الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّعدان لنبت، لأنّه ليس من أبنية الجموع.
تتميم:
الصِّنو في اللغة: الفَرع يَجْمَعُه وآخرَ أصلٌ واحد، وأصلُه المِثل، ومنه
قيل للعمِّ: صنو. وتثنيته صِنوان، وجمعه صِنوان.
والفرق بينهما أنّ النون في التثنية مكسورة، وأن النون في الجمع يجري عليها الإعراب، وأنّ الألف في التثنية علامة إعراب وتقلب ياء في النصب والجرّ، والألف في الجمع ثابتة على حالها ولا تدلّ على إعراب.
ونظير صنو وصنوان قنو وقنوان، ولا ثالث لهما.
واعلم أنّ هذه الآيةَ الكريمةَ مُنَبِّهة على قُدرته عز وجل وتدبيره، فإن
هذه المخلوقاتِ لا بُد لها من صانعٍ مُدَبرٍ قديير على ما يشاء، حكيمٍ في
تدبيره.
وانظر إلى الشجر تخرجُ أغصانُها وثمراتُها في وقت معلوم لا تتأخّر عنه
ولا تتقدّم، ثم يتصعّد الماء في ذلك الوقت عُلُوّاً، وليس من
طبعه إلا التَّسَفُّل، ثم يتفرَّقُ ذلك الماءُ في الورق والأغصان والثمر، كل
بقسطه وبقدر ما فيه صلاحُه، ثم تختلفُ طعومُ الثمار والماءُ واحد
والشجرُ جنس واحد، وكلُّ ذلك دليل على مُدَبَر دَبَّرَه وأحكمَه، لا يُشْبِهُ
المخلوقات.
وقد نظم بعضُهم في هذا المعنى فقال في كتابه " الصادح والباغم ":
والأرضُ فيهاعِبر للمُعْتَبِرْ. . . تُخْبِرُ عن صُنعِ مليكٍ مُقتدرْ
تُسقَى بماءٍ واحدٍ أشجارُها. . . وبقعةٌ واحد قَرارُها
والشمسُ والهواء ليس يَخْتَلِفْ. . . وأُكْلُها مُخْتَلِف لا يَأتَلِفْ
لو أَنَّ ذا من عمل الطبائعِ. . . أو أنّه صَنعةُ غيرِ صانعِ
لم يختلفْ وكان شيئاً واحداً. . . هل يُشبهُ الأولادُ إلا الوالدا
الشمسُ والهواءُ يا معاندُ. . . والماءُ والتُّرابُ شيء واحدُ
فما الذي أوجبَ ذا التَّفاضُلا. . . إلا حكيم لم يُرِدهُ باطِلا
سبحانَه من مُحْكمٍ قديرِ. . . حي عليمٍ مُبْدعٍ بصيرِ