المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول أسباب الردة القولية - المطلع على دقائق زاد المستقنع «فقه الجنايات والحدود» - جـ ٤

[عبد الكريم اللاحم]

فهرس الكتاب

- ‌الموضوع الثامن حد السرقة

- ‌المبحث الأول تعريف السرقة

- ‌المطلب الأول تعريف السرقة في اللغة

- ‌المطلب الثاني تعريف السرقة في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني حكم السرقة

- ‌المطلب الأول بيان الحكم

- ‌المطلب الثاني التوجيه

- ‌المطلب الثالث الدليل

- ‌المبحث الثالث شروط القطع في السرقة

- ‌المطلب الأول السرقة

- ‌المطلب الثاني ما تثبت به السرقة

- ‌المطلب الثالث مالية المسروق

- ‌المطلب الرابع بلوغ المسروق نصابا

- ‌المطلب الخامس الاشتراك في السرقة

- ‌المطلب السادس إخراج المسروق ما الحرز

- ‌المطلب السابع انتفاء الشبهة

- ‌المطلب الثامن المطالبة بالمسروق

- ‌المطلب التاسع ملك المسروق منه للمسروق

- ‌المبحث الرابع مسؤولية القطع

- ‌المطلب الأول بيانه المسؤولية

- ‌المطلب الثاني التوجيه

- ‌المبحث الخامس محل القطع

- ‌المطلب الأول العضو المقطوع

- ‌المطلب الثاني محل القطع

- ‌المبحث السادس الشفاعة في السارق

- ‌المطلب الأول الشفاعة في السارق قبل أن يصل إلى الحاكم

- ‌المطلب الثاني الشفاعة في السارق بعد أن يصل إلى الحاكم

- ‌المبحث السابع تلقين السارق الإنكار

- ‌المطلب الأول إذا كان السارق معروفا بالسرقة

- ‌المطلب الثاني إذا لم يكن السارق مشهورا بالسرقات

- ‌المبحث الثامن إعادة العضو المقطوع

- ‌المطلب الأول حكم الإعادة

- ‌المطلب الثاني التوجيه

- ‌المبحث التاسع قتل السارق

- ‌المطلب الأول قتل السارق إذا لم تتكرر السرقة منه

- ‌المطلب الثاني قتل السارق إذا تكررت منه السرقة

- ‌المبحث العاشر تكرار السرقة

- ‌المطلب الأول تكرار السرقة قبل القطع

- ‌المطلب الثاني تكرار السرقة بعد القطع

- ‌المبحث الحادي عشر الجو الذي يمنع القطع فيه

- ‌المطلب الأول بيان الجو الذي يمنع القطع فيه

- ‌المطلب الثاني التوجيه

- ‌المبحث الثاني عشر رد المسروقات

- ‌المطلب الأول رد المسروق إذا كان باقيا

- ‌المطلب الثاني ضمان المسروق إذا كان تالفا

- ‌الموضوع التاسع قطاع الطريق

- ‌المبحث الأول المراد بقطاع الطريق

- ‌المطلب الأول أسماء قطاع الطريق

- ‌المطلب الثاني تعريف قطاع الطريق

- ‌المبحث الثاني شروط تطبيق أحكام قطاع الطريق

- ‌المطلب الأول ثبوت الحرابة

- ‌المطلب الثاني الحرابة في الصحراء

- ‌المطلب الثالث حمل السلاح

- ‌المطلب الرابع المجاهرة بأخذ المال

- ‌المطلب الخامس التكليف

- ‌المطلب السادس انتفاء الشبهة

- ‌المبحث الثالث حالات المحاربين

- ‌المطلب الأول الحالات

- ‌المطلب الثاني العقوبات

- ‌الفرع الأول: عقوبة القتل وأخد المال:

- ‌الفرع الثاني: عقوبة القتل من غير أخذ المال:

- ‌الفرع الثالث: عقوبة من أخذ المال ما غير قتل:

- ‌الفرع الرابع: عقوبة الجناية بما يوجب القود فيما دون النفس:

- ‌الفرع الخامس: عقوبة من أخاف السبيل من غير قتل ولا أخذ مال:

- ‌المبحث الخامس توبة قطاع الطريق

- ‌المطلب الأول معنى التوبة

- ‌المطلب الثاني ما تعرف به التوبة

- ‌المطلب الثالث قبول التوبة

- ‌المطلب الرابع ما يسقط بالتوبة

- ‌المطلب الخامس ما لا يسقط بالتوبة

- ‌الموضوع العاشر دفع الصائل

- ‌المبحث الأول معنى الصائل

- ‌المبحث الثاني حكم الدفع

- ‌المطلب الأول دفع الآدمي

- ‌المسألة الأولى: الدفع عن النفس:

