المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم - إمتاع الأسماع - جـ ٦

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس]

- ‌فصل في ذكر ذرية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سلالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سبط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌نبدة

- ‌فصل [في العقب والعاقب]

- ‌فصل في ذكر أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أم المؤمنين خديجة بنت خويلد]

- ‌[أم المؤمنين سودة بنت زمعة] [ (1) ]

- ‌[أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر]

- ‌غزيّة

- ‌[أم المؤمنين حفصة بنت عمر]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت خزيمة]

- ‌[أم المؤمنين أم سلمة]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت جحش]

- ‌[أم المؤمنين أم حبيبة]

- ‌أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

- ‌أم المؤمنين صفية بنت حيي

- ‌أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث

- ‌فصل [جامع لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[أم شريك]

- ‌[العالية]

- ‌[الكلابية]

- ‌[أسماء بنت عمرو]

- ‌[قتيلة بنت قيس]

- ‌[الجونيّة]

- ‌[مليكة بنت كعب]

- ‌[أم هانئ]

- ‌[صفية بنت بشامة]

- ‌[ليلى بنت الخطيم]

- ‌[خولة بنت الهذيل]

- ‌[شراف بنت قطام]

- ‌[ضباعة بنت عامر]

- ‌[الكلبية]

- ‌[أمامة بنت الحارث]

- ‌[جمرة بنت الحارث]

- ‌[درة بنت أبى سلمة]

- ‌[أمامة بنت حمزة]

- ‌[أم حبيب]

- ‌[سناء بنت أسماء بنت الصلت]

- ‌[فصل في] ذكر قوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجماع

- ‌فصل [في ذكر سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مارية] [ (2) ] [ (3) ]

- ‌[ريحانة]

- ‌فصل في ذكر أسلاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[سلفاه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب أم المساكين]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية]

- ‌فصل في ذكر أحماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل صفية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌فصل في ذكر أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[إخوة خديجة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أولاد عمّ أمّ سلمة]

- ‌إخوة أم سلمة

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة

- ‌إخوة أم حبيبة

- ‌صهره صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة

- ‌[أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونساء أعمامه]

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم أزواج عماته

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل بناته

- ‌فصل في ذكر من كان في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولاد نسائه

- ‌فصل في ذكر موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر إماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر خدّام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يلازم باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر الحاجب الّذي كان يستأذن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر صاحب طهور رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يغمز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عدة ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر لباس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[وأما الكمة والقلنسوة والقناع]

- ‌وأمّا القميص

- ‌وأما الرّداء

- ‌وأما القباء والمفرّج

- ‌وأما البردة

- ‌وأما الجبّة

- ‌وأما الحلّة

الفصل: ‌فصل في ذكر ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم

[المجلد السادس]

بسم الله الرحمن الرحيم

‌فصل في ذكر ذرية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

اعلم أن اشتقاق لفظ الذرية [على] ثلاثة أقوال، أحدها: أنها مشتقة من ذرأ، قال الكسائي: وذرية الرجل: النشؤ الذين خرجوا منه، وهو من ذروت وذريت، وليس بمهموز، قال أبو عبيدة: أصله مهموز ولكن العرب تركت الهمز فيه وفي آخر وغيره، وهو في مذهب أبي عبيدة من ذرأ اللَّه الخلق، كما قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ [ (1) ] أي أنشأهم وخلقهم، قال تعالى: يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ [ (2) ] أي يخلقكم، فكأن ذرية الرجل من خلق اللَّه منه ومن نسله، ومن أنشأ من صلبه، وقال ابن فارس في (مقاييسه) : قولهم ذرأنا الأرض بذرناها [ذرءا] ذرىء على فعيل، ومن هذا الباب: ذرأ اللَّه الخلق يذرؤهم ذرءا، خلقهم، وفي التنزيل:

يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ [ (3) ]، وقال ثعلب: معناه يكثركم فيه، أي في الخلق والذرية، وكان ينبغي أن تكون مهموزة فكثرت فأسقط الهمز.

ثانيها: أنها من الذر الّذي هو النمل الصغار، وهذا قول ضعيف.

