الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة
الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أمه وأم أخته: الفارعة بنت حرب من بنى تميم، وكان نديما للعوام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى، وتزوج صفية عمة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فولدت صفيّا [ (1) ] .
ومحمد بن عبد اللَّه بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي أبو محمد، هاجر مع أبيه وعمه أبى أحمد إلى المدينة، وقتل أبوه بأحد، فأوصى به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان [ (2) ] محمد [بن عبد اللَّه بن جحش][ (3) ] في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش، أم المؤمنين رضى اللَّه عنها، ذكره الحافظ أبو نعيم، وانفرد النسائي بحديثه [ (4) ] .
وعمر بن حرب بن أمية، أمه وأم أخيه عمرو، وأخته أم جميل حمالة الحطب: فاختة بنت عامر بن معتب الثقفي، وله من الولد أمية بن عمرو، وسلمى بنت عمر، ولدت لحنظلة بن أبى سفيان صخر بن حرب ولدا اسمه ربيعة بن حنظلة، وأخوهما لأمهما الفارعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف، هو عبّاس بن علقمة بن عبد اللَّه بن أبى قيس بن عبد ودّ بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ ولا عقب لعمر [ (5) ] . وعمرو بن حرب ابن أمية [ (6) ] .
[ (1) ] قال ابن قتيبة: وكانت صفية بنت عبد المطلب عند الحارث بن حرب بن أمية، ثم خلف عليها العوام بن خويلد، وهي أم الزبير بن العوام. (المعارف) :128.
[ (2) ] في (خ) : «وكانت» .
[ (3) ] زيادة للسياق والنسب.
[ (4) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 3/ 1373- 1374، ترجمة رقم (2335)، (سيرة ابن هشام) :
2/ 319.
[ (5) ] ، (6) لم أجد له ترجمة.
والفارعة بنت حرب بن أمية [ (1) ] ، أمها وأم أخيها أبى سفيان صخر بن حرب، وأم أختها فأخته صفية بنت حزن بن البجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي عمة أم الفضل امرأة العباس ابن عبد المطلب أم بنيه، وعمة ميمونة أم المؤمنين رضى اللَّه عنها، وكانت الفارعة هذه- وهي الكبرى- تحت الأسود بن عبد المطلب بن أسد، فولدت له فاختة بنت الأسود [ (2) ] .
وفاختة بنت حرب بن أمية [ (3) ]- وهي الكبرى- كانت عند شيبة بن ربيعة، فولدت له عبد الرحمن بن شيبة، والفارعة الصغرى بنت حرب بن أمية، وفاختة الصغرى بنت حرب بن أمية، أمها أم قتال بن عبد الحارث بن زهرة، وكانت عند قيس بن عبد اللَّه بن يعمر الشداخ، فولدت له الجثامة ابن قيس [ (4) ] ، ثم خلف عليها غزوان بن جابر بن شبيب المازني، فولدت له فاختة بنت غزوان [ (5) ] .
وأم جميل بنت حرب بن أمية- وهي التي سماها اللَّه تعالى في كتابه
[ (1) ] لم أجد له ترجمة.
[ (2) ] هي فاختة بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسديّة، كانت تحت صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، خلف عليها بعد أبيه، ففرق الإسلام بينهما. أخرجه المستغفري من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن، فذكرها. (الإصابة) : 8/ 46 ترجمة رقم (11565) .
[ (3) ] لم أجد لهم ترجمة.
[ (4) ] جثّامة- بفتح أوله وتثقيل المثلثة- ابن قيس- ذكره ابن مندة،
وروى من طريق حبيب بن عبيد الرّحبىّ، عن أبى بشر، عن جثامة بن قيس- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: من صام يوما في سبيل اللَّه باعده اللَّه عن النار مائة عام، وفي الإسناد من لا يعرف. (الإصابة) : 1/ 464، ترجمة رقم (1099) .
[ (5) ] هي فاختة بنت غزوان- بفتح المعجمة وسكون الزاى- ابن جابر بن وهب المازني، كانت من المهاجرات. (الإصابة) : 8/ 47، ترجمة رقم (11571) .
العزيز: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، امرأة أبى لهب بن عبد المطلب، لأنها كانت تحمل أغصان العضاة والشوك، فتطرحها في طريق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أو لأنها حمالة النميمة، تحطب على ظهرها.