- ‌المطلب الثاني دفع الصائل من البهائم

- ‌المبحث الثالث أسلوب الدفع

- ‌المطلب الأول بيان مراتب الدفع

- ‌المطلب الثاني التدرج

- ‌المبحث الرابع الضمان

- ‌المطلب الأول إذا لم تثبت الصيالة

- ‌المطلب الثاني إذا لم تثبت الحاجة إلى صفة الدفع المستخدمة فيه

- ‌المبحث الخامس دفاع اللصوص

- ‌الموضوع الحادي عشر قتال البغاة

- ‌المبحث الأول البغاة على الدولة

- ‌المبحث الثاني البغاة على بعضهم

- ‌المطلب الأول المراد بالعصبية

- ‌المطلب الثاني المراد بالرئاسة

- ‌المطلب الثالث وصف القبيلتين المقتتلتين

- ‌الموضوع الثاني عشر الردة

- ‌المبحث الأول معنى الردة

- ‌المطلب الأول معنى الردة في اللغة

- ‌المطلب الثاني معنى الردة في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني معنى المرتد

- ‌المسألة الأولى: معنى المرتد في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: المرتد في الاصطلاح:

- ‌المبحث الثالث أسباب الردة

- ‌المطلب الأوّل أسباب الردة القولية

- ‌المطلب الثاني أسباب الردة الفعلية

- ‌المطلب الثالث أسباب الردة الاعتقادية

- ‌المطلب الرابع الردة بالترك

- ‌المبحث الرابع ما تثبت به الردة

- ‌المطلب الأوّل الإقرار

- ‌المطلب الثاني البينة

- ‌المبحث الخامس حد الردة

- ‌المطلب الأوّل الحد

- ‌المطلب الثاني شروط حدّ الردة

- ‌المطلب الثالث مسؤولية تنفيذ الحد

- ‌المبحث السادس توبة المرتد

- ‌المطلب الأول استتابة المرتد

- ‌المطلب الثاني ما تحصل به التوبة

- ‌المطلب الثالث قبول توبة المرتد

الفصل: ‌المطلب الأول أسباب الردة القولية

‌المبحث الثالث أسباب الردة

قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: فمن أشرك بالله أو جحد ربوبيته أو وحدانيته أو صفة من صفاته أو اتخذ لله صاحبة أو ولدًا أو جحد بعض كتبه أو رسله أو سب الله أو رسوله فقد كفر، ومن جحد تحريم الزنا أو شيئًا من المحرمات الظاهرة المجمع عليها بجهل عرف ذلك، وإن كان مثله لا يجهله كفر.

الكلام في هذا المبحث في أربعة مطالب هي:

1 -

الأسباب القولية.

2 -

الأسباب الفعلية.

3 -

الأسباب الاعتقادية.

4 -

الأسباب بالترك.

‌المطلب الأوّل أسباب الردة القولية

وفيه خمس مسائل هي:

1 -

الإثبات.

2 -

النفي.

3 -

التنقص.

4 -

إدعاء الربوبية.

5 -

إدعاء النبوة.

المسألة الأولى: الإثبات:

وفيها ثلاثة فروع هي:

1 -

الشرك.

2 -

إثبات الصاحبة.

3 -

إثبات الولد.

ص: 266

الفرع الأوّل: الشرك:

وفيه ثلاثة أمور هي:

1 -

أنواع الشرك.

2 -

أمثلته.

3 -

ما تحصل الردة به منها.

الأمر الأوّل: أنواع الشرك:

الشرك نوعان هما:

1 -

الشرك الأكبر.

2 -

الشرك الأصغر.

الأمر الثاني: الأمثلة:

وفيه جانبان هما:

1 -

أمثلة الشرك الأكبر.

2 -

أمثلة الشرك الأصغر.

الجانب الأوّل: أمثلة الشرك الأكبر:

من أمثلة الشرك الأكبر ما يأتي:

1 -

دعاء غير الله.

2 -

الاستغاثة بغير الله.

3 -

نسبة الخلق إلى غير الله.

الجانب الثاني: أمثلة الشرك الأصغر:

من أمثلة الشرك الأصغر ما يأتي:

1 -

الحلف بغير الله.

3 -

قول: ما شاء الله وشئت.

3 -

قول: لولا الله وفلان.