ثالثها: أنها من ذرأ يذرأ إذا فرق، والقول الأول أصحها، لأن الاشتقاق والمعنى يشهد ان له، قال تعالى: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ [ (3) ] ، وفي الحديث، أعوذ بكلمات اللَّه التامات

[ (1) ] الأعراف: 179.

لكن قال ابن الجوزي في حديث «من آل محمد؟ قال: كل مؤمن تقى» : هذا الحديث لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ونافع يغلب على حديثه الوهم، قال يحى بن معين: لا يكتب حديثه، وضعّفه هو وأحمد بن حنبل، وقال يحى مرة: كذاب، وقال الدار قطنى: متروك، وقال البيهقي: لا يحل الاحتجاج بمثله، نافع السلمي أبو هرمز بصرى، كذبه يحى بن معين، وضعّفه أحمد بن حنبل وغيرهما من الحفاظ. (العلل المتناهية) : 1/ 266- 267، حديث في تفسير آل محمد رقم (429) .

[ (2) ،]

[ (3) ] الشورى: 11.

ص: 3

[اللاتي] لا يجاوزهن برّ ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ [ (1) ] ، [قال

[ (1) ]

أخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 4/ 431- 432، من حديث عبد الرحمن بن خنيش التميمي رضى اللَّه تعالى عنه، حديث رقم (15034) : حدثنا عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي قال: حدثنا جعفر- يعنى ابن سليمان- قال: حدثنا أبو التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن خنيش التميمي وكان كبيرا: أدركت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: قلت: كيف صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة نار، يريد أن يحرق بها وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد قل، قال: ما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات اللَّه التامة من شرّ ما خلق، وذرأ، وبرأ، ومن شرّ ما ينزل من السماء، ومن شرّ ما يعرج فيها، ومن شرّ فتن الليل والنهار، ومن شرّ كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان، قال: فطفئت نارهم، وهزمهم اللَّه تبارك وتعالى.

وأخرجه الإمام أحمد أيضا من حديث عبد الرحمن بن خنيش التميمي، حديث رقم (15035) لكن باختلاف يسير.

وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) : 4/ 175، باب (33) في تعديد نعم اللَّه عز وجل وشكرها، فصل في النوم وآدابه، حديث رقم (4710) : أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن على الصنعاني، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة، عن أبى رافع، أن خالد بن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه وحشة يجدها، فقال له: ألا أعلمك ما علمني الروح الأمين، جبريل عليه السلام، قال: إن عفريتا من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر من شرّ ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شرّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرّ ما يخرج منها، ومن شرّ طوارق الليل والنهار، ومن شرّ كل طارق يطرق إلا بخير يا رحمان.

قوله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بكلمات اللَّه التامات وأسمائه كلها من شرّ ما ذرأ وبرأ، ومن شرّ كل ذي شرّ، ومن شرّ كل دابة ربى آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم» ،

قال الحافظ العراقي: رواه أبو الشيخ في كتاب (الثواب)، من حديث عبد الرحمن بن عوف:«من قال حين يصبح: أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر من شرّ ما خلق، وبرأ، وذرأ، اعتصم من الثقلين» ، وفيه:«وإن قالهن حين يمسى كن له كذلك حتى يصبح» ،

وفيه ابن لهيعة.

والكلمات، قال الهروي وغيره: القرآن، وقال أبو داود في (سننه) ، باب في القرآن، وذكر فيه حديث تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بكلمات اللَّه التامة. والتامّات، قيل: هي النافعات، الكافيات، الشافيات من كل ما يتعوذ منه.

وأخرج ابن أبي الدنيا في (الدعاء) من طريق إبراهيم بن أبى بكر قال: سمعت كعبا يقول: لولا كلمات أقولهن حين أصبح وأمسى، لجعلتنى اليهود من الحمر الناهقة، والكلاب النابحة، والذئاب العادية: «أعوذ بوجه اللَّه الجليل، وبكلماته التامة، الّذي لا يخفر جاره، الّذي يمسك السموات

ص: 4

تعالى:] وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ [ (1) ] وقال تعالى:

وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ [ (2) ] ، فالذرية منه بمعنى مفعولة، أي مذرورة، ثم أبدلوها همزها ياء فقالوا: ذرية.

