الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إخوة أم سلمة
وأما إخوة أم سلمة رضى اللَّه تعالى عنها:
عبد اللَّه بن أبى أمية بن المغيرة، وهشام وزهير ابنا أبى أمية بن المغيرة، وقد تقدم ذكرهما.
والمهاجر بن أبى أمية بن المغيرة أخو أم سلمة شقيقها، كان اسمه الوليد، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم «المهاجر» لما هاجر إلى المدينة، ثم بعثه إلى الحارث ابن عبد كلال ملك اليمن، واستعمله أيضا على صدقات كندة، والصدف، ثم ولاه أبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه اليمن، ففتح حصن النّجير بحضر موت [ (1) ] .
[ (1) ] هو المهاجر بن أبى أمية بن عبد اللَّه بن عمر مخزوم القرشيّ المخزومي، أخو أم سلمة- زوج النبي صلى الله عليه وسلم شقيقها.
قال الزبير: شهد بدرا مع المشركين، وقتل أخواه يومئذ: هشام، ومسعود، وكان اسمه الوليد، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، وولاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء، فخرج عليه الأسود العنسيّ، ثم ولاه أبو بكر، وهو الّذي افتتح حصن النّجير الّذي تحصنت به كندة في الردة، وهو زياد بن لبيد [أو لبيدة] . وقال المرزباني في (معجم الشعراء) : قاتل أهل الردة، وقال في ذلك أشعارا.
وذكر سيف في (الفتوح) : أن المهاجر كان تخلف عن غزوة تبوك، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عاتب عليه، فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذرة، وولاه..
وأخرج الطبراني من طريق محمد بن حجر- بضم المهملة وسكون الجيم- ابن عبد الجبار بن وائل ابن حجر الحضرميّ، عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر، قال: وفدن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرحب بى وأدنى مجلسى، فلما أردت الرجوع كتب ثلاث كتب:
كتاب خاص بى فضلني فيه على قومي: بسم اللَّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللَّه إلى المهاجر ابن أمية: إن وائلا يستسعى ويترفل على الأقيال حيث كانوا من حضرموت. (المصباح المضيء) : 1/ 256- 257، ترجمة رقم (42)، (مجموعة الوثائق السياسية) : 39- 140، رسالة رقم (132)، (الإصابة) : 6/ 328- 329، ترجمة رقم (8359)، (الاستيعاب) : 4/ 1452- 1453، ترجمة رقم (2502)، (معجم البلدان) : موضع رقم (3388) ، (5990) ، (11943) .
وأبو عبيدة بن أبى أمية بن المغيرة [ (1) ] .
وهشام بن أبى أمية بن المغيرة، قتل يوم أحد كافرا [ (2) ] .
ومسعود بن أبى أمية بن المغيرة قتل يوم بدر كافرا [ (3) ] .
وربيعة بن أبى أمية بن المغيرة. [ (4) ]
وعبد اللَّه ابن أبى أمية بن المغيرة [ (5) ] ، أخو أم سلمة، تقدم ذكره في
[ (1) ] لم أجد له ترجمة.
[ (2) ] قال ابن إسحاق، وقد ذكر من قتل من المشركين يوم أحد: ومن بنى مخزوم بن يقظة، هشام بن أبى أمية بن المغيرة، قتله قزمان.
[ (3) ] قال ابن إسحاق، وقد ذكر من قتل من المشركين يوم بدر: ومسعود بن أبى أمية بن المغيرة، قتله على ابن أبى طالب.
[ (4) ] لم أجد له ترجمة.
[ (5) ] قال ابن إسحاق، وقد ذكر إسلام أبى سفيان بن الحارث، وعبد اللَّه بن أبى أمية: وقد كان أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وعبد اللَّه بن أبى أمية بن المغيرة، قد لقيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول اللَّه، ابن عمك، وابن عمتك، وصهرك،
قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمى فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري، فهو الّذي قال لي بمكة ما قال، [يعنى حين قال له: واللَّه لا آمنت بك حتى تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه وأنا انظر، ثم تأتى بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن اللَّه قد أرسلك] .
قال: فما خرج الخبر إليهما بذلك، ومع أبى سفيان، بنى له، [لم يذكر ابن إسحاق اسم ابنه ذلك، ولعله أن يكون جعفرا، فقد كان إذ ذاك غلاما مدركا، وشهد مع أبيه حنينا، ومات في خلافة معاوية] .
فقال: واللَّه ليأذن لي، أولا لآخذن بيدي بنى هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا، فلما بلغ ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رقّ لهما، ثم أذن لهما، فدخلا عليه فأسلما.
وأنشد أبو سفيان بن الحارث قوله في إسلامه، واعتذر إليه مما كان مضى منه، فقال في ذلك تسعة أبيات ذكرها ابن هشام في (السيرة) ، وحيث يقول في البيت الثالث منها.
هداني هاد غير نفسي ونالني
…
مع اللَّه من طردت كلّ مطرّد.
قال ابن إسحاق: وزعموا أنه حين أنشد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قوله: «ونالني مع اللَّه من طردت كل مطرد» ضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: أنت طردتني كل مطرد. (سيرة ابن هشام) : 5/ 56- 58.
أبناء العمات.
وقريبة الكبرى ابنة أبى أمية بن المغيرة كانت تحت زمعة بن الأسود [ (1) ] ، وقريبة الصغرى أخت أم سلمة، كانت تحت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، فولدت له عبيد اللَّه، وأم حكيم وأمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، وكان عمار بن ياسر أخا لأم سلمة بن القضاعة [ (2) ] .
[ (1) ] قال ابن سعد في (الطبقات) : 4/ 121: هي أم يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ.
[ (2) ] قريبة بفتح أوله- وقيل بالتصغير- بنت أبى أمية بن المغيرة المخزومية أخت أم سلمة.
قالت أم سلمة: لما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخطبني، فذكرت قصة تزويجها ودخوله عليها، واشتغالها برضاع زينب، حتى جاء يوما فلم يرها، فقال: أين زينب؟ فقالت: قريبة، ووافقها عبد اللَّه: أخذها عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا آتيكم الليلة، فدخل على أم سلمة.
وقال البلاذري: تزوجها معاوية بن أبى سفيان لما أسلم، وقال ابن سعد: هي قريبة الصغرى، أمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوجها عبد الرحمن بن أبى بكر، فولدت له عبد اللَّه، وأم حكيم، وحفصة، ثم ساق بسند صحيح إلى ابن أبى مليكة، قال: تزوج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة، وكان في خلقه شدة، فقالت له يوما: أما واللَّه لقد حذرتك، قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصديق أحدا، فأقام عليها.
قال الحافظ في (الإصابة) : وكانت موصوفة بالجمال، فقد وقع عند عمر بن شبة في كتاب (مكة) ،
عن يعقوب بن القاسم الطلحي، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبى الحارث الزمعى، قال: لما فتحت مكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة لما قال: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن: هل رأيت بنات أبى أمية بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟.
قال ابن إسحاق، وقد ذكر قوله تعالى وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ: كان ممن طلق عمر بن الخطاب، طلق امرأته قريبة بنت أبى أمية بن المغيرة، فتزوجها بعده معاوية بن أبى سفيان، وهما على شركهما بمكة. (سيرة ابن هشام) : 4/ 296، (الإصابة) : 8/ 81- 82، ترجمة رقم (11645)، (طبقات ابن سعد) : 8/ 191.