الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك قوله تعالى في سورة " الأنفال ":
(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى)
قرئ بكسر العين من (الْعُدْوَةِ) وضمّها وفتحها:
فأما قراءة الكسر فقرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو.
وأما قراءة الضمّ فقرأ بها باقي السبعة.
وأما قراءة الفتح فقرأ بها زيد بن عليّ رضي الله عنهما، وذلك كلّه
لغات.
ويحتمل في قراءة الفتح أن يكون الأصل مصدراً ثم سمّي به.
ومن ذلك قوله تعالى في سورة " يونس " عليه السلام:
(إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
.
قرئ برفع العين من (مَتَاعَ) ونصبها وجرّها:
أما قراءة الرفع فقرأ بها السبعة، ووجهها الرفع على خبر مبتدأ
محذوف، أي: هذا متاع، و (بغيكم) على هذا مبتدأ، و (على أنفسكم)
الخبر، ويمكن أن يكون (متاع) خبراً عن (بغيكم) ، و (على أنفسكم)
يتعلق بـ (بغيكم) .
وأما قراءة النصب فقرأ بها زيد بن علي رضي الله عنهما، وهارون عن
ابن كثير، ووجهها النصب على المصدرية.
وقيل: مصدر في موضع الحال: أي متمتعين.
وقيل: ظرف، من باب: مَقْدَم الحاجّ، أي: وقت متاع، و (على أنفسكم) ، على هذا خبر لـ (بغيكم) . وإذا كان (متاعَ) منصوباً على الحال أو الظَّرف، فالعامل فيه اسم الفاعل الذي يتعلّقُ به
(على أنفسكم) ولا يعمل فيه (بغيكم) لأنه مصدر، ويلزم منه الفصل
بين المصدر ومعموله بالخبر وهو (على أنفسكم) .
وقيل: انتصب (متاع) على أنّه مفعول بـ (بغيكم) والخبر محذوف، التقدير: طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال.
وأما قراءة الجرّ فنقلها أبو البقاء ولم ينسبها، ووجهها الجر على النعت
للأنفس، والتقدير: ذوات متاع، ويجوز أن يكون المصدر يراد به اسم
الفاعل، أي: متمتعات الدنيا.