ولا خلاف أن الذرية تقال على الأولاد الصغار والكبار، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الذريات عندنا إذا كانت بالألف: الأعقاب والنسل، فأما الذين في حجورهم خاصة فإنّهم الذرية، انتهى.

وقد قال تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [ (3) ]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [ (4) ]، وقال تعالى: وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [ (5) ] وقال تعالى: وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [ (6) ] .

وهل يقال الذرية على الآباء؟ فيه قولان ليس هذا موضع بسط القول فيهما، فإذا ثبت هذا فالذرية الأولاد وأولادهم، وهل يدخل فيها أولاد البنات؟ فيه قولان، أحدهما: يدخلون، وهو مذهب الشافعيّ وأحد قولي

[ () ] والأرض ومن فيهن أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شرّ ما خلق، وذرأ، وبرأ» . (إتحاف السادة المتقين) : 5/ 384- 385، كتاب الأذكار والدعوات، الباب الخامس، مختصرا.

[ (1) ] الأعراف: 179.

[ (2) ] النحل: 13.

[ (3) ] البقرة: 124.

[ (4) ] آل عمران: 34.

[ (5) ] الأنعام: 87.

[ (6) ] الإسراء: 3.

قال الفيروزآبادي: وذرأ الشيء: كثّره، قيل: ومنه الذرية مثلثة الذال، وهو اسم لنسل الثقلين، وقيل:

أصلها الصغار أي الأولاد، وإن كان يقع على الصغار والكبار معا في التعارف، ويستعمل للواحد والجمع وأصله للجمع، (بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز) : 3/ 7.

ص: 5

أحمد، ودليله إجماع المسلمين على دخول أولاد فاطمة رضى اللَّه عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، المطلوب لهم من اللَّه تعالى الصلاة عليهم، لأن أحدا من بناته لم يعقب عقباً باقيا غيرها، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد بيته فإنما هو من جهة فاطمة رضى اللَّه عنها خاصة.

وقد

قال صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن بنته، إن [ابني] هذا سيد [ (1) ] ،

فسماه ابنه، ولما نزلت آية المباهلة [وهي قوله تعالى:] [ (2) ] فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ [ (3) ]

[ (1) ](المطالب العالية) : 4/ 72، حديث رقم (4000) ، وهو في (صحيح البخاري) من وجه آخر عن الحسن، عن أبي بكرة، وأخرجه البزار برجال الصحيح من حديث جابر، (المستدرك) :

3/ 191- 192، كتاب معرفة الصحابة، باب: ومن فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب رضى اللَّه تعالى عنه، وذكر مولده، ومقتله، حديث رقم (4809/ 407) ، (4810/ 408)، وقال الذهبي في (التلخيص) : أخرجهما البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، لكن البخاري من طريق أبى موسى إسرائيل، عن الحسن، (مسند أحمد) : 6/ 17، حديث رقم (19879) ، 6/ 27، حديث رقم (19935) ، 6/ 30، حديث رقم (19960) ، ثلاثتهم من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث ابن كلدة.

[ (2) ] زيادة يقتضيها السياق.

[ (3) ] آل عمران: 61.

قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن داود الملكي، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبى هند، عن الشعبي، عن جابر، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب، فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه أن يلاعناه الغداة، فغدا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيد عليّ، وفاطمة، والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يجيبا، وأقرّا له بالخراج، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: والّذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي نارا.

قال جابر: وفيهم نزلت: نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ وقال جابر:

أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى بن أبى طالب، وأبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة. وهكذا رواه الحاكم في (المستدرك) :[3/ 163، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مقتل أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضى اللَّه تعالى عنه بأصحّ الأسانيد على سبيل الاختصار، حديث رقم (4719/ 317) ، وقال الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم] .

وقد روى عن ابن عباس والبراء نحو ذلك، ثم قال اللَّه تعالى: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ أي

ص: 6

الآية، دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا للمباهلة.

وخرج الحاكم من طريق أحمد الإمام ابن عفان، حدثنا وهيب حدثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن منية الثقفي قال: جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه ثم قال: إن الولد مبخلة مجبنة محزنة [ (1) ] .

قال صحيح على شرط مسلم.