الأمر الثالث: ما تحصل به الردة من أنواع الشرك:

وفيه جانبان هما:

ص: 267

1 -

بيان ما تحصل به الردة.

2 -

التوجيه.

الجانب الأوّل: ما تحصل به الردة:

الشرك الذي تحصل به الردة: هو الشرك الأكبر، أما الشرك الأصغر فلا تحصل الردة به.

الجانب الثاني: التوجيه:

وفيه جزءان هما:

1 -

توجيه حصول الردة بالشرك الأكبر.

2 -

توجيه عدم حصول الردة بالشرك الأصغر.

الجزء الأوّل: توجيه حصول الردة بالشرك الأكبر:

وجه حصول الردة بالشرك الأكبر ما يأتي:

1 -

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1).

2 -

قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} (2).

الجزء الثاني: توجيه عدم الردة بالشرك الأصغر:

وجه عدم الردة بالشرك الأصغر ما يأتي:

1 -

حديث: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذاك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب)(3).

(1) سورة النساء، الآية:[48].

(2)

سورة الزمر، الآية:[65].

(3)

صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كفر من قال: مطرنا بالنوء /125/ 71.

ص: 268

ووجه الاستدلال به: أنَّه وصف بالكفر من قال ذلك ولم يخرجه من الإسلام.

الفرع الثاني: إثبات الصاحبة لله:

وفيه أمران هما:

1 -

الردة به.

2 -

التوجيه.

الأمر الأوّل: الردة:

من أثبت الصاحبة لله فقد ارتد.

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بإثبات الصاحبة لله تعالى ما يأتي:

1 -

أنَّه تنقص لله تعالى؛ وذلك أن الصاحبة وهي الزوجة إنما تتخذ للمتعة والإيناس والنسل، والله غني عن ذلك كله.

2 -

أنَّه تكذيب لله؛ لأنَّ الله قد نفي الصاحبة عن نفسه فقال تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} (1). وقال تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} (2).

الفرع الثالث: إثبات الولد لله تعالى:

وفيه أمران هما:

1 -

الردة.

2 -

التوجيه.

(1) سورة الأنعام، الآية:[101].

(2)

سورة الجن، الآية:[3].

ص: 269

الأمر الأول: الردة:

من أثبت لله ولدًا فقد ارتد.

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بإثبات الولد لله تعالى ما يأتي:

1 -

أنَّه تكذيب لله تعالى؛ لأنَّ الله قد نفي الولد عن نفسه، فقال تعالى:{أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} (1).

وقال تعالى: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} (2).

وقال تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (3).

2 -

أن إثبات الولد لله تنقص له سبحانه؛ لأنَّ الحاجة إلى الولد للتقوي، والدفاع، والاستغناء، والله سبحانه غني عن ذلك كله، فهو القوي المتين، والغني عن العالمين، وهو خالق كل شيء.

المسألة الثانية: الردة بالنفي:

وفيها فرعان هما:

1 -

الردة بنفي الأمور الإيمانية.

2 -

الردة بنفي الأحكام التكليفية.

الفرع الأول: الردة بنفي الأمور الإيمانية:

وفيه ثلاثة أمور هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

(1) سورة الأنعام، الآية:[101].

(2)

سورة الجن، الآية:[3].

(3)

سورة الإخلاص، الآية:[3].

ص: 270

3 -

الدليل.

الأمر الأول: الأمثلة:

من أمثلة نفي الأمور الإيمانية ما يأتي:

1 -

نفي وجود الله كقول الكفار: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} (1).

وقول فرعون: {ما علمت لكم من إله غيري} .

2 -

نفي ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله.

3 -

تكذيب الرسل.

4 -

التكذيب بالكتب.

5 -

التكذيب بالملائكة أو الجن.

6 -

التكذيب بما بعد الموت.

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بنفي الأمور الإيمانية: أن نفيها تكذيب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.

الأمر الثالث: الدليل:

من أدلة وجوب الإيمان بالأمور المذكورة ما يأتي:

1 -

قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (2).

(1) سورة الجاثية، الآية:[24].

(2)

سورة البقرة، الآية:[177].

ص: 271

2 -

حديث جبريل المشهور وفيه: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)(1).

ووجه الاستدلال به: أن من نفي شيئًا من ذلك لم يكن مؤمنًا وذلك هو الردة.

الفرع الثاني: الردة بنفي الأحكام التكليفية:

وفيه ثلاثة أمور هي:

1 -

الردة بنفي الوجوب.

