الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المجلد الخامس]
بسم الله الرحمن الرحيم
[تتمة الكتاب الثاني
…
]
[تتمة القول في أجيال العرب
…
]
[تتمة الطبقة الثالثة من العرب
…
]
الخبر عن دولة السلجوقية من الترك المستولين على ممالك الإسلام ودوله بالمشرق كلها الى حدود مصر مستبدّين على الخليفة ببغداد من خلافة القائم الى هذا الزمان وما كان لهم من الملك والسلطان في أقطار العالم وكيف فعلوا بالعلماء وحجروهم وما تفرّع عن دولتهم
من الدول
قد تقدم لنا ذكر أنساب الأمم والكلام في أنساب الترك وأنهم من ولد كومر بن يافث أحد السبعة المذكورين من بني يافث في التوراة وهم ماواق وماذاي وماغوغ وقطوبال وماشخ وطيراش [1] وعدّ ابن إسحاق منهم ستة ولم يذكر ماذاي وفي التوراة أيضا انّ ولد كومر ثلاثة توغرما وأشكان وريعات ووقع في الإسرائيليات أنّ الافرنج من ريعات والصقالبة من أشكان والخزر من توغرما والصحيح عند نسّابة الإسرائيليين أنّ الخزر هم التركمان وشعوب
[1] قوله: وهم ماواق وماذاي
…
إلخ. وكذا في النسخ التي بأيدينا ووقع في أول الجزء الثاني ما يخالفه. وقد ذكرنا أسماءهم هناك. في أول الجزء الثاني، كما هي مذكورة في التوراة.
الترك كلهم من ولد كومر ولم يذكر من أيّ ولده الثلاثة والظاهر أنهم من توغرما وزعم بعض النسابة أنهم من طيراش بن يافث ونسبهم ابن سعيد الى ترك بن عامور بن سويل والظاهر أنه غلط وأنّ غامور تصحيف كما مرّ وأمّا سويل فلم يذكر أحد أنه من بني يافث وقد مرّ ذكر ذلك كله (والترك أجناس) كثيرة وشعوب فمنهم الروس والإعلان ويقال إبلان والخفشاخ وهم القفجق والهياطلة والخلج والغزّ الذين منهم السلجوقية والخطا وكانوا بأرض طمعاج ويمك والقور وتزكس واركس والططر ويقال الطغرغر وأنكر وهم مجاورون للروم وأعلم أنّ هؤلاء الترك أعظم أمم العالم وليس في أجناس البشر أكثر منهم ومن العرب في جنوب المعمور وهؤلاء في شماله قد ملكوا عامة الأقاليم الثلاثة من الخامس والسادس والسابع في نصف طوله مما يلي المشرق فأوّل مواطنهم من الشرق على البحر بلاد الصين وما فوقها جنوبا الى الهنك وما تحتها شمالا الى سدّ يأجوج ومأجوج وقد قيل انهم من شعوب الترك وآخر مواطنهم من جهة الغرب بلاد الصقالبة المجاورين للافرنج مما يلي رومة الى خليج القسطنطينية وأوّل مواطنهم من جهة الجنوب بلاد القور المجاورة للنهر ثم خراسان وآذربيجان وخليج القسطنطينية وآخرها من الشمال بلاد فرغانة والشاش وما وراءها من البلاد الشمالية المجهولة لبعدها وما بين هذه الحدود من بلاد غزنة ونهر جيحون وما بحفافيه من البلاد وخوارزم ومفاوز الصين وبلاد القفجق والروس حفافي خليج القسطنطينيّة من جهة الشمال الغربي قد اعتمر لهذه البسائط منهم أمم لا يحصيهم الا خالقهم رحّالة متنقلون فيها مستنجعين مساقط الغيث في نواحيه يسكنون الخيام المتخذة من اللبود لشدّة البرد في بلادهم فقروا عليها ومرّ بديار بكر [1] وخرج اليه صاحبها نصر بن مروان وحمل مائة ألف دينار لنفقته فلما سمع أنه قبضها من الرعايا ردّها عليه ثم مرّ بناهرو وأمنها وأطاف على السور وجعل يمسحه بيده ويمرّ بها على خدوده تبركا بثغر المسلمين ثم مرّ بالرها وحاصرها فامتنعت عليه ثم سار الى حلب فبعث اليه صاحبها محمود ريعول القائد الّذي عنده يخبر بطاعته وخطبته ويستعفيه من الخروج اليه منكرا منه الأذى ويحيّ على خير العمل فقال لا بدّ من خروجه واشتدّ الحصار فخرج محمود ليلا مع أمّه بنت وثاى الهني متطارحا على السلطان فأكرم مقدمها وخلع عليه وأعاده الى بلده.
[1] قوله ومر بديار بكر
…
إلخ. غير ملتئم مع ما قبله. فلعل المصنف ترك هنا بياضا، ولم يلتفت اليه الناسخ كما يظهر لمن تأمل النص.