الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب إذا حَنَث نَاسيًا
أخرج فيه حديث عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْم النَّحْرِ لكل من سأله عن شيء قدمه أو أخره ناسيًا [169: 8، 3]:
ووجهُ مطابقته للترجمة هو التجاوز عن النسيان في الطاعات، فقد استدل بالآية والحديث السابق على التجاوز عن النسيان في الخطأ في المخالفات والمعاصي، واستدل بهذا الحديث على التجاوز عن النسيان في الطاعات ليؤخذ من ذلك استقراء الشريعة في العفو عن النسيان فيتسنى قياس النسيان في الحنث.
ووقع فيه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله للرجل الذي صلى [169: 8، 10]:
«ارجع فصلِّ فإنَّك لم تصلِّ» .
ومطابقته للترجمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذه على الخطأ فيوبخه أو ينذره بوعيد ولكنه اقتصر على أمره بالتدارك.
ومقصد البخاري استقراء الشريعة في معاني العفو عن الخطأ لتحصيل قاعدة كلية يمكن إدخال النسيان والخطأ في الأيمان تحت عمومها.
باب صاع المدينة
فيه قول البخاري [181: 8، 8]:
(قال أبو قتيبة: قال لنا مالكٌ: مدُّنا أعظم من مدِّكم
…
) إلخ.
كلام أبي قتيبة يؤذن بأنه قال لمالك كلامًا يقتضي أن إخراج الزكاة والكفارة بمدِّ هشام المستعمل في البصرة، أو بمد عمر بن عبد العزيز أفضل؛ لأنه أعظم فهو أوفر للفقير، فقال له مالك:«مدُّنا أعظم من مدكم» .
فلفظ (أعظم) جرى لمشاكلة كلام أبي قتيبة المطوي، فأبو قتيبة أراد العِظَم الحقيقي وهو الكِبَر، ومالك أراد العِظَم المجازي، وهو بركة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والاحتفاظ بأعماله وتقديراته؛ لأنه إذا فُتح باب إتباع المكاييل المُحْدَثة، لأجل كونها أوفر، يوشك أن تتبع مكاييل تُحدَث في المستقبل تكون أصغر من مد النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كنتم يومئذ ترجعون إلى مد النبي صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه في كل حال.
والمقصد الشرعي من التقديرات إتباعها، ومن أراد زيادة الثواب فليأت بقُرَب أخرى ولا يزد فيما قدره الشرع.