الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الطور
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالطُّورِ} هو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام
{وَكِتَابٍ مُّسْطُورٍ} هو التوراة، أو القرآن؛ وقيل: إنه اللوح المحفوظ
{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} هو بيت في السماء السابعة؛ حيال الكعبة. وقيل: هي الكعبة نفسها؛ لكونها معمورة دائماً بالحجاج. ومن المشاهد أن الطواف بها لا ينقطع ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءاً، صبحاً ومساءاً؛ زادها الله تعالى تشريفاً وتعظيماً
{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} السماء
{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} المملوء. وجميع ما تقدم: قسم، وجوابه:
{الَّذِينَ هُمْ} في الدنيا {فِي خَوْضٍ} باطل {يَلْعَبُونَ} غير عابئين بما ينتظرهم
{يَوْمَ يُدَعُّونَ} يدفعون بعنف
{أَفَسِحْرٌ هَذَا} يعني: كنتم تقولون عن معجزات الأنبياء: إنها سحر «أفسحر هذا» أيضاً كما كنتم تدعون؟ {أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} النار، وتحسون بلهبها؛ الذي يجعلها حقيقة واقعة
{اصْلَوْهَا} ادخلوها {فَاصْبِرُواْ} على حرها وألمها {أَوْ لَا تَصْبِرُواْ} أي إن صبركم وجزعكم {سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ} لأنكم لم تؤمنوا حين دعوناكم للإيمان {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ} عقوبة {مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} في الدنيا
{فَاكِهِينَ} متلذذين. وسميت الفاكهة فاكهة: للتلذذ بتناولها
{وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم} أي وما نقصناهم من ثواب عملهم {كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ} بما عمل من خير أو شر {رَهَينٌ} مرهون: يثاب على الخير، ويعاقب على الشر
{يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً} أي يتعاطون خمراً لذة للشاربين: يتناول هذا الكأس من يد هذا، وهذا من يد هذا. أو يتخاطفون من بعضهم كما يتخاطف الأصدقاء والأحباء في الدنيا لذيذ المطعم والمشرب
⦗ص: 646⦘
{لَاّ لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} أي لا تحمل شاربها على اللغو والسباب، ولا على ارتكاب الجرائم والآثام؛ كشأن خمر الدنيا
{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} للخدمة {غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ} لفرط جمالهم {لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} عزيز مصون
{مُشْفِقِينَ} خائفين من عذاب الله تعالى
{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} نعبده {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ} المحسن للمحسن والمسيء، المعطى للمؤمن والكافر، الحافظ للطائع والعاصي
{فَذَكِّرْ} يا محمد بالقرآن {فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} أي أنت بفضل الله تعالى عليك لست بكاهن، ولا بمجنون؛ كما يدعون {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} ننتظر له نوائب الزمن
{قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} أي انتظروا هلاكي؛ فإني منتظر هلاككم. ومآلي إلى الجنة، ومآلكم إلى النار
{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ} عقولهم {بِهَذَآ} القول، وهذا الفعل {أَمْ} بل {هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} كافرون
{أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي من غير خالق خلقهم؛ كما يقول الطبعيون {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} للأشياء ولأنفسهم
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ} من الرحمة، والنبوة، والرزق؛ فيخصون من شاءوا بما شاءوا
⦗ص: 647⦘
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ} {أَمْ هُمُ المُصَيْطِرُونَ} المتسلطون على الكون، الموجهون للأمور؛ وفق رغبتهم ومشيئتهم
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} يصعدون عليه، و {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} كلام الملائكة، وتدبير الأرض من السماء؛ وإن زعموا هذا {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم} الذي سمع من السماء {بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} بحجة واضحة تدل على صعوده إلى السماء واستماعه
{أَمْ لَهُ} تعالى {الْبَنَاتُ} ذلك بأنهم قالوا: الملائكة بنات الله
{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ} ما غاب علمه عن الأنظار والأفهام {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} منه، ويخبرون الناس به
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} بك؛ كما اتفقوا في دار الندوة على إهلاكك {فَالَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ الْمَكِيدُونَ} أي الواقع بهم الكيد والهلاك
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} يعينهم ويرزقهم، ويمنعهم منه {سُبْحَانَ اللَّهِ} تنزه، وتعالى، وتقدس {عَمَّا يُشْرِكُونَ} به من الآلهة
{وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} يريد أنهم قالوا لك تعجيزاً: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً} ولو أسقطتها كسفاً - كما طلبوا - لقالوا: ليس هذا من السماء؛ بل هو سحاب متراكم
{فَذَرْهُمْ} اتركهم ودعهم {حَتَّى يُلَاقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} يموتون؛ ثم يعذبون
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} بإمهالهم؛ ولا يضيق صدرك بمكرهم {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي بحفظنا وكلاءتنا، وتحت رعايتنا. وكذا {اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} من النوم، أو «حين تقوم» إلى الصلاة
{وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} حين تغرب: وقت صلاة الفجر.