المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة] - إمتاع الأسماع - جـ ٦

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس]

- ‌فصل في ذكر ذرية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سلالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سبط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌نبدة

- ‌فصل [في العقب والعاقب]

- ‌فصل في ذكر أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أم المؤمنين خديجة بنت خويلد]

- ‌[أم المؤمنين سودة بنت زمعة] [ (1) ]

- ‌[أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر]

- ‌غزيّة

- ‌[أم المؤمنين حفصة بنت عمر]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت خزيمة]

- ‌[أم المؤمنين أم سلمة]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت جحش]

- ‌[أم المؤمنين أم حبيبة]

- ‌أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

- ‌أم المؤمنين صفية بنت حيي

- ‌أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث

- ‌فصل [جامع لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[أم شريك]

- ‌[العالية]

- ‌[الكلابية]

- ‌[أسماء بنت عمرو]

- ‌[قتيلة بنت قيس]

- ‌[الجونيّة]

- ‌[مليكة بنت كعب]

- ‌[أم هانئ]

- ‌[صفية بنت بشامة]

- ‌[ليلى بنت الخطيم]

- ‌[خولة بنت الهذيل]

- ‌[شراف بنت قطام]

- ‌[ضباعة بنت عامر]

- ‌[الكلبية]

- ‌[أمامة بنت الحارث]

- ‌[جمرة بنت الحارث]

- ‌[درة بنت أبى سلمة]

- ‌[أمامة بنت حمزة]

- ‌[أم حبيب]

- ‌[سناء بنت أسماء بنت الصلت]

- ‌[فصل في] ذكر قوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجماع

- ‌فصل [في ذكر سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مارية] [ (2) ] [ (3) ]

- ‌[ريحانة]

- ‌فصل في ذكر أسلاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[سلفاه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب أم المساكين]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية]

- ‌فصل في ذكر أحماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل صفية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌فصل في ذكر أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[إخوة خديجة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أولاد عمّ أمّ سلمة]

- ‌إخوة أم سلمة

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة

- ‌إخوة أم حبيبة

- ‌صهره صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة

- ‌[أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونساء أعمامه]

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم أزواج عماته

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل بناته

- ‌فصل في ذكر من كان في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولاد نسائه

- ‌فصل في ذكر موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر إماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر خدّام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يلازم باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر الحاجب الّذي كان يستأذن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر صاحب طهور رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يغمز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عدة ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر لباس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[وأما الكمة والقلنسوة والقناع]

- ‌وأمّا القميص

- ‌وأما الرّداء

- ‌وأما القباء والمفرّج

- ‌وأما البردة

- ‌وأما الجبّة

- ‌وأما الحلّة

الفصل: ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

زيد بن الخطاب بن نفيل القرشيّ العدوىّ، أبو عبد الرحمن، عم حفصة أخو أبيها عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه لأبيه من أسماء بنت وهب بن حبيب بن الحارث بن عبس بن قعين، من بنى أسد بن خزيمة، أحد المهاجرين الأولين، أسلم قبل أخيه عمر، وشهد بدرا وما بعدها [ (1) ] ، واستشهد باليمامة [ (2) ] سنة اثنتي عشرة، فاشتد حزن عمر رضى اللَّه عنه عليه.

وصفية بنت الخطاب عمة حفصة، أخت أبيها لأبيه وأمه [ (3) ] ، تزوجت بسفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، قال ابن عبد البر:[مذكور في المؤلفة قلوبهم][ (4) ][وفي صحبته][ (5) ] نظر [ (6) ] .

وفاطمة بنت الخطاب عمة حفصة، أخت أبيها شقيقته، كانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأسلمت قبل زوجها، أو قيل معه، قبل

[ (1) ] سبق أن أشرنا إلى مصادر ترجمته.

