الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الحلّة
الحلة: إزار ورداء بردا أو غيره، ولا يقال لها: حلة حتى تكون من ثوبين، والجمع حلل وحلال [ (1) ] .
خرّج البخاري من حديث شعبة، عن أبى إسحاق سمع البراء بن عازب يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا، وقد رأيته في حلة حمراء، ما رأيت شيئا أحسن منه.
وفي لفظ له: ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره في كتاب اللباس [ (2) ] ، وفي كتاب المناقب [ (3) ] .
وخرجه مسلم ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم [ (4) ] .
وفي لفظ له: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء، ما رأيت شيئا قط أحسن منه [ (4) ] .
[ (1) ](لسان العرب) : 11/ 172- 173.
[ (2) ](فتح الباري) : 10/ 375، كتاب اللباس، باب (35) ، الثوب الأحمر حديث رقم (5848) .
[ (3) ](فتح الباري) : 6/ 700، كتاب المناقب، باب (23) صفة النبي، حديث رقم (3551) .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 15/ 97، كتاب الفضائل، باب (25) ، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجها، حديث رقم (2237) .
وفي لفظ لمسلم والترمذي: عن البراء، ما رأيت [من ذي][ (1) ] لمة، أحسن في حلة حمراء، من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، شعره يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير [ (2) ] . وقال الترمذي [ (3) ] : هذا حديث حسن صحيح، وله عدة طرق، ألفاظها متقاربة.
وقال حجاج عن أبى جعفر محمد بن على عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان يلبس برده الأحمر في الجمعة والعيدين [ (4) ] .
وخرّجه ابن حبّان ولفظه: كان للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بردا أحمر يلبسه في العيدين [ (5) ] .
وقال زمعة بن صالح، عن أبى حازم عن سهل بن سهل رضى اللَّه عنه قال: حيك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة أنمار من صوف أسود، وجعل حاشيتها بيضاء، فخرج فيها إلى أصحابه، فضرب على فخذه فقال: ألا ترون هذه ما أحسنها، فقال أعرابى: بأبي أنت وأمى يا رسول اللَّه، فهبها لي، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا قط فيقول: لا، فقال [صلى الله عليه وسلم] : نعم، فدعا
[ (1) ] زيادة للسياق من (صحيح مسلم)، وفي (خ) :«ذا» .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 15/ 97، كتاب الفضائل، باب (25) في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان أحسن الناس وجها، حديث رقم (92) .
[ (3) ](الشمائل المحمدية) : 30- 31، باب (1) ، جاء في خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4) ، وأخرجه الترمذي في (الجامع الصحيح) في كتاب اللباس، باب ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر، حديث رقم (1724)، وقال: حسن صحيح، وفي كتاب المناقب، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3635) ، والنسائي في (السنن) ، كتاب الزينة، باب اتخاذ الجمة من طريق عن وكيع، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبى إسحاق السبيعي به.
[ (4) ](إتحاف السادة المتقين) : 8/ 256، كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة، (السنن الكبرى للبيهقي) :
3/ 247، كتاب الجمعة، باب ما يستحب من الارتداء ببرد، (كنز العمال) : 7/ 121، حديث رقم (18281)، (المطالب العالية) : 1/ 171، باب الأمر بالتجمل للجمعة.
[ (5) ](أخلاق النبي) : 114.
بمعوذين فلبسهما، وكسى الأعرابي الحلة، ثم أمر بمثلهما تحاكان له، فمات صلى الله عليه وسلم وهما في الحياكة [ (1) ] .
وخرّجه ابن حبان ولفظه: قال خيطت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جبة من صوف أنمار فلبسها، فما أعجب بثوب ما أعجب به، فجعل يمسه بيده ويقول:
انظروا! ما أحسنها، وفي القوم أعرابى فقال: يا رسول اللَّه، هبها لي، فخلعها [صلى الله عليه وسلم] فدفعها في يديه.
وذكر الزبير بن بكار، عن محمد بن سلام، عن يزيد بن عياض قال: أهدى حكيم بن حزام للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الهدنة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش حلة ابن ذي يزن، اشتراها بثلاثمائة دينار، فردّها عليه وقال: لا أقبل هدية مشرك، فباعها حكيم، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من اشتراها له، فلبسها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما رآه حكيم قال له:
ما ينظر الحكام بالفضل بعد ما
…
بدا سابق، ذو غرّة وحجول
فكساها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة، فرآها عليه حكيم فقال: بخ بخ [ (2) ] يا أسامة، عليك حلة ابن ذي يزين! فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
قل له: وما يمنعني؟ وأنا خير منه وأبى خير من أبيه [ (3) ] .
وذكر محمد بن عمر الواقدي عن الضحاك بن عثمان، عن أهله قال:
قال حكيم بن حزام: كنت أعالج البزّ في الجاهلية، فكنت رجلا تاجرا أخرج إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين [ (4) ] ، فكنت أربح أرباحا كثيرة، فأعود على فقراء قومي، ونحن لا نعبد شيئا، نريد ثراء الأموال والمحبة في العشيرة، وكنت أحضر الأسواق، وكانت لنا ثلاثة أسواق: سوق لعكاظ، تقوم صبح هلال ذي القعدة، فتقوم عشرين يوما وتحضرها العرب، وبه ابتعت زيد بن حارثة لعمتي خديجة بنت خويلد- وهو يومئذ غلام-
[ (1) ](مجمع الزوائد) : 5/ 130.
[ (2) ] اسم فعل يفيد الاستحسان.
[ (3) ](سير أعلام النبلاء) : 3/ 46- 47.
[ (4) ] رحلة الشتاء والصيف.
فأخذته بستمائة درهم، فلما تزوج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خديجة، سألها زيدا فوهبته له فأعتقه.
وبه ابتعت حلة ابن ذي يزن، فكسوتها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أحدا قط أجمل ولا أحسن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في تلك الحلة [ (1) ] .
وخرجه الإمام أحمد من حديث عبد اللَّه بن المبارك، أخبرنا الليث بن سعد قال: حدثني عبيد اللَّه بن المغيرة عن عراك بن مالك، أن حكيم بن حزام قال: كان محد أحبّ رجل في الناس إليّ في الجاهلية، فلما تنبّأ وخرج إلى المدينة، شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر، فوجد حلّة لذي [ (2) ] يزن تباع، فاشتراها بخمسين دينارا ليهديها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقدم بها عليه المدينة، فأراد عليّ قبضها هدية فأبى، قال عبيد اللَّه: حسبته قال [ (3) ] : إنا لا نقبل شيئا من المشركين، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن، فأعطيته حين أبى عليّ الهدية [ (4) ] ، وقد خرّجه الحاكم [ (5) ] من حديث أبى صالح عن الليث، ثم قال: صحيح الإسناد [ولم يخرجاه][ (6) ] .
تم بحمد اللَّه تعالى الجزء السادس ويليه الجزء السابع وأوله: «وأما الخرقة التي كان يتنشف بها»
[ (1) ](سير أعلام النبلاء) : 3/ 47، مختصرا، (جمهرة نسب قريش) : 367- 369، مطولا.
[ (2) ] في (خ) : «لابن ذي يزن» ، وما أثبتناه من (المسند) .
[ (3) ] في (المسند) : «حسبت أنه قال» .
[ (4) ](مسند أحمد) : 4/ 404- 405، حدث رقم (14899) .
[ (5) ](المستدرك) : 3/ 551- 552، كتاب معرفة الصحابة، حديث رقم (6050)، وقال في آخره: قال حكيم: «فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة» وقال عنه الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
[ (6) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المستدرك) .