الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أهل شيزر نحو عشرين رجلا فلما انصرف مسلم عنهم سلموا إليّ الحصن انتهى كتاب علي بن منقذ وبين هذا الّذي ذكره ابن خلكان والّذي ذكره ابن الأثير نحو خمسين سنة وما ذكره ابن الأثير أولى لأنّ الإفرنج لم يملكوا من الشام شيئا في أوائل المائة الخامسة والله سبحانه وتعالى أعلم.
استيلاء نور الدين على بعلبكّ
كانت بعلبكّ في يد الضحاك البقاعي نسبة إلى بقاعة [1] والآن عليها صاحب دمشق فلما ملك نور الدين دمشق امتنع ضحاك ببعلبكّ وشغل نور الدين عنه بالإفرنج فلما كانت سنة اثنتين وخمسين استنزله نور الدين عنها وملكها والله أعلم.
استيلاء أخي نور الدين على حران ثم ارتجاعها
كان نور الدين سنة أربع وخمسين وخمسمائة بحلب ومعه أخوه الأصغر أمير أميران فمرض نور الدين بالقلعة واشتدّ مرضه فجمع أخوه وحاصر قلعة حلب وكان شيركوه بن شادي أكبر أمرائه بحمص فلما بلغه لأزحاف [2] سار إلى دمشق ليملكها وعليها أخوه نجم الدين أيوب فنكر عليه وأمره بالمسير إلى حلب حتى يتبين حياة نور الدين من موته فأغذ السير إلى حلب وصعد القلعة وأظهر نور الدين للناس من سطح مشرف فافترقوا عن أخيه أمير أميران فسار إلى حران فملكها فلما أفاق نور الدين سلمها إلى زين الدين علي كجك نائب أخيه قطب الدين بالموصل وسار إلى الرقة فحاصرها والله تعالى وليّ التوفيق.
خبر سليمان شاه وحبسه بالموصل ثم مسيره منها إلى السلطنة بهمذان
كان الملك سليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملك شاه عند عمه السلطان سنجر بخراسان وقد عهد له بملكه وخطب باسمه على منابر خراسان فلما حصل سنجر في أسر العدو سنة ثمان وأربعين وخمسمائة كما مرّ في أخبار دولتهم واجتمعت العساكر على سليمان شاه هذا وقدموه
[1] وهي البقاع وفي الكامل بقاع بعلبكّ.
[2]
كذا بالأصل ولم نعثر في المراجع التي بين أيدينا على التصويب والأصح: الزحف.
فلم يطق مقاومة العدوّ فمضى إلى خوارزم شاه وزوّجه ابنة أخيه ثم بلغه عنه ما ارتاب له فأخرجه من خوارزم وقصد أصبهان فمنعه الشحنة من الدخول فقصد قاشان فبعث إليه محمد شاه ابن أخيه محمود عسكرا دافعوه عنها فسار إلى خراسان فمنعه ملك شاه منها فقصد النجف ونزل [1] وأرسل للخليفة المستنصر وبعث أهله وولده رهنا بالطاعة واستأذن في دخول بغداد فأكرمهم الخليفة [2] وأذن له وخرج ابن الوزير ابن هبيرة لتلقيه في الموكب وفيه قاضي القضاة والتقيا ودخل بغداد وخلع عليه آخر سنة خمسين وبعد أيام أحضر بالقصر واستخلف بحضرة قاضي القضاة والأعيان وخطب له ببغداد ولقب ألقاب أبيه وأمر بثلاثة آلاف فارس وسار نحو بلاد الجبل في ربيع سنة إحدى وخمسين ونزل الخليفة حلوان واستنفر له ابن أخيه ملك شاه صاحب همذان فقدم إليه في ألفي فارس وجعله سليمان شاه وليّ عهده وأمدّهما الخليفة بالمال والسلاح ولحق بهما ايلدكز صاحب الريّ فكثرت جموعهم وبعث السلطان محمد إلى قطب الدين مودود صاحب الموصل وزين الدين كجك علي نائبة في المظاهرة والأنجاد وسار إلى لقاء سليمان شاه فانهزم وتمزق عسكره وفارقه أيلدكز فذهب إلى بغداد على طريق بشهرزور وبلغ خبر الهزيمة إلى زين الدين علي كجك فخرج في جماعة من عسكر الموصل وقعد له بشهرزور ومعه الأمير إيراق حتى مرّ بهم سليمان شاه فقبض عليه زين الدين وحمله إلى الموصل فحبسه بها مكرما وطير إلى السلطان محمود بالخبر فلما هلك السلطان محمود بن محمد سنة خمس وخمسين أرسل أكابر الأمراء من همذان إلى قطب الدين أتابك وزيره وزيرا له وتعاهدوا على ذلك وجهزه قطب الدين جهاز الملك وسار معه زين الدين علي كجك في عسكر الموصل إلى همذان فلما قاربوا بلاد الجبل تتابعت العساكر والإمداد للقائهم إرسالا واجتمعوا على سليمان شاه وجروا معه على مذاهب الدولة فخشيهم زين الدين على نفسه وفارقهم إلى الموصل وسار سليمان شاه إلى همذان فكان من أمرهم ما تقدّم في أخبار الدولة السلجوقية.
[1] كذا بياض بالأصل، وفي الكامل ج 11 ص 206: ونزل البندنجين، وأرسل رسولا إلى الخليفة المقتفي يعلمه بوصوله.
[2]
كذا بياض بالأصل عبارة مرتبكة. وفي الكامل فأكرم الخليفة زوجته ومن معها، وأذن له في القدوم فقدم ومعه عسكر خفيف يبلغون ثلاثمائة رجل: ج 11 ص 206.