الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجاء البشير الى الاتابك بفتح الريبة فسره ذلك وبعث العساكر الى ما بقي من قلاع علي فأبي الا أن يزيدوه قلعة كواشي فمضت خديجة أمّ علي الى صاحب كواشي من المهرانية واسمه جرك راهروا وسألته النزول عن كواشي لإطلاق اسراهم ففعل ذلك وتسلم زنكي القلاع وأطلق الأسرى واستقامت له جبال الأكراد والله تعالى أعلم.
حصار الاتابك زنكي مدينة دمشق
كان شمس الملوك إسماعيل بن بوري قد انحلّ أمره وضعفت دولته واستطال عليه الافرنج وخشي عاقبه أمرهم فاستدعى الاتابك زنكي سرّا ليملكه دمشق ويريح نفسه وشعر بذلك أهل دولته فشكوا الى أمّه فوعدتهم الراحة منه ثم اغتالته فقتلته وجاء الأتابك زنكي فقدم رسله من الفرات فألفوا شمس الملوك قد مات وولي مكانه أخوه محمود واشتمل أهل الدولة عليه ورجعوا الخبر الى الاتابك فلم يحفل به وسار حتى نزل بظاهر دمشق واشتدّ أهل الدولة على مدافعته ومقدمهم معين الدين أبربوه أتابك طغركين ثم بعث المسترشد أبا بكر بن بشر الجزري الى الاتابك زنكي فأمره بصلح صاحب دمشق فصالحه ورحل عنه منتصف السنة والله سبحانه وتعالى أعلم.
فتنة الراشد مع السلطان مسعود ومسيره الى الموصل وخلعه
كان كثير من أمراء السلجوقية قد اجتمعوا على الانتقاض على السلطان مسعود والخروج عليه ولحق داود ابن السلطان محمود من أذربيجان ببغداد في صفر سنة اثنين وثلاثين فأنزل بدار السلطنة وراسله أولئك الأمراء وقدم عليه بعضهم مثل صاحب قزوين وصاحب أصبهان وصاحب الأهواز وصاحب الجبلة وصاحب الموصل الاتابك زنكي وخرجت اليهم العساكر من بغداد وولى داود شحنية بغداد وخرج موكب الخليفة مع الوزير جلال الدين الرضي وكان الخليفة قد تغير عليه وعلى قاضي القضاة الزينبي فسمع بهم الاتابك ثم وقعت العزيمة من الراشد والسلطان داود والاتابك زنكي وحلف كل منهم لصاحبه وبعث الراشد الى الاتابك بمائتي ألف دينار ووصل سلجوق شاه الى واسط وقبض على الأمير بك آبه ونهب ماله فانحدر الاتابك زنكي لمدافعته فاصطلحا وعاد زنكي الى بغداد ومرّ على جميع العساكر لقتال السلطان مسعود وخرج على طريق خراسان وبلغهم أن السلطان مسعودا سار الى بغداد