ولم نزلت سورة تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ* سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [ (1) ]، قالت أم جميل: هجاني محمد، واللَّه لأهجونّه:
محمّدا قلينا
…
ودينه أبينا
وأخذت فهرا لتضربه، فأغشى اللَّه عينيها عنه، وردها بغيظها، وهي أم عتبة، وعتيبة، بنى أبى لهب [ (2) ] .
[ (1) ] سورة المسد كلها، سمّيت هذه السورة في أكثر المصاحف:«سورة تبّت» ، وكذلك عنونها الترمذي في (جامعة) ، وفي أكثر كتب التفسير، تسمية لها بأول كلمة فيها. وسميت في بعض المصاحف وبعض التفاسير «سورة المسد» ، واقتصر في (الإتقان) على هذين. وسماها بعض المفسرين:«سورة أبى لهب» ، على تقدير: سورة ذكر أبى لهب، وعنونها أبو حيان في تفسيره:«سورة اللهب» ، ولم أره لغيره. وعنونها ابن العربيّ في (أحكام القرآن) :«سورة ما كان من أبي لهب» ، وهو عنوان وليس باسم. وهي مكية بالاتفاق، وعدّت السادسة من السور نزولا، نزلت بعد سورة الفاتحة، وقبل سورة التكوير. وعدد آياتها خمس.
روى أن نزولها كان في السنة الرابعة من البعثة، وسبب نزولها على ما في الصحيحين، عن ابن عباس، قال: صعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فنادى:«يا صباحاه» ، [كلمة ينادى بها للإنذار من عدوّ يصبّح القوم] ، فاجتمعت إليه قريش، فقال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، أرأيتم لو أنى أخبرتكم أن العدو ممسيكم أو مصبحكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: ما جرّ بنا عليك كذبا، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.
[ (2) ] وأبو لهب: هو عبد العزى بن عبد المطلب، وهو عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو عتبة تكنية باسم ابنه، وأما كنيته بأبي لهب في الآية، فقيل: كان يكنّى بذلك في الجاهلية [لحسنه وإشراق وجهه] ، وأنه اشتهر بتلك الكنية، كما اقتضاه حديث طارق المحاربي، ومثله حديث من ربيعة بن عباد الديليّ في (مسند أحمد) .
فسماه القرآن بكنيته دون اسمه، لأن في اسمه عبادة العزّى، وذلك لا يقرّه القرآن، أو لأنه كان بكنيته أشهر منه باسمه العلم، أو لأن في كنيته ما يتأتى به التوجيه بكونه صائرا إلى النار، وذلك كناية عن كونه جهنميا، لأن اللهب: ألسنة النار إذا اشتعلت وزال عنها الدخان. والأب يطلق
_________
[ () ] على ملازم ما أضيف إليه، كما كنى إبراهيم عليه السلام: أبا الضيفان، وكنّى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن بن صخر الدوسيّ: أبا هريرة، لأنه حمل هرة في كم قميصه، وكنى شهر رمضان: أبا البركات، وكنى الذئب: أبا جعدة [والجعدة سخلة المعز، لأنه يلازم طلبها لافتراسها] ، فكانت كنية أبى لهب صالحة، موافقة لحاله من استحقاقه لهب جهنم، فصار هذا التوجيه كناية عن كونه جهنميا، لينتقل من جعل أبى لهب بمعنى ملازم اللهب إلى لازم تلك الملازمة في العرف، وهو أنه من أهل جهنم، وهو لزوم ادعائى، مبنى على التفاؤل بالأسماء ونحوها.
كما أشار التفتازاني في مبحث العلميّة من شرح (المفتاح)، وأنشد قول الشاعر:
قصدت أبا المحاسن كي أراه
…
لشوق كان يجذبني إليه
فلما أن رأيت رأيت فرنا
…
ولم أر من بنيه ابنا لديه
قوله تعالى: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ: استئناف ابتدائى للانتقال من إنشاء الشتم والتوبيخ إلى الإعلام بأنه آيس من النجاة من هذا التباب، ولا يغنيه ماله ولا كسبه، أي لا يغنى عنه ذلك في دفع شيء عنه في الآخرة، والتعبير بالماضي في قوله: ما أَغْنى لتحقيق وقوع عدم الإغناء.
والمال: المتملكات المتمولة، وغلب عند العرب إطلاقه على الإبل، ومن كلام عمر رضى اللَّه عنه:
«لولا المال الّذي أحمل عليه في سبيل اللَّه»
…
في اتقاء دعوة المظلوم من (الموطأ) . وأهل المدينة، وخيبر، والبحرين، يغلب عندهم على النخيل.
