الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويحتمل أن المعنى: لقالوا في نفوسهم ذلك وخواطرهم من شدة ثقل تلك التكاليف عليهم فأراد الله الرفق بهم.
* * *
باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم
-
فيه التعليق عن فاطمة رضي الله عنه[6: 229، 6]:
(أسرَّ إليَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أنَّ جبريل كان يُعارضُني بالقرآن كلَّ سنةٍ، وإنَّهُ عارضني العام مرَّتين ولا أُراه إلَاّ حضر أجلي»).
ووجه دلالة تكرير العرض على اقتراب الأجل أن التكرير استكثار من العمل الصالح، وقد ورد في الصحيح [3: 67، 4] أنه اعتكف عشرين ليلة في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف في كل عام عشراً، وشأن المودع أن يكثر من التمتع بما يحب إذا استشعر فراقه، كما قال:
تمتع من شميم عرار نجد
…
فما بعد العشية من عرار
* * *
باب من لم يتغن بالقرآن
وقوله تعالى: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [6: 235، 16].
وجه إدخال الآية في الترجمة التمهيد لتأويل الحديث الآتي «بأن يتغنى» بمعنى يستغني بالقرآن، أي عن غيره من الكتب؛ وذلك رأي البخاري فاستأنس لهذا التأويل بآية فيها هذا المعنى.
* * *
أخرج فيه حديث أبي هريرة [6: 236، 2]:
(عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لشيء ما أذن للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يتغنَّى بالقرآن. قال سفيان: تفسيره يستغني به).
هذا هو رأي البخاري كما أسلفناه. والحق أن هذا المحل للحديث بعيد، ؟ ؟ ؟ ؟
قوله فيه: «ما أذن الله لنبي ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن» ينبئ بأن المأذون فيه جنسه غير مأذون فيه للأنبياء.
وإنما أذن لهم في التغنِّي بالقرآن؛ لأنه يعين على الازدياد من الخشية، ففيه تحقيق مقصد ديني، وإن كان غالب جنسه لا يراد منه ذلك، بل يراد منه اللَّهو؛ ولذلك سمي الغناء لهواً في حديث الوليمة فإن الأنصار يعجبهم اللَّهو؛ فإذن الله للأنبياء في التغني بالقرآن حكم غلب فيه النادر على الغالب.
ونظير هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة وقد خرج إلى الحرب يتبختر: «هذه مشية يكرهها الله إلا في هذا المكان» .
* * *