الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في] ذكر قوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجماع
قال ابن قتيبة في (غريبه) في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: يا رسول اللَّه هل أنزل عليك طعام من السماء؟ قال: نعم، أنزل عليّ طعام بمسخنة. يرويه أرطاة ابن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، عن سلمة بن نفيل السكونيّ، قال: المسخنة: قدر كأنها ثور.
وفي حديث آخر: أتانى جبريل بقدر يقال له الكفيت، فأكلت منها أكلة، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع.
قال: وأحسب الكفيت والكفت شيئا واحدا، وهي قدر لطيفة [ (1) ] .
وقال ابن سعد في (طبقاته) : أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتانى جبريل عليه السلام بقدر فأكلت منها، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع [ (2) ] .
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان، حدثنا إسرائيل عن ليث عن مجاهد قال: أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بضع أربعين رجلا، وأعطى كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين [ (3) ] .
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا: حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس قال: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلا في الجماع.
[ (1) ](كنز العمال) : 11/ 406، حديث رقم (31896) ، عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة، (31897) ، عن صفوان بن سليم مرسلا.
[ (2) ](طبقات ابن سعد) : 1/ 374، ذكر ما أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع.
[ (3) ] المرجع السابق.
وخرج البخاري من حديث معاذ بن هشام، حدثني أبى عن قتادة قال:
حدثنا أنس بن مالك رضى اللَّه عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن أحد عشرة، قلت لأنس، أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين. قال أبو عبيد اللَّه: وقال سعيد عن قتادة: أن أنسأ حدثهم: تسع نسوة. ذكره في باب: إذا جامع ثم عاود، ومن دار على نسائه في غسل واحد [ (1) ] .
وقال الحافظ أبو نعيم: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد- يعنى الطبراني- حدثنا محمد بن هارون ومحمد بن بكار، حدثنا العباس بن الوليد الخلال، حدثنا مروان بن محمد الظاهري، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضّلت على الناس بأربع:
بالسماحة والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش [ (2) ] ،
وقال مقاتل بن
[ (1) ](فتح الباري) 1/ 497، كتاب الغسل، باب (12) إذا جامع ثم عاد، ومن دار على نسائه في غسل واحد، حديث رقم (268) باب (24) الجنب يخرج ويمشى في السوق وغيره، حديث رقم (284) ، 9/ 140، كتاب النكاح، باب (4) كثرة النساء، حديث رقم (5068) ، 9/ 394، كتاب النكاح، باب (103) من طاف على نسائه في غسل واحد، حديث رقم (5215) .
[ (2) ](دلائل أبى نعيم) : 1/ 67، الفصل الرابع، ذكر الفضيلة الرابعة بإقسام اللَّه تعالى بحياته، وتفرده بالسيادة لولد آدم في القيامة، وما فضل به هو وأمته على سائر الأنبياء وجميع الأمم صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (30)
قال: حدثني أبو سعيد أحمد بن أبتاه قال: حدثنا الحسن بن إدريس، حدثنا قتيبة بن سعيد، وحدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا خالد بن يوسف قالا: حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه عن أبى هريرة قال: عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: فضلت على النبيين بستّ، أوتيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، وأرسلت إلى الناس كافة، وأحلت لي الغنائم، وختم بى النبيون.
هذا الحديث أخرجه مسلم في (الصحيح) في كتاب المساجد، من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبى هريرة، وذكر الأمور الستة التي ذكرت في هذا الحديث، وأخرجه البخاري في (الصحيح)، في كتاب التيمم من حديث جابر: أعطيت خمسا.. فذكر الحديث، والإمام أحمد في (المسند) : 3/ 134، دون ذكر كثرة الجماع.
وذكر ابن الجوزي في (العلل المتناهية)، من حديث قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه
حبان: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم بضع سبعين شابا فحسدته اليهود، فنزل: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [ (1) ] .
[ () ] صلى الله عليه وسلم: فضلت على الناس بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش. قال ابن الجوزي:
هذا لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. (العلل المتناهية) : 2/ 175، باب تفضيله صلى الله عليه وسلم بالكرم والقوة.
وذكره الخطيب البغدادي في ترجمة الحسين بن على النخعي، (تاريخ بغداد) : 8/ 69- 70، ترجمة رقم (4144) .
وقال الحافظ الذهبي: الحسين بن على النخعي، شيخ كتب عنه الإسماعيلي، عمر وتغير، ولا يعتمد عليه، وأتى بخبر باطل، قال: حدثنا العباس بن الوليد الخلال، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد، حدثنا قتادة، عن أنس مرفوعا: فضلت بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش. رواه عنه الإسماعيلي. (ميزان الاعتدال) : 1/ 543، ترجمة الحسين بن على النخعي رقم (2030) .
وذكره أيضا الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) : طاووس: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلا في الجماع، مجاهد قال: أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قوة بضع وأربعين رجلا، كل رجل من أهل الجنة.
هما للحارث، وكلاهما مرسل منقطع. (المطالب العالية) : 4/ 27- 28، باب قوته صلى الله عليه وسلم على الجماع حديث رقم (3869) ، (3870) .
[ (1) ] قال أبو حيان الأندلسى في تفسير قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ:
وقال ابن عباس والسدي أيضا: والفضل ما أبيح له من النساء.
وسبب نزول هذه الآية عندهم، أن اليهود قالت لكفار العرب: انظروا إلى هذا الّذي يقول إنه بعث بالتواضع، وأنه لا يملأ بطنه طعاما، ليس همه إلا في النساء، ونحو هذا، فنزلت.
والمعنى: لم تخصونه بالحسد، ولا تحسدون آل إبراهيم- يعني- سليمان وداود في أنهما أعطيا النبوة والكتاب، وأعطيا مع ذلك ملكا عظيما في أمر النساء، وهو ما روى أنه كان لسليمان سبعمائة امرأة، وثلاثمائة سرية، ولداود مائة امرأة. فالملك في هذه الآية: إباحة النساء، كأنه المقصود أولا بالذكر. (البحر المحيط) : 3/ 678.
وقال أبو القاسم جار اللَّه محمود بن عمر الزمخشريّ: وعن ابن عباس، الملك في آل إبراهيم ملك يوسف وداود وسليمان، وقيل: استكثروا نساءه، فقيل لهم: كيف استكثرتم له التسع، وقد كان لداود مائة، وسليمان ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية؟ (الكشاف) : 1/ 274.