[ () ] هذا الّذي قصصناه عليك يا محمد في شأن عيسى هو الحق الّذي لا معدل عنه ولا محيد وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* فَإِنْ تَوَلَّوْا أي عن هذا إلى غيره فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ أي من عدل عن الحق وولي الباطل فهو المفسد، واللَّه عليم به، وسيجزيه على ذلك شر الجزاء، وهو القادر الّذي لا يفوته شيء، سبحانه، وبحمده، ونعوذ به من حلول نقمته. (تفسير ابن كثير) :

1/ 378- 379 مختصرا، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق.

وقد أخرجه الحافظ البيهقي مطولا في (دلائل النبوة) : 5/ 382- 393، باب وفد نجران وشهادة الأساقفة لنبينا صلى الله عليه وسلم بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه، وامتناع من امتنع منهم من الملاعنة، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة.

وانظر أيضا في وفد نجران ما ذكره كل من ابن هشام في (السيرة) ، ابن سعد في (الطبقات) ، البلاذري في (فتوح البلدان) ، وابن كثير في (البداية والنهاية) ، النويرى في (نهاية الأرب) ، الزرقانى في (شرح المواهب اللدنية) .

[ (1) ](المستدرك) 3/ 179، كتاب معرفة الصحابة، باب: ومن مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4771/ 369) وسكت عنه الذهبي في (التلخيص) ، وقال محقق (المستدرك)، قال في (الفيض) : أخرجه الحاكم في الفضائل عن الأسود بن خلف بن يغوث القرشي، وقال الحاكم على شرط مسلم، وقال الحافظ العراقي: إسناده صحيح، (كنز العمال) :

16/ 288- 289، الباب الثاني في الترهيب عن النكاح، حديث رقم (44512) : أما إن الأولاد مبخلة مجبنة محزنة، الطبراني عن الأشعث بن قيس. وحديث رقم (44513) : لا تقل ذلك، فإن فيهم قرة أعين وأجرا إذا قبضوا، ولئن قلت ذلك فإن فيهم لمجبنة ومحزنة ومبخلة. الطبراني عن أشعث ابن قيس أيضا وزاد فيه: قال: قلت يا رسول اللَّه! ولد لي مولود ولوددت أن يكون لي مكانه شبع اليوم! قال- فذكره، وحديث رقم (44514) : أما إن قلت ذلك إنهم لمجبنة محزنة، ثمرات القلوب وقرأت الأعين. هناد وعن خيثمة مرسلا، وحديث رقم (44515) : إن قلت ذلك إنهم لمجبنة محزنة، وإنهم لثمرة القلوب وقرة الأعين. الحاكم عن الأشعث بن قيس، حديث رقم (44516) : الولد محزنة مجبنة مجهلة مبخلة، وإن آخر وطاءة وطئها اللَّه بوج [موضع بناحية الطائف] وعزاه إلى الطبراني عن خولة بنت حكيم، حديث رقم (44517) إن الولد مبخلة مجبنة محزنة. ابن عساكر والبيهقي، عن يعلى بن أبي أمية.

ص: 7

وفي حديث شريك عن عبد الملك بن عمير قال: دخل يحى بن يعمر على الحجاج، ومن حديث صالح من موسى، حدثنا عاصم بن بهدلة قال:

اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن على، فقال الحجاج: لم يكن من ذرية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعنده يحى بن يعمر فقال له: كذبت أيها الأمير، فقال: لتأتينى على ما قلت بينة ومصداق من كتاب اللَّه تعالى أو لأقتلنّك، فقال: وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى [ (1) ] إلى قوله تعالى: وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى [ (1) ] فأقرّ اللَّه تعالى أن عيسى من ذرية إبراهيم بأمه، والحسن بن على من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم بأمه، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسى؟ قال: ما أخذ اللَّه على الأنبياء ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه، قال اللَّه تعالى: فَنَبَذُوهُ وَراءَ [ظُهُورِهِمْ] وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا [ (2) ]، قال: فنفاه إلى خراسان [ (3) ] .

[ (1) ] الأنعام: 84- 85 وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ.

[ (2) ] آل عمران: 187.

