأنت طالق اليوم إذا جاء غد لغو.
الكلام في المطلب في مسألتين هما:
1 -
تعليق الطلاق على إيجاد المستحيل.
2 -
تعليق الطلاق على نفي المستحيل.
المسألة الأولى: تعليق الطلاق على إيجاد المستحيل:
وفيها فرعان هما:
1 -
الأمثلة.
2 -
حكم الطلاق.
الفرع الأول: الأمثلة:
من أمثلة تعليق الطلاق على إيجاد المستحيل ما يأتي:
1 -
أنت طالق إن طرت.
2 -
أنت طالق إن قلبت الحجر ذهبًا.
3 -
أنت طالق إن صعدت السماء.
الفرع الثاني: وقوع الطلاق:
وفيه أمران هما:
1 -
الوقوع.
2 -
التوجيه.
الأمر الأول: الوقوع:
إذا علق الطلاق على إيجاد المستحيل لم يقع.
الأمر الثاني: التوجيه:
وجه عدم وقوع الطلاق المعلق على إيجاد المستحيل: أن إيجاد المستحيل مستحيل فلا يقع ما علق عليه لعدم تحقق شرطه.
المسألة الثانية: تعليق الطلاق على نفي المستحيل:
وفيها ثلاثة فروع هي:
1 -
الأمثلة.
2 -
الوقوع.
3 -
بيان قول المؤلف: مثل لأقتلن الميت، أو لأصعدن السماء ونحوهما، وقوله: وأنت طالق اليوم إذا جاء غد لغو.
الفرع الأول: الأمثلة:
من أمثلة تعليق الطلاق على نفي المستحيل ما يأتي:
1 -
إن لم تقلبي الحجر ذهبًا فأنت طالق.
2 -
إن لم تصعدي إلى السماء فأنت طالق.
3 -
إن لم تطيري فأنت طالق.
الفرع الثاني: الوقوع:
وفيه أمران هما:
1 -
الوقوع.
2 -
التوجيه.
الأمر الأول: الوقوع:
إذا علق الطلاق على نفي المستحيل وقع في الحال.
الأمر الثاني: التوجيه:
وفيه جانبان هما:
1 -
توجيه الوقوع.
2 -
توجيه الفورية.
الجانب الأول: توجيه الوقوع:
وجه وقوع الطلاق المعلق علي نفي المستحيل: أن نفي المستحيل مستحيل فيقع ما علق عليه لتحقق شرطه.
الجانب الثاني: توجيه الفورية:
وجه فورية وقوع الطلاق المعلق على نفي المستحيل: أن نفي المستحيل متحقق الوقوع من حين التعليق فيقع الطلاق المعلق عليه في حينه.
الفرع الثالث: بيان قول المؤلف: مثل لأقتلن الميت، أو لأصعدن السماء ونحوهما، وقوله: وأنت طالق اليوم إذا جاء غد لغو:
وفيه ثلاثة أمور هي:
1 -
قوله: لأقتلن الميت.
2 -
قوله: لأصعدن السماء.
3 -
قوله: أنت طالق اليوم إذا جاء غد.
الأمر الأول: قوله: لأقتلن الميت:
وفيه جانبان هما:
1 -
المراد به.
2 -
وجه تضمنه لنفي المستحيل.
الجانب الأول: المراد به:
المراد بقوله: أنت طالق لأقتلن الميت: أنت طالق إن لم أقتل الميت.
الجانب الثاني: توجيه تضمنه لنفي المستحيل:
وجه ذلك: أن قتل الميت مستحيل؛ لأن القتل إزهاق الروح والميت لا روح فيه فلا يتأتى إزهاقها، فيكون قتله مستحيلًا، والتعليق على قتله تعليق على المستحيل.
الأمر الثاني: قول المؤلف: لأصعدن السماء:
وفيه جانبان هما:
1 -
بيان المراد.
2 -
توجيه كونه تعليقًا على المستحيل.
الجانب الأول: بيان المراد:
المراد بقول المؤلف: لأصعدن السماء: أنت طالق إن لم أصعد السماء.
