الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة عبس
بسم الله الرحمن الرحيم
{عَبَسَ وَتَوَلَّى} أي قطب وجهه وأعرض. وهو حكاية عن الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه
{أَن جَآءَهُ} أي لأن جاءه {الأَعْمَى} وهو عبد الله ابن أم مكتوم: أتى النبي - وعنده صناديد قريش يدعوهم للإسلام - فقال له: يا رسول الله علمني مما علمك الله. وصار يكرر ذلك؛ فكره رسولالله قطعه لكلامه مع صناديد قريش؛ فعبس لذلك، وأعرض عنه؛ وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على هداية أشراف قريش؛ ليهتدي بإسلامهم قومهم
{لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} يتطهر من دنس الجهل بما يسمعه منك من الآيات والعظات
{أَوْ يَذَّكَّرُ} يتعظ {فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى} ويؤمن
{وَهُوَ يَخْشَى} الله
{كَلَاّ} أي لا تعد إلى مثلها من الإعراض عن الفقير، والإقبال على الغني {إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} أي إن هذه الآيات موعظة
{فَمَن شَآءَ} من المؤمنين {ذَكَرَهُ} تذكر تنزيل الله تعالى ووحيه، واستمع إلى أوامره ونهيه؛ وعلم أن بذل النصح والإرشاد واجب لمن يطلبه ويسعى إليه؛ لا لمن يأباه وينصرف عنه
{فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ} أي إن هذه الآيات منتسخة من اللوح المحفوظ {فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ} عند الله، لا يمسها إلا ملائكته المطهرون
{مَّرْفُوعَةٍ} في السماء، أو مرفوعة القدر والمنزلة {مُّطَهَّرَةٍ} عما ليس من كلام الله تعالى
{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} كتبة؛ وهم ملائكة الرحمن، الذين انتسخوها - بأمر ربهم - من اللوح المحفوظ
{كِرَامٍ بَرَرَةٍ}
كرام عند ربهم، أتقياء
{قُتِلَ الإِنسَانُ} لعن الكافر {مَآ أَكْفَرَهُ} أي ما أشد كفره وعلام يكفر، ولماذا يتكبر؟ أفلا ينظر
{مِن نُّطْفَةٍ} قذرة {خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} فسواه فعدله؛ وهيأه لما يصلح له، ويليق به من الأعضاء والأشكال (انظر آية 21 من سورة الذاريات)
{كَلَاّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ} أي لم يفعل الكافر ما أمره الله تعالى به من الإيمان؛ حتى الآن، و «لما» تفيد النفي إلى الحال؛ لأن منفيها متوقع الثبوت؛ بخلاف منفى «لم» فإنه يحتمل الاتصال والانقطاع؛ كلم يكن، ثم كان
{فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ} نظر تدبر {إِلَى طَعَامِهِ} أي فليتأمل كيف دبرنا طعامه الذي يأكله ويحيا به، وكيف صنعناه؟ ولينظر إلى الحبوب وأنواعها؛ والثمار وطعومها، والأزهار وألوانها؛ ليعلم أن هذا بتقدير منا، وتفضل من لدنا، ولينظر كيف
{وَعِنَباً وَقَضْباً} القضبة: الرطبة؛ وهو كل نوع اقتضب - أي اقتطع - فأكل طرياً، وهو أيضاً ما يسقط من أعالي العيدان لمزيد نضجه
{وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً} (انظر آية 266 من سورة البقرة)
{وَحَدَآئِقَ غُلْباً} بساتين كثيرة الأشجار
{وَأَبّاً} مرعى لدوابكم؛ من أبه: إذا أمه؛ أي قصده
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ} مساعدة {أَخِيهِ} ومعاونته والأخ واجب المعاونة والمساعدة في كل وقت، وفي كل حين من
{وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} وبرهما فرض عليه
{وَصَاحِبَتِهُ} زوجته؛ وقد كلف بحفظها ورعايتها، والذب عنها {وَبَنِيهِ} وهم صنو روحه، وقطعة من كبده
{لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ} أخاً، أو أماً، أو أباً، أو زوجاً، أو ابناً؛ لكل واحد منهم في ذلك اليوم {شَأْنٌ يُغْنِيهِ} شغل شاغل، وخطب هائل؛ يصرفه عن الاهتمام بغيره، إلى الاهتمام بنفسه. وفي هذا ما فيه من الدلالة على ما يكتنف هذا اليوم العصيب من أحداث تخرج المرء عن صوابه، وتشغله بما حل به
{ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} بما أعده الله تعالى لها من الثواب والجزاء
{تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} تعلوها ظلمة وسواد