2 -

الردة بنفي الحظر.

3 -

الردة بنفي الإباحة.

الأمر الأوّل: الردة بنفي الوجوب:

وفيه ثلاثة جوانب هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الجانب الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة الردة بنفي الوجوب ما يأتي:

1 -

نفي وجوب الصلاة.

2 -

نفي وجوب الزكاة.

3 -

نفي وجوب صوم رمضان.

4 -

نفي وجوب الحج.

الجانب الثاني: التوجيه:

وجه الردة بنفي وجوب الأحكام المذكورة: أن نفيها تكذيب لله ورسوله ولإجماع الأمة.

(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، بيان الإيمان والإِسلام 1 - 8.

ص: 272

الجانب الثالث: الدليل:

الدليل على الردة بنفي الأحكام المذكورة: حديث جبريل عليه السلام، وفيه:(الإِسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)(1).

ووجه الاستدلال بالحديث: أنَّه جعل الإِسلام ما ذكر فيه فمن أنكرها أو أنكر شيئًا منها فليس بمسلم وهذه هي الردة.

الأمر الثاني: الردة بنفي الحظر:

وفيه ثلاثة جوانب هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الجانب الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة الردة بنفي الحظر ما يأتي:

1 -

نفي تحريم الزنا.

2 -

نفي تحريم الربا.

3 -

نفي تحريم الخمر.

4 -

نفي تحريم ما ذبح لغير الله.

الجانب الثاني: التوجيه:

وجه الردة بنفي تحريم ما ذكر: أنَّه تكذيب لله ولرسوله، ولإجماع الأمة.

الجانب الثالث: الدليل:

وفيه أربعة أجزاء هي:

1 -

دليل الزنا.

2 -

دليل الربا.

(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، بيان الإيمان والإِسلام 1 - 8.

ص: 273

3 -

دليل الخمر.

4 -

دليل ما ذبح لغير الله.

الجزء الأوّل: دليل الزنا:

من أدلة تحريم الزنا قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (1).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها نهت عن قرب الزنا والأصل في النهي التحريم، فمن أنكر تحريم الزنا كان مكذباً لله ومن كذب الله فهو مرتد.

الجزء الثاني: دليل الربا:

من أدلة تحريم الربا قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (2).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها نصت على تحريم الربا، فمن نفي تحريمه فهو مكذب لله، ومن كذب الله فهو مرتد.

الجزء الثالث: دليل الخمر:

من أدلة تحريم الخمر:

من أدلة تحريم الخمر، قوله تعالى:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (3).

الجزء الرابع: دليل ما ذبح لغير الله:

من أدلة تحريم ما ذبح لغير الله قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (4). ووجه الاستدلال بالآية: أنها حرمت الأكل مما لم يذكر اسم الله

(1) سورة الإسراء، الآية:[32].

(2)

سورة البقرة، الآية:[275].

(3)

سورة المائدة، الآية:[90].

(4)

سورة الأنعام، الآية:[121].

ص: 274

عليه، وهو ما ذبح لغير الله، فمن نفى تحريمه فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

الأمر الثالث: الردة بنفي الإباحة:

وفيه ثلاثة جوانب هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الجانب الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة الردة بنفي الإباحة ما يأتي:

1 -

نفي مشروعية النكاح.

2 -

نفي مشروعية البيع.

3 -

نفي إباحة الطيبات من المأكولات والمشروبات.

الجانب الثاني: التوجيه:

وجه الردة بنفي الإباحة: أنَّه تكذيب لله ورسوله وإجماع الأمة.

الجانب الثالث: الدليل:

وفيه ثلاثة جوانب هي:

1 -

دليل النكاح.

2 -

دليل البيع.

3 -

دليل الطيبات.

الجانب الأوّل: دليل النكاح:

من أدلة مشروعية النكاح، قوله تعالى:{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (1).

(1) سورة النساء، الآية:[3].

ص: 275

ووجه الاستدلال بالآية: أنها أباحت النكاح فمن أنكر إباحته فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

الجانب الثاني: دليل إباحة البيع:

من أدلة مشروعية البيع قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} (1).

ووجه الاستدلال بها: أنها نص في حل البيع فمن أنكر إباحته فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

الجانب الثالث: دليل الردة بنفي الطيبات من الرزق:

من أدلة الردة بنفي إباحة الطيبات من الرزق، قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (2).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها دلت على إباحة الطيبات من الرزق فمن نفي إباحتها فهو مكذب لله والمكذب لله مرتد.

المسألة الثالثة: الردة بالتنقص:

وفيها ثلاثة فروع هي:

1 -

التنقص لله تعالى.

2 -

التنقص للرسول صلى الله عليه وسلم.

3 -

التنقص للقرآن.

الفرع الأوّل: التنقص لله تعالى:

وفيه ثلاثة أمور هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

(1) سورة البقرة، الآية:[275].

(2)

سورة البقرة، الآية:[172].

ص: 276

3 -

الدليل.

الأمر الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة التنقص لله تعالى ما يأتي:

1 -

نفي ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.

2 -

وصف الله بالفقر كقول اليهود: إن الله فقير ونحن أغنياء.

3 -

وصف يد الله بالغل. كقول اليهود: (يد الله مغلولة).

4 -

إثبات الصاحبة لله.

5 -

إثبات الولد لله. كقول اليهود: عزير بن الله، وقول النصارى: المسيح ابن الله.

6 -

نفي الربوبية عن الله.

7 -

نفي الوحدانية عن الله.

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بالتنقص لله تعالى: أنَّه نفي لكمال الله الذي أثبته لنفسه، وأثبته له له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي الكمال عن الله تكذيب لله وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيب بالقرآن الذي هو كلام الله.

الأمر الثالث: الدليل:

من الأدلة الدالة على الردة بالتنقص لله تعالى ما يأتي:

أولًا: الأدلة على إثبات الكمال لله، ومن ذلك ما يأتي:

1 -

قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1).

(1) سورة الشورى، الآية:[11].

ص: 277

2 -

قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص].

3 -

قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (1).

ووجه الاستدلال بهذه الآيات: أنها أثبتت الكمال لله، ونفت عنه النقائص والعيوب، فمن تنقص الله فهو كافر بما دلت عليه وذلك رده.

ثانيًا: النص على كفر المستهزئين بالله، كقوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (2).

الفرع الثاني: التنقص للرسول صلى الله عليه وسلم:

وفيه ثلاثة أمور هي:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الأمر الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة التنقص للرسول صلى الله عليه وسلم ما يأتي:

1 -

وصفه بالسحر.

2 -

وصفه بالكهانة.

3 -

وصفه بالشعر.

4 -

وصفه بالجنون.

5 -

وصفه بالكذب.

(1) سورة البقرة، الآية:[255].

(2)

سورة التوبة، الآية:[65 - 66].

ص: 278

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بالتنقص للرسول صلى الله عليه وسلم ما يأتي:

1 -

أن تنقص الرسول تنقص لله الذي أرسله.

2 -

أن تنقص الرسول تنقص للشريعة التي جاء بها.

3 -

أن تنقص الرسول تنقص للكتاب الذي جاء به وهو كلام الله وكل واحد من ذلك رده.

الأمر الثالث: الدليل:

الدليل على ردة المتنقص للرسول صلى الله عليه وسلم ما يأتي:

أولًا: النص على كفر المستهزئين بالرسول صلى الله عليه وسلم. كقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (1).

ثانياً: الأدلة الدالة على كمال الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (2).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها أثبتت كمال الخلق للرسول صلى الله عليه وسلم، فمن تنقصه فهو مكذب لمن أثبت له ذلك، وهو الله سبحانه وتعالى، ومتنقص له، ومن كذب الله وتنقصه فهو مرتد كما تقدم.

الفرع الثالث: الردة بالتنقص للقرآن:

وفيه ثلاثة أمور هي:

(1) سورة التوبة، الآية:[65 - 66].

(2)

سورة القلم، الآية:[4].

ص: 279

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الأمر الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة التنقص للقرآن ما يأتي:

1 -

امتهان القرآن بأي وجه من وجوه الامتهان.

2 -

ادعاء تناقض القرآن.

3 -

إدعاء أنَّه مختلق وأنه ليس من عند الله.

4 -

إدعاء الإتيان بمثله.

الأمر الثاني: التوجيه:

وجه الردة بتنقص القرآن: أنَّه تكذيب لله لما يأتي:

1 -

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} (1).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها تحدت بالإتيان بمثل القرآن، ونفت الإتيان بمثله، فمن زعم أنَّه يمكن الإتيان بمثله فهو مكذب لله والمكذب لله مرتد.

2 -

قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (2).

ووجه الاستدلال بهذه الآية: كوجه الاستدلال بالآية التي قبلها.

(1) سورة البقرة، الآية:[22 - 23].

(2)

سورة الإسراء، الآية:[88].

ص: 280

3 -

قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (1).

والاستدلال بالآية من وجهين:

الوجه الأوّل: في قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ} فإنَّه يدلّ على أن القرآن من عند الله، فمن زعم أنَّه من عند غير الله وأنه مختلق فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

الوجه الثاني: في قوله تعالى: {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} فإنَّه يدلّ على نفي الاختلاف، فمن زعم أن في القرآن اختلافا فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

4 -

قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (2).

والاستدلال بالآية من وجهين:

الوجه الأوّل: في قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا} فإنَّه يدلّ على أن القرآن منزل من عند الله، فمن زعم أن القرآن من عند غير الله فهو مكذب لله والمكذب لله مرتد.

الوجه الثاني: في قوله: {لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} فإنَّه يدلّ على أن القرآن من عند الله؛ لأنه لو لم يكن من عند الله لما خشعت الجبال ولما تصدعت بإنزاله عليها، فمن أنكر أنَّه من عند الله، فهو مكذب لله والمكذب لله مرتد.

(1) سورة النساء، الآية:[82].

(2)

سورة الحشر، الآية:[21].

ص: 281

5 -

قوله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (1).

والاستدلال بالآية من وجهين:

الوجه الأوّل: في قوله: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ} وذلك أنها نفت أن يتطرق الباطل إلى القرآن فمن زعم أنَّه ناقص مختلف أو مختلق فقد كذب الله، ومن كذب الله فهو مرتد.

الوجه الثاني: أنها أثبتت تنزيل القرآن من عند الله فمن زعم أنَّه من عند غير الله وأنه مختلق فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مرتد.

6 -

قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (2).

والاستدلال بالآية من وجهين:

الوجه الأوّل: في قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} فإنَّه يدلّ على أن القرآن منزل من عند الله، فمن زعم أنَّه من عند غير الله فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

الوجه الثاني: في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فإنَّه يدلّ على أن القرآن محفوظ من الله عن التحريف والتبديل، فمن زعم أنَّه يستطيع تحريف القرآن والتغيير فيه فإنَّه مكذب لله والمكذب لله مرتد.

7 -

قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (3).

(1) سورة فصلت، الآية:[42].

(2)

سورة الحجر، الآية:[9].

(3)

سورة المائدة، الآية:[3].

ص: 282

ووجه الاستدلال بالآية: أنها أخبرت عن إكمال الدين وذلك بإكمال القرآن فمن زعم أن القرآن ناقص فهو مكذب لله والمكذب لله مرتد.

المسألة الرابعة: الردة بإدعاء الربوبية:

وفيها فرعان هما:

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

الفرع الأوّل: الأمثلة:

من أمثلة ادعاء الربوبية ما يأتي:

1 -

ادعاء النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه.

2 -

ادعاء فرعون الذي بعث إليه موسى.

الفرع الثاني: التوجيه:

وجه الردة بادعاء الربوبية: أنَّه إنكار لوجود الله تعالى.

كما قال فرعون: {يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (1).

2 -

وقوله: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} (2).

وذلك أعظم الكفر.

المسألة الخامسة: الردة بادعاء النبوة:

وفيها ثلاثة فروع هي:

(1) سورة القصص، الآية:[38].

(2)

سورة غافر، الآية:[36 - 37].

ص: 283

1 -

الأمثلة.

2 -

التوجيه.

3 -

الدليل.

الفرع الأول: الأمثلة:

من أمثلة مدعى النبوة: ما يأتي:

1 -

مسليمة الكذاب في اليمامة.

2 -

سجاح في بني تميم.

3 -

الأسود العنسي في اليمن.

4 -

طليحة الأسدي في بني أسد.

الفرع الثاني: التوجيه:

وجه الردة بإدعاء النبوة: أنَّه تكذيب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.

الفرع الثالث: الدليل:

الدليل على ردة مدعي النبوة: ما يأتي:

1 -

قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (1).

ووجه الاستدلال بالآية: أنها دلت على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، فمن ادعى النبوة بعده فهو مكذب لله، والمكذب لله مرتد.

2 -

قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي)(2).

ووجه الاستدلال بالحديث: أنَّه نفى أن يكون بعده نبي فمن ادعى النبوة فهو مكذب للرسول صلى الله عليه وسلم، والمكذب للرسول صلى الله عليه وسلم مرتد.

(1) سورة الأحزاب، الآية:[40].

(2)

سنن الترمذي، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون /2219.

ص: 284