[ (3) ] أورد الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير هذا الخبر هكذا: قال ابن أبي حاتم: حدثنا سهل بن يحى العسكري، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا على بن عباس، عن عبد اللَّه بن عطاء المكيّ، عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: أرسل الحجاج إلى يحى بن يعمر فقال: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب اللَّه، وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده؟ قال: أليس تقرأ سورة الأنعام وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ حتى بلغ وَيَحْيى وَعِيسى قال: بلى، قال: أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب؟ قال: صدقت. فلهذا إذا أوصى الرجل لذريته أو وقف علي ذريته أو وهبهم دخل أولاد البنات فيهم، فأما إذا أعطى الرجل بنيه أو وقف عليهم، فإنه يختص بذلك بنوه لصلبه، وبنو بنيه، واحتجوا بقول الشاعر العربيّ:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

بنوهن أبناء الرجال الأجانب

وقال آخرون: ويدخل بنو البنات فيهم أيضا، لما

ثبت في صحيح البخاري، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن على: إن ابني هذا سيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

فسماه ابنا، فدل علي دخوله في الأبناء.

ص: 8

وخرج من طريق عبيد اللَّه بن موسى، أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن عليّ رضى اللَّه عنه قال: لما ولدت فاطمة الحسن رضى اللَّه عنهما، جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أرونى ابني، ما سميتموه؟

قال: قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن، فلما ولدت الحسين رضى اللَّه عنه جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أرونى ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسين، ثم لما ولدت الثالث جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، [فقال] : أرونى ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو محسن، قال: إنما أسميتهم باسم ولد هارون عليه السلام: شبر، وشبير، ومشبر [ (1) ] .

ومن طريق محمد بن إسماعيل بن أبى فديك، حدثنا محمد بن موسى المخزومي، حدثنا عون بن محمد عن أبيه، عن أم جعفر أمه، عن جدتها أسماء، عن فاطمة رضى اللَّه عنها، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاها يوما فقال: أين ابناي؟ فقالت ذهب بهما عليّ، فتوجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة وبين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا عليّ! ألا تقلب ابنىّ قبل

[ () ] وقال آخرون: هذا تجوّز، وقوله: وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ، ذكر أصولهم، وفروعهم، وذوى طبقتهم، وأن الهداية بالاجتباء شملهم كلهم، ولهذا قال: وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، ثم قال تعالى: ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، أي إنّما حصل لهم ذلك بتوفيق اللَّه وهدايته إياهم. (تفسير ابن كثير) : 2/ 160.

وأما رواية (خ)، فأخرجها الحاكم في (المستدرك) بسياقة قريبة منه: 3/ 180، كتاب معرفة الصحابة، باب: ومن مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4772/ 370) ، وقد سكت عنه الذهبي في (التلخيص) .

[ (1) ](المستدرك) : 3/ 180، كتاب معرفة الصحابة، باب: ومن مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4773/ 371)، وقال الذهبي في (التلخيص) : صحيح. ونحوه حديث رقم (4783/ 381) لكن باختلاف يسير، وقال عنه الذهبي في (التلخيص) : مرّ من حديث إسرائيل.

وهو الحديث السابق.

ص: 9

الحر؟ .. وذكر باقي الحديث.

قال: محمد بن موسى هذا هو ابن مشمول مدينى ثقة، وعون هذا هو ابن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، هو وأبوه ثقتان، وأم جعفر هي ابنة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وجدّتها أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنهم، وكلهم أشراف ثقات [ (1) ] .

وخرج أيضا من طريق وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب، عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، عن أبيه قال: خرج [علينا] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر] وهو حامل [أحد] ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فوضعه عند قدمه اليمنى، فسجد رسول اللَّه سجدة أطالها، قال أبى: فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ساجد، وإذا الغلام راكب على ظهره، فعدت فسجدت، فلما انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال الناس: يا رسول اللَّه! لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، أفشيء أمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته.

قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [ (2) ] .

ومن طريق ابن نعيم الفضل بن دكين، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن أبى ظبيان.

[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (4774/ 372)، وقال الذهبي في (التلخيص) : بل محمد ضعّفوه.

[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (4775/ 373)، وقال الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.

ص: 10

عن سلمان قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبنى، ومن أحبنى أحبه [اللَّه] ، ومن أحبه اللَّه أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضنى، ومن أبغضنى أبغضه اللَّه، ومن أبغضه اللَّه أدخله النار،

قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [ (1) ] .

