الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنه فتح طلباً للخفّة، فالحركة حركة بناء.
وقيل: إنه معرب وانتصب على أنه مقسم به حذف منه حرف القسم، نحو: اللهِ لأفعلَنّ، وهو على هذا اسم للسورة، وامتنع الصَّرف لما تقدّم.
وقيل: هو مفعول بإضمار فعل، أي: اتلُ صادَ، وهو لا ينصرف.
وأما قراءة الكسر فقرأ بها أبى، والحسن، وابن أبي إسحاق.
وأبو السمَّال، وابن أبي عبلة، ونصر بن عاصم، ووجهها أنه كسر لالتقاء
الساكنين، فهو حرف من حروف المعجم، وقيل: هو أمر من صادَى
يُصادي، بمعنى عارض، والمعنى عارِضْ يا محمّد بعملك القرآن.
وقرأ السبعة (صادْ) بإسكان الدال، ووجهها أن حروف المعجم لا يدخلها إعراب، وهي موقوفة الآخر.
تتميم:
واختلفوا في جواب القسم اختلافاً كبيراً:
فقيل: هو مذكور. واختُلِفَ في تعيينه: فقيل: (إِنَ ذَلِكَ لحقٌّ)
وقيل: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) : وقيل: (كَمْ أَهْلَكْنَا)
على حذف اللام، أي: لكم. وقيل: (ص) . والتقدير: والقرآن ذي الذكر صدق محمد، وهذا مبنى على تقدم جواب القسم، وعلى أنّ (ص) حرفٌ
مُقتطع.
وقيل: الجواب محذوف، واختلف في تقديره، فقيل: تقديره: لقد
جاءكم الحقّ.
وقيل: تقديره: إنه لمعجز.
وقيل: ما الأمر، ما تزعمون.
قال الشيخ أبو حيَّان: وينبغي أن يقدّر هنا ما أثبت جواباً للقرآن حين
أقسم به، وذلك في قوله تعالى:(يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)
فيكون التقدير: والقرآن ذي الذِّكر إنّك لَمِن المرسلين.
قال: ويُقَوّي هذا التقدير ذكر النِّذارة هنا في قوله تعالى: (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ)، وقال هناك:(لِتُنْذِرَ قَوْمًا) ، فالرسالة تتضمّن النِّذارة. انتهى.
قلت: وهذا الذي استنبطه الشيخ حسن جدّاً، ونظيره ما استنبطه
ابن جنّي من قوله تعالى: (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا) ، فيمن قرأ بالنصب.
حين اختلف النحاة في الناصب، فقال قوم: التقدير: اقرأ.
وقال قوم: اتلُ.
قال ابن جنّي: ينبغي أن يكون التقدير: تدبّر سورة، كقوله تعالى:
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) .