وروى عن ابن مسعود أن أبا لهب قال: «إن كان ما يقول ابن أخى حقا، فأنا أفتدي نفسي يوم القيامة بمالي وولدى» ، فأنزل اللَّه تعالى: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ، وقال ابن عباس: ما كَسَبَ، هو ولده، الولد من كسب أبيه.
قوله تعالى: سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ، بيان لجملة ما أغنى عنه ماله وما كسب، أي لا يغنى عنه شيء من عذاب جهنم. ونزل هذا القرآن في حياة أبى لهب، وقد مات بعد ذلك كافرا، فكانت هذه الآية إعلاما بأنه لا يسلم، وكانت من دلائل النبوة.
ووصف النار ب ذاتَ لَهَبٍ، لزيادة تقرير المناسبة بين اسمه وبين كفره، إذ هو أبو لهب، والنار ذات لهب. وبين لفظي لهب الأول ولهب الثاني، الجناس التام.
قوله تعالى: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، أعقب ذم أبى لهب ووعيده بمثل ذلك لامرأته، لأنها كانت تشاركه في أذى النبي صلى الله عليه وسلم وتعين عليه.
وامرأته: أي زوجته، قال تعالى في قصة إبراهيم: وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ. وفي قصة لوط: إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ، وفي قصة نسوة يوسف: امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ.
_________
[ () ] وامرأة أبى لهب، هي أم جميل، واسمها أروى بنت حرب بن أمية، وهي أخت أبى سفيان بن حرب، وقيل: اسمها العوراء، فقيل: هو وصف، وأنها كانت عوراء، وقيل: اسمها. وذكر بعضهم: أن اسمها العوّاء بهمزة بعد الواء.
وكانت أم جميل هذه تحمل حطب العضاة والشوك، فتضعه في الليل في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الّذي يسلك منه ليعقر قدميه. فلما خصل لأبى لهب وعيد مقتبس من كنيته، جعل لامرأته وعيد مقتبس لفظه من فعلها، وهو حمل الحطب في الدنيا، فأنذرت بأنها تحمل الحطب في جهنم ليوقد به على زوجها، وذلك خزي لها ولزوجها، إذ جعل شدة عذابه على يد أحب الناس إليه، وجعلها سببا لعذاب أعزّ الناس عليها.
وقوله تعالى: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، قرأه الجمهور برفع حَمَّالَةَ على أنه صفة لامرأته، فيحتمل أنها صفتها في جهنم، ويحتمل أنها صفتها التي كانت تعمل في الدنيا بجلب حطب العضاة لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم، على طريقة التوجيه والإيماء إلى تعليل تعذيبها بذلك.
وقوله تعالى: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، صفة ثانية، أو حال ثانية، وذلك إخبار بما تعامل به في الآخرة، أي يجعل لها حبل في عنقها تحمل فيه الحطب في جهنم، لإسعار النار على زوجها جزاء مماثلا لعملها في الدنيا، الّذي أغضب اللَّه تعالى عليها.
والجيد: العنق، وغلب في الاستعمال على عنق المرأة، وعلى محل القلادة منه، فقلّ أن يذكر العنق في وصف النساء في الشعر العربيّ إلا إذا كان عنقا موصوفا بالحسن.
قال السهيليّ في (الروض) : والمعروف أن يذكر العنق إذا ذكر الحلي أو الحسن، فإنما حسن هنا ذكر الجيد في حكم البلاغة، لأنها امرأة، والنساء تحلى أجيادهن، وأم جميل لا حلىّ لها في الآخرة إلا الحبل المجعول في عنقها، فلما أقيم لها ذلك مقام الحلي ذكر الجيد معه.
والحبل: ما يربط به الأشياء التي يراد اتصال بعضها ببعض، وتقيد به الدابة، والمسجون كيلا يبرح من المكان، وهو ضفير من الليف.
والمسدّ: ليف من ليف اليمن شديد، والحبال التي تقل منه تكون قوية وصلبة. وقدم الخبر من قوله: فِي جِيدِها للاهتمام بوصف تلك الحالة الفظيعة، التي عوّضت فيها بحبل في جيدها، عن العقد الّذي كانت تحلى به جيدها في الدنيا فتربط به، إذ قد كانت هي وزوجها من أهل الثراء وسادة أهل البطحاء. وقد ماتت أم جميل على الشرك. (تفسير التحرير والتنوير) : 30/ 599- 607 باختصار.