الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما القباء والمفرّج
فخرج البخاري من حديث الليث بن سعد، عن يزيد عن أبى الخير عن عقبة بن عامر الجهنيّ رضى اللَّه عنه قال: أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرّوج حرير فلبسه فصلّى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، وقال: لا ينبغي هذا للمتقين [ (1) ] . ترجم عليه في الصلاة، باب من صلّى في فروج حرير ثم نزعه، وخرّجه مسلم [ (2) ] والنّسائى [ (3) ] بنحوه. الفرّوج بفتح الفاء وضم الراء المشددة، وحكى ضم الفاء وتخفيف [الراء] وهو ضعيف، وهو قبالة شق من خلفه، وتسميه أهل زماننا المفرج.
ولمسلم من حديث خالد [ (4) ] بن عبد اللَّه عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن عبد اللَّه مولى أسماء بنت أبى بكر رضى اللَّه عنها قال:
أرسلتنى أسماء إلى عبد اللَّه بن عمر رضى اللَّه عنه فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: العلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصوم رجب كله، فقال لي عبد اللَّه: أما ما ذكرت من رجب، فكيف بمن يصوم الأبد، وأما ما ذكرت من العلم في الثوب،
فإنّي سمعت عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه
[ (1) ](فتح الباري) : 1/ 639، كتاب الصلاة، باب (16) من صلّى في فروج حرير ثم نزعه، حديث رقم (375) ، 10/ 330، كتاب اللباس، باب (12) القباء وفروج حرير وهو القباء، ويقال: هو الّذي شق من خلفه، حديث رقم (5801) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 295- 296، كتاب اللباس والزينة، باب (2) تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء، وخاتم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء، وإباحة العلم ونحوه للرجال، ما لم يزد على أربع أصابع، حديث رقم (2075) .
[ (3) ](سنن النسائي) : 2/ 406، كتاب الصلاة، باب (9) الصلاة في الحرير، حديث رقم (769) .
[ (4) ] في (خ) : «مخلد» ، وصوبناه من (صحيح مسلم) .
يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له، فخفت أن يكون العلم منه.
وأما ميثرة الأرجوان، فهذه ميثرة عبد اللَّه، فإذا هي أرجوان، فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت: هذه جبّة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأخرجت إليّ جبة طيالسية كسروانية [ (1) ] ، لها لبنة ديباج، وفرجيها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة رضى اللَّه عنها حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغلسها للمرضى يستشفى بها [ (2) ] .
وخرجه ابن أيمن من حديث وكيع عن المغيرة بن زياد عن أبى عمر مولى أسماء قال: رأيت ابن عمر اشترى عمامة لها علم، فدعا بالجلمين فقصّه، فدخلت على أسماء فذكرت ذلك لها، فقالت: بؤسا لعبد اللَّه يا جارية، هاتي جبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجاءت بجبة مكفوفة الكمين والجيبين والفرج بالديباج.
وفي لفظ عن ابن عمر عن أسماء أنها أخرجت جبة مزرورة بالديباج فقالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يلبس هذا.
[ (1) ] في (خ) : «خرقانية» ، وما أثبتناه من (المرجع السابق) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 288- 289، كتاب اللباس والزينة، باب (2) ، حديث رقم (2069)، والميثرة كما قال الطبري: هي وعاء يوضع على سرج الفرس أو رحل البعير من الأرجوان، وحكى في (المشارق) قولا أنها سروج من ديباج، وقولا أنها أغشية للسروج من حرير، وقولا أنها تشبه المخدة تحشى يقطن أو ريش يجعلها الراكب تحته، وهذا يوافق تفسير الطبري، والأقوال الثلاثة يحتمل ألا تكون متخالفة، بل الميثرة تطلق على كل منها. (فتح الباري) : 10/ 377.