الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَكَأْساً دِهَاقاً} مترعة ملأى
{لَاّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً} باطلاً وهجراً من القول {وَلَا كِذَّاباً} ولا تكذيباً من أحد لأحد، أو لا يسمعون فيها كذباً
{عَطَآءً حِسَاباً} أي تفضلاً على حسب أعمالهم
{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} أي لا يستطيع أن يكلمه أحد من خشيته، وهو بمعنى أنهم لا يملكون الشفاعة إلا بإذنه
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} جبريل عليه السلام. وقيل: «الروح» خلق كالناس وليسوا بالناس {صَفَّا} مصطفين
{ذَلِكَ الْيَوْمُ} هو اليوم {الْحَقِّ} الذي يكذب به الكافرون {فَمَن شَآءَ} منكم أيها الناس {اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً} أي مرجعاً؛ بأن يؤمن ويعمل الصالحات
{إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً} في يوم القيامة. وقربه: أن الميت حين يقوم من قبره يظن أنه ما لبث فيه سوى يوم أو بعض يوم {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} أي ينظر ثوابه، أو عقابه؛ على ما قدم من خير أو شر {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً} وذلك لأن الله تعالى يحشر الحيوانات يوم القيامة؛ فيقتص للجماء من القرناء، وبعد ذلك يصيرها تراباً؛ فيتمنى الكافر أن لو كان كذلك (انظر آية 38 من سورة الأنعام).
سورة النازعات
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً} الملائكة تنزع أرواح الكفار. وقيل: إن الكافر عند طلوع روحه: يشعر كأنه غريق
{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} التي تنشط الروح؛ أي تخرجها برفق؛ وهي نفس المؤمن
{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} التي تسبح في مضيها؛ أي تسرع
{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً} التي تسبق إلى أداء ما أمرت به
{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} التي تدبر أمر العباد بما يصلحهم في دينهم ودنياهم؛ بأمر ربهم
{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} النفخة الثانية؛ وعندها تبعث الخلائق. وقيل: «الرادفة» السماء؛ لأنها تتبع الأرض في التخريب؛ فتنشق؛ وتنتثر كواكبها
{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} ذليلة لهول ما ترى
{يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي كانوا يقولون ذلك في الدنيا، أو ذلك قولهم في الآخرة. يقال: رد إلى حافرته: أي إلى أول أمره. وقيل: يتمنون أن لو يردوا إلى قبورهم ميتين، أو يردوا إلى الدنيا؛ كقوله تعالى حكاية عنهم {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ} {نَّخِرَةً} بالية
{كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} رجعة ذات خسران
{بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ} المطهر المبارك {طُوًى} اسم للوادي، أو هو بمعنى مرتين. أي الوادي الذي قدس مرة بعد أخرى. وقيل:«طوى» بمعنى طإ الأرض حافياً
{إِنَّهُ طَغَى} تجاوز الحد
{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى} أي فعاقبه الله تعالى على كلمتيه «الآخرة» وهي «أنا ربكم الأعلى» «والأولى» وهي {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} أو عاقبه الله عقاب الدنيا والآخرة
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} التنكيل بفرعون، وبسائر الكافرين {لَعِبْرَةً} لعظة {لِّمَن يَخْشَى} الله تعالى، ويخاف عقابه
{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي أعلى ارتفاعها
{وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} بسطها، أو جعلها كالدحية؛ وهي البيضة. ويؤيده ما ذهب إليه الفلكيون، والجغرافيون؛ من كروية الأرض، وانبعاجها كالبيضة
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي قيامه بين يديه للحساب {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} أي نهاها عما تهواه؛ مما يوقع في الردى، ويستوجب العذاب (انظر آية 176 من سورة الأعراف)
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا} أي إنما أرسلناك لتنذر - من أهوالها - من يخشاها؛ لا أن تعلمهم بوقتها
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} أي يوم يرون الساعة {لَمْ يَلْبَثُواْ} في الدنيا {إِلَاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} وهما طرفا النهار؛ فكأنه تعالى يقول: لم يلبثوا إلا جزءاً من يوم.
وهو تعالى القادر على تقصير الأوقات وإطالتها؛ فقد يرى النائم أنه قد تزوج وأنجب، وأنه قد مرت عليه من الأحداث ما يستغرق السنين ذوات العدد؛ وهو لم يزاول مضجعه بعد، وقد لا يتجاوز وقته بضع ثوان؛ فكذلك الميت حين يبعث يظن أنه لم يلبث في دنياه وقبره إلا جزءاً من يوم.