[ (2) ] قتله أبو مريم الحنفي، وكان من أصحاب مسيلمة، ثم تاب وأسلم وحسن إسلامه، وولى قضاء البصرة بعد عمران بن الحصين، في زمن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، (طبقات ابن سعد) : 7/ 91، (الاستيعاب) : 2/ 550- 553، ترجمة رقم (846) .

[ (3) ] ذكرها الدار الدّارقطنيّ في كتاب (الإخوة)، وقال: تزوجها سفيان بن عبد الأسد، فولدت له الأسود. قال الحافظ في (الإصابة) : وقد تقدم في قدامة بن مظعون أنه تزوجها، واستدركها أبو على الغساني، وقال: ذكرها أبو عمر في قدامة، ولم يفردها. (الإصابة) : 7/ 742، ترجمة رقم (11402) .

[ (4) ] زيادة للسياق من (الاستيعاب) .

[ (5) ] زيادة يقتضيها السياق.

[ (6) ] الاستيعاب) : 2/ 36.، ترجمة رقم (1002) .

ص: 211

إسلام أخيها عمر رضى اللَّه عنه، ولها في إسلامه قصة حسنة [ (1) ] .

[ (1) ] لما كانت فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية من فواضل نساء عصرها، كانت ذا إيمان قوى باللَّه وبالإسلام، وأسلمت قديماً، فكانت من المبايعات الأول، وكانت تخفى إسلامها من أخيها عمر، وكان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة يقرئها القرآن.

فخرج عمر بن الخطاب ذات يوم متقلدا بسيفه، يريد أن يقتل محمدا صلى الله عليه وسلم، فلقيه رجل من بنى زهرة فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدا، قال: وكيف نأمن من بنى هاشم وبنى زهرة وقد قتلت محمدا؟ قال: ما أراك إلا قد صبوت. قال أفلا أدلك على العجب؟ إن ختنك سعيد ابن زيد، وأختك فاطمة قد صبوا، وتركا دينك.

فمشى عمر فأتاهما، وعندهما خبّاب بن الأرتّ فلما سمع خباب بحسّ عمر توارى في البيت، فدخل عمر، فقال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟ وكانت فاطمة قد أخذت صحيفة من القرآن فجعلتها تحت فخذها، فقالا له: ما سمعت شيئا، قال: بلى، واللَّه لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا في دينه، وبطش بختنه سعيد.

فقامت إليه فاطمة لتكفه عن زوجها، فضربها فشجّها، فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم، قد أسلمنا وآمنا باللَّه ورسوله، فاصنع ما بدا لك. فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع، فارعوى وقال لأخته: أعطينى هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون آنفا، انظر ما هذا الّذي جاء به محمد، فقالت له أخته: أنا نخشاك عليها.

قال: لا تخافي، وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها. فلما قال ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: يا أخى، إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة وفيها: طه، فقرأها، فلما قرأ منها صدرا قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!.

فلما سمع خباب ذلك. خرج إليه فقال له: يا عمر، واللَّه إني لأرجو أن يكون اللَّه قد خصلت بدعوة نبيه، فإنّي سمعته أمس وهو يقول: اللَّهمّ أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام، أو بعمر بن الخطاب، فاللَّه اللَّه يا عمر. فقال له عمر عند ذلك: فدلّني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم، فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا، معه فيه نفر من أصحابه.

فأخذ عمر سيفه فتوشحه، ثم عمد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فنظر من خلل الباب، فرآه متوشحا السيف، فرجع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فزع فقال: يا رسول اللَّه، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف. فقال حمزة بن عبد المطلب: فأذن له، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ائذن له، فأذن له الرجل، ونهض إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى لقيه بالحجرة، فأخذ بحجزته أو بمجمع ردائه، ثم جبذه جبذة شديدة وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فو اللَّه ما أرى أن تنتهي حتى ينزل اللَّه بك قارعة.

ص: 212

وعبد اللَّه بن عمر، أبو عبد الرحمن، أخو حفصة وعبد الرحمن الأكبر شقيقهما، أسلم صغيرا قبل أن يبلغ الحلم، وهاجر به أخوه، وأول مشاهده الخندق، وقيل: أحد. توفى بمكة سنة ثلاث وسبعين، وهو من سادات الصحابة، كثير الورع والاحتياط والاتباع للسنة والجماعة، رضى اللَّه عنه [ (1) ] .

وعبد الرحمن الأكبر بن عمر [ (2) ] ، أبو عبد اللَّه، ولد على عهد رسول اللَّه

[ () ] فقال عمر: يا رسول اللَّه، جئتك لأؤمن باللَّه وبرسوله، وما جاء من عند اللَّه، فكبّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن عمر قد أسلم، فتفرق أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكانهم، وقد عزّوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وينتصفون بهما من عدوهم، (أعلام النساء) : 4/ 50- 52، (سيرة ابن هشام) : 2/ 92، 187- 188، (طبقات ابن سعد) : 8/ 95، (الإصابة) : 8/ 62- 63، ترجمة رقم (11590)، (الاستيعاب) : 4/ 1892، ترجمة رقم (4056)، (المستدرك) : 4/ 65- 66.

[ (1) ] سبق أن أشرنا إلى مصادر ترجمته.

[ (2) ] عبد الرحمن الأكبر بن عمر بن الخطاب، شقيق عبد اللَّه، وحفصة، ذكره ابن السكن في الصحابة، وأورد له من طريق حبيب بن الشهيد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: أرسلنى عمر إلى ابنه عبد الرحمن أدعوه، فلما جاء قال له عمر: يا أبا عيسى، قال: يا أمير المؤمنين اكتنى بها المغيرة على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. سنده صحيح.

وقال أبو عمر: كان لعمر ثلاثة، كلهم عبد الرحمن، هذا أكبرهم، لا تحفظ له رواية، كذا قال.

والثاني يكنى أبا شحمة، وهو الّذي ضربه أبوه الحدّ في المجبّر لما شرب بمصر، والثالث والد المجبّر، بالجيم والموحدة المثقلة.

وقال ابن مندة: كناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا عيسى، فأراد عمر أن يغيرها، فقال: واللَّه إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كنّانى بها. وتعقبه أبو نعيم بأن الّذي قال لعمر ذلك إنما هو المغيرة بن شعبة، وأما عبد الرحمن فقال لأبيه: قد اكتنى بها المغيرة، فقال المغيرة: كنانى بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في (الإصابة) : أخرج القصة ابن أبى عاصم، كما أخرجها ابن السكن، وأن عبد الرحمن قال لأبيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كنى بها المغيرة. ويؤخذ كون عبد الرحمن كان مميزا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من تقدم وفاة والدته زينب، ومن كون أخيه الأوسط أبى شحمة ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

(الإصابة) : 4/ 339- 340، ترجمة رقم (5175)، (الاستيعاب) : 2/ 842- 843، ترجمة رقم (1443)، (صفة الصفوة) : 1/ 142.

ص: 213

صلّى اللَّه عليه وسلم، [أخو عبد اللَّه بن عمر، وحفصة بنت عمر لأبيهما وأمهما زينب بنت مظعون][ (1) ] .

وزيد بن عمر [ (2) ] ، أمه وأم أخته رقية، أم كلثوم بنت على بن أبى طالب، رضى اللَّه عنه.

وزيد الأصغر بن عمر [ (3) ] ، أمه وأم عبيد اللَّه، أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب من خزاعة، وأخوهما لأبيهما عبد اللَّه الأكبر بن أبى جهم ابن حذيف.

وعبيد اللَّه بن عمر [ (4) ] ، ولد على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان من أنجاد

[ (1) ] زيادة للنسب من (الاستيعاب) .

[ (2) ] قال ابن قتيبة: وأما زيد بن عمر بن الخطاب، فرمى بحجر في حرب كانت بين بنى عويج، وبين بنى رزاح، فمات، ولا عقب له، ويقال: إنه مات هو وأمه: أم كلثوم في ساعة واحدة، فلم يورث أحدهما صاحبه، وصلى عليهما عبد اللَّه بن عمر، فقدّم زيدا وأخر أم كلثوم، فجرت السنة بتقديم الرجال.

(المعارف) : 188.

[ (3) ] هو زيد بن عمر بن الخطاب القرشيّ العدوىّ، شقيق عبد اللَّه بن عمر المصغّر، أمهما أم كلثوم بنت جرول، كانت تحت عمر، ففرّق بينهما الإسلام، لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة:

10] ، فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة، وكان زوجها قبله عمر. ذكر ذلك الزبير وغيره، فهو يدل على أن زيدا ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، (الإصابة) : 2/ 628، ترجمة رقم (2961 ز) .

قال محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الغرناطي: واللاتي ارتددن من نساء المهاجرين ولحقن بالكفار: أم الحكم بنت أبى سفيان، زوج عياض بن شداد الفهري، وأخت أم سلمة فاطمة بنت أبى أمية، زوج عمر بن الخطاب رضى اللَّه تعالى عنه، وعبدة بنت عبد العزى، زوج هشام بن العاصي، وأم كلثوم بنت جرول، زوج عمر أيضا.

وذكر أبو القاسم جار اللَّه محمود بن عمر الزمخشريّ الخوارزمي أنهن ستّ، فذكر: أم الحكم، وفاطمة بنت أبى أمية زوج عمر بن الخطاب، وعبدة، وذكر أن زوجها عمرو بن ودّ، وكلثوم، وبروع بنت عقبة، كانت تحت شماس بن عفان، وهند بنت أبى جهل كانت تحت هشام بن العاصي، أعطى أزواجهن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مهورهن من الغنيمة. (البحر المحيط) : 10/ 159، (الكشاف) : 4/ 90.

[ (4) ] هو عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب القرشيّ العدوىّ، أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية، وهو أخو حارثة بن وهب، الصحابي المشهور لأمه، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنه غزا في خلافة أبيه، قال مالك

ص: 214

_________

[ () ] في (الموطأ) : عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرج عبد اللَّه وعبيد اللَّه ابنا عمر في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرّا على أبى موسى الأشعريّ- وهو أمير البصرة- فرحّب بهما وسهّل، وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى، هاهنا مال من مال اللَّه، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، وأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، ففعلا، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكلّ الجيش أسلفكما؟ فقالا: لا، فقال عمر: أدّيا المال وربحه.

فأما عبد اللَّه فسكت، وأما عبيد اللَّه فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال أو نقص لضمناه، فقال: أدّيا المال، فسكت عبد اللَّه، وراجعه عبيد اللَّه، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا [أي مضاربة]، فقال عمر: قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال، ونصف ربحه، وأخذا نصف ربحه. سنده صحيح.

وهذا يدل على أنه كان في زمن أبيه رجلا، فيكون ولد في العهد النبوي، وقد ثبت أن عمر فارق أمّه لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ، وكان نزولها في الحديبيّة في أواخر سنة سبع.

وفي البخاري قصة في باب نقيع التمر ما لم يسكر، من كتاب الأشربة: وقال عمر: إني وجدت من عبيد اللَّه ريح شراب، فإنّي سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته، وهذا وصله مالك عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أن عمر خرج عليهم، فقال

فذكره، لكن لم يقل عبيد اللَّه، وقال فلان.

وأخرجه سعيد بن منصور، عن ابن عينية، عن الزهري، فسماه، وزاد: قال ابن عينية: فأخبرني معمر عن الزهري، عن السائب، قال: فرأيت عمر يجلدهم.

قال أبو عمر: كان عبيد اللَّه من شجعان قريش وفرسانهم، ولما قتل أبو لؤلؤة عمر، عمد عبيد اللَّه ابنه هذا إلى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم.

وسبب ذلك: ما أخرجه ابن سعد من طريق يعلى بن حكيم، عن نافع، قال: رأى عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر، فقال: رأيت هذه أمس مع الهرمزان، وجفينة، فقلت: ما تصنعان بهذه السكين؟ فقالا: نقطع بها اللحم، فإنا لا نمسّ اللحم، فقال له عبيد اللَّه بن عمر: أنت رأيتها معهما؟ قال: نعم، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد، فأرسل إليه عثمان، فقال:

ما حملك على قتل هذين الرجلين؟ فذكر القصة.

قتل بصفين مع معاوية بلا خلاف، واختلف في قاتله، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين. (الإصابة) : 5/ 52- 55، ترجمة رقم (6244)، (الاستيعاب) : 3/ 1010- 1012، ترجمة رقم (1718)، (طبقات ابن سعد) : 3/ 309، 313، 350، 355، 356، 357، 5/ 188، 6/ 402395، (صفة الصفوة) : 1/ 142، (المعارف) :187.

ص: 215

قريش وفتيانهم، قتل بصفين مع معاوية، وله أخبار، وهو الّذي قتل الهرمزان وجفينة [ (1) ] لما مات عمر رضى اللَّه عنه.

وعاصم بن عمر أبو عمر [ (2) ] ، أمه جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح قيس

[ (1) ] أخرج الذهلي في (الزهريات) ، من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن عبد الرحمن ابن أبى بكر قال- حين قتل عمر- إني انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبى لؤلؤة، فنفروا منى، فسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فانظروا بماذا قتل، فنظروا، فإذا الخنجر على النعت الّذي نعت عبد الرحمن.

فخرج عبيد ليلا مشتملا على السيف، حتى أتى الهرمزان، فقال: أصحبنى ننظر إلى فرس- وكان الهرمزان بصيرا بالخيل- فخرج يمشى بين يديه، فعلاه عبيد اللَّه، بالسيف، فلما وجد حرّ السيف قال:

لا إله إلا اللَّه، ثم أتى جفينة- وكان نصرانيا- فقتله، ثم أتى بنت أبى لؤلؤة- جارية صغيرة- فقتلها، وقال: لا أدع أعجميا إلا قتلته، فأراد عليّ قتله بمن قتل، فهرب إلى معاوية، وشهد معه صفين، فقتل.

(المعارف) : 187، (الإصابة) : 5/ 54.

[ (2) ] قال ابن البرقي: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرو عنه شيئا، وقال أبو أحمد العسكري: ولد في السادسة. وقال أبو عمر: مات النبي صلى الله عليه وسلم، وله سنتان.

وذكر الزبير بن بكار أن عمر زوّجه في حياته، وأنفق عليه شهرا، وقال حسبك! وذكر قصة. قال الزبير: كان من أحسن الناس خلقا، وكان عبد اللَّه بن عمر يقول: أنا وأخى عاصم لا نغتاب الناس.

وقالوا: كان طوالا جسيما، حتى إن ذراعه تزيد نحو شبر، وكان يقول الشعر، وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمه، وكان عمر طلق أمه فتزوجها يزيد بن جارية، فولدت له عبد الرحمن، فهو أخو عاصم لأمه.

وركب عمر إلى قباء فوجده يلعب مع الصبيان، فحمله بين يديه، فركبت جدته لأمه، الشموس بنت أبى عامر إلى أبى بكر فنازعته، فقال له أبو بكر: خلّ بينها وبينه، ففعل.

وذكره مالك في (الموطأ) ، وذكر البخاري في (التاريخ) من طريق عاصم بن عبيد اللَّه بن عاصم بن عمر، أنه كان له يومئذ. ثمان سنين. وعند أبى عمر: أنه كان حينئذ ابن أربع.

وقال السري بن يحى، عن ابن سيرين، عن رجل حدّثه، قال: ما رأيت أحدا من الناس إلا ولا بدّ أن يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بن عمر.

قال ابن حبان: مات بالربذة، وأرّخه الواقدي ومن تبعه سنة سبعين، وقال مطيّن: سنة ثلاث وسبعين. (الإصابة) : 5/ 3- 4، ترجمة رقم (6158)، (طبقات ابن سعد) : 4/ 372، 5/ 50، 84، 8/ 86، (الاستيعاب) : 2/ 782، ترجمة رقم (1311)، (المعارف) : 187، (صفة الصفوة) : 1/ 142.

ص: 216

ابن عصمة بن مالك الأنصاري، ولد قبل وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسنتين، ومات سنة سبعين، وكان فاضلا خيّرا، شاعرا مجيدا، وله عدة أخبار.

وعبد الرحمن الأوسط بن عمر أبو شحمة، أمه لهيّة أم ولد ضربه عمرو ابن العاص رضى اللَّه عنه في الخمر بمصر، وحمله إلى المدينة، فضربه أبوه ضرب تأديب، ثم مرض ومات بعد شهر، وقيل: مات تحت سياط عمر، وذلك غلط [ (1) ] .

وعبد الرحمن الأصغر بن عمر، أبو المجبّر، أمه فكيهة أم ولد، مات عمر وهو صغير، فلقبته عمته حفصة: المجبر، وقالت: لعل اللَّه يجبره [ (2) ] .

وعياض بن عمر، أمه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل [ (3) ] .

[ (1) ](الاستيعاب) : 2/ 842، ترجمة رقم (1443) .

[ (2) ] قال ابن عبد البر: إنما سمى المجبّر لأنه وقع وهو غلام فتكسّر، فأتى به إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل لها: انظري إلى ابن أخيك المكسّر، فقالت: ليس واللَّه بالمكسّر، ولكنه واللَّه المجبّر. هكذا ذكره العدوىّ وطائفة.

وقال الزبير: هلك عبد الرحمن الأصغر، وترك ابنا صغيرا أو حملا، فسمته حفصة بنت عمر: عبد الرحمن، ولقبته المجبّر، لعلّ اللَّه يجبره. (الاستيعاب) : 2/ 843، ترجمة رقم (1443) .

[ (3) ] هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية، أخت سعيد بن زيد، أحد العشرة، وأمها أم كريز بنت عبد اللَّه بن عمار بن مالك الحضرمية.

أخرج أبو نعيم من حديث عائشة، أن عاتكة كانت زوج عبد اللَّه بن أبى بكر الصديق، وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات، تزوجها عبد اللَّه بن أبى بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة، فأولع بها، وشغلته، عن مغازية، فأمره أبوه بطلاقها، فقال:

يقولون طلقها وخيّم مكانها

مقيما تمنّى النّفس أحلام نائم

وإن فراقي أهل بيت جمعتهم

على كثرة منى لإحدى العظائم

ثم عزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبوه يوما يقول:

ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها

ولا مثلها من غير جرم تطلّق

فرقّ له أبوه، وأذن له فارتجعها. ثم لما كان حصار الطائف أصابه سهم، فكان فيه هلاكه، فمات بالمدينة، فرثته بأبيات منها:

ص: 217

وعبد اللَّه الأصغر بن عمر [ (1) ] ، أمه سعيدة بنت رافع بن عبيد بن عمرو

[ () ]

فآليت لا تنفكّ عيني حزينة

عليك ولا ينفك جلدي أغيرا

ثم تزوجها زيد بن الخطاب، فاستشهد باليمامة، ثم تزوجها عمر بن الخطاب في سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأولم عليها،

ودعا أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفيهم عليّ بن أبى طالب، فقال له: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة، قال: نعم، فأخذ عليّ بجانب الخدر ثم قال: يا عدية نفسها، أين قولك:

فآليت لا تنفكّ عيني حزينة

عليك ولا ينفك جلدي أغبرا

فبكت،

فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ كل النساء يفعلن هذا، ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه:

عين جودي بعبرة ونحيب

لا تملّى على الإمام النجيب

فجعتني المنون بالفارسي المعلم

يوم الهياج والتثويب

قل لأهل الضراء والبؤس موتوا

قد سقته المنون كأس شعوب

ومما رثت به عمر رضى اللَّه عنه قولها:

منع الرقاد فعاد عيني عائد

مما تضمّن قلبي المعمود

قد كان يسهرني حذارك مرة

فاليوم حقّ لعيني التسهيد

أبكى أمير المؤمنين ودونه

للزائرين صفائح وصعيد

ثم تزوجها الزبير بن العوام، ثم خطبها عليّ بن أبى طالب رضى اللَّه عنه انقضاء عدتها من الزبير، فأرسلت إليه: إني لأضنّ بك يا ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن القتل، ثم تزوجها الحسين بن عليّ، فتوفى عنها، وهو آخر من ذكر من أزواجها. فكانت أول من رفع خدّه من التراب ولعن قاتله والراضي به يوم قتل، وقالت ترثيه:

وحسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكر بلاء صريعا

جادت المزن في ذرى كربلاء

ثم تأيمت بعده، فكان عبد اللَّه بن عمر يقول: من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة، ويقال: إن مروان خطبها بعد الحسين، فامتنعت عليه وقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتوفيت نحو سنة (40) هـ، (الاستيعاب) : 4/ 1876- 1880، ترجمة رقم (4024)، (الإصابة) : 8/ 11، ترجمة رقم (11448)، (طبقات ابن سعد) : 8/ 193. (أعلام النساء) : 3/ 201- 206، (عيون الأخبار) : 4/ 114- 115، (المستطرف في كل فن مستظرف) : 517، (صفة الصفوة) :

1/ 142.

[ (1) ] لم أجد له ولا لأمه ترجمة فيما بين يدىّ من مراجع.

ص: 218

ابن عبيد بن أمية بن زيد، من بنى عمرو بن عوف.

ورقية بنت عمر أخت حفصة رضى اللَّه عنها، أمها أم كلثوم بنت على رضى اللَّه عنها، تزوجها إبراهيم بن نعيم النحام] [ (1) ] بن عبد اللَّه بن أسيد ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، فولدت له جارية وماتت.

وزينب بنت عمر [ (2) ] ، شقيقة المجبر.

وفاطمة بنت عمر [ (3) ] ، أمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، تزوجها عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فولدت له عبد الرحمن بن زيد.

[ (1) ] زيادة للنسب من (طبقات ابن سعد) . وكان إبراهيم بن نعيم أحد الرءوس يوم الحرة، وقتل يومئذ في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، فمرّ عليه مروان بن الحكم، وهو مع مسرف بن عقبة ويده على فرجه فقال: واللَّه لئن حفظته في الممات لكما حفظته في الحياة، فقال له مسرف: واللَّه ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة، لا يسمع هذا منك أهل الشام فيكركرهم عن الطاعة، فقال لهم مروان: إنهم بدّلوا وغيّروا.

(طبقات ابن سعد) : 5/ 170- 171.

[ (2) ] زينب بنت عمر بن الخطاب القرشية، قال الزبير بن بكار في كتاب (النسب) : أمها فكيهة، أم ولد، وهي أخت عبد الرحمن بن عمر الأصغر، والد المختار. (صفة الصفوة) : 1/ 142، (الإصابة) :

684، ترجمة رقم (11262) .

[ (3) ] قال ابن الجوزي: وفاطمة: أمها أم حكيم بنت الحارث. (صفة الصفوة) : 1/ 142، وقال ابن قتيبة:

وفاطمة وزيدا: أمها أم كلثوم بنت على بن أبى طالب، من فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. (المعارف 185) .

ص: 219