الجانب الثاني: توجيه كونه تعليقًا على المستحيل:
وجه ذلك: أن صعود السماء من غير وسيلة مستحيل فيكون التعليق عليه تعليقًا على المستحيل.
الأمر الثالث: قول المؤلف: أنت طالق اليوم إذا جاء غد لغو:
وفيه أربعة جوانب هي:
1 -
بيان المعنى.
2 -
توجيه تضمنه التعليق على المستحيل.
3 -
وصفه باللغو.
4 -
وقوع الطلاق به.
الجانب الأول: بيان المعنى:
هذا القول يحتمل معنيين:
الأول: إذا جاء غدٌ اليوم فأنت طالق، فيكون تعليقًا للطلاق على مجيء غد اليوم.
الثاني: إذا جاء غدٌ فأنت طالق اليوم، فيكون طلاقًا في الماضي، وليس تعليقًا، مثل: أنت طالق أمس.
الجانب الثاني: تضمن هذا القول لتعليق الطلاق على المستحيل:
وفيه جزءان هما:
1 -
حال تضمنه التعليق على المستحيل.
2 -
توجيه التضمن.
الجزء الأول: بيان حال التضمن للتعليق على المستحيل:
يتضمن هذا القول التعليق على المستحيل إذا أريد به تعليق الطلاق على مجيء الغد اليوم.
الجزء الثاني: التوجيه:
وجه تضمن قول المؤلف: أنت طالق اليوم إذا جاء غد لتعليق الطلاق على المستحيل، إذا أريد به تعليق الطلاق على مجيء الغد اليوم: أن مجيء الغد اليوم مستحيل، فلا يمكن مجيء الخميس يوم الأربعاء، وبهذا يكون هذا القول تعليقًا على المستحيل.
الجانب الثالث: وصفه باللغو:
وفيه جزءان هما:
1 -
توجيه الوصف باللغو.
2 -
مناقشته.
الجزء الأول: توجيه الوصف باللغو:
وجه وصف هذا القول باللغو: أنه مهدر الاعتبار فيكون لاغيا لا عبرة به ولا أثر له.
الجزء الثاني: المناقشة:
وصف هذا القول باللغو محل نظر؛ لأنه يمكن حمله على المبالغة في نفي الطلاق بتعليقه على المستحيل، كقولهم: لن تحصل على هذا الشيء لو تطير.
الجانب الرابع: وقوع الطلاق به:
وفيه جزءان هما:
1 -
إذا أريد به نفى المستحيل.
2 -
إذا أريد به وجود المستحيل.
الجزء الأول: إذا أريد به نفي المستحيل:
وفيه جزئيتان هما:
1 -
بيان المعنى.
2 -
وقوع الطلاق.
الجزئية الأولى: بيان المعنى:
إذا أريد به نفي المستحيل كان المعنى: أنت طالق إن لم يأت غدٌ اليوم.
الجزئية الثانية: وقوع الطلاق:
وفيها فقرتان هما:
1 -
الوقوع.
2 -
التوجيه.
الفقرة الأولى: وقوع الطلاق:
إذا أريد نفي المستحيل وقع الطلاق.
الفقرة الثانية: توجيه ونوع الطلاق بنفي المستحيل:
وجه وقوع الطلاق بنفي المستحيل: أن المستحيل لا يمكن وجوده فيكون انتفاؤه محققًا فيقع ما علق عليه.
الجزء الثاني: إذا أريد به وجود المستحيل:
وفيه جزئيتان هما:
1 -
بيان المعنى.
2 -
وقوع الطلاق.
الجزئية الأولى: بيان المعنى:
إذا أريد بالتعليق المذكور وجود المستحيل كان المعنى: أنت طالق إن جاء غد اليوم.
الجزئية الثانية: وقوع الطلاق:
وفيها فقرتان هما:
1 -
الوقوع.
2 -
التوجيه.
الفقرة الأولى: وقوع الطلاق:
إذا أريد بالتعليق المتقدم وجود المستحيل لم يقع الطلاق.
الفقرة الثانية: التوجيه:
وجه عدم وقوع الطلاق المعلق على وجود المستحيل: أن المستحيل لا يمكن وجوده فلا يتحقق شرط وقوع الطلاق فلا يقع.