الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} أي ويمن عليكم بخصلة أخرى تحبونها؛ وهي النصر، والفتح القريب {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} يا محمد - في الدنيا - بالنصر والفتح القريب، وفي الآخرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت {ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم أنصار عيسى عليه السلام، وحواري الرجل: خاصته وأنصاره {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} غالبين.
سورة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} أي يقدسه، وينزهه كل شيء فيهما: من ملك، وإنس، وجن، وحيوان، ونبات، وجماد. (انظر آية 44 من سورة الإسراء){الْمَلِكِ} المالك؛ الذي لا ملك سواه، ولا سلطان لمن عداه، ولا سعادة لمن عاداه {الْقُدُّوسِ} المنزه عن النقائص {الْعَزِيزِ} الغالب الذي لا يغلب {الْحَكِيمِ} في صنعه
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ} الذين لا يقرأون؛ لأن أمة العرب كانوا لا يقرأون ولا يكتبون من بين سائر الأمم. وقيل: «الأميين» نسبة إلى أم القرى مكة زادها الله تعالى شرفاً {رَسُولاً مِّنْهُمْ} أي من بني جلدتهم، ومن جنسهم، أمياً مثلهم: وهو محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
⦗ص: 686⦘
{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} المنزلة من لدنه؛ بواسطة ملائكته عليهم السلام {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم من دنس الشرك، وخبائث الجاهلية {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} القرآن {وَالْحِكْمَةَ} الأحكام، وما يليق بذوي الأفهام {وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ} إرساله إليهم {لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} فقد كانوا يئدون بناتهم خشية الإملاق؛ فعرفهم أن خالقهم قد تكفل بأرزاقهم {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} وكانوا يرثون النساء ويعضلوهن؛ فنهاهم عن ذلك، وأمرهم بإكرامهن {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} وكانوا يصنعون أصنامهم بأيديهم، ثم يعبدونها. فقبح عملهم، وسفه أحلامهم {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} {أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً} {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ} أي ويعلم آخرين منهم؛ وهم سائر الأمة من بعده؛ فهو عليه الصلاة والسلام المعلم الأول لأمته إلى يوم القيامة، ولله در القائل:
لم يوفق موفق قط إلا
جاءه عن طريقه التوفيق
{لَمَّا} لم {يَلْحَقُواْ بِهِمْ} في السابقة والفضل وهل يستوي من تمتع بصحبة الرسول، وفاز بطلعته؛ بمن لم يره؟ والمعنى: لم يلحقوا بهم، وسيلحقون بهم في الجنة، أو سيلحقون بهم إذا اهتدوا بهديهم، وساروا على طريقتهم {ذَلِكَ} الفضل الذي أسبغه الله تعالى على من فاز بصحبة النبي ورؤيته؛ فذلك
{فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} يخص به من شاء من عباده
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ} أي كلفوا علمها والعمل بما فيها {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} لم يعملوا بما كلفوا به {كَمَثَلِ الْحِمَارِ} الذي لا يفهم شيئاً {يَحْمِلُ أَسْفَاراً} إذا حمل كتباً عظاماً؛ فلا ينتفع بما في هذه الكتب؛ فكذلك هؤلاء اليهود «حملوا التوراة» فكانوا «كمثل الحمار» إذا حمل أسفاراً {قُلْ} يا محمد لليهود
{يأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُواْ إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ} أحباء له تعالى {فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ} أي إن كنتم أولياء الله وأحباءه - كما تزعمون - فتمنوا على الله أن يميتكم، وينقلكم إلى جواره في دار كرامته
{وَلَا يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً} لأن الكافر والعاصي لا يتمنيان الموت {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ} من الكفر والمعاصي؛ لما ينتظرهم من العقاب على ما قدمت أيديهم (انظر آية 42 من سورة الزمر) في الدنيا؛ فيجازيكم عليه {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ} إذا أذن لها
{مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} في المساجد (انظر آية 27 من سورة الحج).
⦗ص: 687⦘
{وَذَرُواْ الْبَيْعَ} اتركوا التجارة الخاسرة، واسعوا إلى التجارة الرابحة