الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول} [التوبة: 128]
وقع فيه رواية شعيب ويونس عن ابن شهاب قول زيد بن ثابت [6: 90، 4]: (حتى وجدت آيتين من سورة التوبة مع خُزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره).
مع ما روى عبد الرحمن بن خالد عنه، وموسى بن إسماعيل، ويعقوب بن إبراهيم عن إبراهيم بن سعيد عنه قول زيد بن ثابت:(وجدتهما مع أبي خزيمة الأنصاري).
فهذا اضطراب من رواة ابن شهاب. وخزيمة هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه. وأبو خزيمة هو أبو خزيمة بن أوس بن أصرم.
وقد روى البخاري في تفسير سورة الأحزاب [6: 146، 8]: عن شعيب عن ابن شهاب أن آية الأحزاب وجدت مع خزيمة الأنصاري. ولا يمكن الجمع بأن خزيمة وجدت عنده آيات السورتين، وأبا خزيمة وجدت عنده آية الأحزاب؛ لأن ذلك ينافيه قول زيد بن ثابت في الموضعين:«لم أجدها مع أحد غيره» ، ولذلك جزم ابن حجر بان آية الأحزاب وجدت عند خزيمة وحده وأن آية التوبة وجدت عند أبي خزيمة، فتعين أن رواية شعيب ويونس عن ابن شهاب: أن آية التوبة وجدت عند خزيمة وهم.
* * *
باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 2]
ووقع فيه [6: 105، 12]:
(عن أبي هريرة قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرُفع إليه الذراع وكانت تُعجبه فنهس منها نهتة ثم قال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد» وساق حديث الشفاعة بطوله).
قول أبي هريرة: «أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم» ظاهر في أن أبا هريرة حضر المجلس الذي أتي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم. فهو مجلس طعام ضيافة أعدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحديث بالحشر والشفاعة جري على عادة العرب في القرى أن يُحدثوا الضيفان بأخبار. قال راجزهم:
ورب ضيف طرق الحي سُرى
…
صادف زادًا وحديثًا ما اشتهى
* *
وقع فيه [6: 105، 20]:
(«فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله»).
حصل العلم لآدم ولغيره من الرسل عليه السلام بذلك يومئذٍ بوحي من الله بأنه لا يغضب في المستقبل، أو لعلمهم بأن ذلك اليوم هو مظهر الغضب على جميع المغضوب عليهم؛ لأنه يوم الجزاء على المعاصي فيعقبه الأمر بإلقاء المغضوب عليهم في العذاب وينتهي الغضب، وهذا يقتضي أن الغاضب إذا عاقب المغضوب عليه ينتهي الغضب؛ إذ لا موجب له بعد. والله تعالى حكيم.
* *
ووقع فيه [6: 107، 3]:
(«فيُقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب»).
الظاهر أن الباب الأيمن مختص بهم أو بعباد الله المقربين. وهذا كناية عن الإسراع بدخولهم كما هو شأن الأبواب الخاصة والأبواب العامة.
والظاهر أن المراد بكونهم شركاء الناس أن حقهم ثابت في بقية الأبواب، لكن حصول مقصودهم بالدخول من الباب الأيمن يجعلهم في غنية عن الدخول من الأبواب المشتركة؛ إذ لا فائدة في تكرر الدخول. هذا ما ظهر في معنى الحديث.
ووقع فيه [6: 107، 5]:
(«والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى»).