الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أم المؤمنين صفية بنت حيي
[ (1) ] وصفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن
[ (1) ] هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعيه، من سبط اللاوى بن نبي اللَّه إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام، ثم من ذرية رسول اللَّه هارون عليه السلام. تزوجها قبل إسلامها: سلام ابن أبى الحقيق، ثم خلف عليها كنانة بن أبى الحقيق، وكانا من شعراء اليهود، فقتل كنانة يوم خيبر عنها، وسبيت، وصارت في سهم دحية الكلبي، فقيل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم عنها، وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك، فأخذها من دحية، وعوضه عنها سبعة أرؤس. أخرجه أحمد في (المسند)، ومسلم في النكاح:
باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، وأبو داود في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، وابن سعد في (الطبقات) ، كلهم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك.
وأخرجه مسلم من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: جمع السبي- يعنى بخيبر- فجاءه دحية الكلبي فقال: يا رسول اللَّه! أعطنى جارية من السبي فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي فجاء رجل إلى نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللَّه! أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير؟ ما تصلح إلا لك، قال صلى الله عليه وسلم: ادعوه بها، قال فجاء بها، فلما نظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خذ جارية من السبي غيرها، قال: وأعتقها صلى الله عليه وسلم وتزوجها. وأخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر عن طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس، وفيه: وكان في السبي صفية، فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت، تزوجها وجعل عتقها صداقها. [أخرجه البخاري من حديث أنس في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي النكاح، باب من جعل عتق الأمة صداقها، وفي النكاح، باب الوليمة ولو بشاة، ومسلم في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، وأخرجه أيضا: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الرزاق] .
حدث عنها على بن الحسين، وإسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث، وكنانة مولاها، وآخرون وكانت رضى اللَّه عنها شريفة عاقلة، ذات حسب، وجمال، ودين.
قال أبو عمر بن عبد البرّ في (الاستيعاب) : روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب، فقالت: إن صفية تحبّ السبت، وتصل اليهود، فبعث عمر يسألها، فقالت: أما السبت، فلم أحبه منذ أبدلني اللَّه به الجمعة، وأما اليهود، فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت الجارية: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: الشيطان، قالت: فاذهبي فأنت حرة.
وأخرج الترمذي في (الجامع) ، من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، حدثنا كنانة: حدثتنا صفية بنت حيي، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت له ذلك،
الخزرج بن أبى حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم الإسرائيلي، من سبط هارون بن عمران عليه السلام، أمها مرة بنت سموأل، كانت عند سلام بن
[ () ] فقال: ألا قلت: وكيف تكونان خيرا منى وزوجي محمد، وأبى هارون، وعمى موسى؟ وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها، نحن أزواجه، وبنات عمه. [أخرجه الترمذي في المناقب، والحاكم،
وإسناده ضعيف، لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، وباقي رجاله ثقات، لكن يشهد له
حديث أنس عند أحمد، والترمذي من طريق عبد الرزاق، عن معمر عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت، بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكى، فقال:
ما يبكيك؟ فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبي، وان عمك لنبي، وانك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ثم قال: اتقى اللَّه يا حفصة.
وإسناده صحيح] .
قال ثابت البناني: حدثتني سمية- أو شميسة- عن صفية بنت حيي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فيرك بصفية جملها، فبكت، وجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما أخبروه فجعل يمسح دموعها بيده، وهي تبكى، وهو ينهاها،
فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالناس، فلما كان عند الرواح، قال لزينب بنت جحش: أفقرى أختك جملا- وكانت من أكثرهن ظهرا- فقالت: أنا أفقر يهوديتك! فغضب فلم يكلمها، حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها، ولم يقسم لها، ويئست منه.
فلما كان ربيع الأول دخل عليها، فلما رأته قالت: يا رسول اللَّه، ما أصنع؟ قال: وكانت لها جارية تخبؤها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: هي لك- قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سريرها، وكان قد رفع، فوضعه بيده، ورضى عن أهله صلى الله عليه وسلم [أخرجه أحمد في (المسند) ، وابن سعد في (الطبقات) ،
وقوله: أفقرى أختك،
أي أعيرها إياها للركوب، ومنه حديث جابر، أنه اشترى منه بعيرا، وأفقره ظهره إلى المدينة، مأخوذ من ركوب فقار الظهر، وهو خرزاته، والواحدة فقارة] .
وكانت صفية رضى اللَّه عنها ذات حلم ووقار، قيل: توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: توفيت سنة خمسين، [والثاني هو الصحيح، لأن على بن الحسين قد سمع منها حديث زيارتها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في اعتكافه في المسجد، وهو مما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم، وعلى بن الحسين إنما ولد بعد سنة أربعين أو نحوها، ذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) ] . وقبرها بالبقيع. لها ترجمة في:
(مسند أحمد) : 7/ 473- 475، (طبقات ابن سعد) : 8/ 120- 129، (تاريخ خليفة) : 82، 83، 86، (المعارف) : 138، 215، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 231- 238، ترجمة رقم (26)، (المستدرك) : 4/، (الاستيعاب) : 4/ 1871، ترجمة رقم ()، (جامع الأصول) : 9/ 143، (تهذيب التهذيب) : 12/ 429، ترجمة رقم ()، (الإصابة) : / ترجمة رقم ()، (خلاصة تذهيب الكمال) : 492، (كنز العمال) : 13/ 637، 704، (المواهب اللدنية) : 2/، (صفة الصفوة) : 2/، ترجمة رقم ()، (شذرات الذهب) : 1/ 12 ورد لها من الحديث عشرة أحاديث، منها واحد متفق عليه [أخرجه البخاري في الاعتكاف.
مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبى الحقيق اليهودي، فقتل يوم خيبر، وكانت صفىّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مغانم خيبر، ويقال: بل وقعت في سهمه يومئذ هي وأختها، فتزوجها ووهب أختها لدحية بن خليفة، ويقال بل اشتراها بسبعة أرؤس.
وقيل: لما جمع سبى خيبر جاء دحية فقال: يا رسول اللَّه! أعطنى جارية من السبي، فقال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية، فقيل: يا رسول اللَّه! إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك، فقال لدحية: خذ جارية غيرها من السبي.
والثابت أنها صارت في سهمه، فأعتقها وجعل عتقها صداقها، وحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها، فكانت إحدى أمهات المؤمنين، وكانت حليمة عاقلة فاضلة، توفيت في رمضان سنة خمس.
وقال محمد بن عائد. - في (كتاب المغازي) -: حدثنا الوليد عن ابن لهيعة، عن أبى الأسود عن عروة قال: وقد كان قال قبل وفاته: مروا جويرية ابنة الحارث بالحجاب وصفية بنت حيي، وردوا وفود العرب وجهزوهم.
وخرج الطبراني من حديث إسماعيل بن عياش، عن الحجاح بن أرضأة، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة.