الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل [في ذكر سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]
وكان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سريتان [ (1) ] : مارية، وريحانة.
[مارية][ (2) ][ (3) ]
فأما مارية بنت شمعون القبطية، فبعث بها المقوقس صاحب
[ (1) ] لكن ذكر أبو الفرج ابن الجوزي، أن سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مارية القبطية، بعث بها إليه المقوقس، وريحانة بنت زيد، ويقال: إنه تزوجها، وقال الزهري: استسرها ثم أعتقها فلحقت بأهلها.
وقال أبو عبيدة كان له أربع: مارية، وريحانة، وأخرى جميلة أصابها في السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. (صفة الصفوة) : 1/ 276، ذكر سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقال القسطلاني: وأما سراريه صلى الله عليه وسلم فقيل: إنهن أربعة:
[ (2) ] مارية القبطية بنت شمعون- بفتح الشين المعجمة- أهداها له المقوقس القبطي، صاحب مصر والإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين- بكسر السين المهملة، وسكون المثناة التحتية، وكسر الراء، وبالنون آخرها- وخصيا يقال له: مأبور، وألف مثقال ذهبا- وعشرين ثوبا لينا من قباطي مصر، وبغلة شهباء- وهي دلدل- وحمارا أشهب- وهو عفير ويقال يعفور- وعسلا من عسل بنها، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بالعسل ودعا في عسل بنها بالبركة. قال ابن الأثير: وبنها- بكسر الباء وسكون النون- قرية من قرى مصر، بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها، والناس اليوم يفتحون الباء. ووهب سيرين لحسان بن ثابت، وهي أم عبد الرحمن بن حسان، ومارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. وماتت مارية في خلافة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه سنة ست عشرة ودفنت بالبقيع.
* وريحانة بنت شمعون من بنى قريظة، وقيل: من بنى النضير، والأول أظهر، وماتت قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، مرجعه من حجة الوداع سنة عشر، ودفنت بالبقيع، وكان صلى الله عليه وسلم وطئها بملك اليمين، وقيل:
أعتقها وتزوجها.
* وأخرى وهبتها له زينب بنت جحش.
* الرابعة أصابها في بعض السبي. (المواهب اللدنية) : 2/ 100- 101، (زاد المعاد) : 1/ 114.
[ (3) ] سبق طرف من ترجمتها ضمن ترجمة ولدها إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في فصل ذكر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم، لها ترجمة وافية في:(الإصابة) : 8/ 111- 112، ترجمة رقم (11737)، (الاستيعاب) : 4/ 1912- 1913، ترجمة رقم (4091)، (تاريخ الإسلام) : 2/ 597، (طبقات ابن سعد) :
8/ 216، (أعلام النساء) : 5/ 10- 11، (المواهب اللدنية) : 2/ 100- 101، (أسماء الصحابة الرواة) : 349 ترجمة رقم (553)، (تلقيح فهوم أهل الأثر) : 359، (حلية الأولياء) :
2/ 70، ترجمة رقم (150)، (شذرات الذهب) : 1/ 29، (مغازي الواقدي) 1/ 378.
الإسكندرية مدينة بأرض مصر- في سنة سبع مع حاطب بن أبى بلتعه لما أتاه بكتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وبعث معها بأختها سيرين.
وفي رواية: أنه بعث ثلاث جوار: أم إبراهيم، وواحدة وهبها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبى جهم بن حذيفة العدوي، وواحدة وهبها لحسان بن ثابت، وألف مثقال من الذهب، وعشرين ثوبا، وبغلة، وحمارا، وخصيا، كل ذلك هدية، فلما خرج [حاطب] بمارية عرض عليها الإسلام فأسلمت وأختها، وأقام الخصىّ على دينه حتى أسلم بالمدينة، فأعجب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمارية- وكانت بيضاء جميلة جعدة الشعر، وكانت أمها رومية- فأنزلها في المال الّذي يعرف بمشربة أم إبراهيم [ (1) ] ، وصار يختلف إليها هناك، وضرب عليها الحجاب، واتخذها لفراشه فحملت بإبراهيم، وولد في ذي الحجة سنة ثمان، فقبلتها سلمى مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحضنته أم بردة كبشة بنت المنذر بن زيد بن لبيد،
وقال صلى الله عليه وسلم لما ولد إبراهيم-: أعتق أمّ إبراهيم ولدها [ (2) ] .
ومات إبراهيم وهو يرضع، فلما توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضى اللَّه عنه ينفق على مارية حتى توفاه اللَّه، ثم كان عمر رضى اللَّه عنه ينفق عليها حتى ماتت في رمضان لسنتين من خلافته، وقيل: ماتت في المحرم سنة ست عشرة.
[ (1) ] مغازي الوافدى) : 1/ 378.
[ (2) ] سنده ضعيف، وقد سبق أن أشرنا إليه في الكلام على أبنائه صلى الله عليه وسلم.