الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الجبّة
فخرج مسلم من حديث عامر الشعبي، عن عروة بن المغيرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي: أمعك ماء؟ قلت نعم، فنزل عن راحلته فمشى [ (1) ] حتى توارى في سواد الليل ثم جاء [ (2) ] فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه، وعليه جبة من صوف فلم يستطع [ (3) ] أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما، فإنّي أدخلتهما طاهرتين، ومسح عليهما [ (4) ] .
وخرّجه البخاري وقال: ذات ليلة في سفر. وقال: حتى توارى عنى.
ذكره في كتاب اللباس، وترجم عليه باب: جبة الصوف في الغزو [ (5) ] ، وذكره أيضا في كتاب الطهارة مختصرا، وترجم عليه باب: إذا أدخل
[ (1) ] في (خ) : «ومشى» .
[ (2) ] في (خ) : «وجاء» .
[ (3) ] في (خ) : «لا يستطيع» .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 3/ 173، كتاب الطهارة، باب (22) المسح على الخفين، حديث رقم (79) ،
قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنّي أدخلتهما طاهرتين) :
فيه دليل على أن المسح على الخفين لا يجوز إلا إذا لبسهما على طهارة كاملة، بأن يفرغ من الوضوء بكماله ثم يلبسهما، لأن حقيقة إدخالهما طاهرتين أن تكون كل واحدة منهما أدخلت وهي طاهرة، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة [وبسط القول في ذلك محله كتب الفقه] .
[ (5) ](فتح الباري) : 10/ 330، كتاب اللباس، باب (11) ، لبس جبّة الصوف في الغزو، حديث رقم (5799) .
رجليه وهما طاهرتان [ (1) ] . وذكره في غزو تبوك [ (2) ] .
ولمسلم من طريق الأعمش، عن مسلم عن مسروق، عن المغيرة بن شعبة قال:[كنت][ (3) ] مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: يا مغيرة، خذ الإداوة فأخذتها، ثم خرجت معه، فانطلق [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (3) ] حتى توارى عنى، فقضى حاجته، ثم جاء وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فذهب يخرج يده من كمها فضاقت [عليه][ (3) ] ، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه، فتوضأ وضوءه للصلاة، ثم مسح على خفيه، [ثم][ (3) ] صلّى [ (4) ] .
وذكره البخاري في أول كتاب الصلاة، وترجم عليه: باب الصلاة في الجبة الشامية [ (5) ] . وذكره في كتاب الجهاد في باب الجبة في السفر والحرب [ (6) ] .
وذكره في كتاب اللباس، في باب من لبس جبة ضيقة الكمين [في السفر][ (7) ]، ولفظه: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، ثم أقبل فتلقيته بماء، فتوضأ وعليه جبة شامية، فمضمض واستنشق وغسل وجهه، فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضسقين، فأخرج يديه من تحت يديه فغسلهما ومسح
[ (1) ](فتح الباري) : 1/ 409، كتاب الوضوء، باب (49) ، حديث رقم (206) .
[ (2) ](فتح الباري) : 8/ 158، كتاب المغازي، باب (83) ، بدون ترجمة، حديث رقم (4421) .
[ (3) ] زيادات للسياق من (صحيح مسلم) .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 3/ 172، كتاب الطهارة، باب (22) ، المسح على الخفين، حديث رقم (77) .
[ (5) ](فتح الباري) : 14/ 624، كتاب الصلاة، باب (7) الصلاة في الجبة الشامية، حديث رقم (363) .
[ (6) ](فتح الباري) : 6/ 124- 125، كتاب الجهاد، باب (90) الجبة في السفر والحرب، حديث رقم (2918) .
[ (7) ] زيادة للسياق من (صحيح البخاري) .
برأسه وعلى خفّيه [ (1) ] . لم يذكر في الجهاد قوله: يديه، إنما قال: من تحت.
ولفظ مسلم: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليقضى حاجته، فلما رجع تلقيته بالإداوة، فصببت عليه، فغسل يديه ثم غسل وجهه، ثم ذهب ليغسل ذراعيه، فضاقت الجبة، فأخرجهما من تحت الجبة، فغسلهما، ومسح رأسه ومسح على خفيه، ثم صلّى بنا [ (2) ] .
وخرّجاه من طرق ليس فيها ذكر الجبة، وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث، عن عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قبيصة، عن المغيرة ابن شعبة قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ما كان يسافر، فسرنا حتى إذا كان في وجه الصبح، انطلق حتى توارى عنا ضرب الخلاء، ثم جاء، فدعى بطهور، وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبة، ثم غسل وجهه ويديه، ومسح على الخفين [ (3) ] .
ولابن حبان من حديث جابر الجعفي، عن عامر عن دحية الكلبي، أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة من الشام وخفين، فلبسهما حتى تخرّقا.
وقال وكيع: حدثنا أبو حباب الكلبي عن جامع بن شداد الهلالي عن طارق بن عبد اللَّه المحاربي قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز عليه جبّة حمراء [ (4) ] . ويروى أنه عليه السلام ترك جبة يمنية.
وخرّج الحاكم أبو عبد اللَّه، من حديث همّام عن قتادة، عن مطرف عن
[ (1) ](فتح الباري) : 10/ 329، كتاب اللباس، باب (10) ، من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر، حديث رقم (5798) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 3/ 172- 173، كتاب الطهارة، باب (22) ، المسح على الخفين، حديث رقم (78) .
[ (3) ](اللؤلؤ والمرجان) : 1/ 62- 63، حديث رقم (158) ، (159) لكن بلفظ آخر.
[ (4) ](مجمع الزوائد) : 6/ 21.
عائشة رضى اللَّه عنها، أنها صنعت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جبة من صوف سوداء، فلبسها، فلما عرق وجد ريح الصوف، فخلعها، وكان يعجبه الريح الطيب [ (1) ] . قال هذا حديث صحيح [على شرط الشيخين ولم يخرجاه][ (2) ]، وقد تقدم لكن فيه: أنها عملت بردة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخرجت إلينا أسماء جبّة مزرّرة بالديباج فقالت: في هذه كان يلقى رسول اللَّه العدو [ (3) ] .
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 209، كتاب اللباس، حديث رقم (7393)، وقال عنه الذهبي في (التلخيص) :
على شرط البخاري ومسلم.
[ (2) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (3) ](مسند أحمد) : 7/ 478، حديث رقم (26404) .