ومن طريق عثمان بن سعيد الدارميّ، حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عطاء بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس عن أم الفضل قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا أرضع الحسين بن على بلبن ابن كان يقال له قثم، قلت: فتناوله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فناولته إياه، [فبال] عليه، قالت: فأوهيت بيدي إليه [فقال] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا تزرمى ابني، قالت فرشّه بالماء [ (2) ] .

وقد ذكر اللَّه تعالى عسى بن مريم عليه السلام فيمن ذكر من ذرية إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى

[ (1) ](المرجع السابق) : حيث رقم (4776/ 374)، وقال الذهبي في (التلخيص) : هذا حديث منكر، وإنما رواه بقي بن مخلد بإسناد آخر واه عن زادان عن سلمان.

[ (2) ](المستدرك) : 3/ 187- 198، حديث رقم (4829/ 427)، وزاد في آخره: قال ابن عباس: بول الغلام الّذي لم يأكل يرش، وبول الجارية يغسل. قال الحاكم: هذا حديث قد روى بأسانيد ولم يخرجاه، فأما إسماعيل بن عياش وعطاء بن عجلان، فإنّهما لم يخرجاه، وقد حذفه الذهبي من (التلخيص) ، وما بين الحاضرين زيادة للسياق من (المستدرك) .

قال في (اللسان) : زرم دمعه وبوله وكلامه، وازرأم: انقطع، ما انقطع فقد زرم. قال الأصمعي:

الإزرام القطع، أي لا تقطعوا عليه بوله، ومنه حديث الأعرابي الّذي بال في المسجد، قال: لا تزرموه.

(لسان العرب) : 12/ 263) .

وقال الإمام النووي: الواجب في إزالة النجاسة الغسل، إلا في بول صبي لم يطعم، ولم يشرب سوى اللبن، فيكفى فيه الرش، ولا بدّ فيه من إصابة الماء جميع موضع البول، ثم لإيراده ثلاث درجات:

الأولى: النضح المجرد الثانية: النضح مع الغلبة والمكاثرة الثالثة: أن ينضم إلى ذلك السيلان، فلا حاجة في الرش إلى الثالثة قطعا، ويكفى الأولى على وجه، ويحتاج إلى الثانية على الأصح، ولا يلحق ببول الصبى بول الصبية، بل يتعين غسله على الصحيح. (روضة الطالبين) :

1/ 41.

ص: 11

قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ [ (1) ] .

وفي ذكر عيسى هنا دليل على أن البنت داخلة في الذرية، وذلك أنه تعالى شك عيسى وسائر الأنبياء المذكورين معه في كونهم من ذرية إبراهيم، مع أن عيسى إنما ينتمى إليه من جهة أمه، فدلّ على ما قلناه. واللَّه أعلم.

والقول الثاني: أنهم لا يدخلون، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد قولي أحمد، وحجتهم أن ولد البنات إنما ينسبون إلى آبائهم حقيقة، فإن الهذلي والتيمي والعدوىّ إذا أولد هاشمية لم يكن ولده هاشميا، لأن الولد في النسب يتبع أباه، بخلاف الرّقّ والحرية والدين فإنه يتبع أمه، وقد قيل:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

بنوهن أبناء الرجال الأباعد

ولو وصى أو وقف على قبيلة لم يدخل فيها أولاد بناتها من غيرها، وأما دخول أولاد فاطمة رضى اللَّه عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فلشرف هذا الأصل العظيم، والوالد الكريم، الّذي لا يدانيه أحد من العالمين، سرى ونفد إلى أولاد البنات لقوته وجلالته وعظم قدره.

وأما دخول عيسى في ذرية إبراهيم عليه السلام، فإن المسيح لا أب له حتى يرجع إليه، فقامت أمه مقام أبيه، فنسبه اللَّه تعالى إليها، وهكذا كل من انقطع نسبه من جهة أبيه- إما بلعان أو غيره- قامت أمه في النسب مقام أبيه، وكذا في العصبة والولاء، كما هو مذكور في موضعه من كتب الفقه، واللَّه أعلم.

[ (1) ] الأنعام: 83- 85.

ص: 12