الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأصم البكائي، كانت عنده برزة [ (1) ] أخت ميمونة بنت الحارث، فولدت له يزيد بن الأصم، ومات يزيد بن الأصم سنة ثلاث ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وكان ينزل الرقة [ (2) ]، ويقال: إن الأصم خلف على عزة بعد زياد بن عبد اللَّه.
[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية]
وأما سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية فإنه: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زياد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك النجار الأنصاري، أبو الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، شاعر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (3) ] ، أمه الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن
[ (1) ] في (خ) : «عزة» ، وما أثبتناه من (ابن سعد) .
[ (2) ] يزيد الأصم من جلّة التابعين بالرّقّة، ولأبيه صحبة، وهو عمرو، ويقال: عبد عمرو، ويقال: عدس ابن معاوية، الإمام، الحافظ، أبو عوف العامرىّ، البكّائى.
حدّث عن خالته ميمونة أم المؤمنين، وابن خالته ابن عباس، وعليّ بن أبى طالب، وسعد بن أبى وقاص، وأبى هريرة، وعائشة، ومعاوية، وعوف بن مالك، وغيرهم، ولم تصح روايته عن عليّ، وقد أدركه وكان بالكوفة في خلافته.
حدث عنه ابن أخيه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم، وابن شهاب، وعبد الملك ابن عطاء، وآخرون.
وكان كثير الحديث، قاله ابن سعد، وثّقه العجليّ، وأبو زرعة، والنسائي وغيرهم، مات سنة إحدى ومائة، وقيل غير ذلك. له ترجمة في:(الإصابة) : 6/ 693- 694، ترجمة رقم (9388)، (طبقات ابن سعد) : 7/ 479، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (3067)، (تاريخ البخاري) : 8/ 318، (الجرح والتعديل) : 4/ 252، (حلية الأولياء) : 4/ 97، ترجمة رقم (252)، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 161، (تهذيب التهذيب) : 11/ 273- 274، ترجمة رقم (501) .
[ (3) ] نسب الرواة حسان إلى أبيه فقالوا: هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار- وهو تيم اللَّه- بن ثعلبة ابن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقاء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يعرب بن قحطان.
ونسبوه إلى أمه فقالوا: أم حسان الفريعة بنت خنيس بن لوزان بن عبد ودّ بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
ولد حسان في منتصف العقد السابع من القرن السادس الميلادى، وعاش مائة وعشرين سنة،
ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارية، وانتدب لهجو المشركين
[ () ] نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام، فهو من المخضرمين، وتوفى سنة أربعين من الهجرة على أرجح الآراء.
كانت أسرة حسان ذات شأن عظيم في الجاهلية والإسلام، فوالده ثابت بن المنذر قد حكمته الأوس والخزرج في حرب يوم سمير، ونزلوا على حكمه، وأخوه أوس بن ثابت ممن شهد العقبة مع السبعين مع الأنصار، كما آخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وقد سقط أوس يوم أحد شهيدا، كما استشهد أخ آخر له، وهو أبيّ بن ثابت يوم بئر معونة.
وأنجب حسان عدة أبناء، بينهم الشاعر عبد الرحمن بن حسان، أمه سيرين القبطية، أخت مارية أم إبراهيم بن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهبها لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، فهو ابن خالة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وكان عبد الرحمن شاعرا، وقد روى عن أبيه وغيره، فولد عبد الرحمن: الوليد، وإسماعيل، وأم فراس، أمّهم أم شيبة بنت السائب بن يزيد بن عبد اللَّه، وسعيد بن عبد الرحمن. وكان شاعرا، وقد روى عنه أمه أم ولد، وحسان بن عبد الرحمن والفريعة، ويكنى عبد الرحمن بن حسان أبا سعيد، وكان شاعرا، قليل الحديث، وقد ضمه بعض العلماء إلي الثقات.
وقد أشار العلماء إلى صفة لصقت بحسان، وهي صفة الجبن، وقد أثبتت المصادر أن أكحل حسان كان قد قطع، فلم يكن يضرب بيده، وتلك علة إحجامه عن الاشتراك في غزوات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا إلى جانب كبر سنة، وضعف روح المغامرة عنده، مما جعله حذرا متمهلا، في الوقت الّذي نجد فيه شباب المسلمين وشيوخهم، مدفوعين بقوة الدين، وبروح الرسول صلى الله عليه وسلم نحو الجهاد الّذي كان المظهر الحقيقي للمسلم المؤمن في هذه الفترة.
وقد عاش حسان في جاهليته في الفترة التي ازدهر فيها نوعان من الشعر التقليدي القديم، في الشعر القبلي، وفن المديح، وقد برع الحسان في كلا الفنين، برع في أولهما، لأنه كان من الشعراء القبليين، الذين كانوا لسان حال قبائلهم، يمجدون انتصاراتها، ويفخرون بأمجادها، كما برع في آخرهما، لأنه كان من الشعراء الجوالين، الذين نزلوا الإمارتين الشماليتين: إمارة الغساسنة، وإمارة المناذرة، يمدحون ملوكها، وينالون عطاياهم وجوائزهم، لذلك نجد شعر حسان الجاهلي في مناقضاته القبليّة، وفي مدائحه التكسبية، من خير ما وصلنا من هذا العصر. له ترجمة في:(ديوان حسان بن ثابت) : 9- 10، (الشعر والشعراء) : 188- 190، (طبقات ابن سعد) : 5/ 266، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 512- 523، ترجمة رقم (106)، (تاريخ الإسلام) : 2/ 440، (مسند أحمد) :
6/ 292، (المستدرك) : 3/ 553- 557، (الإصابة) : 2/ 62- 64، ترجمة رقم (1706)، (الاستيعاب) : 1/ 341- 350، ترجمة رقم (507)، (طبقات خليفة) : 88، (تاريخ خليفة) :
202، (التاريخ الكبير) : 3/ 29، (المعارف) : 2، 128، 143، 197، 132، (الجرح والتعديل) :
3/ 332، (تهذيب التهذيب) : 2/ 216- 217، ترجمة رقم (450)، (خلاصة تذهيب الكمال) : 1/ 209، ترجمة رقم (1301)، (شذرات الذهب) : 1/ 41، 60.
هو وكعب ابن مالك، وعبد اللَّه بن رواحة، فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:
[اهجهم]- يعنى المشركين- وروح القدس معك، وقال له: اللَّهمّ أيده بروح القدس،
وكان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، وأجمعت العرب علي أنّ أشعر أهل المدر يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر حسان، وكان ممن خاض في الإفك على عائشة رضى اللَّه عنها، وقيل لم يخض ولم يجلد، وكان من أجبن الناس، لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من المشاهد لجبنه، وأنكر قوم حسان ذلك وقالوا: لكن أقعده عن الحرب قطع أكحله، وأنشدوا قوله:
أضر بجسمي مرور الدهور
…
وخان قراع يدي الأكحل
وقد كنت أشهد [وقع] الحروب
…
ويحمرّ في كفى المنصل
وقال إسماعيل بن إسحاق: الدليل على أن حسان لم يكن جبانا: أنه هاجى جماعة فلم يعيره أحد بالجبن، وأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سيرين أخت مارية، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، وتوفى قبل الأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: أيام قتل على رضى اللَّه عنه وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان يخضب شاربه وعنقفته بالحناء ولا يخضب سائر لحيته، فقال له ابنه عبد الرحمن: لم تفعل هذا؟ قال: لأكون كأنى أسد ولغ في دم. قال ابن قتيبة: انقرض ولد حسان ولم يبق منهم أحد.