الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك قوله تعالى في سورة " براءة "،:
(لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ)
.
قرئ بكسر الواو وفتحها وضمّها:
أما قراءة الكسر فقرأ بها السبعة، ووجهها أنه كسر على أصل التقاء
الساكنين.
أما قراءة الفتح فقرأ بها الحسن، ووجهها أنّها فتحت إتباعاً للحركة
قبلها.
وأما قراءة الضمّ فقرأ بها الأعمش، وزيد بن عليّ، ووجهها أنّه ضُمت
بالحمل على واو الجمع، كما حُملت واو الجمع عليها في الكسر.
ومن ذلك قوله تعالى في سورة " مريم ":
(سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)
.
قرئ بضمّ الواو وفتحها وكسرها:
أما قراءة الضمّ فقرأ بها السبعة.
وأما قراءة الفتح فقرأ بها أبو الحارث الحنفي.
وأمما قراءة الكسر فقرأ بها جناح بين حُبَيش.
وهي كلّها لغات، وأفصحها الضمّ.
تتميم:
اختلف المفسّرون في سبب نزول هذه الآية، فمنهم من قال: نزلت في
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، كان اليهود والنصارى والمنافقون
يحبّونه.
ومنهم من قال: نزلت في المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن
أبي طالب رضي الله عنه، ألقى الله لهم ودّاً في قلب النجاشيّ.
وذكر النقّاش أنها نزلت في عليّ رضي الله عنه.
وقال محمد بن الحنفية: لا نجد مؤمناً إلاّ وهو يُحِبُّ عليّاً وأهلَ بيته رضي الله عنهم أجمعين.
قال الشيخ أبو حيَّان: ومن غريب هذا ما أنشدَنا الإمامُ اللغوي رضي الدين
أبو عبد الله، محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي رحمه الله
لزينبا بن إسحق النصراني الرسغي:
عدفي وتَيْم لا أُحاولُ ذِكرَهم. . . بسوءٍ، ولكنّي مُحِبٌّ لهاشمِ
وما يَعتريني في على ورَهْطِه. . . إذا ذُكروا في الله لومةَ لائمِ
يقولونْ ما بالُ النَصارى تُحِبُّهم. . . وأهلِ النُّهى من أعْرُبٍ وأعاجم
فقلتُ لهم إنّي لأحسِبُ حبَّهم. . . سَرَى في قلوبِ الخَلقِ حتى البهائم
قوله: " عديّ وتيم " كنّى بهما عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.